باسيل: ما يجري حرب لم تبدأ لتنتهي بسرعة
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
إعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أننا "لا نستطيع أن نتخلص من الفساد الذي يقيد قرارنا واستقلالنا المالي ولا نستطيع أن نعيش أزمة وجودية كأزمة النازحين دون التفكير أن هذا نوع من الاحتلال لهويتنا".
كلام باسيل جاء خلال افتتاح بيت الشباب في جبيل، حيث اعتبر أنه "ليس مهماً فقط أن تحتلّ الأرض بل الأخطر هو عندما يتم احتلال الهوية لأن الشعب الذي يفقد هويته يفقد كلّ شيء منها وطنه وأرضه وكل معالمه وتاريخه ومستقبله وهذه القضايا التيار في الطليعة بها وهي الفساد والنزوح وخطرها حقيقي الاول على الدولة وعلى وجودها والثاني على الوطن ووجوده ومن المهم أن يذهب الشباب في هذا الاتجاه".
وقال باسيل "هناك توجه لدى التيار لانشاء بيوت الشباب. فبعد البترون وزغرتا والشوف وزحلة وكسروان نشهد اليوم افتتاح بيت الشباب في جبيل ، وهذا الأمر اساسي لأن التيار ولد من رحم الجيش والشباب، وجميعنا كنا أطفالاً بالجامعات والمدارس عندما حلمنا بلبنان الذي رسمه لنا الجنرال ميشال عون"، لافتا الى أنه "باندفاعنا الشبابي واجهنا العالم بالحرية والسيادة والاستقلال ولم يكن لدينا سلاح سوى هذا الشعار ويجب على الشباب اليوم أن يروا أنفسهم في هذا الشعار لأن القضايا التي نعاني منها تحتاج الى تفكير بالحرية وسيادي".
وتطرق الى إحدى الرسوم الموجودة في بيت الشباب وتتحدث عما قام به حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من اختلاس وتبييض أموال. قائلا: "الرسوم تصور كيفية سرقة شخص لبلد ليس فقط بمؤسساته بل أكثر من ذلك قام بسرقة شعب بكامل ودائعه وكيف يمكن تحويل هذه المأساة الى لعبة حتى لا ينسى أحد منا ما قام به سلامة، ولا اعرف اذا كان طبيعيا أن تسرق اموال الشعب ويبقى صامتاً"، مؤكدا أن "التيار الوطني الحرّ والرئيس ميشال عون وحدهم حاربوا من اجل الانتهاء من التدقيق الجنائي واستعادة الاموال المحولة الى الخارج".
وتحدث باسيل عن "خطرين يتهددان لبنان: الاول النزوح السوري أما الثاني فهو ما نشهده في فلسطين المحتلة واذا لم ندرك كيفية التعاطي مع هذه الاحداث بكثير من الوعي والمسؤولية عندها نكون نكرر الأخطاء التي أوصلتنا الى الحرب"، لافتا الى أن "الحمل الكبير يقع على عاتقنا لإبعاد الاخطار عنا، فعندما كان مطلوبا منهم السكوت عن قضية النازحين لادخالهم الى لبنان ساقوا بحقنا الاتهامات لا بل أكثر ساهموا بادخالهم الى البلاد ومنعوا اقرار الخطط من أجل تأمين عودة هؤلاء الى سوريا"، مشيرا الى أنه "عندما اصبح مطلوبا من ضمن الخطة الدولية تخريب النسيج الاجتماعي بالمنطقة باتوا يريدون بين يوم وآخر اعادة السوريين بالعنف والتحريض والكراهية وهذا لم يكن خطاباً لأن سوريا جارة للبنان ويجب أن نفكر أننا نريد العيش كجيران بسلام وليس بحقد خصوصا أن هجرة السوريين كانت قصرية لأن الاوضاع هناك كانت صعبة"، ومشددا على أنه "عوض عن العمل لتأمين ظروف عودة ملائمة أصبحت المعادلة بقاءه على حساب وجودنا". وحول ما يحصل بين فلسطين واسرائيل. أسف باسيل لما تشهده وسائل التواصل الاجتماعي من تعبير "عدائي" لقضية عربية محقة تعني المسيحيين والمسلمين وموقف التيار صدر بهذا الخصوص".
واضاف: "ما يجري اليوم هو حرب لم تبدأ لتنتهي بسرعة ولا ندرك الى أين ستوصلنا من هنا علينا في التيار عدم عيش الشعبوية بهكذا ظروف استثنائية". المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دعم الديمقراطي ترشيح قائد الجيش.. لماذا استفزّ باسيل؟!
بإعلانها دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، نقلت كتلة "اللقاء الديمقراطي" الاستحقاق الرئاسي إلى ضفّة أخرى، وربما خطوات إلى الأمام، خصوصًا أنّها المرّة الأولى التي يُرمى فيها باسم عون بهذه الصراحة في "البازار"، على الرغم من كونه من أكثر الأسماء المتداولة في الكواليس منذ اليوم الأول للفراغ الرئاسي، الذي أعقب انتهاء ولاية الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون في أواخر تشرين الأول 2022.
ما قالته كتلة "اللقاء الديمقراطي" كرّره رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي سارع إلى القول إنّ سبب اختيار العماد عون هو أنه "يمثل مؤسسة مهمّة، وقام بعمل ممتاز من أجل استقرار لبنان"، كما أنّه "مهمّ جدًا في هذه المرحلة للاستقرار والأمن في البلد"، مشيرًا إلى أنّه يفضّل إنجاز الاستحقاق خلال عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، ولو أنّه أضاف أنّه يعتقد أنّه "مدعوم" من قبل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب أيضًا.
لكنّ إعلان "الاشتراكي" دعم عون لم يُقابَل بإيجابية على الضفة المسيحية، فـ"التيار الوطني الحر" سارع للردّ بقسوة عبر مصادره، التي قالت إنّ جنبلاط ليس هو من يرشّح عن المسيحيين، واصفًا عون بأنه "هنري حلو ثانٍ"، ليردّ الأخير بالقول إنّ "الأهم ألا يكون أي رئيس مقبل، كائنًا من كان، ميشال عون ثانيًا"، فلماذا "استفزّ" موقف "الاشتراكي" دعم ترشيح قائد الجيش باسيل بهذا الشكل، وما موقف القوى المسيحية الأخرى منه؟!
لماذا "استفزّ" باسيل؟
تعطي أوساط "التيار الوطني الحر" أسبابًا "مبدئية" للموقف الذي أطلقته مصادر باسيل، بعيد إعلان كتلة "اللقاء الديمقراطي" دعم ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، أو بالأحرى "ترشيحه" وفق ما تقول هذه الأوساط، باعتبار أنّ قائد الجيش لم يعلن ترشيحه أساسًا، وهو الذي يدرك أنه يحتاج لتعديل دستوري من أجل أن يُنتخَب رئيسًا، كما أنّ أحدًا لم يرشّحه، لا من القوى المسيحية ولا غيرها، وبالتالي فإنّ كتلة "اللقاء الديمقراطي" هي التي رشّحته.
بالنسبة إلى أوساط "التيار الوطني الحر"، فإنّ المشكلة في هذا الترشيح تنطلق من هذا المعطى بالتحديد، فموقع رئاسة الجمهورية هو الموقع المسيحي الأول في البلاد، وبالتالي فإنّ ترشيحه يجب أن يأتي من المسيحيين أولاً، حتى لو كان الرئيس هو لجميع اللبنانيين، علمًا أنّ كتلة "اللقاء الديمقراطي" لا تتعامل وفق المنظور نفسه، مع سائر المواقع، فهي تنتظر موقف القوى الشيعية عندما يتعلق الأمر برئاسة مجلس النواب، والسنية بالنسبة لرئاسة الحكومة.
وبناءً على ذلك، لا توافق أوساط "التيار" على توصيف "الاستفزاز" عند الحديث عن الأمر، بل هي تعتبر أنّ رفض أن يأتي ترشيح الرئيس من القوى غير المسيحية ينسجم مع الثوابت والمبادئ التي لطالما نادى بها "الوطني الحر"، علمًا أنّ السؤال المطروح بحسب هذه الأوساط، ليس لماذا اعترض باسيل أو غيره على مثل هذه المقاربة، بل لماذا صمتت سائر القوى المسيحية، وهي التي تنادي بحقوق المسيحيين في الليل والنهار.
ماذا عن سائر القوى المسيحية؟
لا يبدو إصرار أوساط "التيار" على الحديث عن "مبدئية" الموقف مقنعًا بالنسبة لكثيرين، ممّن لا يخفون أنّ المشكلة الحقيقية بالنسبة إلى باسيل تكمن في اسم العماد جوزيف عون، ولا سيما بعدما باسيل حوّل المعركة مع الأخير إلى "شخصية"، منذ حمّله مسؤولية الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في تشرين الأول 2019، والتي اعتبر أنّها استهدفته شخصيًا، ولو حملت شعار "كلن يعني كلن"، وهو لذلك "يفضّل" أي مرشح على قائد الجيش.
إلا أنّ المفارقة المثيرة للانتباه أيضًا، وفقًا للمتابعين، فهي أنّ "امتعاض" باسيل من دعم "اللقاء الديمقراطي" لترشيح عون، لم يُقابَل على الضفة الأخرى، ترحيبًا وحماسة من قبل القوى المسيحية الأخرى، بما فيها تلك التي تؤيد انتخاب قائد الجيش، أو لا تمانعه بالحدّ الأدنى، علمًا أنّ "القوات اللبنانية" مثلاً لم تحسم موقفها من الأمر بعد، وفق ما يقول العارفون، ولو أنّ المحسوبين عليها يؤكدون عدم وجود "فيتو" عليه من جانبها.
ووفقًا للعارفين، فإنّ سبب عدم الحماسة هذه، اعتقاد البعض أنّ "الاشتراكي" ربما "تسرّع" بتأييد ترشيح قائد الجيش، باعتبار أنّه كان يفضَّل أن يُترَك اسمه لربع الساعة الأخير، وعشية جلسة التاسع من كانون الثاني وليس قبل ذلك، علمًا أنّ ما يخشاه الكثير من داعمي الرجل، هو أن يؤدي إعلان "الاشتراكي" وردود الفعل المتفاوتة عليه، إلى "إحراق" حظوظه، تمامًا كما تمّ "إحراق" حظوظ الكثير من المرشحين قبله، من ميشال معوض إلى جهاد أزعور.
صحيح أنّ باسيل بتشبيهه العماد جوزيف عون بالمرشح هنري حلو، وهو عضو "اللقاء الديمقراطي"، يحاول أن يحصر قائد الجيش بخانة "الاشتراكي"، ويحجب عنه صفة "التمثيل المسيحي". إلا أنّ الأكيد أنّ مثل هذه المقاربة لا تستقيم، ولا سيما أنّ قائد الجيش يُعَدّ من المرشحين الأساسيّين منذ اليوم الأول، ولو تجنّب الجميع التداول باسمه رسميًا لعدم إحراقه، وهو ما يفهمه كثيرون من زاوية أن باسيل "يفتعل" المعركة لقطع طريق بعبدا على عون! المصدر: خاص "لبنان 24"