إلى أين تتجه أسعار النفط بعد التزام «أوبك» بخفض الإنتاج ورفع توقعات الطلب؟
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
في اتجاه قد يؤدي إلى مسار معاكس ويدفع في إسراع المستثمرين بتفكيك مراكزهم الشرائية المرتفعة، والذي يتمثل في التزام تحالف أوبك+ بخفض مستويات إنتاج النفط حتى نهاية 2024، بعدما هوت أسعار النفط بنحو 7 دولارات في يومين فقط الأسبوع المنقضي.. هذه التطورات تطرح السؤال الأكثر ترددًا، إلى أين تتجه أسعار النفط بعد التزام «أوبك» بخفض الإنتاج ورفع توقعات الطلب؟
وفيما بدأت صناديق التحوط في تخفيف رهاناتها الصعودية على النفطقبيل انهيار السوق هذا الأسبوع، رفعت منظمة «أوبك» توقعاتها للطلب على النفط في الأجلين المتوسط والطويل على الرغم من التحول نحو الطاقة المتجددة.
وأفادت مصادر على دراية بالأمر حسب رويترز، بأنه من المقرر أن يظهر التقرير السنوي للمنظمة أن الطلب على النفط لا يزال يرتفع، واصفين المراجعات الصعودية بأنها ليست كبيرة.
الرهانات مرتفعة على النفطوبقيت الرهانات على ارتفاع أسعار النفط عند أعلى مستوى في 19 شهراً حتى يوم الثلاثاء الماضي، رغم قيام مديري الصناديق بتخفيض صافي مراكز الشراء في برنت وخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 32429 عقداً إلى 491503، وفقاً لبيانات بورصة أوروبا للعقود الآجلة "ICE" ولجنة تداول السلع الآجلة الأميركية "CFTC" الصادرة يوم الجمعة. وأوضح أحد المصادر أن الطلب على النفط أظهر مرونة خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية رغم فترات ارتفاع الأسعار، حسبما نقلت "رويترز".
ومن شأن ارتفاع الطلب على النفط أن يشكل دفعة للمنتجين وللمنظمة المكونة من 13 دولة، كما سيؤكد الحاجة إلى مواصلة الاستثمار، ويسلط الضوء على وجهة نظر «أوبك» الأكثر تفاؤلًا بشأن توقعات الطلب على الخام مقارنة بوكالة الطاقة الدولية. ومن المقرر أن تطلق منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الإصدار السابع عشر من توقعات النفط العالمية يوم الإثنين، 9 أكتوبر في الرياض.
وأكدت لجنة المتابعة الوزارية المشتركة في «أوبك+»، في اجتماعها الـ50 المنعقد قبل أيام، التزام الدول الأعضاء بإعلان التعاون-المتعلق بخفض مستويات إنتاج النفط- حتى نهاية 2024، وفق ما تم الاتفاق عليه باجتماع وزراء التحالف في يونيو الماضي. ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل في 26 نوفمبر 2023. وحثت اللجنة أيضاًَ جميع الدول المشاركة على تحقيق التوافق التام والالتزام بآلية التعويضات، بعد مراجعتها لبيانات إنتاج النفط لشهري يوليو وأغسطس 2023.
وقالت المملكة العربية السعودية وروسيا، عبر بيانات منفصلة، إنهما ستلتزمان بقيود إمدادات النفط البالغة أكثر من مليون برميل يومياً حتى نهاية العام، على أن تقوما بمراجعة إمداداتهما النفطية مرة أخرى الشهر المقبل.
السعودية تواصل خفض مليون برميل يومياوحسب وكالة الأنباء السعودية نقلاً عن مصدر مسؤول في وزارة الطاقة، فإنه تقرر الحفاظ على معدل الخفض الطوعي، البالغ مليون برميل يومياً، والذي بدأت المملكة تطبيقه في يوليو 2023، ومُدد لاحقاً وحتى نهاية ديسمبر. ويبلغ مستوى إنتاج السعودية في شهري نوفمبر وديسمبر القادمين، ما يقارب 9 ملايين برميل يومياً، علماً بأن الخفض المذكور يُضاف إلى الخفض التطوعي الذي أعلنت عنه المملكة في أبريل 2023 والممتد حتى نهاية ديسمبر 2024، مع مراجعة قرار الخفض، الشهر القادم، للنظر في تعميق الخفض، أو زيادة الإنتاج، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
روسيا مستمرة في خفض 300 ألف برميل يومياًبدورها، قررت روسيا اليوم مواصلة خفض صادراتها من النفط الخام بمقدار 300 ألف برميل يومياً هذا الشهر، وأكدت مجدداً خططها لإبقائها مُقيَّدة حتى نهاية العام. وقال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، في بيان اليوم الأربعاء: "الخفض الطوعي يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول (أوبك+) بهدف دعم استقرار وتوازن أسواق النفط".
وارتفعت أسعار النفط إلى ما يقرب من 100 دولار للبرميل في لندن الأسبوع الماضي، في ظل ضيق الإمدادات تزامناً مع بلوغ الطلب العالمي مستويات قياسية، مما أدى إلى استنزاف المخزونات الأميركية بأسرع وتيرة منذ سنوات.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى ما يقرب من 90 دولاراً وسط مؤشرات على أن ارتفاع الأسعار يشجع الاحتياطي الفيدرالي على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
واعتمد اجتماع تحالف «أوبك+» التعديل على وتيرة الاجتماعات الشهرية لتصبح كل شهرين للجنة المتابعة الوزارية المشتركة، فضلاً عن صلاحية لجنة المتابعة لعقد اجتماعات إضافية، أو طلب عقد اجتماع وزاري لمنظمة «أوبك» وخارجها على النحو المتفق عليه في الاجتماع الوزاري الـ33 للأعضاء في المنظمة ومن خارجها في أكتوبر 2022. وأعربت اللجنة عن تقديرها ودعمها الكاملين لجهود المملكة الهادفة إلى دعم استقرار السوق النفطية، وجددت تقديرها لتمديد السعودية الخفض الطوعي الإضافي-البالغ مليون برميل يومياً- حتى ديسمبر 2023. وأقرّت اللجنة أيضاً تمديد الخفض الطوعي الإضافي للصادرات من قبل روسيا، والبالغ 300 ألف برميل يومياً- للشهر ذاته.
اقرأ أيضاًالأمين العام لـ«أوبك»: التخلي عن الوقود الأحفوري يؤدي إلى فوضى في مجال الطاقة
الكويت: نلتزم بقرار «أوبك» بخفض الإنتاج النفطي
عاجل| «أوبك» يقدم 10 ملايين دولار لدعم الأمن الغذائي في مصر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أسعار النفط أسعار النفط 2023 المملكة العربية السعودية النفط تحالف أوبك خفض إنتاج النفط روسيا سوق النفط العالمي منظمة أوبك ملیون برمیل یومیا الخفض الطوعی أسعار النفط إنتاج النفط الطلب على على النفط حتى نهایة
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تواصل مكاسبها مع تعهد أمريكا بخفض الخام الإيراني
ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني بعد تعهّد الولايات المتحدة بخفض صادرات إيران من الطاقة إلى الصفر، في خطوة أشعلت التوترات الجيوسياسية ورفعت المخاوف بشأن المعروض.
صعد خام "برنت" فوق مستوى 66 دولاراً للبرميل، بعدما ارتفع بنسبة تقترب من 2% يوم الأربعاء، ما يضع العقود في مسار أول مكسب أسبوعي لها هذا الشهر. أما خام "غرب تكساس" الوسيط فتداول بالقرب من 63 دولاراً للبرميل.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت إن بلاده ستطبق أقصى درجات الضغط لتعطيل سلسلة إمداد النفط الإيراني، وذلك في أعقاب فرض عقوبات على مصفاة صينية ثانية متّهمة بالتعامل مع نفط إيران.
وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أن شركة "شاندونغ شينغ شينغ للكيماويات المحدودة" (Shandong Shengxing Chemical Co. Ltd)، وهي مصفاة صغيرة ومستقلة تُعرف ضمن ما يُطلق عليه "مصافي إبريق الشاي"، تعاملت مع ما قيمته أكثر من مليار دولار من الخام الإيراني، في انتهاك للعقوبات.
وفي المقابل، حذّرت طهران من أن المحادثات النووية الناشئة مع واشنطن قد تنهار إذا ما قررت إدارة ترمب "تغيير مسارها".
تأثير العقوبات محدود وسلاسل التوريد البديلة تتوسّع
رغم التصعيد الأميركي، يرى خبراء أن تأثير هذه العقوبات قد يكون محدوداً. وقال براين لايسن، كبير محللي النفط في "آر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets)، إن إيران والصين أنشأتا سلاسل توريد وآليات دفع خارج النظام المالي الدولي، ما "يُقلّص احتمال حدوث اضطرابات كبيرة".
وجاء التعافي هذا الأسبوع أيضاً مدعوماً ببيانات حكومية أميركية أظهرت انخفاض المخزونات في كوشينغ، أوكلاهوما، وهي نقطة تسليم خام "غرب تكساس"، بمقدار 650 ألف برميل، لتصل إلى أدنى مستوياتها لهذا الوقت من العام منذ عام 2008.
ومع ذلك، لا تزال مكاسب الأسعار خجولة مقارنة بتراجع سابق تجاوز 10 دولارات للبرميل في وقت سابق من الشهر، حين هبطت العقود الآجلة إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات نتيجة قرارات الرسوم الجمركية "الفوضوية" للرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي أثارت مخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي والطلب على الطاقة.
في سياق موازٍ، يواصل تحالف "أوبك+" مساعيه لدفع الدول الأعضاء إلى خفض الإنتاج والامتثال للحصص المحددة. ولكن البيانات الأخيرة تُظهر أن العراق وروسيا حقّقا تقدماً محدوداً، فيما سجّل المخزون المتراكم لدى كازاخستان، التي تُعرف تاريخياً بعدم التزامها بالحصص، ارتفاعاً بنسبة تجاوزت 40%.
ومن المرتقب أن تتوقف التداولات على العقود الآجلة للنفط يوم الجمعة، بسبب عطلة رسمية في العديد من الدول.