ضمت عمليات "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب القسام عملية جوية استخدمت فيها محركات الطيران المظلية، لكن كيف يمكن لهذا النوع من الطيران أن يتجاوز كل مضادات الدفاع الجوية دون أن يكتشف؟

أثير هذا التساؤل أمام الكثير من الخبراء العسكريين خلال الساعات الأخيرة، وكانت الإجابة أن هناك عدة عوامل تلعب لصالح اختراق الدفاعات الجوية، أولها ما يسمى بالمقطع الراداري العرضي أو البصمة الرادارية.

ويقصد بالبصمة الرادارية المقطع الذي يستطيع الرادار رؤيته من الطائرة، فكلما كبر هذا المقطع، كان من الأسهل على الرادار كشف الجسم الطائر، وتعتمد تلك البصمة بدورها على عدة عوامل: الجسم الطائر، والشكل الهندسي، والمواد المصنعة، ونوع الطلاء الممتص لموجات الرادار، وزاوية الالتقاط.

على سبيل المثال، تحتوي الطائرات القاذفة من طراز "بي-52" على مقطع عرضي راداري أكبر من 100 متر مربع، وبالتالي يمكن للرادار بسهولة أن يكشفها، ولذلك لا يمكنها المرور من دون تشويش.

أما "إف-16" فيكون مقطعها العرضي نحو 5 أمتار مربعة، وهو ما يوصف بالبصمة الرادارية المنخفضة، مما يعني أنها قادرة على دخول المجال الجوي للخصم والقيام بعمليات هجومية.

أما "إف-35" فلها ميزة الشبح، وتصل بصمتها الرادارية إلى خمسة بالألف من المتر المربع فقط، أي ما يوازي حجم كرة الغولف تقريبا، ويتم تشبيهها بالشبح لأنه لا يمكن للنظام الدفاعي رصدها.

ويشار إلى أنه على الرادار كشف الجسم الطائر وتحديد ماهيته عبر السرعة وعوامل أخرى من ضمنها الطيران المنخفض واستخدام التضاريس، التي يمكن عبرها التسلل دون أن تكتشفها الرادارات الأرضية، حيث يمكن للمظليين الطيران على علو منخفض واستخدام التضاريس أو الأبنية لتفادي موجات الرادار، والموجات الكهرومغناطيسية ليست مثل الصوت، فهي تسير بشكل مستقيم، وبالتالي يمكن للعوائق العرضية أن تمنعها.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

البحر الأسود.. كلمة السر في استمرار القتال بين روسيا وأوكرانيا

ربما يكون الجانب البحري للحرب في أوكرانيا الأقل بروزاً، حيث أن معظم القتال يدور على الأرض. ومع ذلك فمنذ الساعات الأولى للصراع، هناك قتال شرس من أجل بسط السيطرة على البحر الأسود، المسطح المائي الكبير جنوب أوكرانيا وروسيا.

تدهور القدرات الروسية

وقال ستافروس أتلاماز أوغلو الصحافي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني والحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية المتقدمة من جامعة جونز هوبكنز في تقرير نشرته مجلة ناشونال انترست الأمريكية ، إنه رغم الدفع بأسطول بحري أكبر كثيراً ، اضطرت البحرية الروسية على التقهقر ، حيث فقدت عشرات السفن الحربية وسفن الإسناد في العمليات. ومما جعل الأمور أسوأ بالنسبة للكرملين، أن أوكرانيا لا تملك اسطولاً سطحياً كبيراً .

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير التقييم الأحدث لاستخباراتها بشأن الصراع الأوكراني " قبل غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، اعتبرت القيادة الروسية على نحو شبه مؤكد أن القوات البحرية لروسيا الاتحادية وأسطول البحر الأسود مكونات أساسية لقوتها البحرية".

غير أنه بعد ثلاث سنوات ، تدهورت بشكل خطير قدرات البحرية الروسية بصفة خاصة في البحر الأسود ، و تسببت عمليات الجيش والاستخبارات الأوكرانية في تقييد حركتها على العمل.

وتتفوق البحرية الروسية من ناحية العدد على عدوتها الأوكرانية . وفي الحقيقة ، لدى القوات البحرية لكييف عدد صغير من السفن الكبيرة وسفن الدفاع عن السواحل.

وأضاف أتلاماز أوغلو أنه رغم توجيه ضربات خطيرة للقوات البحرية الروسية ، لم تتمكن أوكرانيا من السيطرة بثقة على البحار. وكبد الأوكرانيون روسيا خسائر فادحة من خلال استخدام صواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية "ومع ذلك دمرت القوات الأوكرانية أو ألحقت أضرارا بما لا يقل عن 24 سفينة من السفن الروسية العاملة في البحر الأسود منذ 24فبراير/شباط 2022 . ويشمل ذلك ، إغراق سفينة قيادة أسطول البحر الأسود ، الطراد موسكفا من طراز سلافا الذي كان قد تم وصفه في السابق بأنه منصة الدفاع الجوي الأكثر تطوراً".

وتابع أتلاماز أوغلو أن إغراق الطراد موسكفا كان بمثابة صدمة للكثير من المراقبين الأجانب .وحدث الإغراق في 14 أبريل (نيسان) 2022 بعد مرور أسابيع قليلة على انطلاق الغزو واسع النطاق لأوكرانيا .

وأشار إلى أنه بالإضافة إلى القيمة العملياتية لإغراق سفينة سطح قتالية رئيسية للعدو ، فإن إغراق سفينة القيادة الروسية أعطى دفعة معنوية للأوكرانيين ، وقد يعتقدون الآن أن بإمكانهم تحقيق النصر على روسيا. وعلاوة على ذلك ، كان إغراق الطراد بمثابة نقطة تجمع إضافية للمساعدات الأمنية الدولية لأوكرانيا.

وأضافت وزارة الدفاع البريطانية "إنه نتيجة لذلك ، اضطر اسطول البحر الأسود الروسي لتحريك كل أصوله الرئيسية من قاعدته التاريخية في سيفاستوبول إلى نوفوروسيسك في شرق البحر الأسود. واضطرت الوحدات الروسية التي تعمل في المنطقة إلى تكييف تكتيكاتها على ضوء ذلك وتغيير البحار التي تعمل فيها".

بعد مشادة البيت الأبيض.. #لندن تنظم قمة طارئة للرد على ترامب https://t.co/eKy0prYp8x

— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025 هجمات طويلة المدى

واختتمت وزارة الدفاع البريطانية تحديثها الاستخباراتي بالقول " إنه رغم أن تحركات اسطول البحر الأسود الروسي قاصرة على شرق البحر الأسود ، فإنه يحتفظ بالقدرة على شن هجمات طويلة المدى داخل أوكرانيا لإسناد العمليات البرية ".

ويستخدم اسطول البحر الأسود الروسي في المقام الأول غواصات لدعم حملة إطلاق النار طويلة المدى ضد أوكرانيا . ورغم أن الجيش الأوكراني ليست لديه قدرات كافية للتصدى للغواصات الروسية في البحر ، فإنه توصل إلى وسائل أخرى.

وعلى سبيل المثال، تلاحق أجهزة الاستخبارات الأوكرانية ضباط الغواصات الروس الذين شاركوا في شن هجمات طويلة المدى ضد أهداف مدنية . وتم قتل أحد أفراد أطقم الغواصات بينما كان يمارس رياضة الركض في الصباح.

توبيخ زيلينسكي لا يكفي.. ترامب يخطط لـ "ضربة قاضية" - موقع 24أكدت وسائل إعلام أمريكية، السبت، أن الرئيس دونالد ترامب يتجه إلى قطع الدعم العسكري والمساعدات عن أوكرانيا، بعد المشادة مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، الجمعة، مما يضع الدول الأوروبية في مأزق.

واختتم أتلاماز أوغلو تقريره بالقول إنه علاوة على ذلك ، يستهدف الجيش الأوكراني حظائر الغواصات ، حيث تمكن من تدمير الغواصة روستوف -أون - دون بينما كانت تخضع لأعمال الصيانة.

مقالات مشابهة

  • “الشاباك” يكشف تفاصيل فشله المدوي في عملية طوفان الأقصى
  • بنزيما يكشف السر وراء رفضه الانضمام لسان جيرمان
  • بينهم أسيرة محررة في “طوفان الأقصى”.. قوات العدو تعتقل عدة فلسطينيين بالضفة
  • شاهد | بعد ربع قرن.. الحاج صدقي يذوق طعم الحرية في أجواء رمضان مع عائلته في الخليل
  • وفد الطيران المدني الإيطالي يزور طرابلس لمراجعة إجراءات رفع الحظر الجوي
  • مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
  • مصر: لا مبرر لإغلاق إسرائيل المعابر واستخدام تجويع المدنيين الأبرياء خاصة خلال شهر رمضان
  • البحر الأسود.. كلمة السر في استمرار القتال بين روسيا وأوكرانيا
  • ما السر وراء إطلالة النجمة ميلي بوبي براون بالشعر الأشقر؟ وما علاقة بريتني سبيرز؟
  • طوفان الأقصى: السياسي والإيديولوجي