نوافذ: قبل أن يبدأ معرض مسقط
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
يوم الأربعاء الماضي أعلنت إدارة معرض مسقط الدولي للكتاب على صفحتها في منصة إكس عن فتح باب التسجيل للمشاركة في المعرض في نسخته الثامنة والعشرين، التي ستقام في الفترة من 21 فبراير حتى 2 مارس 2024م. وقد جاء هذا الإعلان بينما يتواصل معرض الرياض الدولي للكتاب محقِّقًا نجاحًا كبيرًا، سواء من ناحية استقطابه للجمهور، أو من خلال فعالياته الثقافية النوعية، التي احتلت سلطنة عمان مكان الصدارة منها، كونها ضيف شرف المعرض هذا العام، أو من خلال اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة التي هي أساس كل نجاح.
أبرز هذه الملاحظات هي شحّ الفعاليات الثقافية النوعية، التي لا أقول إنها معدومة، ولكنها ضئيلة بالمقارنة مع فعاليات أخرى مكرورة اقتُرِحتْ لمجرد ملء الجدول، ولا تقدم أية إضافة ثقافية، وأعزو ذلك إلى عدم وجود جهة وازِنة تغربل اقتراحات الجهات الثقافية العُمانية المتعددة من الفعاليات، وتنتقي منها الأفضل. قد يقول قائل إن ثمة لجنة ثقافية للمهرجان، وهذا هو دورها، وهذا صحيح، لكنها على ما يبدو لا يهمها أن تضطلع بدور أكبر من استقبال الاقتراحات وإقرارها، في المقابل رأينا كيف أن اللجنة الثقافية لمهرجان مسقط التي ضمت مثقفين عُمانيين منخرطين في الشأن الثقافي استطاعت في العقد الأول من الألفية الجديدة تنظيم فعاليات ثقافية نوعية لا تزال تُذكَر إلى اليوم.
الملاحظة الأخرى هي التأخر في إعلان تفاصيل معرض مسقط والمشاركين فيه وفعالياته الثقافية حتى اللحظة الأخيرة التي تكون عادة قبل تدشين المعرض بأسبوع أو اثنين، الأمر الذي يُضيع على منظّمي الفعاليات الثقافية من جمعيات وصالونات أدبية وأندية ثقافية فرصة الاستعداد الجيد لعدم التأكد من قبول هذه الفعاليات، إذ لا تستطيع هذه الجهات مخاطبة الشخصيات التي اقترحتْها ما لم تتلق الموافقة المؤكدة عليها، ناهيك عن الاستعدادات اللوجستية الأخرى وأقلها تجهيز تصميم جيّد يتضمن عنوان الفعالية وصورة ضيفها بشكل فني مقنع، وقد رأينا في نسخة العام الماضي كيف أن أكثر من كاتب عُماني فوجئ باسمه في وسائل الإعلام مشاركا في فعالية من فعاليات المعرض هو آخر من يعلم عنها! والأدهى والأمر أن يتصدّر اسم الأديب العالمي أمين معلوف قائمة أهم ضيوف معرض مسقط بينما هو معتذر أصلا بسبب التأخر في مخاطبته قبل فترة قصيرة فقط من بدء المعرض، ومن كان مثله تنبغي مخاطبته قبل أشهر عديدة من الفعالية المُزمعة، لا في اللحظة الأخيرة. وهنا تبرز مرة أخرى أهمية رئيس اللجنة الثقافية الذي أسمّيه «المصبّ»، إذْ من المفترض أن تصبّ فيه كل الفعاليات والأنشطة، ويتأكد هو بدوره من إتمام كل الاتفاقات حول الفعاليات الثقافية المزمعة، وموعد إقامتها ومكانه، وموافقة الضيوف، ثم يتيح بعد ذلك المعلومة المؤكدة لإدارة المعرض، ثم لوسائل الإعلام.
الملاحظة الأخرى تتعلق بالضيوف من كتاب ومثقفين وصحفيين، إذْ لا ينبغي أن تنتهي علاقة منظمي المعرض بهؤلاء بمجرد وصولهم إلى الفندق المحجوز لهم، بل على العكس تماما، هنا تبدأ المهمة لا تنتهي، فهؤلاء بحاجة إلى مَن يرشدهم إلى الفعاليات أو ينقلهم من مكان إلى آخر، وإلى من يسهر على راحتهم حتى وقت المغادرة، وتجربة معرض الرياض مُلهِمة في هذا الجانب، فقد أوكلت هذه المهمة إلى شركة خاصة كانت مهمتها العناية الفائقة بالضيوف بشكل يومي.
أما التقليد السنوي الجميل الذي بدأه معرض مسقط منذ عدة سنوات بتكريم شخصيات ثقافية عُمانية خلال المعرض فإن من الأهمية بمكان أن يكون هذا التكريم في بداية المعرض لا يومه الختامي، فهكذا هو ديدن معارض الكتاب الأخرى في العالم، وأن يُعلَن عن الشخصيات المكرمة قبل بدء المعرض، ليتسنى لها الاستعداد لذلك من جهة، ولوسائل الإعلام تغطية هذا التكريم بما يليق به من جهة أخرى.
هذه مقترحات بسيطة لتلافي بعض هنات معرض مسقط، من محبّ له، ومتابع عن كثب عبر سنوات عديدة، ويشعر بالفرح عندما يراه قبلة الناشرين والمثقفين في الوطن العربي.
سليمان المعمري كاتب وروائي عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: معرض مسقط
إقرأ أيضاً:
ثقافة سوهاج تختتم ليالي رمضان الثقافية والفنية
اختتم فرع ثقافة سوهاج فعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية، التي أقامتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برامج احتفالات وزارة الثقافة بالشهر الفضيل.
نفذت الاحتفالية بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، وأقيمت بمركز شباب الري بالحويتي، أجواء احتفالية مميزة، حيث استهلت بالسلام الوطني، تلاه كلمة أحمد فتحي، المشرف على فرع ثقافة سوهاج، الذي أعرب عن سعادته بحضور ختام الاحتفالات، موجها الدعوة للجمهور للمشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية التي ستقام بمناسبة عيد الفطر المبارك، بالإضافة إلى عروض المسرح المتنقل المقررة في أخميم عقب العيد.
وضمن فقرات الاحتفالية، ألقى الشيخ أحمد رمضان محمد، مدير عام شئون القرآن بإدارة أوقاف سوهاج، محاضرة تثقيفية بعنوان "فضل ليلة القدر"، تناول فيها قيمتها العظيمة وضرورة اغتنامها بالعبادة والدعاء والعمل الصالح، باعتبارها فرصة لمغفرة الذنوب والعتق من النار.
وتضمنت الفعالية أمسية شعرية شارك فيها نخبة من الأدباء والشعراء، من بينهم الشاعر أوفى عبد الله الأنور والشاعر أحمد محمد خليل حسان السوهاجي، حيث قدّما مجموعة من القصائد ذات الطابع الرمضاني، إلى جانب إتاحة الفرصة للمواهب الأدبية الشابة لعرض إبداعاتهم.
واختتمت الاحتفالية بعرض فني مميز لفرقة سوهاج للإنشاد الديني، بقيادة الفنان خالد حجو، حيث قدّمت الفرقة مجموعة من الابتهالات والتواشيح الدينية.
نفذت الاحتفالية من خلال إقليم وسط الصعيد الثقافي، بإشراف جمال عبد الناصر، مدير عام الإقليم، وفرع ثقافة سوهاج، بالتعاون مع الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، والإدارة العامة للشباب والعمال، برئاسة أحمد يسري.