تحذير من ارتكاب الاحتلال لمجازر جديدة بحق الفلسطينيين.. مطالبة بتحرك دولي
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
مع استمرار معركة المقاومة من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني، تتصاعد التحذيرات من إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين وخاصة المحاصرين في قطاع غزة للعام الـ17 على التوالي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، استشهاد 232
فلسطينيا وإصابة و1697 آخرين، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وفجر السبت، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى"، وذلك عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
هجوم واسع
ومن خلال متابعة "عربي21"، بدأت العملية العسكرية بعد صلاة الفجر بقليل، حيث انطلقت فصائل المقاومة بتنفيذ ضربات نوعية في وقت واحد؛ جوية وأرضية ميدانية وصاروخية، وتمكن رجال المقاومة من تفجير السياج الأمني في عدة مناطق واقتحام المقاومة لعدة مستوطنات إسرائيلية قريبة من القطاع، بالتزامن مع عملية إنزال جوي عبر طائرات شرعية والبدء في قضف عنيف للمستوطنات والمدن الإسرائيلية المختلفة بصواريخ طورت محليا.
واستمر إطلاق المقاومة لرشقات صاروخية ما تسبب بخلل في منظومات الطيران العسكري الإسرائيلي، كما أدى إطلاق الصواريخ بكثافة لتوفير "مظلة نارية" لعناصر المقاومة الذي كانوا يتجولون في المستوطنات والمواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية القريبة من القطاع، حيث تمكنوا من قتل العديد من المستوطنين وجنود الاحتلال وأسر آخرين لم يكشف عن عددهم الإجمالي، لكن الكثير من الدلائل تؤكد أنهم بالعشرات.
وحذر رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني "حشد" الناشط الحقوقي، صلاح عبد العاطي، من "اتساع رقعة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني"، منبها إلى "مخاطر التصريحات الداعمة لدولة الاحتلال، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية، التي تمنح الاحتلال الضوء الأخضر لشن هجوم نخشى أن يكون واسعا يدفع ثمنه المدنيين الفلسطينيين كما جرى في كل عدوان للاحتلال على قطاع غزة".
وطالب في تصريح خاص لـ"عربي21": "المجتمع الدولي والدول المتعاقدة على اتفاقية جنيف، بـ"تحمل المسؤولية في وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وضمان التزام دولة الاحتلال بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ووقف استهداف المدنيين والأعيان المدنية وخاصة استهداف الأطفال والنساء والأطقم الطبية والصحفية".
وأضاف عبد العاطي: "نخشى من ارتكاب دولة الاحتلال لمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين وجرائم إبادة في قطاع غزة المحاصر، الذي يدافع عن نفسه ويحاول صد العدوان الإسرائيلي"، مشددا على ضرورة "قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على دولة الاحتلال لاحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ووقف سياسية الكيل بمكيالين، والتحرك الجاد من أجل حماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموما، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص".
لجم الاحتلال
من جانبه، ذكر الخبير القانوني والحقوقي، نافذ المدهون، أن "الاحتلال يبيت إلى مسلسل جرائمه السابقة بحق شعبنا، جرائم جديدة، ومن المتوقع أن يشن عدوان واسع، عقب الضربة التي تلقاها من المقاومة التي تمكنت من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "عدوان الاحتلال على غزة والشعب الفلسطيني ممن المتوقع أن يكون غير طبيعيا، وسيتجاوز قواعد القانون الدولي، في الوقت الذي يغيب فيه الرادع لهذا الاحتلال، ودلالة ذلك؛ الدعم الأمريكي لعدوان الاحتلال الذي يخطط القيام به في الساعات القادمة".
واستنكر المدهون، "حالة الصمت التي يعيشها المجتمع الدولي على تلك الجرائم التي يرتكبها الاحتلال حتى في هذه اللحظات، من قصف المباني والأبراج السكنية لمواطنين عزل"، وذلك بدلا من أن يرد الاحتلال على المقاومين الذين يحاولون تحرير الأرض من الاحتلال".
وشدد على ضرورة وجود "تحرك دولي سريع عبر مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أن يبدأ جيش الاحتلال حماقته الجديدة بحق الشعب الفلسطيني وارتكاب المزيد من الجرائم من الواضح أنها ستكون بمستو عال من الإجرام".
وطالب القانوي الفلسطيني، بـ"ضرورة وجود موقف عربي رسمي واضح، وأن يعقد اجتماع طارئ هذه الليلة لجامعة الدول العربية على مستوى الرؤساء، من أجل اتخاذ قرارات لموجهة هذا الاحتلال إذا ما ارتكب حماقات في قطاع غزة والضفة الغربية".
وأضاف "إذا لم سيكن هناك إلجام لهذا الاحتلال عن جرائمه، فلتكن هناك مساعدة عربية للمقاومة الفلسطيني من أجل أن تردع الاحتلال عن الاستمرار في مسلسل جرائمه".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة المجتمع الدولي غزة الاحتلال المجتمع الدولي جرائم الاحتلال طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی الشعب الفلسطینی فی قطاع غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب
مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة التهدئة وتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، نحن أمام سلوك انتهازي إسرائيلي غير مستغرب، ومتكرر في تعامل الكيان الإسرائيلي مع الجانب الفلسطيني والبيئة العربية.
كان الخرق الإسرائيلي لاتفاق التهدئة فاضحا بإغلاق المعابر ومنع دخول البضائع، بالرغم من أن انتهاء المرحلة الأولى يلزم الجانب الإسرائيلي بمتابعة المفاوضات والاستمرار في فتح المعابر، وصولا للترتيبات النهائية للمرحلتين الثانية والثالثة.
هدف نتنياهو من إغلاق المعابر وتعطيل الصفقة إلى:
1- ابتزاز المقاومة الفلسطينية، ووضع مزيد من الضغوط عليها لمحاولة تحقيق مكاسب غير منصوص عليها في الصفقة المتوافق عليها، وخصوصا في أجواء يسعى فيها أبناء قطاع غزة إلى لملمة أنفسهم وتضميد جراحهم، وتوفير الحد الأدنى لمتطلباتهم الحياتية.
2- الحفاظ على تماسك الحكومة الإسرائيلية، وخشية نتنياهو من انهيارها، بسبب تهديد سموتريتش بالانسحاب من الحكومة إذا ما دخلت الحكومة في استحقاقات المرحلة الثانية.
خبرة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع السلطة الفلسطينية ومع الجانب العربي، لن تُسعفه كثيرا في تعامله مع المقاومة. فقد أثبتت المقاومة صلابتها خلال 18 عاما من الحصار، وفي خمس حروب على قطاع غزة، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وفي مقدمتهم قادتها، دون أن تتنازل عن أهدافها. و"الفهلوة" الإسرائيلية لن تجدي نفعا في التعامل مع المقاومة
3- الاستفادة من الغطاء الأمريكي الذي لا يحترم الاتفاقات والمواثيق، والذي بدا متقدما حتى على الجانب الإسرائيلي في طرح أفكار باستملاك قطاع غزة وتهجير أهله؛ وكذلك الاستفادة من الأفكار التي طرحها مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف (Steven Witkoff) بشأن إطلاق سراح الأسرى لدى حماس؛ ومحاولة استثمار ذلك في وضع مزيد من الضغوط على المقاومة.
4- محاولة استعادة زمام المبادرة في الحرب الإعلامية والنفسية مع المقاومة، وتقديم خطاب متشدد للبيئة الداخلية الإسرائيلية، بعد أن كسبت المقاومة الجولات الإعلامية في عمليات تبادل الأسرى، ومحاولة الإيحاء بوجود تطورات وإعادة تموضع وتجهيزات وترتيبات إسرائيلية متعلقة باستئناف الحرب على قطاع غزة، خصوصا في ضوء تولي رئيس الأركان الجديد إيال زامير منصبه، وتغيير عدد من المواقع القيادية، والإعلان عن نتائج بعض التحقيقات في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ وبالتالي، محاولة الإيحاء بقدرة الجانب الإسرائيلي هذه المرة على حسم المعركة.
* * *
يبدو أن خبرة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع السلطة الفلسطينية ومع الجانب العربي، لن تُسعفه كثيرا في تعامله مع المقاومة. فقد أثبتت المقاومة صلابتها خلال 18 عاما من الحصار، وفي خمس حروب على قطاع غزة، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وفي مقدمتهم قادتها، دون أن تتنازل عن أهدافها. و"الفهلوة" الإسرائيلية لن تجدي نفعا في التعامل مع المقاومة؛ خصوصا أننا أمام صفقة موقّع عليها لها "ضامنون" دوليون؛ وبالتالي فإصرار المقاومة على موقفها له سنده وشرعيته الثابتة.
هل معنى ذلك أن نتنياهو سيلجأ للحرب؟!
ليس بالضرورة، فالمعطيات التي بين يديه ربما تدفعه للابتزاز التكتيكي ولكن ليس في الولوغ في مستنقع الحرب. فبعد تجربة 471 يوما من الحرب الهمجية الوحشية التي استخدم فيها كل ما يمكن تخيُّله من وسائل القتل والدمار، ثم خرج بهذه الصفقة، ليس ثمة ما في الأفق ما يشجعه على حرب مماثلة تؤدي إلى نتائج أفضل. ثم إن المزاج العام للجمهور الإسرائيلي الصهيوني لا يميل للحرب، ويفضل الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة.
نعم، ثمة غُصَّة لدى الجانب الإسرائيلي أنه لم يحقق أهدافه من الحرب، وأن حماس استرجعت تموضعها القوي في القطاع، وملأت مباشرة سؤال "اليوم التالي" للحرب؛ ولكن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كانت تدرك قبل أكثر من سبعة أشهر على نهاية الحرب أنها وصلت إلى أقصى مدى ممكن وأنها استنفذت أدواتها.. وأنها دفعت أثمانا هائلة في "الوقت الضائع" إلى حين وصول القيادة السياسية لقناعة بتوقيع الاتفاق.. ولذلك فإن قرع طبول الحرب يظل في إطار التكتيك.
وصحيح أن ثمة مخاوف لدى نتنياهو من انسحاب سموتريتش من الحكومة ومن انهيار حكومته، ولكن في المقابل فإن الاستحقاق الانتخابي للكنيست لم يتبقَّ عليه أصلا في توقيته الدوري سوى بضعة أشهر (نحو 8 أشهر)؛ وبالتالي فلن يُحدث انسحابه فرقا كبيرا. ثم إن أطرافا من المعارضة مستعدة لإعطاء الحكومة نوعا من شبكة الأمان لإنفاذ المرحلة الثانية من الاتفاقية، بما يمنع سقوط الحكومة.
تهديدات ترامب للمقاومة، فيجب التعامل معها في ضوء معرفة الطبيعة الشخصية لترامب وطريقته في الحكم والإدارة. ويدخل في ذلك تهديداته الأخيرة لحماس بوجوب إطلاق سراح جميع الأسرى فورا، وخروج قيادات حماس من القطاع
أما تهديدات ترامب للمقاومة، فيجب التعامل معها في ضوء معرفة الطبيعة الشخصية لترامب وطريقته في الحكم والإدارة. ويدخل في ذلك تهديداته الأخيرة لحماس بوجوب إطلاق سراح جميع الأسرى فورا، وخروج قيادات حماس من القطاع، وإلا فسيكون الثمن "جحيما".. فترامب نفسه يمارس براجماتية التاجر الانتهازي، بينما ينظر بنرجسية وفوقية للآخرين؛ غير أنه شخصية مُتقلّبة لا يمكن التنبؤ بسلوكها، ثم إن سعيه لسرعة الإنجاز مع عدم ميله لخوض الحروب، يجعله ينتقل من موقف إلى آخر. وقد سبق لترامب أن هدد المقاومة بإطلاق سراح الأسرى في توقيت محدد، ولم تستجب له، وهو من طرفه لم يفعل شيئا.
ثم إن ترامب نفسه تجاوز "المحرمات" الأمريكية على مدى نحو ثلاثين عاما، وعقد محادثات مباشرة مع حماس، بشأن إطلاق سراح الأسرى الأمريكان. وهو نفسه يعمل الشيء ونقيضه في دعمه لمسار التسوية السلمية والتطبيع، بينما يدعم ضمّ أجزاء من الضفة الغربية وتهجير أهل قطاع غزة وتهديد الأمن القومي للبلاد العربية.
* * *
حماس من طرفها، أوضحت أنها غير قابلة للابتزاز، وأنها لا تخشى تهديدات نتنياهو وترامب، وأنها مع إنفاذ الاتفاقية، لكنها لا تخشى من الحرب إن فُرضت عليها، وأن تهديدات ترامب (من ناحية منطقية) يجب أن تُوجَّه إلى من يُعطّل الاتفاق ويرفض تنفيذه (الطرف الإسرائيلي)، وليس إلى من يلتزم به.
وتظل المعضلة الإسرائيلية أن حماس ما تزال تملك ورقة الأسرى، وأن الاحتلال الإسرائيلي الذي فشل في تحرير أي من أسراه طوال هذه الحرب المريرة، لن يحصد إلا الفشل إذا ما أعاد المحاولة.
ولذلك، فقد يتابع الاحتلال الإسرائيلي لعبة الضغوط والابتزاز وتضييع الوقت، لكن يقظة المقاومة وحكمتها وحزمها المعتاد، سيجبر الاحتلال في النهاية على تنفيذ الاتفاق.
x.com/mohsenmsaleh1