يروي الجزء الرابع من «موسوعة مصر القديمة»، والذي حمل عنوان «عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية» أنه في أعقاب وفاة الملك «سبك حتب» الثالثَ، خَلَفَه على عرش البلاد ملكٌ يدعى «نفر حتب». وجاء اسمه في قائمة قاعة الأجداد التي أقامها «تحتمس الثالث»، وحكم نحو إحدى عشرة سنة على وجه التقريب.

وبحسب ما جاء في بردية «تورين»، عَرَف الأثريون نَسَبَ هذا الملك من ثلاثة نقوش دُوِّنت على الصخر؛ الأول عثر عليه على صخور أسوان، والثاني على صخور جزيرة «سهل» -بالقرب من أسوان- أمّا الثالث فهو نقش على صخور «شط الرجال».

إضافة إلى جَعَارين مختلفة منقوش عليها اسمه، واسم بعض أفراد أسرته. 

تقول الأسطورة: من كل ذلك نعلم أن اسم والده هو «حاعنخف» واسم والدته «كمي»، أما زوجه أم أولاده فتدعى «سنسنب»، واسم بِكر أولاده «ساحتحور»، وهو الذي اشترك معه في حكم البلاد. 

وكان له، فضلًا عن ذلك، ثلاثةُ أولاد آخرين وهم «سبك حتب» و«حاعنخف» و«حرحتب»، كما كان له كذلك أَخَوان تولَّى كلٌّ منهما فيما بعدُ عرشَ الملك، وهما «سبك حتب» الرابع، و«من وازرع». والوقع أن الملك «نفر حتب» ترك لنا آثارًا هامة في طول البلاد وعرضها، وقد كُشف حديثًا عن آثار له تدل على أن نفوذ مصر كان يمتد إلى فلسطين في عصره.

يلفت الأثري الراحل سليم حسن إلى أن هذا الملك أراد أن يسير على نهج أسلافه في إحياء ذكرى الإله «أوزير». يقول: تَرك لنا لوحة في «العرابة المدفونة» يعدِّد لنا فيها ما قام به من عظيم الأعمال الدينية لوالده «أوزير»، وأدَّتْ به غيرته أن قام بنفسه برحلة إلى «العرابة المدفونة»؛ حيث أَحضر -على حسب أوامره الخاصةِ- تمثالَ الإله «أوزير» من قبره ليقابله عند وصوله، ثم عاد بعد ذلك الإلهُ والملك سويًّا إلى المعبد. وهناك مُثِّلَت «دراما» موتِ الإله «أوزير» ثم إحيائِه ثانية.

وبعد انقضاء عامين من إقامة هذه اللوحة -أي في السنة الرابعة من حكم «نفر حتب» - أقام لوحتين أخريين بمثابة حدَّين عند طرفَي جزء معين من الجبانة العظيمة القائمة خلف العرابة؛ وذلك ليمنع العامة من اقتحام هذا الجزء من الجبانة. وكان الكهنة قد رغبوا في حفظها لعبادة الإله «وبوات».

تدل الآثار على أن نفوذ «نفر حتب» امتد جنوبي الشلال الثاني؛ إذ قد عُثر على لوحة عليها اسمه في «بوهن» القريبة من «وادي حلفا»، وكذلك توجد له نقوش على صخور «كونوسو»؛ حيث يشاهد الملك ممثلًا يتعبد للإله «مين»؛ كما ظهر في نقش آخر في نفس المكان وهو ممثل بين الإله «منتو» والإلهة «ساتت» في صورة الإله «مين». 

كما يوجد في «متحف برلين» رأس عمود عليه اسمه، ووُجدت عدة جعارين عليها اسمه، منها واحد في مجموعة «فريزر» عُثر عليه في «تل اليهودية»، وآخَر موجود في متحف «تورين»، وكذلك له جعران في متحف «اللوفر»، وآخَر في متحف «شتوتجارات» بألمانيا، ونجد له صولجانًا صغيرًا في مجموعة «ستروجانوف»، وله آنية من المرمر محفوظة الآن بالمتحف «البريطاني».

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ملوك مصر الإمبراطورية على صخور

إقرأ أيضاً:

نهب الآثار اليمنية.. سرقات متكررة تهدد التاريخ والتراث

تشهد الآثار اليمنية عمليات نهب وتهريب متزايدة، في ظل الصراع المستمر الذي تشهده البلاد، ما يهدد الإرث الحضاري والتاريخي لليمن، الذي يُعد موطنًا لإحدى أقدم الحضارات الإنسانية. وتكشف الوقائع الأخيرة عن تزايد عمليات السطو على المتاحف والمواقع الأثرية، في ظل غياب الحماية اللازمة وتهالك مؤسسات الدولة المعنية بالحفاظ على التراث.

 

سرقة جديدة تستهدف متحف سيئون

 

كشف الباحث اليمني المهتم بعلم الآثار عبدالله محسن عن تعرض مخزن متحف سيئون للسرقة في 29 ديسمبر 2023 بمحافظة حضرموت، حيث تم الاستيلاء على قطع أثرية نادرة، من بينها عقد ذهبي أثري يعود لمملكة حضرموت، مكوّن من 20 قطعة أسطوانية الشكل مزخرفة.

 

وأوضح محسن أن إدارة المتحف أبلغت الجهات الرسمية فورًا بالحادثة، وأحالت القضية للنيابة، التي ما تزال تحقق في الواقعة، مشيرًا إلى أن إدارة المتحف تبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على مقتنياته رغم ضعف الإمكانيات، وعدم توفر الدعم الكافي من الحكومة أو الشركات العاملة في حضرموت.

 

سرقات متكررة لمتاحف أخرى

 

ولم تكن حادثة متحف سيئون الأولى، فقد تعرض متحف ظفار يريم في محافظة إب لسرقة قطعتين أثريتين في 2 فبراير 2021، ما يعكس حجم الخطر الذي يواجه المتاحف اليمنية والمواقع الأثرية في مختلف المحافظات.

 

وتعد هذه السرقات جزءًا من ظاهرة واسعة لنهب الآثار اليمنية وتهريبها إلى خارج البلاد، حيث يتم بيع الكثير منها في الأسواق السوداء الدولية، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة اليمنية والحوثيين حول المسؤولية عن عمليات التهريب.

 

نهب وتهريب الآثار.. تجارة غير مشروعة تهدد التراث اليمني

 

تشير تقارير دولية وحقوقية إلى أن عمليات تهريب الآثار اليمنية تصاعدت بشكل غير مسبوق خلال السنوات الماضية، حيث تم تهريب مئات القطع الأثرية النادرة إلى دول الإقليم وأوروبا والولايات المتحدة، ووصل بعضها إلى دور المزادات العالمية.

 

ويعزو خبراء الآثار هذه الظاهرة إلى ضعف سيطرة السلطات الرسمية على المواقع الأثرية والمتاحف، واستغلال تجار الآثار حالة الفوضى الأمنية والسياسية، إضافة إلى تدمير ونهب العديد من المواقع الأثرية خلال النزاع المسلح المستمر.

 

مطالبات بحماية التراث اليمني

 

ودعا الباحثون والمهتمون بالآثار الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لحماية التراث اليمني، من خلال توفير الدعم اللازم للمتاحف والمواقع الأثرية، وتعزيز الرقابة الأمنية على المنافذ الحدودية، ومنع تهريب الآثار إلى الخارج.

 

كما ناشدوا المجتمع الدولي المساهمة في استعادة القطع الأثرية المهربة وإعادتها إلى موطنها الأصلي، وإدراج اليمن ضمن البرامج العالمية لحماية التراث المهدد بالخطر.

 

وتمثل الآثار اليمنية جزءًا لا يتجزأ من هوية البلاد وتاريخها العريق، غير أن استمرار عمليات النهب والتهريب يهدد بفقدان جزء كبير من هذا الإرث.

مقالات مشابهة

  • توقيع عقد متحف «الإمام عبدالرحمن الفيصل» بالمباركية
  • حضرموت : الكشف عن سرقة عقد أثري من متحف سيئون  
  • ياسر إدريس: هشام حطب كان يفرض نفوذه على مقاليد الأمور باللجنة الأولمبية
  • نهب الآثار اليمنية.. سرقات متكررة تهدد التاريخ والتراث
  • من هو مقداد فتيحة الذي ارتبط اسمه في إشعال الساحل السوري؟!
  • ارتبط اسمه بأماكن مقدسة.. محطات في حياة رجل الصلاة
  • عبد الإله بائع السمك المراكشي يشكو تعرضه لاعتداء من طرف "الشناقة" بأكادير (فيديو)
  • تهديدات بالقتل تطال “عبد الإله مول الحوت”
  • غدًا.. غادة إبراهيم تستكمل تصوير مشاهدها في "نص الشعب اسمه محمد"
  • بطلة Stranger things تكشف اسمه الحقيقي