الأرز يسجّل أعلى سعر له منذ 13 عامًا.. وظاهرة «إل نينيو» المناخية المتهم
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
يعتبر الأرز واحدًا من أكبر السلع استهلاكاً في العالم، حيث لا تتوقف المخاطر التي تهدّد هذا المحصول، فهناك عوامل مختلفة وأساسية تؤثر في الإنتاج عموما، وتفضي إلى متغيرات واسعة تبعاً لذلك، من بينها ظاهرة النينيو.
وبلغت أسعار الأرز في العالم أعلى مستوياتها منذ 13 عامًا في سبتمبر على خلفية المخاوف من تأثير ظاهرة النينيو المناخية على المحاصيل في تايلاند والهند، حسبما أفادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).
وتحركت أسعار الأرز محليًا خلال الأيام القليلة الماضية، نحو الانخفاض مع توافر المعروض واقتراب حصاد المحصول الجديد الذي سيطرح بالسوق، حيث وصل سعر الكيلو الأرز لنحو 35 جنيهًا كمتوسط سعر أو يزيد في ذروة الارتفاع قبل نحو شهرين.
ظاهرة النينيو المناخيةوارتفع مؤشر أسعار السكر الذي تحتسبه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بنسبة 9.8 % خلال شهر واحد.
وقالت المنظمة في تقريرها الشهري إن هذه الزيادة "تعود بشكل أساسي إلى المخاوف المتزايدة بشأن تقلص العرض العالمي خلال الحملة المقبلة (2023-2024)، فيما تشير التوقعات الأولية إلى تراجع الإنتاج في تايلاند والهند، وكلاهما من البلدان المنتجة الرئيسية، ويرتبط ذلك بـ ظاهرة إل نينيو، وفق المنظمة.
وترتبط ظاهرة إل نينيو عموما بزيادة المتساقطات في بعض مناطق جنوب أميركا اللاتينية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الإفريقي وآسيا الوسطى، وقد تسبب جفافا شديدا في أستراليا وإندونيسيا وفي بعض مناطق جنوب آسيا اميركا الوسطى.
وتشير المنظمة أيضا إلى الارتفاع الأخير في أسعار النفط، إذ أن ارتفاع سعر النفط يدفع المنتجين إلى تحويل جزء من محصولهم إلى الإيثانول، ما يقلل كمية السكر في السوق ويرفع الأسعار، غير أن "المحاصيل الوافرة الجاري حصادها حاليًا في البرازيل، وسط ظروف جوية مواتية، أدت إلى الحد من الزيادة في الأسعار العالمية للسكر من شهر إلى آخر"، وفق المنظمة الأممية.
وأفادت المنظمة بأن المقياس العام للأسعار الدولية للسلع الغذائية كان مستقرا بشكل عام خلال شهر سبتمبر، "مع انخفاض في أسعار الزيوت النباتية (-3.9%) ومنتجات الألبان (-2.3%) واللحوم (-1%) قابلته زيادة ملحوظة في أسعار السكر والذرة"، وانخفض مؤشر المنظمة لأسعار جميع أنواع الأرز بنسبة 0.5 في المئة وسط انخفاض الطلب على الواردات بوجه عام.
من جانبه قال الدكتور عبد المسيح سمعان، الخبير البيئي، إن ظاهرة النينيو ظاهرة طبيعية وتعد أقوى تقلب في نظام المناخ في أي مكان، مشيراً إلى أن ظاهرة النينيو تتكرر مرة كل 6 سنوات، ومن المتوقع أن تصل لذروتها الشهر المقبل.
انخفاض أسعار القمح ..غرفة صناعة الحبوب تطمئن المواطنين : جميع السلع متوفرة وتكفى لفترات طويلة الحكومة تجهز مفاجأة لملايين المصريين خلال أيام|انخفاض أسعار السلع وأبرزها السكر والأرزوأضاف سمعان في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ظاهرة النينيو تهدد محصول القمح في آسيا، حيث تسببت في هطول أمطار أقل للمحصول، لافتاً إلى تأثيرها السلبي على الأمن الغذائي، إذ أثرت على محصول الأرز في الهند، الأمر الذي دفع الهند لوقف التصدير.
وتابع: تشهد العديد من الدول سيول وأمطار بصورة كبيرة، أو حدوث جفاف شديد في بعض الأماكن الأخرى مما يؤثر على العديد من الدول، وبشكل خاص علي الأسر الفقيرة والريفية التي ترتبط مصائرهم ارتباطا وثيقا بالمناخ والزراعة.
وأوضح أن ظاهرة النينيو تؤثر على الكائنات البحرية في البحار والمحيطات، ما يؤدي إلى نفوق العديد منها، بجانب ظهور بعض الكائنات البحرية على شواطئ البحار مثل ظهور قرش في بعض الأماكن على شواطئ البحار، مشدداً على الضرر الذي قد يصيب الإنسان لانه معرض للإصابة بـ ضربة الحرارة.
ما هي ظاهرة النينيو؟وتشير ظاهرة إل نينيو إلى انخفاض درجات حرارة سطح المحيطات على نطاق واسع في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، إلى جانب تغيرات في دوران الغلاف الجوي المداري، مثل الرياح والضغط وهطول الأمطار.
ومن أسباب ظاهرة إل نينيو وجود تيارات ساخنة في المحيط الهادئ متجهةً نحو الشرق لتصل إلى سواحل أمريكا الجنوبية نتيجة للتسخين الذي تُحدثه مجموعة هذه التيارات في قاع المحيط الهادئ، ومن الممكن أن تشكل مع غيرها منظومة متكاملة، تؤدي إلى التغير الكبير في درجات حرارة المياه وبالتالي تحدث ظاهرة النينو.
تحدث ظاهرة إل نينيو حسب التوقعات في مناطق مختلفة من العالم حيث يؤدي حدوث ظاهرة النينو تأثيرات متباينة، ففي أميركا الجنوبية التي تقع سواحلها على المحيط الهادي، على سبيل المثال، ستزيد احتمالات حدوث موجات جفاف قد تحد من قدرة غابات الأمازون على امتصاص غازات ثاني أكسيد الكربون من الجو، وتفاقم الاحتباس الحراري بسبب ظاهرة النينو.
وفي أستراليا، وبعد 3 سنوات من هطول الامطار القياسي، من المتوقع أن تعكس ظاهرة النينو هذا الاتجاه بشكل جذري، لتصبح موجات الحرّ والجفاف أكثر انتشارًا، خاصة خلال فصلي الشتاء والربيع.
وتشير المراكز العالمية لإنتاج التنبؤات البعيدة المدى التابعة لـ المنظمة العالمية للأرصاد (WMO) إلى أن ثمة فرصة بنسبة 70 في المائة لامتداد ظاهرة إل نينيو إلى أوائل شتاء 2022-2023 لنصف الكرة الشمالي.
ويتمثل تأثير ظاهرة إل نينيو المناخية في زيادة الاحتباس الحراري في عدة مناطق في العالم، ويمكن أيضًا لظاهرة النينو، وفق تقرير نشر على موقع «ذا كونفرسيشن«(The Convesation)، كما سيضيف تأثير ظاهرة النينو على المناخ 0.2 درجة مئوية للاحترار العالمي.
وهذا الاحترار بلغ 1.23 درجة مئوية في نهاية عام 2022، رغم تأثير التبريد الناتج عن ظاهرة النينيا، مما يجعل احتمال تخطيه 1.5 درجة مئوية ممكنة بحلول عام 2024.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأرز ظاهرة النينيو ظاهرة النينيو المناخية أسعار السكر أسعار الأرز ظاهرة إل نینیو ظاهرة النینیو فی بعض
إقرأ أيضاً:
COP29.. الضحاك تؤكد التزام الإمارات بالعمل لتحقيق الأهداف المناخية
أكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة التزام دولة الإمارات بالعمل الجماعي متعدد الأطراف وضمان الشمولية لتحقيق أهداف العالم المناخية.
جاء ذلك خلال كلمة دولة الإمارات التي ألقتها معاليها في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف “COP29” والمنعقدة في العاصمة الأذربيجانية باكو بحضور ملوك ورؤساء وممثلي الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
كما أكدت معاليها مضي دولة الإمارات قدماً في الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050 من خلال جهود بارزة من بينها، مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات وزيادة كفاءة الطاقة مرتين بحلول عام 2030، وضخ استثمارات بقيمة 55 مليار دولار “200 مليار درهم” بحلول العام نفسه.
وركزت معالي الضحاك على أهمية احتضان دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28 العام الماضي في دبي وأهم النتائج التي خرج بها، وتسليمها الراية لرئاسة مؤتمر الأطراف الحالي في باكو، معربة عن ثقة الإمارات بقدرة مؤتمر الأطراف COP29 في جمهورية أذربيجان على تحقيق المزيد من النجاح للوصول إلى مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة وحماية كوكب الأرض.
واستعرضت معاليها، استمرار جهود الإمارات للبناء على زخم مؤتمر الأطراف COP28 قائلة إن الإمارات تواصل البناء على نجاحات مؤتمر COP28 من خلال مبادرات وخطوات استراتيجية توظف الابتكار والتكنولوجيا والشراكات والتعاون لتعزيز تأثيرها المستدام، أبرزها إطلاق مبادرة “محمد بن زايد للماء”، بهدف تسريع تطوير حلول مبتكرة لمعالجة أزمة شح المياه العالمية”، مشيرة إلى تطلع الإمارات في هذا المجال إلى استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في 2026 بالتعاون مع جمهورية السنغال، لتسريع تنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.
وذكرت أن الإمارات تلتزم، ضمن الرؤية المشتركة لترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف التي تمثل شراكة بين COP28 وCOP29 وCOP30، بالعمل عن كثب مع أذربيجان والبرازيل لضمان استمرارية الجهود وتسريع عملية التحول العالمي في قطاع الطاقة، وتعزيز التمويل المناخي، ودفع جهود التكيف والقدرة على مواجهة التحدّيات المناخية.
وسلطت الضوء على أهمية التكنولوجيا كركيزة أساسية لتسريع العمل المناخي، لافتة إلى تحقيق الإمارات إنجازاً تكنولوجياً في أكتوبر 2024 بتوظيف الهيدروجين الأخضر في إنتاج الحديد والفولاذ.
وذكرت أن المشروع يأتي في إطار الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050، التي تهدف إلى ترسيخ موقع الدولة كمنتج ومصدر للهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول عام 2031.
وفي إطار المفاوضات خلال مؤتمر الأطراف COP29، قالت معالي الضحاك إن الإمارات ستركز خلال تلك المفاوضات على تحقيق هدف طموح لتمويل المناخ المتمثل في الهدف الجماعي الكمي الجديد “NCQG”، والذي يُعد عاملاً حاسماً لتمويل مناخي ميسور ومتاح لدول الجنوب العالمي، إضافة إلى ذلك، تعتزم الإمارات استكمال تفعيل المادة 6 من اتفاقية باريس لتمكين العمل المناخي الفعّال.
وأكدت التزام دولة الإمارات بالدفع نحو تحقيق نتائج متوازنة تشمل محاور المؤتمر كافة، بما في ذلك التخفيف والتكيف والخسائر والأضرار، وقضايا الانتقال العادل، والمياه، والتكنولوجيا، وتعزيز مشاركة المرأة والشباب.
واختتمت معاليها بالقول إنه لا مكان للتردد، وكما تؤكد قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات، فإن العمل المناخي فرصة وليس عبئاً.