واشنطن بوست: الإهمال الحكومي يقف وراء الفيضان الدامي
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الإهمال الحكومي والسياسات الخاطئة رمت ليبيا في وسط فيضان دامٍ أدى إلى مقتل الآلاف.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن المسؤولين في الحكومتين المتنافستين في ليبيا كانوا على علم منذ أيام قبل حدوث العاصفة بقدومها، وكانت السدود فوق درنة متضررة ومعرضة لخطر الانهيار منذ سنوات، ومع ذلك، يبدو أن المسؤولين الموالين لخليفة حفتر، لم يفكروا أبدًا في هذا التهديد، معتقدين بدلاً من ذلك أن أسوأ الفيضانات ستأتي من البحر.
ولفتت الصحيفة إلى أن أدلة الفيديو أظهرت تنفيذ العديد من عمليات الإخلاء بين السكان في المناطق الساحلية في درنة، مما دفع العديد من الأشخاص إلى الانتقال إلى الداخل – وإلى مسار الفيضان القادم، موضحة أن حظر التجوال الصارم، الذي فرضته قوات الأمن المسلحة التابعة لحفتر يتطلب من الناس الاحتماء في أماكنهم.
وأضافت الصحيفة أن القيود الحكومية جعلت وصول المراسلين إلى المدينة صعبا في الأسابيع الأخيرة، وأن الاحتجاجات المطالبة بالمحاسبة انتهت بحملة من الاعتقالات.
وكانت منظمة العفو الدولية، بعد سيطرة حفتر على درنة في عام 2018 وفي السنوات التي تلت ذلك، اتهمت القوات الجوية التي يقودها حفتر والميليشيا التي يقودها ابنه صدام، باستهداف منتقديهم في درنة ومضايقتهم وتعذيبهم بشكل روتيني.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أنهم لا يعتبرون أن الأمطار الغزيرة يمكن أن تدمر السدود، أو يتخذون خطوات للاستعداد لمثل هذا السيناريو.
وقال وزير المياه في حكومة البرلمان محمد دومة لواشنطن بوست، إن الوضع في درنة يبدو طبيعياً للغاية، ولا توجد مؤشرات على حدوث أزمة”. ولكنه أقر أن هذا ليس مبرراً لحجم الإهمال الذي حدث في صيانة السدود.
وقالت المديرة المساعدة لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش” حنان صلاح، إن الجزء غير المفهوم من هذه المأساة برمتها هو حظر التجوال الذي فرضته مديرية أمن درنة منذ بداية العاصفة، مؤكدة أن حظر التجوال حاصر الناس فعليًا في منازلهم، ومنذ ذلك الحين فصاعدًا، لم تعد أمامهم أي فرصة.
وأضافت صلاح أن المدينة فقدت الكثير من الأرواح في ذلك اليوم، ويستحق سكان درنة على الأقل أن يعرفوا لماذا خذلتهم السلطات التي من المفترض أن تحميهم.
هذا وكان من بين القتلى عدد من ضباط الشرطة والعاملين في الهلال الأحمر المشاركين في حظر التجوال وجهود الإخلاء، بحسب شهود عيان ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، كما قتل أكثر من 100 من العاملين في المجال الطبي.
ووفقا لكبيرة محللي شؤون ليبيا في مجموعة الأزمات الدولية لكلوديا غازيني، فإنه لم يكن هناك سوى حارس واحد في الخدمة في الليلة التي حدثت فيها الفيضانات، في سد وادي بو منصور، وقال الحارس لغازيني إنه اتصل بمشرفه المباشر في وزارة الموارد المائية في درنة، الذي نقل التحذير إلى بنغازي، وأكد لها مسؤول في الوزارة في بنغازي أنه أبلغ طرابلس بتدهور الوضع، وفق الصحيفة.
كما نقلت الصحيفة عن المسؤول في وزارة الزراعة في طرابلس رياض جحا، أن الناس لم يتم تحذيرهم بشكل كافٍ من المخاطر، لكنه قال إنهم مخطئون جزئيا لأنهم بنوا منازلهم على ضفاف النهر، مضيفا أنه لا ينبغي عليهم أن يلوموا الحكومة بأكملها فحسب، بل يجب أن يلوموا أنفسهم أيضًا، وفق ما صرح به للصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن تقريرها يستند للأيام والساعات الأخيرة التي سبقت الكارثة وبنته على أكثر من عشرين مقابلة مع السكان والمسؤولين والخبراء، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي والوثائق التي استعرضتها الصحيفة.
وبينت الصحيفة أن عميد بلدية درنة السابق وكذلك إدارة المياه ومسؤولين حكوميين آخرين في طرابلس لم يستجيبوا للمكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية التي تطلب التعليق على الحادثة، ولم تنجح الجهود المبذولة من قبل الصحيفة للوصول إلى حفتر عبر كبار المسؤولين العسكريين، وفق الصحيفة.
المصدر: واشنطن بوست
درنةواشنطن بوست Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0المصدر: ليبيا الأحرار
كلمات دلالية: يوهان يونيسيف يونيسف يونسيف درنة واشنطن بوست
إقرأ أيضاً:
في معارك شرسة.. الجيش الوطني ينجح في تطهير الجنوب من أوكار الجريمة والمرتزقة التشاديين
توالت ردود الفعل المشيدة بجهود القوات المسلحة العربية الليبية في فرض السيطرة والسيادة الوطنية على الجنوب الليبي، من خلال طرد المرتزقة التشاديين وفرض الأمن بالمناطق الحدودية.
ووجه القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير أركان حرب “خليفة أبوالقاسم حفتر”، قبل أيام بشن حملة عسكرية في الجنوب، وجرى إعداد الخطط العسكرية للعملية التي أشرف عليها رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن صدام خليفة.
وخاضت وحدات القوات المسلحة اشتباكات ضارية مع العصابات الإجرامية وتجار المخدرات والخمور، ونجحت في مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والمخدرات والوقود الذي كان معدًّا للتهريب، ودمرت مخازن لوقود المهربين.
كما ضبطت الحملة العسكرية أوكارًا لعصابات تهريب البشر والمخدرات، وقضت على عدد من العناصر الإجرامية والمرتزقة من جنسيات مختلفة، وانتهت أمس الخميس بفرض القوات المسلحة السيطرة الكاملة على المنطقة الحدودية الجنوبية.
بدوره، نعى الفريق ركن صدام حفتر استشهاد أبطال القوات المسلحة الذين ارتقوا إلى رحمة الله خلال العملية العسكرية، كما واست الحكومة الليبية أسر أهالي الشهداء، مثمنةً جهود قواتنا المسلحة في حماية الجنوب وتطهيره من براثن الإرهاب والجريمة المنظمة والتعدي على السيادة الليبية، وتقدمت بخالص التعازي إلى القيادة العامة.
من جانبها، وصف رئيس المؤسسة الوطنية للإعلام محمد بعيو “شهداء القوات المسلحة العربية الليبية في معارك تطهير الجنوب من أوكار الجريمة وعصابات التهريب”، بأنهم “شهداء الوطن وأبطاله”، وأضاف عبر “فيسبوك”: “كل الدعم للقيادة لعامة وهي تجسد الأمن والأمان واقعا وحقيقة وليس تزييفا ودعاية كما يفعل أولئك الذين لا يعني الوطن عندهم القيمة بل الغنيمة”.
وسبق هذا وذاك، أول رد مجتمعي سارع بإعلانه من القطرون، مجلس شيوخ وأعيان التبو بليبيا أول من أمس الأربعاء، مباركًا جهود القوات المسلحة العربية الليبية والأجهزة الأمنية والعسكرية، ومؤكدًا ثقته الكاملة في القيادة العامة ورئاسة أركان القوات البرية برئاسة الفريق ركن صدام حفتر.
في المقابل، أكدت وسائل إعلام تشادية مقتل نحو 25 عنصرًا من المعارضة بينهم قادة، خلال العملية العسكرية في الجنوب الليبي، وذكرت صحيفة الوحدة إنفو التشادية أن من بين القتلى محمد دجيكي الملقب “بولو”، وحسين حميد، وحميت كلاو عظمي، وكاليمي كالي.
وأشارت الصحيفة إلى عدد من المفقودين التشاديين أبرزهم القائد كوري عبد الكريم حبري، وكاليمي أوقي وهارون، فضلا عن عدد كبير من الجرحى في صفوف المعارضة التشادية وتدمير 22 آلية خاصة بها، ما يعكس مدى شراسة المعارك التي انتهت بدحرهم.
اعترافات المعارضة التشادية بخسائرها الفادحة التي تكبدتها في العدد والعتاد، وفقدانها لعدد من قياداتها، هي دليل على قوة وبسالة جنود وضباط قواتنا المسلحة والمستوى العالي الذي وصلت إليه، وفقا للمحلل السياسي والكاتب حسين المسلاتي.
ورأى المسلاتي في تدوينة عبر “فيسبوك” أن هذه الاعترافات التشادية توضح القدرة الفائقة للقوات المسلحة العربية الليبية على خوض المعارك الشرسة في عمق الصحراء.
ورؤية المسلاتي أكدها قبل أسبوع نائب قائد القوات الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” الفريق جون برينان، الذي قال عقب زيارته بنغازي: “من المثير للإعجاب تماما ما أنجزته المؤسسة العسكرية في إضفاء طابع مهني على قواته على مدار العامين الماضيين”.
وفي مطلع فبراير الجاري، أكد فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني بليبيا في تقرير له أن القوات المسلحة التابعة للفريق صدام حفتر تسهم إيجابيا في مراقبة الحدود الجنوبية والتعاون مع جيرانها في قضايا الإرهاب ومكافحة التهريب والجريمة العابرة للحدود.
الوسومالجنوب الليبي المرتزقة التشاديين ليبيا