"طوفان الأقصى".. ثورة المقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
حمد الناصري
مع تباشير صباح السبت 7 أكتوبر 2023، قامت قيامة أبطال فلسطين على الصهاينة المُحتلين؛ إذ شنت فصائل المُقاومة الفلسطينية هجومًا كاسحًا على قواعد ومستوطنات المحتل الغاشم ولقنته دروسًا في البطولة والشجاعة، وأيقظت جنوده الجبناء على فوهات بنادق الحق، وأظهرت مقاطع مصورة اقتحام أبطال المقاومة الفلسطينية مواقع عسكرية ومستوطنات ومعابر كانت يومًا تعتبر من المستحيلات، وتم إطلاق تسمية طوفان الأقصى على المعركة، تقودها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامة "حماس".
كتبت المراسلة العسكرية كارميلا منشية لشبكة "كان العِبْرية" أن محمد الضيف الذي قاد عملية تضليل مذهلة، وكانت كل التقديرات للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أنَّ حماس لا ترغب في التصعيد. وأضافت أنَّ بطل المقاومة الفلسطينية الذي قاد المعركة المُفاجئة في العمق الإسرائيلي، فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في اغتياله عشرات المرات سابقًا. وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن حركة حماس أسرت 35 إسرائيلياً- حتى وقت كتابة المقال- واستولت على كيبوتس وموقع كرم أبو سالم شرق مدينة رفح. وتحدثت وسائل إعلامية بألمٍ وغصة عمّا يحدث في إسرائيل من مفاجأة وخيمة، مُعلنة أن "حماس" احتجزت عشرات الرهائن في غزة.
وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّ "جيش الدفاع الإسرائيلي يعلن حالة تأهب الحرب، وذلك بعد عملية المقاومة في العُمق الإسرائيلي"، وطالب الإسرائيليين الذين يعيشون بالقرب من غزة بالبقاء في منازلهم.
العملية تشكل أكبر صفعة وصدمة لأجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية وتنهي وإلى الأبد أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر وأسطورة القبة الحديدية وأمن إسرائيل.
وقد دعا الشيخ الجليل أحمد الخليلي مفتي عُمان أعزه الله وأبقاه ذخراً للأمة العربية وسنداً للأمة الإسلامية، دعاء الاعتزاز والنصرة والتأييد قائلًا: "نسألك ربّنا أنْ تنصر عبادك في غزة وفي فلسطين وفي كل مكان .. اللهم انصرهم وقوي شوكتهم.. وفق الله المقاومة الفلسطينية الباسلة في مواجهة العدو الغاشم المحتل. ولينصرن الله من يَنصره إنَّ الله لقوي عزيز".
وقد بعث د. محسن طنبورة رئيس جمعية الفلاح بفلسطين رسالة صوتية لأهل عمان بشكل خاص بجميع مكوناتهم الرسمية والأهلية وأهل العلم وأئمة المساجد والخُطباء بأن يقفوا مع إخوانهم الفلسطينيين المقاومين، الذين فجروا في صبيحة هذا اليوم الأغر، معركة التحرير. وقال فيها "ندعوكم بالوقوف إلى جانب أخوانكم في فلسطين الحبيبة في هذه المعركة، معركة التحرير بإذن الله تعالى ندعوكم بالدعاء لإخوانكم المُجاهدين، حقاً عليكم أن تقفوا معهم وأن تنصرونهم بالدعاء".
كلمة نرفع بها أكف الضراعة إلى المولى جلَّت قدرته: "ربّنا إنك ناصر المؤمنين، انصر عبادك في غزة العزة ومكّنهم بقوتك وامددهم بعزيمة النصر، إنهم يُدافعون عن أرضهم ووطنهم والأقصى الذي باركته في كتابك العزيز. اللهم آمين".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وصفت بـالنوعية.. تصاعد التحذيرات الإسرائيلية من كمائن المقاومة بغزة
القدس المحتلة- يشهد الجيش الإسرائيلي انخراطا متزايدا في عملياته العسكرية داخل مدينة رفح، في ظل تصاعد ملحوظ لحدة المواجهات ووتيرة النيران داخل ما يعرف بـ"المنطقة الأمنية".
هذا التصعيد أثار قلقا متزايدا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خاصة مع تكرار الكمائن والهجمات التي تنفذها فصائل المقاومة ضد القوات المتوغلة، وبات يشكل تهديدا متناميا للجنود والآليات العسكرية في الميدان.
في خضم هذه التطورات، برزت توترات داخلية بين القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو، على خلفية الارتفاع المتواصل في أعداد ضحايا المدنيين الفلسطينيين الذين يقتلون جراء الغارات الجوية.
فهذه الغارات، رغم كثافتها، لم تحقق نجاحا ملموسا في استهداف عناصر المقاومة، مما أثار انتقادات داخلية بشأن فاعلية هذا النهج، وزاد من الضغط على القيادة العسكرية لتغيير تكتيكاتها.
شهدت الأيام الأخيرة حوادث خطرة تمثلت في هجمات مركزة على الجنود والآليات، كان أبرزها في المنطقة العازلة المستحدثة شمال قطاع غزة، إذ أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة 8 آخرين، مما أعاد إلى الواجهة تساؤلات بشأن نجاعة خطط الانتشار والمواقع العسكرية.
إعلانورغم أن المنطقة العازلة كان يفترض أن تمثل خط دفاع يحد من هجمات المقاومة، فإن الوقائع الميدانية أظهرت وجود ثغرات خطرة فيها، جعلت من القوات الإسرائيلية المتمركزة أهدافا سهلة.
ويقدر محللون عسكريون أن فصائل المقاومة الفلسطينية قد تكثف من عملياتها النوعية في المرحلة المقبلة، مستفيدة من معرفتها الجيدة بالميدان وقدرتها على تنفيذ كمائن مفاجئة، مما يصعب على الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته الكاملة رغم تفوقه التكنولوجي والجوي.
ويضيف هؤلاء أن الجيش يعاني فجوة استخباراتية واضحة، في ظل عدم قدرته على تحديد مواقع المقاومة بدقة، مما يفسر كثافة الضربات الجوية التي لا تحقق أهدافا إستراتيجية حاسمة.
وتضع هذه التطورات الجيش الإسرائيلي أمام معضلة أمنية وتكتيكية، بين تصعيد العمليات لتقويض قدرات المقاومة، وبين المخاوف من الغرق في حرب استنزاف طويلة الأمد داخل بيئة معادية لا تمنحه أي تفوق على الأرض.
تحذيرات أمنية
واستعرض محلل الشؤون العسكرية في الموقع الإلكتروني "والا" أمير بوحبوط، تحذيرات الجيش الإسرائيلي المتزايدة من تصاعد وتيرة كمائن المقاومة، في وقت تقدر فيه الجهات الأمنية أن حركة حماس تستعد لتوسيع رقعة القتال داخل قطاع غزة.
وفقا للمحلل العسكري، ترصد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تغيرا واضحا في أنماط القتال لدى حماس، حيث باتت تعتمد تكتيكات جديدة تتسم بالجرأة والمباغتة، مما يزيد من صعوبة المواجهة في الميدان.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي عبّر عن قلقه من احتمال تكرار هجمات مشابهة لتلك التي وقعت مؤخرا، والتي أسفرت عن مقتل أحد الجنود في عملية مباغتة وصفت بـ"النوعية". ويعتقد أن حماس تسعى إلى تنفيذ مزيد من هذه العمليات لإرباك الخطوط الدفاعية وتعطيل خطط الجيش في القطاع.
ميدانيا، يقول بوحبوط "يكثف الجيش الإسرائيلي من استعداداته لمواجهة سيناريوهات تشمل إطلاق نار مضادا للدبابات، وعمليات قنص، وهجمات برية مباغتة".
إعلانوتظهر التطورات الأخيرة في غزة، حسب بوحبوط، أن حماس لم تفقد قدرتها على المبادرة، بل إنها تكيفت مع ظروف الميدان وتستعد لمرحلة أكثر تصعيدا.
في قراءة موازية، استعرض يوآف زيتون، المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تصاعد التحديات الأمنية التي تواجه الجيش، مشيرا إلى أن الانشغال بالغارات على رفح سمح بتزايد الكمائن المسلحة في مناطق أخرى من القطاع.
ولفت إلى أن رئاسة هيئة الأركان بقيادة إيال زامير، أصدرت تعليمات للقوات بتجنب المواقع المعروفة باسم "القواعد العملياتية الأمامية"، خصوصا قرب الشجاعية وخان يونس.
في ظل هذه التطورات، دعت القيادة الجنوبية إلى توسيع المنطقة العازلة، التي يتراوح عرضها حاليا بين 700 و800 متر. غير أن التحدي الأكبر، حسب زيتون، يكمن في نقاط الضعف التي باتت مكشوفة فيما يقرب من 15 موقعا عسكريا ثابتا.
كما أوضح زيتون أن المقاومة قادرة على مراقبة نحو 15 موقعا عسكريا ثابتا رغم انتشار دبابات ووحدات احتياط مدربة، وعمليات استطلاع بالطائرات المسيرة.
وأشار إلى أن هذه المواقع تؤدي أيضا دورا نفسيا، إذ يفترض أن توفر شعورا بالأمان لسكان مستوطنات "غلاف غزة"، في انتظار عودتهم بعد صدمة عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أزمة ثقة
وفي خضم هذه التحديات الميدانية، كشف نداف إيال، المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت"، عن تصاعد حدة الخلاف بين القيادة الجنوبية وسلاح الجو، نتيجة الفشل المتكرر للغارات الجوية في إصابة أهدافها بدقة، وتسببها في سقوط مدنيين.
ويؤكد إيال أن جوهر التوتر يتمحور حول ما يعرف داخل الجيش بمصطلح "الأضرار الجانبية"، أي مقتل المدنيين جراء الغارات الجوية، مما يشكل خطرا على حياة الرهائن الإسرائيليين في غزة، ويهدد بجر الجيش إلى مأزق إستراتيجي معقد.
إعلانوبينما يفترض أن تستهدف الغارات عناصر المقاومة، يقول إيال فإن "تزايد الإصابات بين المدنيين يُعد إخفاقا إستراتيجيا له عواقب متعددة".
وأشار إلى أن هذه الخلافات تفاقمت مع عدم فتح تحقيقات كافية، مما أغضب قادة سلاح الجو الذين يعتبرون أنهم يتحملون نتائج قرارات لا يشاركون في صنعها.
وكان من المقرر عقد اجتماع يضم القائد يانيف عاسور وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، لكن تم تأجيله، ما اعتبره إيال مؤشرا على اقتراب الوضع من "أزمة ثقة" حقيقية.