رحل الموسيقار الدكتور مصطفي الشريف .. منو تاني البتفقد أحوالنا ويسأل عن البنيات البساسكن
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
كورال الأحفاد ظاهرة غنائية أعتقد لن تكرر في تاريخ الإبداع والفن السوداني، مسيرة حافلة بالعطاء والثراء والتجديد، والأداء المبهر والمتميز عبر الأجيال, بنات الأحفاد ثراء علمي وفني ممزوج بأصوات عذبة بين أنامل الأستاذ المرهف والمؤلف الموسيقي الدكتور المغفور له بإذن الله مصطفى أحمد محمد حامد شريف، المعروف بمصطفي الشريف أثري المكتبة السودانية بلون جديد من التجديد، فاق حد الإعجاب ووقفت أقلام النقاد إحتراما للكورال.
التمييز كان من خلال إختيار المفرادات المعبرة عن حد الوطن والملهمة لكل سوداني أينما كان، ونسمة فرح دفاق تسربت عبر المسامات وجدان كل بيت سوداني في الريف الجميل والمدن الساحرة من خلال أكثر من 500 عمل غنائي تم تدوين بعضها في رسائل علمية لنيل الماجستير والدكتوراه ويكفي منها :
منو البيتفقد أحوالن ويسـأل
البنيات البيساسقن وعايشه رحل
زي الطيور من عش لعش
موسم العطش .. ترحل دغش
يبرن مواطن قوس قزح
والخضرة وألوان الفرح
آه ياتعب .. آه يامشـاوير الدرب
آهات كتار مابتنحسب
في داخلن لهفة وحزن
شوق للمدارس زي بنيات المدن
دفتر وقلــم .. أعظم حلـــم
ليه يازمن .. ليه تحرمن نور العلم
اثارت لواجع الشوق والحنين لكل سوداني في الداخل وبلاد المهجر، فكانت موسيقاه مع تلك الأصوات الحانيه منذ ثلاثة عقود من الزمان، أطربت الملايين ومازالت، فكانت المرأة حاضرة بطفلها والوطن جامع بإتساع مساحته في واحة الدكتور مصطفي الشريف، ويفاجئنا كل عام بألوان متنوعة من الأصوات العذبة والالحان الشجية والمفردة المختارة - هذا التجديد السنوي جعل للكورال رصيد فني ضخم لم يصل إليه أى كورال أو مجموعات غنائية مماثله.
كان تميز الراحل مصطفي الشريف أيضا من خلال مشاركة كورال الطالبات خارج حدود الوطن من دول الجوار الصومال وإريتريا وإثيوبيا واليمن والجنوب، ومسجل حضور دائم في كل المناسبات الوطنية دون تمييز سياسي أو طائفي تغني لكل ربوع الوطن وما أجمل غافلة دارفور والبنات الرحل - وتأبين الأستاذ محمد إبراهيم نقد والصادق المهدي وجائزة الطيب صالح وما أروع ليالي عبدالرحمن الريح وغيرها من الفعاليات التي مازال صدها يتردد عبر الزمان بخامات صوتية متنوعة.
ما يبرز جماليات الراحل للكورال الأداء، الحن والمفردة وموسيقى لامست هموم وقضايا لم تجد الاهتمام الكافي. الراحل مصطفي الشريف رحل وترك إرث ضخم لا يمكن تجاوزه، بمنهج تربوي ووطني وإحساس بالانتماء للمستضعفين وقضايا الثور والنضال، حتي أصبح الكورال بقيادة مؤسسة بحد ذاتها جامعة بمنهج تربوي غطي كل مناحي الحياة، من خلال مجموعة مختارة من الشعراء منهم صديق مدثر، عيدالمجيد حاج الامين، خليل فرح، رجاء محمود وعبدالرحمن الريح وغيرهم كثير فكان جمال مصطفي الشريف في السماحة في "فاطمة السمحة" وكانت الأصالة في "أصبلة" وكانت الريف في "البنيات" والمدنية في "فتاة المدينة" وكانت حمامات السلام ترفرف للوطن الجريح في :
سلامات يا وطن ساكن
في العصب والذات
نريدك في السمح والشين
وما بتنفات ووين ما نروح
نرجع ليل نتكرف ترابك شوق
ترد الروح صباحاتك ونتكيف ...
لك الرحمة والمغفرة دكتور مصطفي، بقدر الجمال الذى خلدته، سيظل شمعة مضيئه للتاريخ، والتعاري موصولة للأسرة الكريمة من أمتداد مساحة الوطن، للزوجة والشاعرة أستاذة علم النفس رجاء محمود، وكل عشاق هذا الكورال وأهل الفن غاطبة ومنو تاني البتفقد أحوالنا ويسأل عن البنيات البساسكن ؟
elsir90@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
«إرث زايد ينبض بالعطاء» في مجلس يوسف الشريف الرمضاني
دبي: سومية سعد
أوصى المشاركون في المجلس الرمضاني، الذي أقامته جمعية الصحفيين الإماراتية واستضافه المحامي الدكتور يوسف الشريف، في منزله، بإطلاق مهرجان عالمي يضم إعلاميين من كل أنحاء العالم لنقل رسالة الشيخ زايد الإنسانية الخالدة.
المجلس الذي حمل عنوان «21 عاماً.. وإرث زايد ينبض بالعطاء» شهد مشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والقانونية والإعلامية، وأداره الإعلامي عبدالرحمن النقبي.
دعا المشاركون إلى توحيد الجهود الإعلامية لنشر رسالة العطاء الإماراتية وتعزيز الوعي بأهمية العمل الإنساني، استمراراً لنهج المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في نشر الخير وترسيخ قيم التسامح عالمياً.
كما ناقشوا الأثر الإيجابي للجهود الإنسانية للشيخ زايد محلياً وعالمياً، ودور التكنولوجيا والابتكار في توسيع نطاق تأثيرها.
مزيد من التعلق
قالت فضيلة المعيني، رئيسة مجلس إدارة جمعية الصحفيين، إن مرور 21 عاماً على رحيل المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لم يزدنا إلا تعلقاً بإرثه ونهجه، فهو لا يزال حياً في قلوبنا بعطائه الذي لا ينضب، إذ أرسى قواعد الخير والعمل الإنساني التي أصبحت نهجاً ثابتاً تواصل القيادة الرشيدة ترسيخه.
وأضافت أن الشيخ زايد كان «الخيمة المملوءة بالماء»، رمزاً للسخاء والعطاء اللامحدود، حيث جعل من العمل الإنساني سمة أساسية للهوية الوطنية الإماراتية، مؤكدة أن الإمارات اليوم، بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تسير على خطاه في ترسيخ قيم الخير والتنمية والاستدامة، ليظل إرثه حاضراً في كل إنجاز وتقدم تشهده الدولة.
بصمة خالدة
قال المحامي الدكتور يوسف الشريف «في هذه الأيام، نستذكر الوالد الشيخ زايد، الرجل العظيم الذي ترك بصمة خالدة، ولله الحمد، ليس بين المواطنين فقط، بل بين المقيمين أيضاً، حيث أصبح لإرثه الإنساني أثر واضح في كل مكان. فقد كان، رحمه الله، قائداً استثنائياً آمن بأن العمل الإنساني مسؤولية جماعية، ونهج مستدام، وليس مجرد مبادرات مؤقتة».
وأضاف «إن العمل الإنساني والتشريعات المرتبطة به متنوعة ومتفرعة، إذ سعت دولة الإمارات إلى وضع أطر قانونية واضحة تنظم التبرعات والأعمال الخيرية، لضمان تحقيق أهدافها النبيلة وفق ضوابط دقيقة تحمي المتبرعين والمستفيدين على حد سواء. فمع تطور المجتمعات واحتياجاتها، جاءت هذه التشريعات لضبط آليات جمع التبرعات وتوزيعها، بما يحقق أعلى مستويات الشفافية والمصداقية، ويعزز ثقافة العطاء المستدام».
قالت الدكتورة موزة عبيد غباش، دكتوراه في علم الاجتماع، إن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لا يزال حياً في قلوبنا. ورغم وجود جوائز عالمية مثل جائزة الكتاب والبيئة، فإنه يظل معجزة إنسانية يصعب على اللغة العربية وصفها، فما بالك بالأفراد. وأضافت أن الشيخ زايد كان هبة من الله لدول الخليج لتوحيدها، كما كان المغفور له الشيخ جابر الصباح، هبة للدول العربية، حيث سعى كلاهما لتوحيد الأمة العربية.
فكر ملهم
وأشارت الدكتورة موزة عبيد غباش، إلى أن الشيخ زايد كان من أبرز الشخصيات التي نادت بالوحدة العربية، ورغم محاولات التفكيك التي تعرضت لها الدول العربية، فإن فكر الشيخ زايد يبقى ضرورياً اليوم في ظل التحديات التي نواجهها، مثل تفكك معظم الدول العربية، واللعب على الطوائف والمذاهب لتفتيت الأمة. ورغم محاولات البعض لزرع الفرقة بيننا، فإن فكر زايد يظل ملهماً في الحفاظ على الوحدة.
وتحدث الباحث الدكتور عبدالله العوضي عن لقائه الأول مع المغفور له الشيخ زايد، وقال: أنا من جيل زايد، فتحت عيني على الاتحاد، وأذكر أول لقاء لي مع زايد عندما كنت طالباً في الجامعة عام 1975. طلبنا من رئيس الجامعة حينها مقابلة المغفور له، فانطلقنا من جامعة الإمارات إلى قصره في العين. كنا 370 طالباً، بينهم 70 من دبي. كان اللقاء أبوياً بامتياز، حيث رأيناه في قمة التواضع. طلبنا منه خفض سعر البترول، وهو أمر لا يخص الطلبة مباشرة، لكنه كان يعكس وعينا نحن الشباب. استمع إلينا بحفاوة، وعندما دخل مدير مكتبه لينظم الحديث، قال الشيخ زايد بكل كرم: «إنهم ضيوفي».
هذا الموقف يعكس شخصية زايد القائد، الذي لم يكن زعيماً سياسياً فقط، بل كان أباً للجميع، قريباً من أبناء شعبه، يستمع إليهم ويشاركهم همومهم وطموحاتهم.
بنى المستقبل
وتقول المحامية علياء العامري: تربينا على يد أبينا زايد على قيم التطوع والعطاء، وقد أكملت 28 عاماً في العمل التطوعي. العطاء ليس مجرد فعل، بل هو إحساس ينعكس على حياة الإنسان، يمنحه الصبر والرضا والسعادة الداخلية، ويجعله أكثر ارتباطاً بوطنه ومجتمعه.
وأكدت أن الأسرة والهوية الوطنية هما الأساس في بناء مجتمع قوي ومتماسك، إلا أن بعض السلوكات الخطأ بدأت تظهر مع انتشار استخدام منصات التواصل، حيث يستغلها بعضهم بشكل يسيء لأهلهم ولمجتمعهم، متجاهلين قيم الاحترام والمسؤولية التي تربى عليها أبناء الإمارات.
لحظات مؤثرة
يروي العميد محمد صالح بداه موقفاً إنسانياً لا يُنسى من زمن المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، قائلاً: كنت متطوعاً، وعلمت بوجود 500 شخص في سجن الإبعاد بالشارقة، جميعهم محكوم عليهم بالإبعاد، وعليهم التزامات مالية. فوجئنا باتصال من ديوان رئيس الدولة يأمر فيه بسداد جميع الحقوق والديون خلال أسبوع. كانت لحظة مؤثرة تعكس معدن هذا القائد العظيم.
مداخلات
في مداخلات أثنى الجميع علي إرث زايد، وقالت الإعلامية عايدة عبد الحميد، إن المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حظي باحترام عالمي كبير، لمواقفه وعطاءاته الإنسانية الصادقة عالمياً، وخلال حوار صحفي أجريته مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على صفحات جريدة «الخليج»، عندما كان مفوضاً سامياً لللاجئين، ذكر أن تعاونه مع الإمارات وثيق وتاريخي منذ عهد زايد».