لجريدة عمان:
2024-11-23@20:36:35 GMT

محمود الرحبي يدق طبول الوادي في روايته الجديدة

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

محمود الرحبي يدق طبول الوادي في روايته الجديدة

"العُمانية" صدرت حديثًا عن محترف أوكسجين للنشر في أونتاريو بكندا، رواية جديدة بعنوان "طبول الوادي" للروائي العُماني محمود الرحبي، ويضعنا "الرحبي" منذ بداية روايته في قلبِ أحداثٍ تبدو للوهلة الأولى بسيطة، غير مؤثرة، لكنها مليئة بالتفاصيل التي تحيلنا إلى تراكم مشاعر قوية، تزيح كل الصور النمطية للذات البشرية وهي تنشدُ التغيير.

هناك شيءٌ ما سيتحطم ويقلب موازين ما كان مسطورًا سلفًا ومكتوبًا لأن يُثبّت بحكم الزمن والعادات وطبيعة الحياة في سيرورتها الرتيبة. فتلك السيارة التي انطلقت بسرعة مجنونة نحو المجهول كانت تمنح بطل الرواية سالم، وهو يبتعد لأول مرّة عن قريته كل تلك المسافة؛ هواءً آخرَ مغايرًا حتى إن الشرود سيُمسي مهربًا، ومدعاةً لطرح أسئلةٍ عادية على سبيل: "أين سأهبط؟ أين سأنام؟ وكيف سأتدبّر أموري في الأيام المقبلة؟.

هذه الأسئلة وأخرى ما تنفكّ تتحوّل إلى أسئلة أعمق، وجودية على نحوٍ ما، لإثبات الذات ومواجهة مصاعب غير مرتقبة تُلقى على كتفِ الشاب الهارب من مشيخة أبيه والرهان على خلافته في "وادي السحتن"، في تحدٍّ صريح باللاعودة، وقد وجدَ بالصدفةِ، وتشابك المصائر، المكان الذي ينتمي إليهِ، حيث لا رقيب ولا حسيب إلّا ما يضيف على كتفهِ النحيلةِ شغفًا جديدًا لاكتشاف حياةٍ كان ليُودِّعَها في لحظةِ غضب الأب، أو كما تصوّر: "عليَّ، منذ الآن، تقبُّل كل أنواع الظروف مهما كان حالُها، مغبرةً أو سوداء".

جاء في كلمة الغلاف، عن الرواية وما صاحبَ بطلها من انتقالات وتحوّلات مصيرية خلال رحلته: "يهرب سالم من أبيه الصارم ومشيخته في "وادي السحتن" إلى "الامبرطورية الصغيرة" حيث الأرض التي سقطت بين ثلاثة جبال "وادي عدي"، ليجد فيها ملاذه ومستقره، بينما قرعُ الطبول لا يفارقه. إنها طبولُ الهرب والجوع نسمعها خارجة من أحشائه، إنها طبول الطموح والأمل، مصحوبة بالمجهول والمرتقب، وهي تعلو وتُبطئ وتسرع على هدي هذه الرحلة الروائية البديعة التي ينسجها الروائي العُماني محمود الرحبي في إيقاع تخييلي وتوثيقي".

ويُعيدنا الرحبي، إلى زمن الطفولة والمغامرات التي تكسر القوانين الأبوية الصارمة، وبحث دائم عن مخابئ سرية لنسجِ الأحلام، وسطَ حشدِ فتيانٍ حالمين يصبح رغبةً متجدّدة. كما نقرأ أو نرى بأمِّ أعيننا مشاهدَ قاسية من منظومة بعض الآباء وحِدَّتهم في التصرف مع أبنائهم وضيوفه وأهل القرية، والتوجس الذي لا يفارق سالم وهو ينظرُ إلى نفسه، وكيف سيتحوّل إلى نسخة مطابقة لأبيه إن هو رضي بمصيره ولم يمدّ يده ويمزّق جبّة القدَر.

وينطلقُ الروائي في رحلتهِ مع سالم، لينقل لنا بعينيهِ المندهشتين على الدوام، مشاهداتهِ اليومية في إمبراطوريته الصغيرة "وادي عدي" ونتعرّف من خلالهِ على شخصياتٍ لها حكاياتها الخاصة، وأمكنةٍ يكتشفها وسط زحمة البحث عن لقمة العيش، ومهنٍ يتعلّمها بسرعةٍ ليقول: ها أنا.

الجدير بالذكر أن "طبول الوادي" لـ محمود الرحبي، روايةٌ توثيقية وخيالية في آن معًا، ترسم لوحةً بانورامية عن عُمان الثمانينات، تصدر عن محترف أوكسجين للنشر، لتروي لنا في 176 صفحة، وبلغةٍ منحوتة من حجر البيوت والطرقات والجبال، التحوّلات العميقة التي جعلت من المكانِ حاملًا سرديًّا لتلك الفترة، ينعكسُ على شخصيّاتٍ تمثّل بدورها أمكنتَها، وتختلف أحلامُها، بقدرة كل شخصيةٍ على مطاردتها حتى التحقّق.

والكاتب محمود الرحبي قاص وروائي وصحافي عُماني من رواياته: "خريطة الحالم" (2010)، و"فراشات الروحاني" (2013)، و"أوراق الغريب" (2017)، و"المموّه" (2023)، ومن مجموعاته القصصية: "ساعة زوال" (2012)، و"أرجوحة فوق زمنين" الحائزة على المركز الأول في جائزة دبي الثقافية (2009)، ووصلت مجموعتاه القصصيتان "لم يكن ضحكًا فحسب"، و"صرخة مونش" إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة العربية، كما تُرجمت قصصه إلى اللغات الإنجليزية والإسبانية والروسية والتركية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وادي بني خالد تحتضن "مهرجان شمال الشرقية المائي"

إبراء - وليد الحسني

نظّم مكتب محافظة شمال الشرقية ممثلًا بالمجلس البلدي بالمحافظة مهرجان شمال الشرقية المائي تزامنًا مع احتفالات سلطنة عمان بالعيد الوطني الـ54 المجيد.

استضافت ولاية وادي بني خالد هذا الحدث المميز على مدار ثلاثة أيام في موقع البرك المائية بقرية مقل، حيث شهد المهرجان حضورًا جماهيريًا واسعًا ومشاركة مميزة من المتسابقين الذين أضفوا على الفعالية أجواءً مليئة بالحماس والتنافس.

رعى المهرجان سعادة الشيخ محمد بن أحمد الجنيبي، والي وادي بني خالد، بحضور عدد من المسؤولين والشيوخ والأعيان من مختلف ولايات محافظة شمال الشرقية.

وتضمنت الفعاليات مجموعة من سباقات السباحة التي استهدفت فئات عمرية متعددة، منها سباق المياه المفتوحة لمسافات مختلفة، وسباقات السباحة الفردية مثل السباحة الحرة وسباحة الصدر. ووسط أجواء من التشجيع الحماسي، أظهر المشاركون مهارات رياضية لافتة عكست احترافية كبيرة وإقبالًا مميزًا على الفعالية.

وشهد المهرجان تنظيم أمسية شعرية مميزة ضمت نخبة من الشعراء العمانيين الذين قدموا قصائد وطنية وتراثية ألهبت حماس الجمهور وعكست جماليات الشعر العماني. كما اشتملت الفعاليات على عروض للحرف اليدوية والأسر المنتجة، حيث أتاح المعرض للحرفيين وأصحاب المشاريع الصغيرة فرصة لعرض منتجاتهم التقليدية والصناعات اليدوية التي تعكس التراث العماني الأصيل، مما أضفى طابعًا ثقافيًا فريدًا على المهرجان.

واختتمت فعاليات المهرجان بتكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في كل فئة عمرية من مسابقات السباحة، حيث قام سعادة الشيخ الوالي بتوزيع الجوائز التقديرية على الفائزين. كما تم تقديم الشكر للجهات المنظمة والرعاة الذين أسهموا في إنجاح الحدث، مع الإشادة بالجهود المبذولة لإظهار المهرجان بالمستوى المتميز الذي لاقى استحسان الجميع.

ولاقى المهرجان إشادة واسعة من الحضور والمشاركين الذين أثنوا على مستوى التنظيم والتنوع في الفعاليات التي جمعت بين الرياضة والتراث والثقافة. وأكدوا على أهمية استمرارية مثل هذه المبادرات التي تسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وتشجيع الشباب على ممارسة الأنشطة الرياضية، بالإضافة إلى دعم جهود الترويج السياحي لولاية وادي بني خالد.

ويُعد مهرجان شمال الشرقية المائي إضافة بارزة إلى قائمة الفعاليات الوطنية، حيث يجمع بين الرياضة والتراث والثقافة لتعزيز الهوية العمانية وتنمية المواهب المحلية.

مقالات مشابهة

  • وادي بني خالد تحتضن "مهرجان شمال الشرقية المائي"
  • ناقد فني: مهرجان القاهرة السينمائي يدعم المواهب الجديدة ويعرض 30 فيلما عالميا
  • أدوات جوجل الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لجعل حياتك أسهل
  • وفاة ستة أشخاص من عائلة واحدة غرقاً في سد وادي مور بالحديدة
  • فاجعة .. وادي مور يبتلع مسؤولًا حكوميًا وخمسة من أولاده وأفراد أسرته
  • وفاة اسرة كاملة (6 اطفال ووالدهم) غرقا في وادي مور
  • دعوة للأسر التي لم تصلها فرق التعداد السكاني في بغداد.. اتصلوا بهذه الأرقام
  • مدبولي يتفقد "العاصمة الإدارية الجديدة" الوادي الجديد بعد التشغيل التجريبي
  • شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)
  • شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داوود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)