رجاء وعشم: رسالة حول تحركات مجموعة ألآلية الوطنية
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
تحركت مجموعة الآلية الوطنية نحو البرهان و عقار و تِرِك بحسن نية شابها سوء تقدير لا يليق بهذه المجموعة الخَيِّرة من أبناء و بنات السودان و الثورة. لقد أحدث تحركهم الإنفرادي ربكة كبيرة و دهشة عظيمة في محيط قوى الثورة لأنه بدا و كأنه قفزة في الظلام ، تستبطن يأساً ، و تستهدف إنفراداً ظنوه سيكون إختراقاً لحُجب كثيفة جمعتها الحرب اللعينة في أجواء الوطن و كياناته السياسية و العسكرية و المدنية ، فَخَرَّبَت الديار، و شَرَّدَت الأخيار ، و أعدت المسرح لتمزيق الوطن، تمهيداً ، لا قدر الله ، لتحويله الى كميونات عرقية محلية ، و مستوطنات إستعمارية لحفنة من حُثالات الصحاري الإفريقية.
ليس هذا فحسب، بل الاخطر و الأضل هو أن ذلك التحرك الإنفرادي من مجموعة الآلية الوطنية لم يخفي عداءً و تجاهلاً مقصوداً و غير منطقي لبعض ركائز و رموز الثورة بخاصة ( قوى الحرية و التغيير ) التي، شئنا أو أبينا ، كانت و لا تزال تبذل الكثير في إتجاهات شتى من أجل الثورة و أهدافها ، و من أجل إستعادة البلاد سلمياً من أحضان العسكر بعد إنقلابهم الثنائي الأكتوبري الذي أطاح بالحكومة المدنية ، و حربهم الأبريلية الفلولية التي أحالت البلاد إلى ركام ، و أهل البلاد إلى مشردين و لاجئين و مهجرين، أو قابعين تحت أزيز الطائرات الحربية و دوي المدافع و القذائف الصاروخية ، و لا يحظى عديد شهدائهم بتكريمِ دفنٍ أو بشبرٍ في مدافن .
كفى تمادياً في هذا الطريق يا رعاة الآلية الوطنية ، و كفى عداءً مستتراً، أو معلناً ، لقوى الحرية و التغيير ، فهم نعم مقصرين ، لكنهم ليسوا بالسوء الذي يبرر نبذهم أو عزلهم ..و كفى تردداً في توحيد الجهود مع مَن لا يوافقونكم في عدائكم العاطفي و غير المنطقي لآخرين شرفاء لا يقلون عنكم وطنية و ثورية و بذلاً من أجل مستقبل أفضل لوطن عزيز و إن كانت لهم رؤاهم القابلة للأخذ و الرد بالمنطق لا بالعداء. و لتبق راية توحيد الجهود مرفوعة بينكم و بين ( مجموعة إعلان المبادئ ) لخلق مظلة وطنية جامعة لكل قوى الثورة الحية تسريعاً لهزيمة القبيح القائم ، و تأسيساً لقادم ثوري نهضوي يستحقه السودان الوطن ، و يستحقه أهل السودان الكرماء الذين إنتظروا كثيراً ثمار إستقلال لم يسمح العسكر لشجرته بالنمو ، و لا نريد لكم أن تكونوا ظهيراً لهؤلاء القائمين من العسكر خونة الثورة حتى لا يبقوا جاثمين علي صدورنا أكثر مما بقوا ، ملطخين لصورة ثورة أدهشت العالم ، و معطلين لتحقيق آمال فاضت من إجلها أرواح طاهرة، و روتها دماء زكية لا تزال تنتظر القصاص و لن تستوعب إحتضان القتلة أو طي صفحات الإعتصام و ما سبقه و ما تلاه.
ثوبوا لرشدكم أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء في مجموعة الآلية الوطنية ، فإن للثورة ثوابت ، و للحرب ظلال.
و الله و الوطن من وراء القصد.
بروفيسور
مهدي أمين التوم
7 أكتوبر 2023 م
mahdieltom23@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الآلیة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
عاهلُ البلاد المفدّى يصلُ إلى روسيا
العُمانية/ بحمدِ الله تَعالى، وصل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ إلى روسيا الاتّحاديّة الصّديقة مساء اليوم، في زيارة "دولةٍ" تستغرق يومين.
وقد أُجريت لجلالةِ السُّلطان المعظّم مراسمُ استقبال رسميّةٌ في مطار فنوكوفو بمدينة موسكو؛ احتفاءً وترحيبًا بالزّيارة الكريمة لجلالتِه /أيّدهُ اللهُ/، وكان في استقبال جلالةِ السُّلطان المعظّم عند سُلّم الطّائرة معالي مكسيم ريشيتنيكوف وزيرُ التنمية الاقتصادية وعددٌ من المسؤولين بروسيا الاتّحاديّة، وأعضاء سفارة سلطنة عُمان بموسكو.
عقب ذلك تفضّل جلالةُ سُلطان البلاد المفدّى بتفقّد حرس الشّرف، ثم توجّه جلالتُه إلى منصّة الشّرف، حيث عُزف السّلام السُّلطانيُّ العُمانيُّ والسّلام الروسيُّ الاتحاديُّ.
وستُقام لجلالةِ السُّلطان المعظّم /أيّدهُ اللهُ/ مراسمُ استقبال رسميّةٌ غدًا بقصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو يلتقي خلالها بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتّحاديّة، وسيعقد القائدان مباحثاتٍ رسميّةً.