ثقة زائفة وتوقيت مثالي وراء الصدمة الإسرائيلية من طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
جاءت عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطنيية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بشكل مفاجئ وغير مسبوق، لتعيد إلى الأذهاب كيفية اندلاع حرب أكتوبر، لا سيما أنها جاءت أيضا في يوم السبت ومع حلول أحد الأعياد اليهودية.
وأكد محللون أن هذه العملية جاءت وسط فشل استخبارتي إسرائيلي كبير، عجز عن تقدير الموقف والتعامل معه، بحسب ما أكدوا لـ"عربي21".
"ثقة في غير مكانها"
قال الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، أكرم عطا الله: إن انهيار المنظومة الأمنية الإسرائيلية مرده إلى العديد من الأسباب وأبرزها: تزامن العملية مع فترة الأعياد الإسرائيلية، و"الثقة الكاملة" والاعتقاد الاسرائيلي أن تهدئة الأمور مع غزة تتعلق ببعض الامتيازات والتسهيلات الاقتصادية.
وذكر عطا الله أن "إسرائيل" كانت مطمئنة جدا من أن الأمر يدور في هذا الإطار ضمن التسهيلات والامتيازات، وبالتالي هي فشلت بشكل كبير، مضيفا أن العملية كانت "مفاجئة جدا وهذا شيء لم يتوقعه أحد".
وأكد أن الاحتلال لم يُقدّر الواقع واعتبر أن قطاع غزة منطقة باتت "تحت السيطرة وتراقبها العيون والطائرات والاختراقات"، إلا أن تجنيد المئات أو الآلاف من المقاومين بهذه السرعة، وإيصال موعد ساعة الصفر لهم بدقة وسرية، إضافة إلى تعليمات اقتحام المستوطنات، كشف مدى فداحة الفشل الأمني الإسرائيلي".
يذكر أن موقع "والا" الإسرائيلي أكد أن جيش الاحتلال خاض اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في عدد كبير من المواقع على حدود قطاع غزة، في حين أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن حماس أسرت 35 إسرائيليا حتى الآن.
وأوضح عطا الله أن موازين القوى المُعتقدة سابقا لم تكن تسمح بهذه المعركة التي تمثل القوة الإسرائيلية مقابل القوة الفلسطينية، فالأمر مفاجئ وحتى أجهزه الاستخبارات الإسرائيلية في حالة من الصدمة والمفاجأة الكبيرة.
وأشار إلى أن صورة بدء المعركة الحالية ستبقى عالقة في الذهن الإسرائيلي، نظرا لتشابهها مع حرب أكتوبر، التي ما زال النقاش العام في "إسرائيل" يتناولها، كما أن الصدمة حولها لم تغادر حتى بعد مرور نصف قرن.
وذكر أن الصدمة هذه المرة أكبر نظرا لأن المعركة بدأت داخل البلدات الإسرائيلية والأراضي المحتلة، وليس مثل حرب أكتوبر داخل الأراضي المصرية.
وشدد عطا الله أن الائتلاف الحكومي الحالي يمر بمرحلة عصيبة، مع ذلك من غير المرجح تفكيكه حاليا، إلا أن لجنة تحقيق من الممكن أن تقضي عليه لاحقا، مثلما حدث في لجنة عام 1973، عندما جرى إقالة رئيس الأركان ورئيس الاستخبارات العسكرية، ثم خرج الشارع الإسرائيلي وطالب برحيل رئيسة الوزراء غولدا مئير، ووزير الحرب موشيه ديان.
تحذيرات سابقة
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، إن العملية الاستباقية المفاجئة لم تربك المنظومة الأمنية وجيش الاحتلال فقط، بل الحكومة والمجتمع الإسرائيلي برمته، مضيفا أن "ما يتناقله المحللون السياسيون والأمنيون والصحفيون الإسرائيليون، هو الحديث عن صدمة تعيشها دوله الاحتلال".
وأكد إبراهيم أن "التساؤلات عن أين كانت الأجهزة الأمنية؟ وماذا تفعل؟ ولماذا لا يوجد رد سريع بصورة واضحة؟ وكيف اقتحم المقاومون عددا من المستوطنات؟ تعيد التذكير بتصريحات الجنرال الإسرائيلي، إسحاق بريك، الذي حذر منذ سنوات أن الجيش الإسرائيلي فيه مشكلة وخلل كبير".
يذكر أن مسؤول الشكاوي السابق في جيش الاحتلال، اللواء احتياط إسحاق بريك، قد حذر من أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية من خلل معين بجهوزية الجيش فيما يتعلق بمواجهة التحديات الأمنية والعسكرية، أو مواجهة حرب متعددة الجبهات.
وأضاف إبراهيم أن "ما جرى يشبهه بعض الإسرائيليين بحرب أكتوبر، نظرا لعنصر المفاجاة"، موضحا أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هي من يتحمل مسؤولية ذلك، خاصة جهاز الاستخبارات العسكرية الذي "كان يتبجح ويقول إنه ستكون هناك حرب من حزب الله من الشمال".
وأشار إلى أنه من الواضح وجود خلل كبير ورئيسي لدى المنظومة الأمنية برمتها في الجيش أو في جهاز الأمن العام "الشاباك" أو في غيره، مع أن "هذا السيناريو الذي نراه اليوم كانت المقاومة قد حذرت منه، وسط أحاديث كبيره خلال السنوات الماضية بعد 2012 و 2014 والاستعدادات الكثيفة لها".
وقال إن "إسرائيل اعتمدت على أن ما جرى على الحدود مؤخرا من أحداث وتظاهرات هو من أجل تسهيلات مالية واقتصادية وضغط على دولة الاحتلال، مضيفا أن "جزءا هذا قد يكون صحيحا، لكن من الواضح أن المقاومة لم تتوقف".
ورجح أنه "ربما كان لدى المقاومة معلومات حول نية إسرائيل القيام بعملية عسركية ما، لذا هي فاجأت الجميع بهذا الرد، نظرا لما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة كما تحدث الضيف".
وشدد أن الخطير هو "كيف تم ذلك وكيف تسلل الفدائيون وحتى بعد ساعات لم توجد ردود واضحة من الجيش الإسرائيلي"، مضيفا "اعتقد أن هذا خلل وخلل كبير سنسمع كثيرا بعد هذه العملية عن ردود فعل غاضبة ليس المستوى السياسي فقط بل على مستوى الجيش الإسرائيلي الذي يمتلك قدرات هائلة من تكنولوجيا وطائرات استطلاع، وهو الذي يراقب في كل ثانية كل منطقة في قطاع غزة".
يذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن تقارير تفيد باحتجاز عشرات الرهائن الإسرائيليين في غزة من قبل حماس، في حين أشار موقع يديعوت أحرونوت إلى أن مسلحين فلسطينيين سحبوا 3 عربات عسكرية على الأقل إلى داخل غزة.
وقال إبراهيم إن "الرد تأخر رغم إعلان إسرائيل الحرب بسبب إدراكها لخطورة الموقف ولاحتمالية وجود جنود أو مستوطنين مختطفين".
تآكل الردع
وأضاف أن "رد إسرائيل المنتظر سيكون أكثر من مألوف، إلا أنه متوقع لدى الفلسطينيين بأن يتمثل بارتكاب جرائم حرب وتدمير البنية التحتية وسفك دماء الفلسطينيين".
وأوضح إبراهيم أن هذه الأحداث تثبت "تآكل الردع الإسرائيلي، ويظهر مثال ذلك بما يحدث في الضفة الغربية المحتلة وليس في غزة فقط".
وبيّن أن غزة "لم تستنفر بعد كل قوتها حتى الآن، وهي تضرب بتكتيك معين على المناطق الحدودية ووسط فلسطين المحتلة، ومن هذا يظهر أن المقاومة مستعدة تماما بل واستنفرت أيضا في الشمال وفي سوريا وفي غيرها من المناطق".
وتسببت عملية المقاومة الواسعة بصدمة لمختلف المحافل الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، حيث استهدفت المستوطنات والمدن الإسرائيلية وخاصة تل أبيب برشقات صاروخية مكثفة بالتزامن مع تسلل عناصر المقاومة للمستوطنات القريبة من القطاع وخوض اشتباكات مسلحة معها.
ووثقت مشاهد لعناصر المقاومة وهي تقتحم قواعد عسكرية قرب القطاع، إضافة لأسر جنود للاحتلال أحياء وآخرين قتلى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال حرب غزة القدس غزة الاحتلال حرب طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب أکتوبر عطا الله
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: عمليات جباليا تعكس فشل إسرائيل في السيطرة على المنطقة
تعكس العمليات المتواصلة التي تنفذها فصائل المقاومة ضد قوات الاحتلال في شمالي قطاع غزة فشل إسرائيل في السيطرة على هذه المنطقة التي تعرضت لعملية تدمير وتهجير واسعة، كما يقول الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها قتلت عناصر قوة إسرائيلية تحصنت داخل مبنى في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعدما طعنت وقتلت 3 عسكريين كانوا يحرسونه.
وتكررت خلال الأيام الأخيرة عمليات الإجهاز على جنود الاحتلال بالأسلحة البيضاء في الشمال، الأمر الذي يعتبره المراقبون أنه يعكس جرأة مقاتلي المقاومة وتفوقهم البدني والمهاري على جنود الاحتلال.
وتختلف التكتيكات في حرب العصابات من منطقة لأخرى بحسب نوعية الهدف وسبل الوصول إليه، وفق الفلاحي، الذي أشار إلى أن بعض الأهداف قد يصعب الوصول إليها بالأسلحة النارية.
تفوق بدني ومهاري
كما أن هذه العمليات -والحديث للفلاحي- تعكس أيضا أن معرفة المقاومة بطبيعة الأرض واستغلالها لها، فضلا عن وصولها إلى مرحلة لم تعد تهتم فيها بالطريقة التي ستقاتل بها حتى لو كانت سكينا أو حربة.
وعزا الخبير العسكري هذا التصاعد في العمليات من جانب المقاومة، إلى بدء جيش الاحتلال التوغل في الشجاعية وعزبة بيت لاهيا لتوسيع عمليته العسكرية في الشمال.
إعلانولن يكون هذا التوسع العملياتي نزهة، برأي الفلاحي، الذي يرى أن المقاومة أثبتت قدرتها على الوصول لأماكن لم يكن الاحتلال يتوقع وصولهم لها.
ففي مثل هذه الحالات -يضيف الخبير العسكري- ستكون قوات الاحتلال هدفا سهلا للمقاومة التي تعتمد على مواجهة القوة الكبيرة بمجموعات صغيرة تجنبا للحرب المباشرة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العسكريين الثلاثة الذين قتلوا في شمال غزة من لواء كفير، وقال إن أحدهم ضابط.
ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية، فقد قتل 38 جنديا في شمال قطاع غزة منذ بداية العملية العسكرية الأخيرة في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لكن الناطق باسم القسام "أبو عبيدة"، قال إن خسائر الاحتلال أكبر مما يتم الإعلان عنه، ووصف أوضاع الجنود الإسرائيليين في الشمال بالمزرية.