من جديد، حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار القتال فى السودان سيؤدى إلى مزيد من الكوارث والمعاناة للسودانيين، وكذلك للعاملين فى المجال الانسانى على حد سواء. ولهذا بادرت نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة فى السودان وحذرت من الوضع المأساوى الذى تعيشه الدولة، وقالت: ( إن القتال بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع يتفاقم ليزداد معه تردى الأوضاع الإنسانية فى كل المجالات).
من بين تلك المنظمات «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية» التابع للأمم المتحدة، وتقول رئيسة البعثة إن عدد النازحين فى السودان الآن أصبح الأكبر على مستوى العالم وسط ظروف مزرية وفى غاية السوء. الجدير بالذكر أن هنالك أكثر من أربعة آلاف نازح داخلى بعد الحرب، وقبلها كان هنالك نحو ثلاثة آلاف نازح وبذلك يكون عدد النازحين فى السودان هو الأكبر على مستوى العالم. هذا فضلاً عن أكثر من مليون شخص لجأوا إلى دول الجوار. وفى وقت سابق من الشهر الماضى اعتبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السودان من أخطر الأماكن بالنسبة للعاملين فى المجال الإنسانى. وتشير التقارير الأممية إلى أن 19 شخصاً من العاملين فى المجال الإنسانى قد قتلوا فى السودان منذ بدء القتال، وأن الكثير من المقار قد حرقت، ونهب العديد من السيارات والمعدات التابعة للمنظمات الإنسانية.
على الرغم من ذلك قرر عدد من المنظمات الدولية البقاء فى السودان لمساعدة ملايين السودانيين. وقالت نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة: (يجب أن نعمل على إيصال المساعدات الإنسانية بالرغم من كل هذه التحديات). وطالبت طرفى النزاع بالوقف الفورى والدائم للأعمال العدائية، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين فى أرجاء البلاد، وقالت: (نريد لأصوات البنادق أن تصمت. نحتاج إلى وقف دائم لاطلاق النار يسمح لنا بتقييم حجم الاحتياجات، وإيصال المساعدات للمتضررين. والأهم من ذلك نريد لهذا القتال أن يتوقف فوراً ليتمكن السودانيون من مواصلة حياتهم الطبيعية.
لقد كشفت المسؤولة الأممية عن أن نسبة الاستجابة لنداءات منظمة الأمم المتحدة بشأن مواجهة الأوضاع المأساوية حالياً فى السودان بلغت 26% فقط من مجمل أكثر من مليارى دولار. وقالت إن عمل الأمم المتحدة فى السودان حالياً يعتبر الأكبر من نوعه على الرغم من وجود تحديات أخرى فى مناطق أخرى من العالم بسبب الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والأعاصير. وطالبت المنظمة السلطات السودانية برفع القيود المفروضة على حركة العاملين فى المجال الإنسانى، والإسراع فى إصدار تأشيرات الدخول للموظفين الدوليين والخبراء، وقالت: (ندعو السلطات السودانية إلى التوقف عن البيروقراطية فى إصدار تأشيرات الدخول للعاملين، ومنح الأذونات للتحرك والعمل، وعدم البطء فى التعامل معنا).
كما أدى استمرار القتال إلى تردى الأوضاع الأمنية بسبب الحرب التى دخلت شهرها السادس، وأجبر معظم المنظمات الإنسانية والبعثات الدبلوماسية على مغادرة البلاد، بيد أن القليل منها لا يزال يعمل فى مدينة «بورتسودان» الواقعة على ساحل البحر الأحمر، والتى يبدو أنها أصبحت عاصمة إدارية بديلة عن الخرطوم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة استمرار القتال السودان الكوارث قوات الدعم السريع الأمم المتحدة فى السودان فى المجال
إقرأ أيضاً:
مجاعة تلوح بالأفق.. مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية يحذر من الأوضاع في غزة
حذر أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من الانهيار المتسارع لمنظومة العمل الإنساني في قطاع غزة، في ظل استمرار الكارثة الإنسانية العميقة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني بسبب القصف الإسرائيلي المستمر والمجاعة والعطش.
وقال "الشوا"، خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، إن الأوضاع تزداد خطورة مع اقتراب نفاد جميع الأصناف الغذائية والدوائية ومياه الشرب، مشيرًا إلى أننا على بُعد أيام فقط من نفاد هذه الإمدادات الحيوية.
وجبات غذائيةوتابع أن برنامج الغذاء العالمي كان قد وفر وجبات غذائية تغطي نحو 40% من سكان قطاع غزة عبر بعض التكيات، إلا أن هذه الوجبات ستنفد خلال أقل من أسبوع، مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، خصوصًا مع تزايد حالات سوء التغذية بين آلاف الأطفال.
وأكد "الشوا" أن المستشفيات والمنظومة الطبية باتت عاجزة عن التعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين والمرضى، في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات والمكملات الغذائية، مشيرًا إلى تدهور الأوضاع المائية، حيث تتضاءل كميات المياه المتاحة بشكل خطير، مما يؤثر سلبًا على الحياة اليومية وصحة المواطنين.
وأعرب "الشوا" عن قلقه الشديد من التداعيات البيئية الناتجة عن نقص مواد النظافة وتكرار عمليات النزوح، بالإضافة إلى الارتفاع المستمر في أعداد الجرحى والمصابين جراء الغارات الإسرائيلية اليومية.
ودعا "الشوا" إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور، محذرًا من كارثة أوسع إذا استمرت الأزمة على هذا النحو.