منظمة التجارة العالمية تخفض توقعات النمو إلى 0.8%.. وتتوقع 3.3% نموًا في 2024
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
الرؤية- مريم البادية
قالت منظمة التجارة العالمية، إن نمو التجارة العالمية سيكون أدنى بكثير من التوقعات لهذا العام، في وقت يضغط التضخم الجامح وأسعار الفائدة المرتفعة واستمرار توابع الحرب في أوكرانيا على الاقتصادات في أنحاء العالم كافة. كذلك دفعت الضغوط في سوق العقارات الضخم في الصين منظمة التجارة العالمية إلى خفض توقعاتها لنمو التجارة إلى 0.
وقالت نجوزي أوكونجو إيويالا المديرة العامة للمنظمة إن "التباطؤ المتوقع في التجارة لعام 2023 يدعو للقلق، بسبب الانعكاسات السلبية على مستوى معيشة الناس في أنحاء العالم".
وجاء في البيانات المحدثة إن حجم تجارة السلع في العالم يتوقع أن ينمو هذا العام بنسبة 0.8 بالمئة أي "أقل من نصف الزيادة البالغة 1.7 بالمئة في توقعات أبريل".
وأضافت أن "النمو بنسبة 3.3 بالمئة المتوقع في 2024 سيبقى دون تغيير تقريبا عن التقديرات السابقة" البالغة 3.2 بالمئة. وينبغي أن يكون هذا النمو مدفوعا بزيادة التجارة في السلع المرتبطة ارتباطا وثيقا بدورة الأعمال التجارية مثل الآلات والسلع الاستهلاكية المعمرة التي تميل إلى الإنتعاش عندما يستقر النمو الاقتصادي. وتتوقع منظمة التجارة العالمية أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (المعدل لتأثيرات التضخم) العالمي بنسبة 2.6 بالمئة وفق أسعار الصرف هذا العام، وبنسبة 2.5 بالمئة في 2024.
وأشارت المديرة العامة للمنظمة إلى أن التراجع المستمر في تجارة السلع منذ الربع الأخير من 2022، دفع خبراء الاقتصاد في منظمة التجارة العالمية إلى خفض توقعاتهم للتجارة للعام الحالي، مع الإبقاء على توقعات أكثر إيجابية لعام 2024". وقالت تم تعديل معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي لأمريكا الشمالية في عامي 2023 و 2024 للارتفاع بينما تم تعديل معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي لآسيا. يجب أن يتماشى النمو الأوروبي مع التقديرات السابقة في عام 2023، ولكنه أقوى قليلاً في عام 2024. بينما لا يزال من المتوقع أن يتقلص الناتج في منطقة رابطة الدول المستقلة هذا العام، يجب أن يكون الانكماش أقل مما توقعنا قبل بضعة أشهر.
وبالانتقال إلى التجارة، يتمثل أبرز تطور في إضعاف الطلب على الواردات في الاقتصادات الصناعية. من المتوقع أن تنكمش أحجام الواردات في عام 2023 بين 0.4% و 1.2% في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا. وفي الوقت نفسه، يبدو أن الواردات سترتفع بشكل حاد في المناطق التي تصدر منتجات الطاقة بشكل غير متناسب، نتيجة لزيادة الإيرادات المتأتية من ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
على جانب الصادرات، من المتوقع أن تنمو أحجام التجارة في أوروبا وآسيا بنسبة 0.4% و 0.6% على التوالي، بينما ستشهد أمريكا الشمالية زيادة أقوى بنسبة 3.6% هذا العام.
ومن الإحصاءات المثيرة للاهتمام حصة السلع الوسيطة في التجارة العالمية، التي توفر مؤشرا على صحة سلاسل التوريد العالمية ومداها، حيث انخفضت هذه الحصة إلى 48.5% في النصف الأول من عام 2023، مقارنة بمتوسط 51.0% خلال السنوات الثلاث السابقة. ويشير هذا إلى أن سلاسل التوريد قد تتقلص، ولكنه يمكن أن يعكس ببساطة ارتفاع أسعار السلع الأساسية إذا كان لها تأثير أكبر على تكلفة السلع الوسيطة مقارنة بالسلع النهائية.
ومن العلامات المحتملة على زيادة الدعم القريب هو الانخفاض الأخير في حصة الشركاء التجاريين الآسيويين في إجمالي التجارة الأمريكية في الأجزاء والملحقات، وهو مكون رئيسي للسلع الوسيطة. انخفضت هذه الحصة إلى 38% في النصف الأول من عام 2023 من 43% في النصف الأول من عام 2022. ومع ذلك، فقد ظل قريبًا من حصة ما قبل الوباء البالغة 39% في عام 2019.
وأكدت المديرة العامة للمنظمة، أن الارتفاع الأخير في حصة الشركاء التجاريين ذوي التفكير المماثل في إجمالي التجارة الأمريكية، والذي ارتفع بنسبة 77% في النصف الأول من عام 2023 من 74% في النصف الأول من عام 2022، قد يشير إلى زيادة دعم الأصدقاء. مرة أخرى، كانت حصة 2023 قريبة من سهم 2019، الذي كان 77%.
ومن جهته قال رالف أوسا كبير الاقتصاديين في المنظمة إن "النمو الإيجابي في حجم الصادرات والواردات ينبغي أن يستأنف في 2024، لكن يجب أن نظل يقظين".
ويتوقع أن تستقر القطاعات الأكثر تأثرا بدورات الأعمال وتنتعش مع اعتدال التضخم وبدء أسعار الفائدة في الانخفاض.
ولا تغطي توقعات المنظمة تجارة الخدمات التجارية، لكن بياناتها الأولية تظهر أن النمو في هذا المجال قد يكون أكثر اعتدالا بعد الانتعاش القوي في قطاعي النقل والسفر العام الماضي.
ويبدو أن تباطؤ نمو تجارة البضائع واسع النطاق، ويطال عددا كبيرا من الدول ومجموعة واسعة من السلع، رغم أن بعض القطاعات تأثرت بشدة مثل الحديد والصلب والأدوات المكتبية والاتصالات والمنسوجات والملابس، بحسب منظمة التجارة العالمية. و"الأسباب الدقيقة للتباطؤ غير واضحة، لكن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وقيمة الدولار الأمريكي والتوترات الجيوسياسية كلها عناصر مساهمة".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
استطلاع: 44 بالمئة من الإسرائيليين متشائمون بشأن مستقبل "الدولة"
أظهر استطلاع للرأي العام نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024، انقسام الإسرائيليين بين متفائل ومتشائم بشأن مستقبل إسرائيل، مع نسبة تشاؤم لافتة بلغت 44 بالمئة.
وقالت الصحيفة، "ينقسم الشعب الإسرائيلي بين 50 بالمئة متفائلين بمستقبل دولة إسرائيل و44 بالمئة متشائمين و6 بالمئة لا يعرفون".
وأضافت: "هناك فرق واضح بين ناخبي أحزاب الائتلاف (الحاكم)، حيث الغالبية العظمى منهم (79 بالمئة) متفائلون بمستقبل البلاد، وناخبي المعارضة والأحزاب العربية ومعظمهم متشائمون حيال ذلك (63 بالمئة من ناخبي المعارضة و68 بالمئة من ناخبي الأحزاب العربية)".
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستطلاع أجراه معهد "لازار" للأبحاث دون إيضاحات بشأن طبيعة العينة وتاريخ إجرائه وهامش الخطأ.
وتأتي هذه النتائج في وقت تواجه فيه إسرائيل أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مسبوقة منذ قيامها في عام 1948 على أراضي فلسطينية محتلة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل أطول حرب إبادة في تاريخها على قطاع غزة ، ما أسفر عن أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
كما تبادلت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 قصفا عبر الحدود مع "حزب الله"، ثم شنت حربا واسعة على لبنان بين 23 سبتمبر/ أيلول و27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين.
وإضافة إلى ذلك، تتبادل تل أبيب وجماعة الحوثي اليمنية هجمات عبر غارات جوية وقصف صاروخي، عادة ما يدفع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.
وبموازاة الصعوبات الاقتصادية والانقسام المجتمعي الحاد، تتصاعد منذ أكثر من عام الضغوط لرحيل الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو جراء فشلها منذ 7 أكتوبر 2023.
المصدر : وكالة سوا