محمود الرحبي يدق طبول الوادي في روايته الجديدة
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
"العُمانية" صدرت حديثًا عن محترف أوكسجين للنشر في أونتاريو بكندا، رواية جديدة بعنوان "طبول الوادي" للروائي العُماني محمود الرحبي، ويضعنا "الرحبي" منذ بداية روايته في قلبِ أحداثٍ تبدو للوهلة الأولى بسيطة، غير مؤثرة، لكنها مليئة بالتفاصيل التي تحيلنا إلى تراكم مشاعر قوية، تزيح كل الصور النمطية للذات البشرية وهي تنشدُ التغيير.
هذه الأسئلة وأخرى ما تنفكّ تتحوّل إلى أسئلة أعمق، وجودية على نحوٍ ما، لإثبات الذات ومواجهة مصاعب غير مرتقبة تُلقى على كتفِ الشاب الهارب من مشيخة أبيه والرهان على خلافته في "وادي السحتن"، في تحدٍّ صريح باللاعودة، وقد وجدَ بالصدفةِ، وتشابك المصائر، المكان الذي ينتمي إليهِ، حيث لا رقيب ولا حسيب إلّا ما يضيف على كتفهِ النحيلةِ شغفًا جديدًا لاكتشاف حياةٍ كان ليُودِّعَها في لحظةِ غضب الأب، أو كما تصوّر: "عليَّ، منذ الآن، تقبُّل كل أنواع الظروف مهما كان حالُها، مغبرةً أو سوداء".
جاء في كلمة الغلاف، عن الرواية وما صاحبَ بطلها من انتقالات وتحوّلات مصيرية خلال رحلته: "يهرب سالم من أبيه الصارم ومشيخته في "وادي السحتن" إلى "الامبرطورية الصغيرة" حيث الأرض التي سقطت بين ثلاثة جبال "وادي عدي"، ليجد فيها ملاذه ومستقره، بينما قرعُ الطبول لا يفارقه. إنها طبولُ الهرب والجوع نسمعها خارجة من أحشائه، إنها طبول الطموح والأمل، مصحوبة بالمجهول والمرتقب، وهي تعلو وتُبطئ وتسرع على هدي هذه الرحلة الروائية البديعة التي ينسجها الروائي العُماني محمود الرحبي في إيقاع تخييلي وتوثيقي".
ويُعيدنا الرحبي، إلى زمن الطفولة والمغامرات التي تكسر القوانين الأبوية الصارمة، وبحث دائم عن مخابئ سرية لنسجِ الأحلام، وسطَ حشدِ فتيانٍ حالمين يصبح رغبةً متجدّدة. كما نقرأ أو نرى بأمِّ أعيننا مشاهدَ قاسية من منظومة بعض الآباء وحِدَّتهم في التصرف مع أبنائهم وضيوفه وأهل القرية، والتوجس الذي لا يفارق سالم وهو ينظرُ إلى نفسه، وكيف سيتحوّل إلى نسخة مطابقة لأبيه إن هو رضي بمصيره ولم يمدّ يده ويمزّق جبّة القدَر.
وينطلقُ الروائي في رحلتهِ مع سالم، لينقل لنا بعينيهِ المندهشتين على الدوام، مشاهداتهِ اليومية في إمبراطوريته الصغيرة "وادي عدي" ونتعرّف من خلالهِ على شخصياتٍ لها حكاياتها الخاصة، وأمكنةٍ يكتشفها وسط زحمة البحث عن لقمة العيش، ومهنٍ يتعلّمها بسرعةٍ ليقول: ها أنا.
الجدير بالذكر أن "طبول الوادي" لـ محمود الرحبي، روايةٌ توثيقية وخيالية في آن معًا، ترسم لوحةً بانورامية عن عُمان الثمانينات، تصدر عن محترف أوكسجين للنشر، لتروي لنا في 176 صفحة، وبلغةٍ منحوتة من حجر البيوت والطرقات والجبال، التحوّلات العميقة التي جعلت من المكانِ حاملًا سرديًّا لتلك الفترة، ينعكسُ على شخصيّاتٍ تمثّل بدورها أمكنتَها، وتختلف أحلامُها، بقدرة كل شخصيةٍ على مطاردتها حتى التحقّق.
والكاتب محمود الرحبي قاص وروائي وصحافي عُماني من رواياته: "خريطة الحالم" (2010)، و"فراشات الروحاني" (2013)، و"أوراق الغريب" (2017)، و"المموّه" (2023)، ومن مجموعاته القصصية: "ساعة زوال" (2012)، و"أرجوحة فوق زمنين" الحائزة على المركز الأول في جائزة دبي الثقافية (2009)، ووصلت مجموعتاه القصصيتان "لم يكن ضحكًا فحسب"، و"صرخة مونش" إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة العربية، كما تُرجمت قصصه إلى اللغات الإنجليزية والإسبانية والروسية والتركية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
عبدالله الرحبي: الثقافة المصرية متغلغلة في عمان والمختبر الثقافي يعزز الروابط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استضافت قاعة "ديوان الشعر"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة "مختبر الثقافة العمانية"، بحضور الدكتور عبدالله الرحبي سفير سلطنة عمان بالقاهرة، وذلك في إطار حرص معرض الكتاب على الاحتفاء بضيف شرف الدورة ال56، وأدار الندوة الدكتور محمد الشحي.
أكد الدكتور عبدالله الرحبي سفير سلطنة عمان بالقاهرة، أن سلطنة عمان بصدد إطلاق مشروع "المختبر الثقافي العماني" في مصر، التي تعد أهم بلد عربي ثقافياً ومعرفيا.
وأضاف الرحبي أن الثقافة المصرية متغلغلة في سلطنة عمان، مشيراً إلى وجود روايات "نجيب محفوظ"وأغاني "أم كلثوم" في كل بيت عماني، مضيفاً أن الجامعات المصرية كانت دائما تفتح أبوابها أمام الطلاب العرب، فالثقافة دائما هي التي تجمع الشعوب.
وأوضح أن الهدف من هذا المشروع هو تقديم صورة عمان الثقافية والحضارية واسهاماتها عبر التاريخ، مشيراً إلى أهمية إقامة هذا المشروع في مصر لأنها دائما تسهم في إلقاء الضوء على الحضارة العمانية. وثمن الرحبي الإعلان عن هذا المشروع من معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال56 والتي تحل عليه سلطنة عمان كضيف شرف، مؤكداً أن مصر هي منارة ثقافية كبيرة فهي التاريخ والعراقة والفنون والثقافة والجامعات العريقة ودار الأوبرا المصرية.
وأكد أنه سيتم الاحتفاء بإطلاق هذا المختبر بعد توقيع مذكرة التفاهم بين الجانبين، موضحا أن هذا المختبر يقام بالشراكة مع النادي الثقافي العماني والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مشيراً إلى أهمية الشراكات بين مختلف الجهات حتى يتمكن أي مشروع من الاستمرار والنجاح.
وأضاف أن المختبر سيعبر أيضاً عن مختلف الجوانب الثقافية العمانية، كالأزياء والمطبخ والفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي.
من جانبه قال الدكتور محمد البلوشي عميد كلية الآثار بجامعة قابوس سابقاً، إن النادي الثقافي الذي يشارك في إقامة المختبر، هو الجهة التي جمعت مختلف المثقفين العمانيين، فهو مؤسسة لها دور ثقافي كبير وتقدم العديد من الخدمات. وأوضح أن المختبر الثقافي هو مشروع يمثل منصة ثقافية تعنى بالبحث العلمي والتواصل المعرفي والإنساني، لربط الثقافة العمانية بثقافات العالم المختلفة وتشرف عليها وزارة الثقافة والرياضة والشباب.
وأكد أن القاهرة هي عاصمة الثقافة العربية ولذلك تم اختيار مصر لتحتضن هذا المشروع الثقافي الكبير الذي سيعزز العلاقات الثقافية بين البلدين.