توكل كرمان : الجماعات الطائفية مرضٌ لا تقدم حلولاً لمشكلات مجتمعاتنا و المنطقة تمر برغبة جامحة للحاق بالعصر
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
أكدت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان أن "الاستبداد والجماعات المليشياوية الطائفية مرضٌ، ولا يقدم إجاباتٍ وحلولاً لمشكلات مجتمعاتنا وأولوياتِها وطموحاتِها".
واكدت "أن هذا الوضع السوداوي الذي نعانيه اليوم هو نتاج الثورات المضادة التي تحكم الآن دول الربيع، وليس نتاج ثوراتنا التي تآمر عليها العالم كله".
وقالت كرمان في كلمة لها -خلال أعمال مؤتمر المجلس العربي في البوسنة والهرسك- إن "الربيع العربي قال كلمته بأن هذه المنطقة تمر برغبة جامحة للحاق بالعصر."
وقالت أن استشراف آفاق التحول الديمقراطي في الوطن العربي بمثابة تذكير للعالم بقضية ثورات الربيع العربي. واعتبرت أن "من حاربوا تطلعات شعوبنا للديمقراطية ودولة القانون، كانت النتيجة حروبا أهلية وانقلاباتٍ وجماعاتٍ ومليشياتٍ مسلحةً وإرهاباً، وكلها أوجه متنوعة لانتقام الثورات المضادة".
وأكدت أن "المؤامرات والانكسارات والتحديات تقوي العزائم، وتزيد من الإيمان بالتمسك بأحلامنا، ومواصلة نضالنا من أجل تحقيق نُظم ديمقراطية تتيح المشاركة والرقابة، وتنحازُ للمساواة بين المواطنين". وعبَّرت عن أسفها لأن أوضاعَنا في الوطن العربي تتزامنُ عالمياً مع تراجع الديمقراطية، وتوسع الحروب والعنصرية والصراع الجيوسياسي بين الدول الكبرى.
واعتبرت أن "خذلانَ الغربِ الديمقراطي للربيع العربي كان بدايةً لهذه التوجهات العالمية التي تتراجعُ فيها الديمقراطيةُ وحقوقُ الانسان".
وأضافت: "أي توجهات تدعم التحولات الديمقراطية كان يفترض أن تكون معنا في الربيع العربي، لا أن تكون أسيرةً للمخاوف".
وحول المصالحة بين إيران والسعودية، عبَّرت كرمان أن "توجهاتِهما معروفة بأنها معادية للديمقراطية وحرية المجتمعات العربية في تقرير مصيرها واختيار طريقها نحو المستقبل".
وقالت: "لا نتوقع أن يكون لهذا التقاربِ أهدافٌ مختلفة عن توجهاتٍ دعمت كلَّ توجهٍ معادٍ للربيع العربي والديمقراطية وحقوق الإنسان في بلداننا". وأكدت أن "عجلة التغيير في بلداننا دارت ولن تقف قبل أن تطوي عالماً كاملاً من الطغيان والقمع والسجون".
واعتبرت أن "المخاض الدامي يكشف حجم التراكم تحت سطح الاستقرار الخادع الذي قدم دائماً في الماضي كمبرر لمقايضته بالحرية والديمقراطية من قبل النظام العالمي".
وأضافت: "الربيع العربي لايقبل مقايضة الحرية بالاستبداد ، ولا خيار له سوى الحرية والديمقراطية والاستقرار معا".
وأكدت أن "الربيع العربي عمليةَ تحول تاريخية لا تنقضي بين يوم وليلة، وإنها عمليةٌ طويلة من إعادةِ تشكيل الوعي بالحرية والكرامة والمساواة والعدالة والديمقراطية". وأوضحت أيضا أن "مواجهة الثورات المضادة ليست سوى جولةٍ في مسار الثورة الشعبية ومراحلها التي انطلقت وستستمر بعفوية وتلقائية".
وانطلقت صباح اليوم أعمال مؤتمر المجلس العربي تحت عنوان "التحول الديمقراطي في العالم العربي.. خارطة طريق"، في مدينة سراييفو بجمهورية البوسنة والهرسك، بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين والنشطاء السياسيين العرب.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الربیع العربی
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي: تسريع الانتقال الديمقراطي بسوريا قد يؤدي إلى تكرار التجربة العراقية
شدد الباحث الأميركي مايكل أوهانلون على ضرورة التمهل في عملية التحول الديمقراطي في سوريا، محذرا من أن التسرع بإجراء الانتخابات قد يسهم في زيادة التوترات بين مكونات الشعب السوري المختلفة كما حدث في العراق بعد الغزو الأميركي للعراق وسقوط نظام صدام حسين.
وقال الكاتب الذي يشغل منصب مدير الأبحاث في برنامج السياسة الخارجية بمؤسسة بروكينغز، في مقال نشره موقع "ذا هيل"، إنه ليس من السهل تحقيق الاستقرار في بلد تخلص لتوه من حكم ديكتاتوري وحرب طاحنة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هؤلاء هم ملايين المهاجرين الذين يريد ترامب ترحيلهمlist 2 of 2إيكونوميست: ما الذي يخطط له ترامب بعد اتفاق غزة؟end of list ضرورة التريثوقال إنه كما في العراق بعد الغزو الأميركي، فإن أولويات الناس الآن في أي انتخابات ستكون حول التصويت للحزب الذي يتفق مع هويتهم الطائفية والعرقية لضمان نجاتهم، وبالتالي يجب أن يستقر الوضع الأمني حتى يكون التصويت، بالنسبة لمعظم الناس، أكثر من مجرد وسيلة لضمان حماية عائلاتهم ومجتمعاتهم.
وأكد في هذا الصدد أن الأحزاب السياسية تحتاج إلى وقت لكي تحدد أفكارها ورؤيتها لكيفية إدارة البلاد، بحيث يتم التصويت لها بناء على ما يمكن أن تقدمه للمجتمع السوري وليس فقط بناء على هويتها الطائفية.
وفضل الكاتب التمهل في وقت يتدافع فيه المسؤولون الأميركيون لوضع استراتيجية للتعامل مع الإدارة السورية الجديدة التي أطاحت بالرئيس المخلوع بشار الأسد، ويطالب الكثيرون بإجراء انتخابات مبكرة في سوريا حتى تُثبت القيادة الجديدة انفتاحها على مشاركة كل الطوائف في بناء مستقبل البلاد.
إعلان استراتيجية بديلةوأضاف الكاتب أنه يمكن للولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن تبحث مع حلفائها كيفية تشجيع حكومة تصريف الأعمال السورية على إقامة حكومة شاملة تحمي حقوق الأفراد والأقليات، بدلا من التسرع بإجراء انتخابات قد تؤدي إلى تمزيق البلاد.
وأكد الكاتب أن الانتخابات -حتى إن كانت حرة ونزيهة- لا تضمن تحقيق الديمقراطية، لأن الديمقراطية الحقيقية تتطلب ضوابط وتوازنات تنطبق على كل دوائر السلطة أو الحزب الحاكم، إلى جانب نظام قانوني قوي يوفر الحماية لحقوق الأفراد.
وأوضح أن وضع خطة محكمة تستغرق سنوات للانتقال إلى الحكم الديمقراطي في سوريا هو الخيار الأكثر حكمة وواقعية وفعالية، ويجب على الدول دفع القيادة الجديدة في البلاد نحوه.
التجربة العراقيةوطرح الكاتب التجربة العراقية بعد الغزو الأميركي في 2003، مشيرا إلى أنها مثال على خطورة التسرع في إجراء الانتخابات، وقال إن الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن طلب من السفير بول بريمر بعد الغزو قيادة العراق لمدة عام، ومن ثم تشكيل مجلس حكم عراقي وإجراء ثلاث جولات انتخابية.
ومع اقتراب الانتخابات، ظهرت العديد من الأحزاب السياسية، ما عمق الاستقطاب الطائفي، ولم يكن الهدف من المشاركة الانتخابية هو الرغبة بالديمقراطية بقدر ما كان الخوف من الإقصاء السياسي والاجتماعي.
ويعتقد الكاتب أن هذه التوترات أدت إلى تشكيل حكومة ديمقراطية ولكن غير فعالة عام 2006، خصوصا مع استمرار الصراعات في أنحاء البلاد.
ويرى الكاتب أن التجربة العراقية لا تعني أن تكون سوريا الجديدة دولة استبدادية يديرها فرد أو حزب واحد، ولكنها تشير إلى ضرورة التريث في وتيرة التحول الديمقراطي.