انطلقت السبت في دبي، فعاليات الدورة الخامسة ل«مؤتمر الجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية في الشرق الأوسط» الذي أقيم تحت رعاية هيئة الصحة بدبي ونظمته مختبرات «لايف دياجنوستكس» والجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية «AACC» ويستمر يومين في فندق «غراند حياة» بمشاركة 1800 خبير وطبيب ومختص وفني في الطب والتحاليل الطبية من مختلف دول العالم.

وتعدّ مشاركة الخبراء والمختصين في الدورة الحالية الأكبر مقارنة بالدورات السابقة، نظراً لأهمية المحاور والنقاشات المطروحة التي تأتي على رأسها طرائق الاستفادة من البيانات الضخمة التي توفرها تقنيات الذكاء الإصطناعي في المختبرات والاستفادة من كيفية الفحوص الشاملة التي تجرى للأجنّة من عمر 10 أسابيع فما فوق، في اسشراف الأمراض المتوقعة والوقاية منها وآليات فحوص الدم لحديثي الولادة من عمر الولادة وحتى 5 سنوات، في إيجاد خريطة وقائية من الأمراض المستعصية، ودراسة دور التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير مهارات الكوادر العاملة في المختبرات.

وأشاد الدكتور حسام فؤاد، المؤسس والرئيس التنفيذي لمختبرات «لايف دياجنوستكس» - الشريك الاستراتيجي للمؤتمر- بالدور الحيوي لدولة الإمارات، وإمارة دبي ممثلة في هيئة الصحة، في استضافة المؤتمرات الدولية المهمة في القطاع الصحي. مشيراً إلى أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي تستضيف المؤتمر السريرية الذي يمتد عمر إقامته لأكثر من 50 عاماً في الولايات المتحدة.

وأضاف أن أهمية المؤتمر تنبع من أنه يناقش القضايا العالمية الحديثة في علم المختبرات، ويستشرف مستقبل تلك التحديات التي تواجهها المختبرات ويضع حلولاً قابلة للتطبيق لها.

موضحاً أن المؤتمر يضم نخبة من الخبراء والمختصين في علوم المختبرات من الولايات المتحدة، ومنطقة الشرق الأوسط، حيث سجل اليوم الأول حضور 1800 متخصّص، للاطلاع على المستجدات العالمية، عبر الأبحاث العلمية أو التقنيات الحديثة المستخدمة.

وكشف فؤاد، عن افتتاح مختبرات «لايف دياجنوستكس» أكاديمية ومركز تشخيصي متكامل للفحوص المخبرية والإشعاعية في مدينة أبوظبي، بالشراكة مع جامعات أكاديمية في الدولة خلال الربع الأول عام 2024. لافتا إلى أن الأكاديمية ستهتم بتدريب المختصين في علم المختبرات من المواطنين والمقيمين في الدولة، لاسيما في التطورات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها طب المختبرات وتحتم علينا إطلاعهم على أحدث التوجهات العالمية والدراسات العلمية الحديثة المتعلقة بالمختبرات والكيمياء السريرية.

وقالت الدكتورة رانيا بدير، عضو اللجنة العلمية للمؤتمر والمديرة الطبية لمختبرات «لايف دياجنوستكس» جرى التركيز خلال الدورة الحالية على أهمية تشخيص الأمراض المستعصية للأطفال الحديثي الولادة بمسوح شاملة ومن ثم تجنّب كثير من الأمراض المتوقعة.لافتة إلى أهمية إجراء فحوص شاملة للحوامل والأجنّة بداية من الأسبوع العاشر في الحمل لاكتشاف الأمراض المتوقعة ووضع خطة علاجية استباقية لها.

وأشار الدكتور أحمد الفارس، كبير علماء الأبحاث الاستشارية بمركز «الجينوم الطبي» بمستشفى الملك فيصل التخصصي في السعودية، إلى أهمية فحوص الأمراض الوراثية في الحدّ من ارتفاع الأمراض الوراثية، ما يؤدي لإبعاد شبح هذه الأمراض أو على الأقل الحد من نسبة حدوثها على المدى البعيد..

واستعرض الخبراء المشاركون برنامجاً علمياً مكثفاً أعدّه نخبة من خبراء الجمعية الأمريكية، وأساتذة الطب المخبري في الشرق الأوسط، حيث تطرق جدول أعمال المؤتمر إلى موضوعات حيوية خلال الجلسات التفاعلية والورش التي تهدف إلى إحداث ثورة في عالم خدمات المختبرات السريرية عبر 6 مسارات علمية رئيسية، بحثت أحدث التطورات في المختبرات وتقنيات الفحص وتطبيقاتها، استكمالاً للنجاح الذي حققته الدورات السابقة للمؤتمر.

وناقش المؤتمر طرائق الاستفادة المثلى من تحليل البيانات في دعم خدمات المختبرات السريرية وفحوص حديثي الولادة، وطرائق استخدام فحص «التروبونين» العالي الحساسية وناقش أحدث المستجدات في علم الجينوم. (وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات هيئة الصحة بدبي

إقرأ أيضاً:

مؤتمر مكة للدراسات الإسلامية.. فكر يبني وانسانية تخدم

في عالم تتلاطم فيه أمواج التحديات وتتصارع فيه المفاهيم، تظل القيم الإسلامية النقية صامدة، تمدّ الإنسان بالحكمة، وتدعوه للتفكر في معنى وجوده وعلاقته بالآخر، ومن هنا، يأتي مؤتمر مكة الدولي الرابع للدراسات الإسلامية ودورها في خدمة الإنسانية، كحدث عالمي لا يقتصر على الطرح العلمي، بل يتجاوز ذلك إلى إحياء الرسالة الإسلامية في بعدها الإنساني، هذا المؤتمر الذي بات إحدى العلامات الفارقة في الساحة الفكرية والعلمية، يأتي هذا العام ليؤكد أن الإسلام لم يكن يومًا معزولًا عن حياة الإنسان، بل كان دائمًا في قلب الأحداث، يوجه، ويهذب، ويدعو إلى الخير والسلام، وها هو يجمع اليوم نخبة من العلماء، الباحثين، الأكاديميين، وصناع القرار، في حوار مفتوح حول الدور الحقيقي للدراسات الإسلامية في خدمة الإنسان والمجتمع، بعيدًا عن التنظير الجاف، أو الانغلاق الفكري، وما يميز هذا المؤتمر في دورته الرابعة، هو وضوح الرؤية، وواقعية الطرح، فلم تعد الدراسات الإسلامية حبيسة الماضي، أو مقتصرة على الطرح التقليدي، بل باتت أداة حية لفهم الواقع والتفاعل معه، من خلال قيم التسامح، والعدل، والتكافل، والاحترام المتبادل.
انعقاد المؤتمر في مدينة جدة، لم يكن اختيارًا عابرًا، فهذه المدينة الساحلية التي تفتح ذراعيها للعالم منذ قرون، كانت ولا تزال بوابة حضارية تعكس انفتاح المملكة على العالم وتفاعلها الخلاق مع الثقافات، قيمة المؤتمر في رسالته، وهو ما يجعل هذا المؤتمر مختلفًا في مضمونه ليس فقط حجم المشاركة أو عدد الأبحاث المقدمة، بل جوهر ما يطرحه من أفكار تواكب التغيرات المتسارعة، فالمؤتمر لا يتعامل مع الدراسات الإسلامية كمعارف جامدة، بل يعيد تقديمها كأدوات حية قادرة على معالجة أزمات العصر من خطاب الكراهية، إلى التفكك الأسري، مرورًا بالتحديات البيئية، والصراعات الفكرية، كذلك رؤية شاملة لخدمة الإنسانية حيث يحمل المؤتمر رؤية واضحة أن الإسلام دين حياة، وأن رسالته الأساسية هي خدمة الإنسان ورفعته، وقد ظهر هذا المعنى جليًا في تعدد المحاور التي ستغطي الجوانب الفكرية، الاجتماعية، التربوية، والاقتصادية، بل إن تركيز المؤتمر على المفاهيم الإنسانية مثل السلام، العدالة، الرحمة، والتكافل، يجعل منه حدثًا يعكس الوجه المشرق للإسلام، في وقت يحتاج فيه العالم إلى صوت العقل والحكمة، أهداف المؤتمر تؤسس لتوجه علمي وإنساني واضح، يتمثل في، التأكيد على أن الدراسات الإسلامية ليست معزولة عن الواقع، بل لها دور أصيل في معالجة مشكلات الإنسان، كذلك إبراز قيم الإسلام الإنسانية، وتسليط الضوء على قدرته في بناء مجتمعات متماسكة ومتعايشة، وإعادة النظر في الخطاب الديني التقليدي وتطويره بما يتناسب مع لغة العصر واحتياجاته، وتشجيع البحوث الجادة التي تدمج بين الأصالة والمعاصرة، ودعم التواصل العلمي والثقافي بين المؤسسات الإسلامية حول العالم، لكنه تجديد لا يتصادم مع الأصالة. فمن أبرز ما يلفت النظر هو أن المؤتمر يتبنى منهج التجديد المسؤول، حيث تُطرح الأسئلة الكبرى دون تردد، ويُعاد النظر في الكثير من المفاهيم السائدة ولكن دون أن يتم المساس بثوابت العقيدة، أو جوهر الشريعة. هذا التوازن بين الأصالة والمعاصرة، هو ما يعطي للمؤتمر ثقله العلمي ومكانته الفكرية. وسيشهد المؤتمر مشاركة واسعة من أكاديميين، مفكرين، وعلماء شريعة من مختلف أنحاء العالم، مما يضفى عليه طابعًا عالميًا، ويحوّل جلساته إلى حوار ثقافات حقيقي، كما يتح فرصًا للشباب والباحثين الجدد لعرض أفكارهم ومناقشتها في أجواء علمية ونقاشات ثرية.
المؤتمر لا يكتفي بعرض الإنجازات، بل يُشكل ورشة تفكير جاد في مستقبل الفكر الإسلامي، ومدى قدرته على تحقيق التوازن بين الروح والمادة، بين الثابت والمتغير، وهو في حقيقته دعوة مفتوحة لإعادة قراءة الإسلام كقوة إصلاح، لا مجرد منظومة تقليدية.
إن مؤتمر مكة الدولي الرابع ليس مجرد حدث، بل هو خطوة جديدة في مشروع حضاري أوسع، تسعى من خلاله المملكة العربية السعودية لقيادة صحيحة للدور الريادي للفكر الإسلامي في بناء المجتمعات وخدمة الإنسان أينما كان.

NevenAbbass@

مقالات مشابهة

  • مؤتمر لندن خطوة تحتاج إلى إرادة
  • مؤتمر مكة للدراسات الإسلامية.. فكر يبني وانسانية تخدم
  • ارتفاع إصابات الحصبة في تكساس الأمريكية.. وتسجيل حالتي وفاة لطفلين
  • مؤتمر مستقبل الدراما في مصر يناقش "النص وسبل التمويل والإنتاج"
  • الجمعية الطبية السورية الأمريكية سامز وبالتعاون مع مديرية صحة حماة، تنظم فعالية تدريبية في مشفى حماة الوطني حول تشخيص أمراض الغدد الصم وعلاجها
  • في يومه الثاني.. مؤتمر سلامة الغذاء يناقش الحلول التحليلية وتقييم المخاطر لدعم استدامة الغذاء
  • مؤتمر بإسطنبول يناقش توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة العمل الإنساني
  • مؤتمر عمان الدولي لسلامة الغذاء يناقش تحديث منظومة السلامة ودور الذكاء الاصطناعي في الرقابة
  • من المدينة الفضائية بالقاهرة.. "نيو سبيس إفريقيا" يناقش تمكين الاقتصاد عبر تكنولوجيا الفضاء
  • مؤتمر لندن.. ما هي مجموعة الاتصال الدولية التي أراد تشكيلها