تفوقت على إسرائيل.. ما السر وراء اختراق عملية طوفان الأقصى الدفاع الجوي دون أن تكتشف؟
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
ضمت عمليات "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب القسام عملية جوية استخدمت فيها محركات الطيران المظلية، لكن كيف يمكن لهذا النوع من الطيران أن يتجاوز كل مضادات الدفاع الجوية دون أن يكتشف؟
أثير هذا التساؤل أمام الكثير من الخبراء العسكريين خلال الساعات الأخيرة، وكانت الإجابة أن هناك عدة عوامل تلعب لصالح اختراق الدفاعات الجوية، أولها ما يسمى بالمقطع الراداري العرضي أو البصمة الرادارية.
ويقصد بالبصمة الرادارية المقطع الذي يستطيع الرادار رؤيته من الطائرة، فكلما كبر هذا المقطع، كان من الأسهل على الرادار كشف الجسم الطائر، وتعتمد تلك البصمة بدورها على عدة عوامل: الجسم الطائر، والشكل الهندسي، والمواد المصنعة، ونوع الطلاء الممتص لموجات الرادار، وزاوية الالتقاط.
على سبيل المثال، تحتوي الطائرات القاذفة من طراز "بي-52" على مقطع عرضي راداري أكبر من 100 متر مربع، وبالتالي يمكن للرادار بسهولة أن يكشفها، ولذلك لا يمكنها المرور من دون تشويش.
أما "إف-16" فيكون مقطعها العرضي نحو 5 أمتار مربعة، وهو ما يوصف بالبصمة الرادارية المنخفضة، مما يعني أنها قادرة على دخول المجال الجوي للخصم والقيام بعمليات هجومية.
أما "إف-35" فلها ميزة الشبح، وتصل بصمتها الرادارية إلى خمسة بالألف من المتر المربع فقط، أي ما يوازي حجم كرة الغولف تقريبا، ويتم تشبيهها بالشبح لأنه لا يمكن للنظام الدفاعي رصدها.
ويشار إلى أنه على الرادار كشف الجسم الطائر وتحديد ماهيته عبر السرعة وعوامل أخرى من ضمنها الطيران المنخفض واستخدام التضاريس، التي يمكن عبرها التسلل دون أن تكتشفها الرادارات الأرضية، حيث يمكن للمظليين الطيران على علو منخفض واستخدام التضاريس أو الأبنية لتفادي موجات الرادار، والموجات الكهرومغناطيسية ليست مثل الصوت، فهي تسير بشكل مستقيم، وبالتالي يمكن للعوائق العرضية أن تمنعها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: هزات طوفان الأقصى الارتدادية تتواصل بالعام الجديد
قال خبير إستراتيجي أميركي إن المشهد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط قد تغير جراء توابع زلزال طوفان الأقصى الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف رافاييل كوهين، مدير برنامج الإستراتيجية والعقيدة في مشروع القوة الجوية التابع لمؤسسة راند، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أنه كان قد أجرى مقابلة في أوائل ديسمبر/كانون الأول 2023 مع مسؤول استخباراتي إسرائيلي رفيع المستوى متقاعد حول ذلك الهجوم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع أميركي: هكذا تحلم كاتبة فلسطينية وعائلتها بالعام الجديدlist 2 of 2تايمز: ملفات سرية لجهاز مخابرات الأسد تظهر محاكمته أطفالاend of listوجاء رد المسؤول الإسرائيلي بأن ما حدث في ذلك اليوم "كان زلزالا، وستتعامل المنطقة بأكملها مع هزاته الارتدادية لبعض الوقت".
ومع أن الرجل لم يتنبأ بالمكان الذي ستحدث فيه الهزات الارتدادية، فإن توقعاته الشاملة لها أثبتها الزمن.
ومن المتوقع، وفق كوهين، أن تستمر الحرب بالتأثير على المنطقة في العام الجديد، وذلك رغم تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "بالتخلص من الحروب" بسرعة، خصوصا أن هناك مصالح أميركية على المحك.
الهزة الأولىويعتقد الكاتب أن "الهزة الأولى" هي التي تحدث الآن بالفعل في اليمن، حيث يستهدف الحوثيون الملاحة الدولية في البحر الأحمر وإسرائيل بكثافة.
إعلانورغم شن إسرائيل غارات جوية على الموانئ اليمنية وغيرها من المنشآت الحيوية، فإن الحوثيين يبدون -برأي الكاتب- جرأة وإصرارا، كما أن القادة الإسرائيليين يرفضون التراجع.
وإذا نجحت الهجمات الإسرائيلية في تحقيق أهدافها، فقد تتقلص قدرات الحوثيين العسكرية حتى لو لم يتم القضاء عليها قضاء مبرما، كما يقول كوهين.
وفي الوقت نفسه، فإن الخبير الإستراتيجي الأميركي يتوقع أن يكون لتجدد العمل العسكري آثار مضاعفة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، مشيرا إلى أنه في عام 2020 قدرت الأمم المتحدة أن 70% من جميع واردات اليمن و80% من جميع المساعدات الإنسانية -بما في ذلك كثير من المواد الغذائية – كانت تمر عبر الموانئ نفسها التي تمر خلالها الأسلحة الإيرانية.
الهزة الثانيةوإذا كان الحوثيون يمثلون الهزة الارتدادية الأولى، فإن إيران هي الثانية وقد تكون الأشد تأثيرا، كما يقول كوهين الذي يضيف أن الحرب التي كانت تدور رحاها في الظل بين إسرائيل وإيران تحولت إلى العلن.
ووفق التقرير، عانت إيران وقواتها في الشرق الأوسط الهزائم الواحدة تلو الأخرى العام الماضي، وجرّدتها الغارات الجوية الإسرائيلية من بعض دفاعاتها الجوية الأكثر تطورا.
عواقب وتوقعاتومن الهزات الأخرى ما حدث في سوريا من إطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد، واشتباك الحكام الجدد مع فلول نظامه واشتداد المعارك بين الفصائل التي تدعمها تركيا والأكراد بعضها ضد الآخر في شمال البلاد، وهو الصراع الذي ينذر -في نظر كوهين- بتجاوز الحدود إلى العراق.
بيد أن التحدي الأساسي الذي يواجه الإدارة الأميركية المقبلة على غرار ما حدث لإدارتي بايدن وباراك أوباما -وفق التقرير- يتمثل في كيفية الخروج من الشرق الأوسط، وهو خروج "له ثمن".
إن "تجاهل" أميركا لمشكلة إيران يتيح لها امتلاك أسلحة نووية مما ينذر بانتشار نووي في الشرق الأوسط المضطرب، بحسب تقرير فورين بوليسي الذي يضيف كاتبه أن الانسحاب الكامل من سوريا ينطوي على مخاطرة بعودة تنظيم الدولة الإسلامية، وأما ترك الحوثيين ففيه مخاطرة بتهديد أحد أهم طرق الملاحة البحرية.
إعلانومن ثم، يرى الكاتب أنه بغض النظر عن قرارات الإدارة الأميركية القادمة، فلا شيء يمكنه أن يوقف آثار زلزال الطوفان التي ستستمر في العام المقبل.