رصد- تاق برس- اتهم محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة الأسبق القيادي بقوى الحرية والتغيير، الأجهزة الأمنية بالسودان بملاحقة كل من يدعو لوقف الحرب واحلال السلام.
وقال إن هذا المسار يتطابق تماماً مع خطاب الحركة الإسلامية، واضاف الفكي في حوار مع وكالة راينو الإخبارية “الاعتقالات مستمرة لكوادر الاحزاب السياسية والفاعلين المدنيين الذين ينشطون ضد الحرب، والغرض من ذلك خلق أجواء من الخوف وإسكات الصوت الداعي للسلام، وجعل المدن المستقرة مجرد خطوط إمداد للمعركة التي يجب أن تستمر في عرف الاسلاميين حتى آخر سوداني”.


وقال الفكي إن السعودية تدخلت باكراً، منذ أيام الحرب الأولى وحطت طائراتها وسط الرصاص لأخذ المتفاوضين، بل انها عقدت عدة رحلات لتعذر وصول المتفاوضين في الوقت المحدد لتحرك الطائرات، وهذا عكس جدية كبيرة من رعاة منبر جدة”.

واكد الفكي أن المفاوضات متوقفة لان إرادة الحل غير متوفرة عند الأطراف المتحاربة، وان المنبر مجرد راعي وميسر للحوار، مازالت هنالك أصوات عالية تقول انها ستنهي هذه الأوضاع حرباً لا سلماً.

وأشار الفكي إلى أن أمريكا تستخدم الآن ورقة العقوبات ولكنها غير كافية كما أن استخدام هذه الورقة في مواجهة العسكريين بالذات سيجعلهم يواصلون في الحرب باعتبار انه لم يعد من طريق اخر

وقال الفكي إنه من الواضح ان البرهان أصبح لا يرغب في وجود الهادي إدريس والطاهر حجر، في مجلس السيادة وهذا الأمر ليس جديد بل قديم وتفاقم نتيجة موقفهم الواضح من انقلاب ٢٥ اكتوبر َواصرارهم على دعم استعادة المسار المدني، الأمر الذي اغضب البرهان كثيراً وأدى لتصدع تحالفه الانقلابي، كما أن التزامهم بموقف الحرية والتغيير من حرب أبريل بوصفهم أعضاء فاعلين فيها جعلهم في الجانب الاخر من خياراته.

 

المصدر: تاق برس

إقرأ أيضاً:

الإسلاميون وراء تغذية النزاع بين كيكل والحركات

صلاح شعيب

•بعد ثورة ديسمبر طالب المكون المدني بدمج الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش عبر ترتيبات عسكرية معينة. وكان هدف الثوار الديسمبريين أن تبدأ البلاد عهداً جديداً يعيد الاعتبار للمهنية المنضبطة داخل المؤسسات النظامية، وكذلك مؤسسات الخدمة المدنية، وتحريرها من القبضة الأيديولوجية الإسلاموية التي أضرت بها، وأفقدتها الفاعلية. ولكن كان المكون العسكري يحرص باستمرار على عرقلة هذه الخطوات الضرورية للإصلاح داخل بنية مؤسسات الدولة. بل كان يحاول استخدام الدعم السريع، والحركات المسلحة، لتعويق عمل الحكومة المدنية بقيادة د. عبدالله حمدوك حتى أثمر التآمر عن انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2025.
وبعد عامين من الحرب انتهى الجيش الذي يسيطر عليه المؤتمر الوطني إلى تفريخ أكثر من دستة من المليشيات، وضمها إليه لتعمل تحت قيادة البرهان – علي كرتي.
•الآن بدت بوادر حرب كلامية بين قوات درع الوطن التي يقودها أبو عاقلة كيكل وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وتساهم في تأجيج الفتنة بينهما منصات إعلامية منحازة لهذا الطرف، أو ذاك. فضلاً عن ذلك فإن هذا التنازع له منحازون من أطراف أخرى تؤيد استمرار الحرب، ولديها انتماءات إسلاموية، ومناطقية، وعسكرية.
الحقيقة أن المليشيات الداعمة للجيش لم تخض الحرب بدافع القناعة بمصطلح، ومضمون، “حرب الكرامة” وإنما خاضت فيها لتعزز أهدافها المتصلة بالأيديولوجيا، والقبلية، والمناطقية والانتهازية. ولهذا السبب وجد البرهان فرصته كقائد ظاهر للجيش ليراوغ بها من أجل الوصول إلى أهدافه في الحفاظ على حكم البلاد بعون مؤيديه من الإسلاميين.
•ولكن تأسياً بالتاريخ القريب فإن تعدد الأجندات وسط هذه المليشيات سوف يخلق صراعات أعمق مما نشاهد بوادرها الآن كلما غاصت الحرب في التصعيد، أو فقد الدعم السريع مناطق سيطرته نتيجة للدعم اللوجستي الذي يتلقاه الجيش من مصر، وإيران، وتركيا، وقطر، وروسيا.
•محللون سياسيون، وخبراء عسكريون، أشاروا إلى أن تكرار الجيش أخطاء تبني المليشيات الجاهزة في ظل ضعف تجنيده للمقاتلين سوف يعيد في كل مرة التجربة الماثلة أمامنا: حرب الدعم السريع على القوات المسلحة.
•ولكن مخاطر تكثيف الجيش لمليشياته بعد انتهاء شهر العسل بينه وبين الدعم السريع سيولد في المستقبل أكثر من حرب بين الجيش وهذه المليشيات التي يحتضنها بكل ما لديها من أهداف ليس من بينها وضع السلاح أرضاً في حال انتهاء الحرب بأي كيفية. فبعض قادة المليشيات الداعمين للحرب ينتظر أن تكون المكافأة اقتسام السلطة، والثروة، والنفوذ، وبعض منها ينتظر التخلص من البرهان نفسه، وهناك بعض آخر ربما يفكر في التخلص من البرهان، ومليشياته جميعها ليتسنى له حيازة كامل الدولة.
•إذا عدنا إلى رؤية الديسمبريين بقطاعاتهم كافة فهي كانت الأنسب للقوات المسلحة حتى تضطلع بمهام الدفاع من بعد تسريح، ودمج. ولكن البرهان، ومن خلفه المؤتمر الوطني، كانوا يفضلون مصالحهم على مصالح الوطن، ولذلك تآمروا على فكرة دمج الدعم السريع حتى وقعت الطامة الكبرى التي تمثلت في أن الأخير شب عن الطوق، وخرج عن سيطرة الجيش. وهذا ما كان ليحدث لولا أن القائد الأعلى للجيش نفسه سحب المادة “5” التي خلقت من الدعم السريع جهة اعتبارية مستقلة بذاتها.
•باختصار: الحرب أولها كلام. فالنزاع المكبوت حتى الآن بين درع الوطن والحركات المسلحة المساندة للحرب علامة على مستقبل قاتم ينتظر السودانيين بسبب الجهة التي أشعلت الحرب: المؤتمر الوطني المنحل. بل إننا نتوقع أنه إذا سارت الأمور على هذا المنوال فإن الحرب ستتحول إلى حروب فرعية تستقطب المزيد من الداعمين من المكونات العرقية، وعندئذ سيكون أغلب الإسلاميين قد نجحوا تماماً في تفريق دم إجرامهم على قبائل السودان جميعها. أولم يعترف البرهان أنهم صنعوا كيكل قبل الحرب؟!

الوسومصلاح شعيب

مقالات مشابهة

  • أحمد زاهر يرد على الانتقادات ويتحدث عن بناته
  • مسؤولون إسرائيليون يكشفون عن تعثر المفاوضات مع حماس
  • تستعد للقتال - إسرائيل: حماس تعزز نفوذها وقبضتها على غزة وهذا ما طرحته
  • فتوح يدعو المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه
  • الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: حكومتنا لإبعاد «شبح الانقسام» في السودان
  • جوتيريش يدعو لوقف جميع أعمال العنف في سوريا
  • الإسلاميون وراء تغذية النزاع بين كيكل والحركات
  • الأجهزة الأمنية بعمران تضبط نصف طن حشيش ونصف مليون حبة مخدرة
  • الحارث يسخر من الدعم الإماراتي لـ”السودان” ويكشف وجهته الخفية
  • صدور مراسيم الترقية والتعيين لقادة الأجهزة الأمنية الجدد