لماذا تستهدف أريزونا برسيم السعودية؟.. الإجابة تحت الأرض
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
خشية من استنزاف المياه الجوفية، لاسيما في ظل حالة جفاف، أنهت ولاية أريزونا الأمريكية، الإثنين الماضي، عقد إيجار أراضي مع شركة تابعة لشركة "المراعي" السعودية العملاقة للألبان؛ وهو ما قد يؤثر أيضا على شركة إماراتية.
ذلك ما خلص إليه آدم لوسينتي، في تقرير بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "المراعي، ومقرها الرياض، إحدى أكبر شركات الأغذية بالشرق الأوسط، وحققت أرباحا صافية قدرها 453 مليون دولار في عام 2022".
وأعلنت حاكمة أريزونا كاتي هوبز أن الولاية ألغت أحد عقود إيجار شركة "فوندومونتي" (Fondomonte) لأراضٍ، ولن تجدد ثلاثة عقود أخرى تنتهي في فبراير/ شباط 2024.
وأضافت أن "فوندومونتي" تنتهك شروط عقد الإيجار منذ 2016 بضخ "كميات غير خاضعة للرقابة من المياه الجوفية خارج ولايتنا".
والشركة تزرع البرسيم الحجازي في هذه الأرض الصحراوية لتغذية أبقار "المراعي" في السعودية، ووفقا لبيانات رسمية، أنتجت مزارع أريزونا أكثر من 2 مليون طن من البرسيم الحجازي في 2022.
وقالت "فوندومونتي"، في بيان، إنها ستستأنف على قرار أريزونا بإلغاء عقد الإيجار وستثبت امتثالها لمتطلبات العقد.. مستمرون في الاستثمار وفي الصناعة الزراعية الأوسع في الولاية، وسنواصل العمل مع الحاكمة هوبز وإدارتها لمناقشة مسائل المياه الجوفية".
واستأجرت الشركة أرضا في وادي بتلر منذ 2015، واشترت في العام السابق أرضا خاصة في منطقة فيكسبيرغ القريبة في 2014، وتقع المنطقتان غرب مدينة فينيكس عاصمة الولاية
وقال متحدث باسم "فوندومونتي" إن الشركة تضخ أكثر من 132 مليون دولار سنويا في أريزونا، وأنشطتها التجارية تدعم 998 وظيفة في الولاية.
اقرأ أيضاً
مشروع قانون بالكونجرس يطالب بكبح استخدام السعودية والإمارات لمياه أريزونا
موارد مائية
"ومن المفيد زراعة البرسيم الحجازي في المناطق الصحراوية؛ لأنه يمكن حصده مرات أكثر في السنة مقارنة بالمناخات الأخرى، ولكنه يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه؛ مما يجعل أريزونا خيارا أفضل للسعودية؛ نظرا لنقص المياه في المملكة"، كما تابع لوسينتي.
وفي مطلع العام الجاري، قالت أستاذة الجغرافيا السياسية ناتالي كوخ من جامعة سيراكيوز الأمريكية إن زراعة "المراعي" للبرسيم في أريزونا جاءت في أعقاب حظر السعودية الزراعة المحلية لمحاصيل الأعلاف الخضراء، مثل البرسيم، والذي دخل حيز التنفيذ في 2018؛ لتخفيف الضغط على الموارد المائية في المملكة.
وأردفت كوخ، مؤلفة كتاب "الإمبراطورية القاحلة: المصائر المتشابكة لأريزونا والجزيرة العربية"، أن "الحكومة (السعودية) تدرك تماما الممارسات الزراعية غير المستدامة التي تؤدي إلى وضع لم تعد فيه المياه الجوفية قادرة على دعم أي زراعة تجارية كبيرة".
وفي العام الماضي، ذكرت صحيفة "أريزونا ريبابليك" أن الولاية أجّرت الأرض لـ"فوندومونتي" بسعر أقل من سعر السوق.
لكن المتحدث باسم الشركة قال إن "الأسعار تتماشى مع الأسعار الأخرى في الولاية".
اقرأ أيضاً
أزمة جفاف في أريزونا الأمريكية بسبب السعودية.. ودعوات للتحرك
أمن غذائي
و"يأتي استثمار المراعي في أريزونا ضمن سعي السعودية لتحقيق الأمن الغذائي، وقد سعت العديد من دول الخليج إلى الإنتاج الزراعي في الخارج"، وفقا لكريستين سميث ديوان، الباحثة بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن.
وأوضحت أن "الحاجة إلى الأمن الغذائي إلى جانب الضغط للحفاظ على الموارد، رأس المال والمياه، داخل البلاد، دفعت دول الخليج إلى شراء الأراضي والإنتاج الزراعي في الخارج، وهو ما تفعله دول الخليج أيضا في شرق أفريقيا".
ودون تفاصيل، تابعت ديوان: "رأينا بالفعل بعض العواقب الجيوسياسية لذلك من خلال التدخل السياسي والعسكري الخليجي في شرق أفريقيا".
ومنذ عقود، تتواصل استثمارات خليجية في قطاعات عديدة بالسودان، بينها الزراعة؛ إذ تنظر منطقة الخليج إلى الدولة الواقعة في شرق أفريقيا باعتبارها سلة غذائية محتملة بفضل أراضيها الأكثر خصوبة نسبيا، إذ تستورد دول مجلس التعاون الخليجي معظم غذائها، كما زاد لوسينتي.
وبالنسبة لأريزونا، فقد شهدت موجة جفاف في الصيف الماضي، ولا تزال القوانين المتساهلة نسبيا بشأن استخدام المياه في المناطق الريفية قائمة، بحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
وبخصوص العلاقات الأمريكية السعودية، استبعدت كوخ أن يكون لقرار أريزونا تأثير كبير، رغم أن الحكومة السعودية، وعبر صندوق الاستثمارات العامة، تمتلك منذ 2017 حصة في شركة "المراعي" تبلغ 16.3%.
وبحسب لوسينتي، فإن "المراعي" ليست الكيان الخليجي الوحيد الذي يزرع البرسيم في أريزونا وجنوب غربي الولايات المتحدة، إذ تزرع شركة "الظاهرة "الإماراتية كذلك محاصيل علفية في الولاية وولاية كاليفورنيا المجاورة.
وتوقعت كوخ "المزيد من الضغوط على (شركة) الظاهرة في ظل قضية المراعي".
اقرأ أيضاً
تحذيرات من أزمة جفاف في ولاية أريزونا الأمريكية بسبب شركة سعودية
المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية برسيم الإمارات زراعة أريزونا مياه المیاه الجوفیة فی الولایة فی أریزونا دول الخلیج
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يفتتح مقر شركة TTEC الأمريكية الرائدة فى خدمات التعهيد
افتتح الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مقر شركة "تى تك TTEC" الأمريكية الرائدة عالميًا في في ابتكار تكنولوجيا وخدمات تجربة العملاء وتوفير حلول تجربة العملاء الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في المنطقة التكنولوجية بالمعادي والذي يمثل إضافة جديدة تعزز مكانة مصر كمركز عالمى لصناعة التعهيد وتصدير الخدمات العابرة للحدود.
حضر فعاليات الافتتاح المهندس أحمد الظاهر الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، وسايمون غارابيت نائب الرئيس لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بشركة TTEC، والمهندس محمود صفراطه رئيس قطاع تطوير الأسواق بـ "إيتيدا" وأميرة بسيونى مدير الشركة فى مصر، وياسر حيدا المدير التنفيذي لعمليات أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بالشركة، بالإضافة إلى عدد من كبار مسؤولي الشركة العالمية.
هذا وقد أطلقت شركة TTEC القابضة عملياتها التجريبية في مصر عام 2023، ومنذ ذلك الحين شهدت نموًا ملحوظًا ليصل عدد موظفيها إلى نحو 260 موظفًا في 2024. وحصلت الشركة على رخصة إنشاء وتشغيل مراكز الاتصال من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في نوفمبر الماضى.
وتخطط الشركة لضخ استثمارات جديدة للتوسع في مركزها خلال السنوات الثلاث القادمة وزيادة عدد موظفيها في مصر ليصل إلى 800 موظفا بحلول عام 2026، بما يساهم في خلق المزيد من فرص العمل لتقديم خدمات خدمة العملاء والاستحواذ ومنع واكتشاف الاحتيال وخدمات تعديل المحتوى.
وتقدم الشركة من خلال مركزها في مصر مجموعة متنوعة من الخدمات للعملاء في وجهات متعددة، بفضل إتقان الموظفين من الشباب المصرى عدة لغات منها الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية، والروسية، وذلك ارتكازا على توافر المهارات المصرية متعددة اللغات والتكلفة التنافسية للعمليات. وتوفر الشركة منصات سحابية متعددة القنوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي وحلول استشارية لتجربة العملاء تعتمد على النتائج والرؤى وتقوم بتقديم تلك الخدمات لعملائها بالخارج من مركزها في مصر وذلك لمجموعة متنوعة من القطاعات مثل السياحة والتكنولوجيا والمالية، والرعاية الصحية والقطاع العام والاتصالات والإعلام.
وفي كلمته، أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن قرار شركة TTEC الأمريكية بالتوسع في استثماراتها في مصر يعكس ثقة الشركات العالمية في البيئة الاستثمارية الجاذبة التي توفرها الدولة لصناعة التعهيد؛ موضحا أن مصر تمتلك بنية تحتية رقمية متطورة تدعم نمو هذا القطاع، إلى جانب وفرة الكوادر الشابة المؤهلة التي تم صقل مهاراتها بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل العالمية؛ مشيرا إلى أن توفر مجمعات ومراكز الأعمال التكنولوجية الحديثة والمجهزة وفق أعلى المعايير يتيح للشركات بيئة تشغيلية متكاملة تسهم في تعزيز كفاءتها وتوسيع عملياتها؛ مضيفا أن الحكومة مستمرة في تطوير الأطر التنظيمية الداعمة لقطاع التعهيد، بما يعزز من قدرة مصر على جذب مزيد من الاستثمارات، وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة الصادرات الرقمية، وبالتالي تعزيز مساهمة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تنمية الاقتصاد الوطني.
وقال المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، إن افتتاح شركة TTEC في مصر شهادة جديدة على المكانة العالمية لمصر في صناعة التعهيد، وتعزيز لدورها كمركز محوري لتصدير الخدمات الرقمية العابرة للحدود. وأكد أن وفرة الكوادر الشابة والمتعددة اللغات تمثل عامل جذب رئيسيًا للشركات العالمية، حيث تتيح لمقدمي خدمات التعهيد تقديم حلول متكاملة لأسواق مختلفة. وأضاف أن الهيئة ملتزمة بتطوير المهارات المصرية لمواكبة متطلبات السوق العالمية، إلى جانب جهودها المستمرة في جذب الاستثمارات، وتوفير بيئة داعمة لنمو الشركات، مما يسهم في زيادة صادرات مصر من خدمات التعهيد وتكنولوجيا المعلومات وتعزيز تنافسيتها في هذا المجال الحيوي.
وقال اجون أبو، رئيس شركة TTEC Engage: "لقد أظهر فريقنا في القاهرة التزامًا استثنائيًا وكفاءة عالية، مما جعل مركزنا في مصر جزءًا أساسيًا من عملياتنا العالمية." وأضاف "مصر، كمركز سريع النمو للموارد البشرية والابتكار، توفر لنا الفرصة لتعزيز وتوسيع عروضنا، وتقديم خدمات دعم العملاء التي تتناسب مع مختلف الوجهات والثقافات، بما يتماشى مع الاحتياجات العالمية."
ومن جانبها، قالت أميرة بسيوني، المدير العام لشركة TTEC في مصر: "يعد مركز TTEC في القاهرة مثالًا على التزام الشركة بالاستفادة من الخبرات والمهارات المصرية، وتمكينها من استخدام التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات لتحسين تجارب العملاء.
وأضافت أن الشركة تتطلع إلى توسيع عملياتها في مصر وزيادة استثماراتها في المحترفين الموهوبين الذين أسهموا في تحقيق هذا النجاح.
شارك في فعاليات الافتتاح عدد من قيادات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات وقيادات الشركة العالمية، من بينهم ويس همفري، نائب الرئيس لشراكات نجاح العملاء، وبيلي سبيغال، نائب رئيس مبيعات الخدمات والنمو، وعدد من عملاء الشركاء بالخارج.
جدير بالذكر أنه تم تصنيف شركةTTEC مصر كأفضل مكان للعمل من قبل منظمة "Great Place to Work" العالمية والمتخصصة في تقديم تقييمًا معترفًا به دوليًا لثقافة العمل داخل الشركات. وتتمتع شركة TTEC الأمريكية بسمعة عالمية في مجال التميز في بيئة العمل كما من الشركات الرائدة عالميًا في حلول تجربة العملاء (CX) وخدمات تعهيد العمليات التجارية (BPO) وتوفر الشركة حلولًا متكاملة تشمل تحليلات تجربة العملاء، الذكاء الاصطناعي، الاستشارات، والخدمات السحابية. وتتمتع شركة TTEC بخبرة تتجاوز 40 عامًا، وتمتلك حضورًا عالميًا، حيث يعمل بها أكثر من 54 ألف موظف في 24 دولة، مما ساهم في تحقيق إيرادات تجاوزت 2.46 مليار دولار في 2024.