صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-10@00:00:31 GMT

البرهان والفلول

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

البرهان والفلول

 

البرهان والفلول

أمل محمد الحسن 

 

منذ خروجه من القيادة العامة، زار القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان عددا من المواقع العسكرية، كان يكرر في جميع مخاطباته للجنود نفي أن الجيش له علاقة ب”الكيزان”.

 

لكنه في الغالب لم يكن يختار أن يذكر العبارة المحددة، كيزان، أو فلول، أو النظام البائد، كان يختار عبارات أخرى مثل أن الجيش لا يقاتل من أجل جهة أو “زول” كان يتهرب من ذكر العبارة المحددة الصريحة في أغلب احاديثه الجماهيرية، كاشفا عن كذبه بلغة جسده المتوتر!

 

والبرهان اكتفى بالحديث، مجرد النفي بالعبارات والكلمات “الخواء”! لم يقدم على اي فعل يؤكد ما يقوله، ولكن الشعب السوداني اعتاد على أنه يفعل عكس ما يقول باستمرار، حتى صارت عادة مصاحبة!

 

فهو دائما ما كان يتحدث عن دعمه للتغيير، والثورة لكنه في الواقع انقلب عليها، وواجه المواكب الرافضة لانقلابه بقمع مفرط!

 

ثم اتهم الدعم السريع الآن بعد الحرب بأنه هو من قام بفض اعتصام القيادة، في الوقت الذي دافع دفاعا مستميتا عن جميع أعضاء مجلسه العسكري في ذلك الوقت والذي كان يضم حميدتي! مؤكدا أنهم جميعا بريئين من مجزرة القيادة العامة التي حدثت في حرم مبنى القيادة العامة للجيش!

 

الآن البرهان يفعل ذات الشيء! يقول مجرد كلام لكن هذه المرة تنافي احاديثه الوقائع الماثلة أمام الجميع بصورة مفضوحة للغاية!

 

فانصار النظام البائد والمطلوبين لدى المحكمة الجنائية، والذين قال عنهم أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة إن الدعم السريع من أطلق سراحهم؛ يجوبون ولايات السودان ويعقدون اجتماعاتهم وتنقل الوسائط الاجتماعية فيديوهاتهم ولا يبدو أن أحدهم يرتدي طاقية إخفاء! أو حتى يسعون للاختباء لأنهم يعملون مع البرهان بتناغم كامل!

 

ولا يمكن أن يكونو بأي حال بعيدين عن أذرع الاستخبارات العسكرية التي تستطيع أن تقبض على أعضاء لجان المقاومة والناشطين من قلب العاصمة التي تدور فيها الحرب، فلن يصعب عليهم أن يلقوا القبض على فلول النظام الفارين من السجون!

 

هذه المرة أحاديث البرهان التي تتناقض مع تصرفاته فيما يخص علاقته مع الفلول والكيزان تثير الضحك! وعندما يقول إن الجيش ليس به كيزان؛ يخرج له الناشطون صوره وهو يزور قائد كتيبة البراء في المستشفى فور خروجه من القيادة العامة.

 

ذلك “المجاهد” الذي ترك البندقية وبات يتجول في القرى والمدن يهدد ويتوعد من يكتبون على المنصات الاجتماعية، مؤكدا أن الله قد سخر له “رقيب” و”عتيد” يأتمرون بأمره، ويعلم ما يحلم به الناس! ويتوعد بالرد على الجميع بعد أن يحسم المعركة!

 

وعلى الرغم من حصوله على رتبة رائد، ووجود صقر يزين كتفه الجهادي، إلا أن الموقع الذي يتحدث فيه عن حسم المعارك يحتاج لأكثر من صقر ليرفع صوته واصبعه بكل هذا الوعيد والتهديد وبشريات حسم القتال!

 

والحرب مستمرة تكاد تكمل شهرها السادس، ليس دون حسم فقط، ولكن مع تمدد شمل مناطق جديدة مثل العيلفون ومخاوف من وصول مد قوات الدعم السريع لولاية الجزيرة التي تأوي اعدادا هائلة من سكان الخرطوم الذين أجبرتهم الحرب على الفرار إليها!

 

يحتاج البرهان ل فك ارتباط الجيش من الكيزان والفلول بأن يخرس أصواتهم التي تخاطب المستنفرين، وتستدعي للذاكرة برامج ساحات الفداء، فالكيزان بعد 30 عام ما زالوا يستخدمون ذات الأغاني الجهادية في حربهم السابقة التي كانت ضد “الكفر”! حسب ادعائاتهم في حربهم ضد الحركة الشعبية، بينما هذه حرب يصرخ جنود الطرفين فيها بالتكبير والتهليل!!

 

على البرهان أن يخرج ليخبرنا حقيقة “الصقر” الذي وضع على كتف بائع الاواني، حقيقته، واسبابه، وكيف يضمن الشعب السوداني بأنه لا يصنع مليشيا جديدة تخرج من ذات الرحم “الولود” و”الملعون” بعدم بر ابنائه!

 

يحتاج البرهان لأكثر من الحديث الأجوف ليثبت عدم علاقة الفلول بما يحدث، فما عاد الشعب السوداني يعيش في عصر برنامج ساحة الفداء، يطل على شاشة واحدة ويتلقى المعلومة من مصدر واحد! ثم انه ذاق وبال صنع مليشيات موازية للجيش، وذاق إلقاء ابنائه في محارق الحروب التي تنتهي جميعا بالتفاوض!

يلتقون مع قادة الجيوش التي كانوا يحاربونها، وهم يبتسمون ويتبادلون الاحضان، بينما لا يعود الأبناء إلى أحضان أمهاتهم مرة أخرى!

 

ارتباط البرهان بالكيزان لا يحتاج لأي اثباتات وحديث كثير، كل شيء مبذول في الوسائط الاجتماعية، بالصور والفيديوهات والبوستات! أما آن له أن يتوقف عن الحديث الذي لا طائل منه؟

الوسومأمل محمد الحسن البرهان الجيش الفلول

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الجيش الفلول

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: شركة تركية متورطة في تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة وشحنة أسلحة سرية

كشف تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عن تورط شركة بايكار، إحدى أبرز شركات الصناعات الدفاعية بتركيا، في الحرب الأهلية المستمرة بالسودان، من خلال إرسال شحنات أسلحة وذخائر بقيمة 120 مليون دولار سراً إلى الجيش السوداني بين آب/أغسطس وتشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.

اعلان

وأثار التقرير تساؤلات حول احتمال انتهاك الشركة للعقوبات الدولية التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على السودان، لا سيما فيما يتعلق بإقليم دارفور. وأوضح أن هذه الشحنات تمت بموجب عقد وقعته بايكار مع وكالة المشتريات التابعة للجيش السوداني، المعروفة باسم منظومة الصناعات الدفاعية، ما يعكس مستوى الدعم العسكري الذي حصلت عليه القوات السودانية خلال النزاع.

ووفقًا للوثائق التي استعرضتها الصحيفة، وصلت الشحنة الأولى إلى بورتسودان، الميناء الرئيسي المطل على البحر الأحمر، في آب/أغسطس، بينما أظهرت رسائل موثقة أن آخر دفعة من المعدات وصلت في 15 أيلول/سبتمبر.

كما أشار التقرير إلى أن العقد الرسمي، الذي يحمل توقيع ميرغني إدريس سليمان، المدير العام للمباحث والمعلومات، مؤرخ في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أي بعد خمسة أشهر من فرض الولايات المتحدة عقوبات على السودان.

جنود سودانيون من وحدة قوات الدعم السريعHussein Malla/ AP

وتضمنت الشحنة العسكرية ست طائرات مسيّرة من طراز TB2، إضافة إلى ثلاث محطات تحكم أرضية، و600 رأس حربي. كما نص الاتفاق على إرسال 48 خبيرًا تقنيًا إلى السودان، في إطار عرض لتقديم "الدعم الفني داخل البلاد".

وأبرز التقرير أيضًا مذكرة داخلية من شركة بايكار، تفيد بأن مسؤولين سودانيين أبلغوا ممثلي الشركة، خلال اجتماع عُقد في 9 أيلول/سبتمبر، بأن تركيا أصبحت "الدولة الأكثر دعمًا لهم"، ما يشير إلى مستوى التعاون العسكري المتزايد بين أنقرة والخرطوم وسط الصراع المستمر.

معركة بالوكالة بين القوى الأجنبية

أصبحت شركات الدفاع التركية جزءًا من شبكة واسعة من الأطراف الدولية المتنافسة على النفوذ في الحرب المستمرة منذ 22 شهرًا. إلى جانب تركيا، وُجهت اتهامات لدول مثل الإمارات العربية المتحدة وروسيا بلعب أدوار مختلفة في تأجيج النزاع وتعقيد المشهد العسكري والسياسي.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية بأن قوات شبه عسكرية في السودان تستخدم مركبات مدرعة من صنع الإمارات العربية المتحدة، مزودة بتكنولوجيا عسكرية فرنسية، ما يعكس تداخل المصالح الدولية في النزاع.

سفير السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس يستمع إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان.Mary Altaffer/ AP

وفي خطوة تصعيدية أخرى، أعلنت محكمة العدل الدولية، الخميس، أن السودان قدم شكوى ضد الإمارات، متهمًا إياها بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية عبر دعمها لقوات الدعم السريع، وهي القوة شبه العسكرية المنافسة للجيش السوداني. ورغم هذه الاتهامات، يواصل المسؤولون الإماراتيون نفي أي تورط في النزاع.

وفي غضون ذلك، عززت روسيا وجودها في السودان من خلال توقيع اتفاق، خلال الشهر الماضي، لإنشاء محطة بحرية في بورتسودان،ما يوفر لها حضورًا استراتيجيًا إضافيًا على امتداد البحر الأحمر. وتم توقيع الاتفاقية بين وزير الخارجية الروسي ونظيره السوداني.

ورغم تمديد حظر الأسلحة المفروض على دارفور في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عبر تصويت بالإجماع في مجلس الأمن الدولي، لم تتخذ الأمم المتحدة أي إجراءات ضد الدول المتهمة بانتهاك هذا الحظر، ما يثير تساؤلات حول فاعلية القرارات الدولية في الحد من تدفق السلاح إلى أطراف النزاع.

Relatedحمدوك يطلق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان تحت عنوان "نداء سلام السودان"جنوب السودان على صفيح ساخن: الجيش يحاصر منزل نائب الرئيس ويعتقل حلفاءه.. بداية أزمة جديدة؟معركة القصر الرئاسي السوداني: كيف تطورت الأحداث وما التالي؟

واندلعت الحرب بالسودان في نيسان/أبريل 2023 إثر صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات الدعم السريع، ما أدى إلى مواجهات عنيفة، لا سيما في العاصمة، واشتباكات ذات طابع عرقي امتدت إلى مناطق أخرى من البلاد.

وتصف الأمم المتحدة الحرب الأهلية في السودان بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حيث أدت إلى نزوح نحو 14 مليون شخص، فيما تهدد المجاعة عدة مناطق في البلاد. وبينما تظل الأرقام الدقيقة لعدد الضحايا غير واضحة، تتراوح التقديرات بين 20,000 و150,000 قتيل، ما يعكس حجم المأساة الإنسانية المستمرة.

المصادر الإضافية • AP

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية جنوب السودان على صفيح ساخن: الجيش يحاصر منزل نائب الرئيس ويعتقل حلفاءه.. بداية أزمة جديدة؟ حمدوك يطلق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان تحت عنوان "نداء سلام السودان" معركة القصر الرئاسي السوداني: كيف تطورت الأحداث وما التالي؟ قوات الدعم السريع - السودانعبد الفتاح البرهان أسلحةجمهورية السودانتركياالإمارات العربية المتحدةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext "تلغراف": مخطط استخباراتي روسي للسيطرة على طرق الهجرة إلى أوروبا عبر ليبيا يعرض الآنNext بعد مرور 100 يوم على ولايتها الثانية.. فون دير لاين تستعرض التحديات واستراتيجيات أوروبا الجديدة يعرض الآنNext بن غفير يطرح مشروع قانون لإلغاء اتفاقيات أوسلو والخليل وواي ريفر يعرض الآنNext فيديو مثير للجدل لرئيس لجنة الأمن القومي بالكنيست الإسرائيلي يدعو فيه للسيطرة على سوريا والأخير ينفي يعرض الآنNext إصابة شخصين في انفجار سيارة بتل أبيب اعلانالاكثر قراءة تسريب بيانات خطير في إسرائيل يكشف هويات وعناوين آلاف حاملي الأسلحة باريس تضخ 195 مليون يورو إضافية لدعم أوكرانيا من الأصول الروسية المجمدة تصاعد الاشتباكات في إدلب..مشيعون يتوعدون بالانتقام بعد مقتل أفراد من قوات الأمن السورية "الجنس مقابل السمك".. كيف تُستغلّ النساء في زامبيا بسبب الجفاف وقلة المساعدات الدولية وزير الخارجية الأمريكي يدعو إلى محاسبة "مرتكبي المجازر" ضد الأقليات في سوريا اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياإسرائيلروسياأبو محمد الجولاني بشار الأسدأوكرانياطائفةمواجهات واضطراباتالمفوضية الأوروبيةشرطةدونالد ترامبالكنيستالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: شركة تركية متورطة في تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة وشحنة أسلحة سرية
  • الجيش السوداني يعلن تحقيق تقدم كبير في «النيل الأبيض»
  •  مقتل 9 مدنيين في قصف مدينة استعادها الجيش السوداني  
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب سيارات قتالية لـ”الدعم السريع” من الفاشر
  • الجيش السوداني يتقدم في الخرطوم ويقترب من قوات المدرعات
  • وزير الدفاع السوداني: الجيش قطع شوطا طويلا ضد الدعم السريع
  • طائرات الجيش السوداني تستهدف ميليشيا الدعم السريع جنوب شرقي الخرطوم
  • القيادة بإسرائيل توجه الجيش للاستعداد لاستئناف الحرب على غزة
  • الجيش السوداني يرد على مبادرة حمدوك
  • الجيش السوداني: لا هدنة مع الدعم السريع ولا خيار غير الحسم