يصادف اليوم ذكرى  إعلان رئيس الوزراء المصري السابق مصطفى النحاس، بالاتفاق مع أعضاء حكومته، إلغاء "معاهدة 1936" و"معاهدة الحكم الثنائي للسودان" الموقعتين عام 1899 مع بريطانيا، وذلك في 7 أكتوبر عام 1951.

ورغم أن هذه المعاهدة أخرجت القوات البريطانية من القاهرة، إلا أنها أبقتها في منطقة قناة السويس، وكان الرأي العام يطالب بضرورة إلغائها؛ لأنها منحت مصر استقلالًا ناقصًا واعترافًا من الحكومة المصرية بالاحتلال البريطاني لأراضيها.

لماذا ألغيت معاهدة 1936

لم تحقق المعاهدة الاستقلال المرجو، حيث حملت بعض أشكال السيادة البريطانية؛ إذ اضطرت مصر لتقديم المساعدات في حالة الحرب وإنشاء الثكنات التي فرضت أعباء مالية جسيمة، مما أعاق تطوير الجيش المصري واستعداده للدفاع عن البلاد. كما أدت المعاهدة إلى تحول السودان إلى مستعمرة بريطانية يحرسها جنود مصريون.

قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، كانت قضية الاستقلال الوطني وتحرير مصر من الاحتلال البريطاني والقيود المفروضة على سيادتها تعد أهم قضية وطنية تواجه الدبلوماسية المصرية. شهد عبد الخالق حسونة المفاوضات التي جرت مع بريطانيا في ظل تصاعد مخاطر الحرب العالمية الثانية، والتي أسفرت عن توقيع معاهدة التحالف والصداقة عام 1936.

ومن خلال هذه المعاهدة، اعترفت بريطانيا باستقلال مصر مقابل الاحتفاظ بمركز قانوني وسياسي متميز، وهي خطوة أدت إلى انضمام مصر إلى عصبة الأمم وتحريرها من الامتيازات الأجنبية. ومع ذلك، ربطت المعاهدة مصر بالتحالف الدائم مع بريطانيا وسمحت ببقاء قواتها في قناة السويس، مما دفع مصر للمطالبة بإعادة النظر في المعاهدة في ضوء التغيرات الحاصلة في الظروف.

حاولت مصر تعديل المعاهدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية من خلال المفاوضات الممصرية-البريطانية، ولكن التوصل إلى اتفاق كان أمرًا صعبًا. وفي عام 1951، أعلن مصطفى النحاس إلغاء المعاهدة والحكم الثنائي للسودان في محاولة لتحقيق الاستقلال الكامل لمصر وتحريرها من الوجود البريطاني.

المركز القومي يعلن أسماء الفائزين في مسابقة كشاف المترجمين رواية إدغار آلان بو تتنبأ بحادثة حقيقية.. كيف حدث الأمر ؟

تلقى قرار إلغاء المعاهدة ردود فعل متباينة داخل مصر وخارجها. وقد أثار هذا القرار حالة من الاحتقان والتوتر بين مصر وبريطانيا، وأدى في النهاية إلى اندلاع الثورة المصرية في عام 1952 والتي أطاحت بالنظام الملكي وأسهمت في تحقيق استقلال مصر الكامل.

بعد الثورة، تم توقيع اتفاقية تنازل القوات المصرية والبريطانية عن قناة السويس في عام 1954، وتم سحب القوات البريطانية بالفعل من المنطقة. وبذلك، تحققت مطالب مصر في الحصول على سيادتها الكاملة على الأراضي المصرية.

إن إلغاء معاهدة 1936 والحكم الثنائي للسودان هو حدث تاريخي هام في مسيرة مصر نحو الاستقلال والتحرر من الاستعمار البريطاني. وتعد الذكرى السبعين لهذا الحدث فرصة للاحتفال بتحقيق الاستقلال الكامل والتأكيد على أهمية السيادة الوطنية والتحرر السياسي للدول.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معاهدة الاحتلال البريطاني الحرب العالمية الثانية الدبلوماسية المصرية جنود مصر

إقرأ أيضاً:

حرب١٥/ابريل هي بداية النهاية لأخطاء كثيرة ارتكبتها قيادة البلاد منذ الاستقلال

لأنه شعب يعشق ارضه، يفاخر بتاريخه وإرثه، يتمسك بهويته، هزم ” تتار” العصر الحديث ، ولقنهم درساً ستحفظه الأجيال القادمة .

أكاد أجزم أن تمرد مليشيات “آل دقلو” المدعومة من الامارات هو آخر صفحة في كتاب الحرب الأهلية في السودان ، لأن تدمير ترسانة عسكرية، ليلة تمردها كانت تفوق الجيش الوطني ، تسليحاً، عدداً، تمويلاً، ودعم دولي ، سيدفع كل من تسول له نفسه بالتمرد مستقبلاً إعادة التفكير الف مرة.

حرب١٥/ابريل هي بداية النهاية لأخطاء كثيرة ارتكبتها قيادة البلاد منذ الاستقلال ، وسيجد العقل السوداني نفسه مرغماً على إعادة صياغة الاشياء من جديد.

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجديد: قرار «غفار» بإلغاء الرسوم ظاهره الرحمة وباطنه الحقد والحسد الدفين
  • نصية: قرار عبد الغفار بإلغاء الضريبة على سعر الصرف لن ينفذ
  • مدير صحة بورسعيد يفاجئ مستشفى الصدر لمتابعة سير العمل
  • فيديو| مهنة النحاس تواجه الاندثار بسبب غلاء الأسعار
  • 5 استخدامات مختلفة للكاتشب بخلاف تناوله.. ما علاقة النحاس والفضة؟
  • حرب١٥/ابريل هي بداية النهاية لأخطاء كثيرة ارتكبتها قيادة البلاد منذ الاستقلال
  • المرتضى عن إلغاء اتفاقية الغاز: مهما خُيِّلَ لنتنياهو أنه انتصر فلينتظر الميدان والمقاومين
  • حرف يدوية في حي الجمالية| يحيى السكري.. 65 عامًا في صناع المشغولات النحاسية القديمة (فيديو)
  • المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
  • الخارجية البيلاروسية: مينسك وموسكو تخططان لتوقيع معاهدة بشأن الضمانات الأمنية