سودانايل:
2025-01-08@22:37:27 GMT

يا قائدا بلا معركة… آن أوان المعركة

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

اتهمني عدد من القراء بموالاة قحت، والدفاع عنها والتبرير لأخطائها. جاء ذلك من خلال تفاعل القراء مع مقالاتي في حواري مع صديقي أحمد عثمان عمر. لست في موقف من يدافع عن نفسه، لأنني اتخذ موقفا يتحكم فيه منطق العقل وليس روح العداء. لكن تبيان الحقيقة مهم لتطوير مناهج نقاشنا وجعلها عقلانية. أعيد اليوم نشر مقال كتبه عن قحت عندما كانت في السلطة.

لم يكن المقال دعوة لإسقاط قحت وانما دعوة لتوضيح الأخطاء والركون لأهداف ثورة ديسمبر. نشرت المقال السابق بعنوان المكون المني ومجلس الوزراء وقحت يتحملون كامل المسئولية عن أفعال البرهان. اليوم انشر مقال آخر من نفس تلك الفترة. ما أود التذكير به ان الكتابة السياسية ليست مثل هلال مريخ او ابيض واسود أو مع الجيش ضد الجنجويد وبالعكس، مما يلغي تماما أي موقف مستقل للكاتب، بعيدا عن الخنادق المتواجهة أو الخانات الصماء. وأكرر ما قلته مرارا اننا لن نخٌون قوى الثورة المدنية، بمختلف توجهاتها، فهذا هو السودان بتنوعه الفريد. التحدي الجوهري ان نحول ذلك التعدد لمصدر قوة ووحدة.

اكدت المعركة الثورية الحالية خيار شعبنا في دولة مدنية، تحكمها ديمقراطية تعددية ودولة المؤسسات وحكم القانون. كما أوضحت ثورة ديسمبر العظيمة، بلا غموض، وللعالم أجمع، رفض شعب السودان القاطع للحكم العسكري. وأثبت تجربة الحكومة الانتقالية الأولى والثانية ان التحالف مع العسكر لن ينتج سوى سيطرة العسكر بغطاء مدني. والآن وانقلاب 25 أكتوبر يترنح، في طريقه للسقوط، يصبح من الضروري دراسة التجربة السابقة، للخروج بدروس للفترة القادمة. أن تقييم أي مرحلة من مراحل النضال، بروح نقدية لا تجامل او تقفز فوق الأخطاء، هي ضرورية ثورية مهمة. في هذا المقال، وما ستعقبه من مقالات، سأناقش دور كل القوى في فشل المرحلة الانتقالية، حتى الآن، والبناء على ما نستنتجه من دروس للمستقبل. المقطع الشعري، الذي اخترته كعنوان لهذا المقال، هو للشاعر الفيتوري من قصيدته دبشليم، يمثل لنا، وينطبق تماما، على المجلس المركزي للحرية والتغيير. فقد وجد نفسه، في غفلة من الآخرين، ولتعاملهم بحسن النية السودانية، ليصبحوا قادة الثورة، ويساهموا في افشالها. والآن التحدي هو نقد ممارساتهم، وتوضيح حقيقة ما جرى، لشعبنا، بلا محسنات لفظية أو محاولتهم القفز للأمام بإطلاق شعارات ثورية.
لقد اكدت أكثر من جهة وأكثر من فرد، ومنذ وقت مبكر، وعبر عدة بيانات وتصريحات، وجود تجاوزات في تجربة العمل المشترك، وسيطرة وهيمنة اقلية، نجحت بعدة سبل، بإحكام سيطرتها، وعزل اغلبية قوي التحالف. الأمر الذي أدى لخروج البعض، ومطالبة الآخرون بتصحيح المسار. وتم التغلب على تلك الدعوات الإصلاحية، بالوعود التي لم يتحقق منها شيء.
سأطرح في هذا المقال بعض رؤوس المواضيع التي يجب على القوى التي هيمنت على قحت، ان توضيح حقيقة ما جرى، وبكامل الوضوح، أمام شعبنا، لأنه صانع الثورة، ويجب ان يعرف ما حدث لثورته.
• كيف صيغت الوثيقة الدستورية؟ ومن الذي أيد قضية الشراكة مع العسكر ومن الذي عارضها؟ وحقيقة ما دار في الغرف المغلقة خلال تلك الفترة الحاسمة؟ لقد ذكر ساطع الحاج في لقاء صحفي ان مهمتهم كانت صياغة ما يتم التوصيل اليه من اتفاق سياسي؟
ما دور الوسيط الممثل للمنظمة الافريقية؟ لماذا كان قادة قحت يخدعون الاعتصام بانها ستكون مدنية كاملة (وجدي والدقير وغيرهم)؟
• ما هي الجهات التي وافقت على ان اصلاح المنظومة العسكرية والأمنية هو مسئولية المكون العسكري الحصرية، ولا دخل للمدنيين بها؟
• كيف نجح المكون العسكري، في مجلس السيادة، في السيطرة على السياسة الخارجية والاقتصادية وقضايا السلام ومباحثات جوبا؟
• من المسؤول عن تعطيل اصلاح المنظومة العدلية؟
• لماذا أيد المجلس المركزي انشاء مجلس الشركاء، الذي ضم بعض قادته؟
• تعطل قانون النقابات لسنوات والتلكؤ في اجازته، مما اعطي عناصر النظام البائد وسط النقابات، هامشا من الحركة وتجميع الصفوف؟
• بعد انتخابات تجمع المهنيين وتقديم لستة بممثلين جدد، رفض إبراهيم الشيخ ذلك وقال بالحرف الواحد: (دا بخرب الرصة)، ثم الاستمرار في الانحياز للطرف المهزوم والتمسك بتمثيله في قحت.
• الموقف من الجبهة الثورية في الأيام الأولى للثورة، ثم مفاوضات اديس ابابا وما نتج عنها، وموقف المجلس المركزي من ذلك؟
• موقف المجلس المركزي من مفاوضات جوبا، والاتفاق الذي تم على ايدي العسكر؟
• الموقف من هيمنة العسكر على الاقتصاد الوطني (82 %) ونذكر جيدا زيارة إبراهيم الشيخ (كوزير للصناعة) للصناعات العسكرية والاشادة بها؟
• تعامل حزب الامة بمنهج (البلد بلدنا ونحنا اسيادها) وقدم مطالب بالهيكلة وعندما لم يستجاب له خرج من قحت، وعندما اعطي تمثيلا أكبر في قحت ووزارة المحاصصات، رجع وكأن شيئا لم يكن، وضاعت الدعوة لإصلاح قحت.
• لماذا الموافقة على المحاصصات والقبول بالوزارة الحزبية والتكالب على مناصبها؟
• محاولة السيطرة على الخدمة المدنية بالتعيينات المبنية على المحاصصات وليس على مبدأ استقلال الخدمة المدنية.
الوضوح حول هذه القضايا، التي لا تشكل كل ما تم خلال المرحلة السابقة، وانما نماذج، حتى نبدأ بها عملية التقييم الجادة. التقييم سيفيد في التعلم من دروس التجربة، وهذه الدروس ستساعدنا عند صياغة المواثيق الجديدة، وتشكيل الحكومة المدنية القادمة.
هذا النقاش لا يشكل دعوة لتخوين أي أحزاب، كما انه لا يشكل دعوة لعزلها عن المساهمة في الحراك الثوري، ولكنه يشكل خطوة لا بد منها، كبداية مهمة، في قادم أيام ثورتنا.

siddigelzailaee@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المجلس المرکزی

إقرأ أيضاً:

علماء الأزهر يوضحون الحكمة من سرية الدعوة في مهدها

 قال الدكتور السيد بلاط، أستاذ التاريخ والعقيدة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، إن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم الدعوة- بدأ سرًا وهذا لحكم عظيمة، الأولى هي "التدرج" وتهيئة عقول أهل مكة لاستقبال هذا الدين الجديد، لافتا أن التدرج سنة من سنن الإسلام المحمودة، حتى تعلم قريش طبيعة هذا الدين وما هي أحكامه، وألا تتعرض الدعوة في مهدها للخطر، فإذا استهدفت الدعوة التغيير السريع لنظام حيات المكيين لم تلق القبول المنتظر، وقال العلماء أيضا ربما أن الرسول أراد من أن تكون الدعوة سرا؛ تأجيل الصدام المتوقع بين المسلمين  المشركين حتى يشتد عود المسلمين.


وأكد السيد بلاط، خلال الملتقى الأسبوعي بالجامع الأزهر، والذي جاء بعنون "دعوة حكيمة وجاهلية جائرة"، أن من الدروس المستفادة من سرية الدعوة،  هي الوقوف على عوامل نجاحها، وأهم تلك العوامل هي الكتمان والسرية، لافتا أن عدد من آمن برسول الله ٥٣ منهم ١٠ من النساء، وعندما ضاق بهم بيت السيدة خديجة أم المؤمنين، التقى رسول الله المسلمين في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، والحكمة من ذلك أن الأرقم دخل الإسلام وهو صغير، فإذا أرادت قريش تقصي أمر رسول الله، ستجري البحث في بيت من بيوت أكابر قريش، ونتعلم من ذلك حسن التخطيط.

وأشار إلى أن بعد الدعوة السرية أمر الله -تعالى- رسوله بالجهر بالدعوة فبدأ بأهله وعشيرته، حتى يجد فيهم السند وحسن الإقبال، ثم انتقل من دعوة عشيرته إلى دعوة أهل مكة، وهنا بدأ ينادي الرسول على قريش كلها، وأشهدهم على صدقه أولا فشهدوا، ثم دعاهم إلى الدين الحق، موضحا أن دعوة النبي ظلت سلمية على مدار  ١٣ عاما ولم يرفع فيها الرسول سيفا وهذا يدحض تدليس المستشرقين أن الدعوة بدأت بحد السيف، كما ركز الرسول في بدء الدعوة على الأمور العقائدية والتوحيد، حتى ينقي النفوس من دنس عبادة الأصنام، ولن يأتي ذلك إلا بصلاح العقيدة.

حكم صلاة المرأة في البنطلون الضيق .. الإفتاء تحسم الجدلحكم بيع العملات القديمة والعملات من بلاد أخرى.. دار الإفتاء تجيب
من جانبه، أوضح الدكتور نادي عبد الله أستاذ الحديث وعلومه وكيل كلية الدرسات الإسلامية لشؤون الدرسات العليا، أن الأمور كانت مبعثرة عند أهل قريش، ونبينا الكريم كان عليه أن يرتب المجتمع بصبغة جديدة بدلا من صبغة الجاهلية، التي كان الفقير والضعيف فيها مهان، لا أمن له ولا سلام، معلنا ميلاد عهد جديد يعلي من شأن الإنسان بعيدا عن مقياس النسب والمكانة، وتم قياس قيمة الإنسان بالإيمان والتقوى، ومن هنا نتعلم أن النبي لو أراد نجاح الدعوة سريعا لعمل على استقطاب الأقوياء وعلية القوم، ولأزاح الفقراء عن مجلسه، لكن وضع صلاح الإنسان وكرامته فوق كل اعتبار، وأنه لا فرق بين غني و فقير وقوي وضعيف.

وبين أن مفهوم الجاهلية اخْتُلف في معناها، فقال العلماء أنها سلوك وممارسات، وكل سلوك جائر فهو جاهلية، ولذلك لما أراد النبي أن يُذهب هذا المفهوم من قلوب الصحابة كان يتابع أصحابه في كل فعل وسلوك وممارسة، وينبههم إذا وقعوا في سلوك جاهلي، حتى أسس النبي مجتمعا سليم النفس والعقيدة لا جاهلية فيه.

يعقد "ملتقى السيرة النبوية" يوم الأربعاء من كل أسبوع، في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، حيث كان بمسمى "شبهات وردود" وتم تغييره لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، بعد نجاحه طوال شهر رمضان والذي كان يعقد يوميًا عقب صلاة التراويح، ويتناول هذا الملتقى في كل حلقة قضية تهم المجتمع والوطن، والعالَمَين العربي والإسلامي.

مقالات مشابهة

  • علماء الأزهر يوضحون الحكمة من سرية الدعوة في مهدها
  • سالم عوض الربيزي : اليمن معركة السيادة وإسناد غزة
  • خطاب ماكرون يثير سعار نظام العسكر: الجزائر التي نحب و نتشارك معها الكثير من الأبناء والقصص (فيديو)
  • تصاعد المعركة القضائية بين بليك لايفلي وجاستن بالدوني
  • إسرائيل تعلن الحرب على تركيا صحيفة ومشهورة تكشف تفاصيل المعركة
  • تيكتوكر جزائري يمثل أمام محكمة فرنسية بتهم التحريض على قتل معارضين لنظام العسكر
  • الأمن بالتوازي مع العسكر.. صنعاء تتصدى لأجهزة الاستخبارات
  • صنعاء توجه تحذير للدول التي تورطت أجهزتها المخابراتية في الإضرار باليمن
  • بولندا تبدأ معركة الدفاع عن أوروبا
  • مسؤولان بالفيدرالي: معركة التضخم لم تنته بعد