بقلم/ احمد الشاوش
بأحرف من نور وبدماء الشهداء الابطال سوف يسجل التاريخ في أنصع صفحاته ، ومراكز الدراسات والاكاديميات العسكرية عملية طوفان القسام المباغته ، جواً وبر وبحراً ومفاجأة صواريخ "رجوم" الشياطين التي حولت عدد من المدن والبلدات والثكنات الاسرائيلية والمستوطنات الى محرقة وكومة من النار في يوم السابع من أكتوبر 2023م الذي أكد أن نهاية اسرائيل حقيقة دامغة.



من حق المقاومة الاسلامية " حماس " وأذرعها العسكرية والسياسية في القسام وغيرها من التنظيمات الفلسطينية ان تفتخروا بهذه العملية البطولية النابعة من الشعور بالمسؤولية الدينية والوطنية والاخلاقية والانسانية لحماية الشعب الفلسطيني وتحرير أراضيه ووقف طغيان العدو والشيطان الاصغر الذي حول الاقصى الشريف الى ثكنة عسكرية وساحة للبلاطجة واللقطاء والمستوطنين والدماء واغراق السجون بآلاف الابرياء.

من حق كل فلسطيني وعربي ومسلم أن يفتخر بهذه العملية البطولية والانجاز الكبير والضربة القاتلة للجسد والروح والنفس والسلاح الصهيوني وملاحقة واسر كل محتل وقاتل اسرائيلي امعن في سفك دماء الابرياء من اطفال ونساء وشباب وشيوخ فلسطين ودمر ونسف بيوتهم وجرف مزارعهم وهجرهم أبنائهم وأقام على جماجم واراضي فلسطين ، المستوطنات بدعم امريكي وبريطاني وغربي في ظل صمت أممي وعالمي وتطبيع عربي رخيص.

مشاهد حية وجثث ملقية على الارض لجنود اسرائيليين ودبابات محترقة وصور دموية وأشكال مرعبة وصفارات انذار وملاجئ واعلان عن تعطيل الدراسة وخسائر فادحة وحالة طوارئ مدنية وسيارات مشتعلة واسعاف وحالات من الرعب ، نقلتها وسائل وفضائيات الاعلام الدولي ، وكان ابرزها صانع الحدث " حماس".

عملية طوفان القسام البطولية خلفت 100 قتيل اسرائيلي من المدججين بالاسلحة الاستراتيجية ودبابات الميركافا والمدرعات و 1000 جريح اسرائيلي ومفقودين وهاربين ونحو 50 أسير تم سحبهم من أوكارهم وثكناتهم وعنابرهم العسكرية بأسلوب في قمة الذكاء والخفة والحركة .. أسلوب فني وتكتيك قتالي علمي أذهل العالم حتى اللحظة ..

وفي محاولة يائسة وبائسة تعكس حالة الهزيمة وفشل وارتباك حكومة وقيادات اسرائيل تم قصف الاحياء والعمارات السكنية المدنية في غزة ، مخلفة مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الآمنين في مساكنهم.

أثبتت كتائب القسام انها على قدر كبير من الكفاءة والذكاء والفراسة والتدريب والتصنيع والمعنويات المرتفعة والتخطيط وعنصر المفاجأة الذي عصفت وزلزلت حكومة وجيش العدو الصهيوني التي سرعان ماتوسلت الى الرئيس الامريكي بايدن والدول الاوربية لسرعة دعمها وممارسة ضغوطها وانقاذها من الورطة والهزيمة الساحقة لحفظ ماء الوجه ، لاسيما وان الاوضاع الداخلية ستنفجر.

والحقيقة ان عملية طوفان القسام الاستراتيجية والناجحة شلت حركة الجيش الاسرائيلي واجهزته الامنية والاستخبارية وعصفت بجنوده ومعسكراته وبلداته ودمرت أسطورة الجيش الذي لايقهر وحولت الميركافا الى عود كبريت مششتعل ، بينما لازال المنظر الصادم للجندي الذي تم اخراجه من الميركافا بصورة مهينة ومذلة يتكرر عرضه على الفضائيات ليوثق الهزيمة ويكشف عظمة ومنازلة وانتصار السابع من أكتوبر 2023م.

أخيراً.. لقد ضربت حركة حماس وكتائب القسام وغيرها من الحركات والتنظيمات الفلسطينية أروع الامثلة في المسؤولية الدينية والوطنية والانسانية والوفاء والاستعداد لمنازلة العدو الغاصب لفلسطين ، واستطاعت ان تُثبت للعالم أن الجيش الاسرائيلي الذي لايُقهَررررر سقط بصورة مذهلة وتحول بين قتيل وجريح واسير وفار وان دباباته وسلاحه الجوي واستخباراته وعملائه ودعمه لاتساوي شيء أمام عدالة القضية والبنيان المرصوص ، وان ما أخذ بالقوة لايسترد الا بقوة الرجال العظماء والمجاهدين المؤمنين وابناء فلسطين الشرفاء..

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

فلسطين ٢٠٢٤.. بين الإبادة والمقاومة

زهراء جوني

عملية بطولية واحدة للمقاومة الفلسطينية، في أواخر العام 2023؛ كانت كافية لرسم مشهد الكيان الوحشي والمجرم واستشراف العام القادم، ليصحّ القول إنّ العام ٢٠٢٤ كان عام الإبادة الجماعية بحق شعب بأكمله يعيش في مساحة جغرافية صغيرة تسمّى “غزة”. وكانت هذه العملية التي عُرفت بــ”طوفان الاقصى” كافيةً ليشهد العالم مقاومة صمدت- وما تزال- على الرغم من كل المحاولات الإسرائيلية للقضاء عليها وسحقها بحسب تعبير قادة الكيان ومسؤوليه.

بعد شهرين من مشاهد تاريخية حُفرت في الذاكرة لمقاومين فلسطينيين دخلوا عمق الكيان، وأثاروا الرعب في قلوب مستوطنيه، افتُتحت سنة ٢٠٢٤ بعدوان إسرائيلي على غزة أراد عبره الاحتلال القضاء على الفلسطينيين وأرزاقهم وأحلامهم ومقومات العيش في أرضهم، لكنهم حتى اليوم ومع مرور عام كامل على الإبادة يصرّون على المقاومة والصمود بالرغم من كل المآسي والجراح.

إنه العام ٢٠٢٤، وفيه رُفعت أول دعوى قضائية على الكيان، واتُهم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ومعه وزير حربه السابق يؤاف غالانت بجرم الإبادة، وطالبت المحكمة الجنائية الدولية بمثولهم أمام القضاء، لتفتح هذه الخطوات الباب أمام مسار قانوني؛ يوضع فيه الاحتلال على قائمة الاتهام والمحاسبة للمرة الأولى في تاريخه، ويهدد الكيان بالعزلة الدولية، إلى جانب حجم الغضب الشعبي العالمي والاستنكار الطلابي على جرائمه ومجازره. فقد شهدت الجامعات الأميركية تظاهرات نوعية تطالب بوقف الإبادة وحق الشعب الفلسطيني باستعادة أرضه، وهو ما أعاد رسم المشهد وفقًا للحقائق التاريخية بأحقية الشعب الفلسطيني في قضيته بعيدًا عن كل الأكاذيب الغربية بشأن رواية العدو وأرض فلسطين.

لقد اختبر العدو الإسرائيلي، في العام ٢٠٢٤، أطول حرب في تاريخه، وجرّب فيها كل أنواع الإجرام والتدمير، وخاض إلى جانب الحرب الجوية حربًا برية تلقّى فيها وما يزال خسائر كبيرة يتحفّظ حتى اليوم عن الاعتراف بها وإخفائها ضمن سياق الرقابة العسكرية. حربٌ برية اجتاح خلالها كل المناطق الفلسطينية في غزة، وادّعى في كلٍّ منها أنه استطاع القضاء على المقاومة ليتّضح بعدها أن المقاومة ما تزال حاضرة وجاهزة وقادرة على المواجهة والقتال في هذه النقاط وغيرها.

على الرغم من عدد الشهداء والجرحى وشهادة قائد العملية ورئيس حركة حماس لاحقًا يحيى السنوار، إلا أن المقاومة بقيت تحافظ على قوتها واستمراريتها. هذا فيما كانت جبهات المساندة تفعّل عملياتها وإمكاناتها في سبيل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمًا له ولمقاومته الباسلة.

على المستوى السياسي؛ العام ٢٠٢٤ شهد مسارًا مستمرًا حتى اليوم لتحقيق اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في غزة ومنع استمرار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، لكن العدو حتى هذه اللحظة يماطل في تحقيق الاتفاق ويخلق حججًا وعراقيل لمنع أي اتفاق سياسي غير مكترث بأسراه وعائلاتهم التي تطالب يوميًا بوقف سريع للحرب.

إنّ العام ٢٠٢٤ كان “عام غزة” بامتياز، وعام الإبادة من دون منازع، وعام الموت البطيء للشعب الفلسطيني أمام أعين الأنظمة العربية وصمتها المخيف. وكان بحق عام القضاء على كل مقومات الحياة في غزة، صحيًا وغذائيًا واجتماعيًا وعلى كل المستويات. ولكنه أيضًا عام المقاومة بلا منازع؛ لأنه شهد بطولات سيكتب عنها التاريخ، وصمودًا أسطوريًا بالرغم من حجم آلة التدمير والقتل الإسرائيلية والأميركية.

في فلسطين المحتلة، يصح القول إنه عام المواجهات الأعنف بين الفلسطيين وقوات الاحتلال واستمرار العمليات المقاومة بالرغم من كل التحديات، وهو بحقّ “عام الأسرى”. فقد ارتفع عدد الأسرى الفلسطينين بعد “طوفان الأقصى” أضعافًا وأكثر؛ لأن الاحتلال أراد أن يعبّر عن غضبه وحقده بكل الوسائل الممكنة، وعلى رأسها سياسة الاعتقالات التي لم تتوقف يومًا، لا سيما هذا العام..

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ـ موقع العهد الاخباري

مقالات مشابهة

  • صاروخ يمني يوقظ “اسرائيل”.. وقوات العدو تعترف بالفشل في اعتراضه
  • تعرف على آخر تطورات معركة طوفان الأقصى
  • اليمن في قلب معركة “طوفان الأقصى”.. دعمٌ عمليّ لنُصرةِ فلسطين
  • السيد عبدالملك : عمليات القسام قوية وجريئة وبطولية
  • القسام تقصف نتيفوت والسرايا توقع رتلا صهيونياً في جباليا بحقل ألغام
  • القسام تقصف بالصواريخ مستوطنة “نتيفوت” في غلاف غزة والاحتلال يعترف
  • القسام تستفتح العام الجديد برشقة صاروخية باتجاه مستوطنات غلاف غزة والنقب المحتل
  • قتل الضباط والجنود الإسرائيليين.. ماذا تعرف عن عملية "صيد الثعابين"؟
  • فلسطين ٢٠٢٤.. بين الإبادة والمقاومة
  • مِنصة صهيونية : تدهورَ أهم مفاصل “اسرائيل” الحيوية والاقتصادية جراء التهديدات اليمنية