محمد الضيف.. من هو قائد أركان المقاومة في حماس؟
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
محمد الضيف.. شنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية بقيادة محمد الضيف عملية طوفان الأقصى ردًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، واعتداءات المستوطنين داخل القدس، واستمرار إسرائيل في حصارها لقطاع غزة.
كلمة محمد الضيف اليوموقال محمد الضيف خلال بيانه اليوم: «نعلن بدء عملية طوفان الأقصى، ونعلن أن الضربة الأولى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة».
وأوضح الضيف: «العدو دنس المسجد الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول محمد، واعتدوا على المرابطات، وسبق وأن حذرناه من قبل».
وأضاف أن «الاحتلال ارتكب مئات المجازر بحق المدنيين، واليوم يتفجر غضب الأقصى، وغضب أمتنا، ومجاهدونا الأبرار، وهذا يومكم لتفهموا العدو أن زمنه قد انتهى»، مشيرًا إلى أنه «بدءًا من اليوم ينتهي التنسيق الأمني، وكل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها».
وتابع الضيف أن قيادة «القسام» قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب، معقبًا: «ابدؤوا بالزحف الآن نحو فلسطين، ولا تجعلوا حدوداً ولا أنظمة ولا قيودًا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى».
وطالب الضيف، الدول العربية والإسلامية بتلبية النداء، معقبًا: «آن الأوان لأن تتحد المقاومة العربية».
واختتم الضيف: «أهلنا في القدس اطردوا المحتلين واهدموا، الجدران ويا أهلنا في الداخل والنقب والجليل والمثلث أشعلوا الأرض لهيبًا تحت أقدام المحتلين».
محمد الضيفمن هو محمد الضيف؟- ولد محمد دياب إبراهيم المصري «أبو خالد» المعروف بـ محمد الضيف في غزة عام 1965.
- قائد عسكري فلسطيني، والقائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس».
- أحد أهم المطلوبين للكيان الصهيوني.
- اعتقله جيش الاحتلال سابقاً، واعتقلته السلطة الوطنية الفلسطينية «حركة فتح» سابقاً.
- حاولت أجهزة المخابرات الصهيونية «الشاباك، والموساد» اغتياله أكثر من 5 مرات وفشلت، وأصيب إصابة بالغة في إحدى المحاولات.
- قَتَلَ الاحتلال الصهيوني عائلته، ودمّر بيته.
- تعود أصول محمد الضيف إلى أسرة فلسطينية لاجئة من قرية كوكبا في أراضي الـ 48 لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس حيث نشأ هناك.
- عرف ضيف طريق المساجد مبكراً، وشكلت مساجد «بلال» و«الشافعي» و«الرحمة» المحاور الثلاثة التي صقلت فيها شخصيته، حتى بات من قيادات العمل الإسلامي والنشاط الدعوي، ليصبح في ما بعد خلال دراسته الجامعية من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة.
- برع محمد الضيف في العمل الدعوي والطلابي والاجتماعي والإغاثي وحتى الفني، حيث يصفه كل من عرفه في تلك الفترة أنه كان «شعلة» في نشاطه.
- كان الضيف مسئولاً عن «اللجنة الفنية» في الكتلة الإسلامية -الإطار الطلابي لحركة حماس- خلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية التي تخرج فيها عام 1988 بعد أن حصل على البكالوريوس في العلوم «علم الأحياء».
- صورة وجهه غير معروفة منذ سنين، لكن تعتمد المخابرات الإسرائيلية «الشاباك والموساد» على صور قديمه له، مثل صورة هويته وهو في السجن.
- لقّب محمد دياب بـ «الضيف» لأنه حلّ ضيفاً على الضفة الغربية، فساهم في بناء كتائب القسام هناك، أو لأنه لا يستقر في أي مكان، فكثيراً ما يكون ضيفاً على أحد.
محمد الضيفاعتقال محمد الضيف- اعتقلته قوات الاحتلال عام 1989 خلال الضربة الأولى التي تعرّضت لها حركة حماس، والتي اعتقل فيها الشيخ أحمد ياسين، وقضى 16 شهراً في سجون الاحتلال موقوفًا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس الذي أسسه صلاح شحادة.
- أثناء اعتقاله كان قد اتفق مع كل من: صلاح شحادة وزكريا الشوربجي على تنظيم مجموعة لأسر الجنود ولكن في دائرة مغلقة دون الارتباط بالتنظيم وبتوجيه مركزي لعدم الوصول إليها في حالة تلقي ضربة.
- أدت خطورته إلى جعل اعتقاله جزءاً من صفقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تنص على قيام الأولى باعتقاله، مقابل أن تعطيها الثانية سيطرة أمنية على ثلاث قرى في القدس.
- اعتقلت السلطة الفلسطينية محمد الضيف، ودخل السجن في عام 2000، لكنه تمكن من الإفلات من سجانيه في بداية إنتفاضة الأقصى، واختفت آثاره منذ ذلك اليوم.
- خلال الفترة العصيبة التي تعرضت فيها حركة حماس للملاحقة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ما بين عامي 1995 وحتى نهاية 2000 رفض الضيف بشدة التصدي لقوى الأمن الفلسطينية خلال قيامها باعتقال أعضاء كتائب القسام، وذلك حقنا للدم الفلسطيني.
بروز محمد الضيف- برز دور محمد الضيف كقيادي بارز لـ «كتائب القسام» بعد مقتل القائد «عماد عقل» حيث تسلم مسؤولية الجهاز العسكري لحركة حماس، وكان له دور كبير في قيادة قطاع واسع من الجناح جنبًا إلى جنب مع مؤسس أول جناح عسكري لحماس في الأراضي الفلسطينية حيث كان الشيخ «صلاح شحادة» داخل السجون.
- نادراً ما يتكلم الضيف لوسائل الاعلام، فهناك مكتب إعلامي، ومتحدث رسمي لكتائب القسام هو «أبو عبيدة»، لكنه قد يتكلم في لحظات حرجة صعبة مثل بعض الحروب والمعارك كما فعل أثناء معركة العصف المأكول عام 2014.
- حاولت المخابرات الإسرائيلية مراراً تصفيته أكثر من 5 مرات، لكنها فشلت كل مرة، وبررت فشلها بأنه هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار.
اقرأ أيضاًأخبار فلسطين الآن.. المرصد العربي لحقوق الإنسان يطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني
أخبار فلسطين الآن.. مصطفى بكري: دعم بايدن للصهاينة جريمة حرب لن تسقط بالتقادم
الصحة الفلسطينية: 198 شهيدا و1610 جرحى جراء الغارات الإسرائيلية على غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أحداث فلسطين أخبار فلسطين أخبار فلسطين الآن الأراضي المحتلة الاعتداء على غزة العدوان الإسرائيلي القدس المقاومة المقاومة الفلسطينية الوضع في فلسطين حركة المقاومة حماس حركة حماس حماس صواريخ المقاومة طوفان الأقصى غزة غزة الآن فلسطين فلسطين الآن فلسطين اليوم قضية فلسطين محمد الضيف کتائب القسام محمد الضیف
إقرأ أيضاً:
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
ليلى عماشا
في زمن مضى، كان لفظ “المعسكر” يستحضر صورة ميدان تدريب وقتال، سواتر وطلقات، بزّات عسكرية وعبق البارود.. اليوم، اتّسعت دلالة “المعسكر”، ليُضاف إليها ميدان الكلمة الموقف، والصورة المقاتلة، والصوت المحارب.. دخل الإعلام ساحة المعركة والنّار، وباستشهاد القائد الحاج محمّد عفيف، عرفنا نموذج الإعلاميّ الاستشهادي في ميدانه.. الاستشهاديّ نعم، فمنذ ارتقاء شهيدنا الأقدس، خلع الحاج محمد عفيف النّابلسي درعه، كعابس الذي أجنّه حبّ الحسين (ع)، ونزل الميدان مقاتلًا، بل درعًا يصدّ عن معسكر الحقّ النّار، قاتل بالصوت الذي كالطلقات انغرز في صدرِ العدا وتفجّر، حمل مسيرته الجهادية الطويلة في الإعلام وقاد آلية التصدّي والنطق باسم المقاومة ومعسكرها، التحم بالعدوّ في ساحة المواجهة الإعلامية، حتى ارتقى ملتحقًا برفاق الدّرب الذين سبقوه، بسيّد شهداء الأمّة..
حين ورد نبأ استشهاد الحاج محمّد عفيف، لم تسجّل أعين النّاس علامة تعجّب واحدة، فالأعجب ألّا يُستشهد، في معركة نزل ميدانها بكلّ عتاده، وكثّف فيها خلاصات جهاده، كأنّه من جهة يستعجل العبور إلى السماء، ومن جهّة يجتهد في تقديم النموذج الأعمق والأنشط والأصدق والأنقى عن الجهاد الإعلامي قبل المضيّ شهيدًا كما أراد وكما استحقّ.
“لم يخفنا القصف فهل تخيفنا التهديدات؟!” قالها الحاج محمد عفيف ردًّا على سؤال حول التهديد باستهدافه خلال مؤتمره الصحافيّ في الغبيري. رفع التحدّي مع العدوّ إلى أقصاه. وقف أمام أعين المسيّرات والطائرات الحربية المعادية، قال كلمة المقاومة، تحدّث باسمها فحلّ على قلوب المشتاقين للسيّد حسن أنيسًا يطمئنهم، يجهّز قلوبهم لخبر النصر: “قطعًا سننتصر”..
بقلبه المثقل بالفقد وبالحزن المؤجّل، بوعيه المدرك لطبيعة دوره وأهمّيته، بوضوح رؤياه ودقّة اختياره للكلمات، بمقدرته العالية على الاحتواء التي شملت حتى الخصوم، بقوّة يقينه بالنّصر وإدراكه لحتميّته مهما غلت الأثمان، خاض الحاج محمد عفيف طريق ذات الشوكة غير آبه سوى بأداء دوره الجهاديّ على أتمّ وجه، فنال البرّ شهيدًا حين أنفق في درب الجهاد كلّ ما يحبّ..
صوت معسكر المقاومة والناطق باسم ميدانها، قائد كتيبة الإعلام المحارب والجنديّ الأشجع فيها، كان قد أسرّ لصديق له يسأله عن حاله أنّه في مرحلة ما بين الحياة والموت، في معرض تعليقه على قول الصديق بأنّه انتقل من الإعلام إلى السياسة.. قال بأنّه بعد ارتقاء “حبيبه وروحه التي بين جنبيه” على حدّ توصيفه، “ميّت يمشي على قدمين”… أيّ ميّت يا حاج يخوض حربًا كالتي خضتها وينتصر كما انتصرت! أيّ حزن ثوريّ جميل دفعك لدخول ميدان الاستشهاد مستخدمًا السّلاح الذي تتقنه حدّ الذوبان فيه: العمل الإعلامي! قبل فترة ليست بطويلة، خاض الحاج محمد عفيف صراعًا مع مرض عضال وشُفي منه ببركة الله، لا ليكسب أيامًا في الحياة الدنيا أكثر وإنّما كي يخرج منها بأحسن خاتمة.. قدّر الله أن يكافئه بشهادة بطولية، ليس لشيء سوى لأنّ دربه الجهادية استحقت ختامًا برتبة شهيد..
ورد النبأ، وكان انتظار بيان العلاقات الإعلامية يحاكي الفقد إيلامًا. فالقائد الذي يصدر بيانات ارتقاء الشهداء ويزفّهم قمرًا بعد قمر، عزيزًا بعد عزيز، صار درّة البيان وهو الخبر..
يُجمع كلّ الذين التقوا بالحاج محمد في الفترة الأخيرة على رؤيتهم بريق الشهادة في عينيه وهما تكتنزان الدّمع على سيّدنا الشهيد وتؤجّلانه.. يشهدون بأنّ من صوته فاح عبق الاستشهاديين، وشوهد فيه طيف صلاح غندور وعلي أشمر وهما يتجهزان لعمليتيهما الاستشهاديّتين.. بل شوهد طيف كلّ شهيد عبر، كلّ عزيز ارتقى.. يؤكدون على أن خبر استشهاده بعد الاستهداف الآثم لم يصدمهم، وإن شقّ صدورهم بلوعة الفقد وألم الفراق.. يبتسمون ملوّحين له وهو يختم حياته بأحسن الخواتيم ويرتقي إعلاميًا محاربًا وقائدًا جهاديًا بطلًا وصديقًا صادقًا وعزيزاً..
تبدع المقاومة الإسلامية في لبنان في صناعة النماذج الحقيقية والبطولية في كلّ ميادين الجهاد.. يبدع حزب الله في تقديم أرقى التجارب الإنسانية على مختلف المستويات، من القادة الشهداء إلى الكشفيين الشهداء، من المسعفين الأبطال إلى العمائم المجاهدة.. من الإعلام الميداني المجاهد إلى القتال الميدانيّ الإعلاميّ.. وتسجّل في كلّ هذا بطولات ومآثر سيحكي عنها الزمان ألف دهر..
أمّا بعد، فقد زفّت المقاومة “قائدًا إعلاميًا كبيرًا وشهيدًا عظيمًا على طريق القدس، الحاج محمد عفيف النابلسي، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، والذي ارتحل إلى جوار ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين في غارة صهيونية إجرامية عدوانية، بعد مسيرة مشرّفة في ساحات الجهاد والعمل الإعلامي المقاوم.” زفّت المقاومة إلى أهلها عقلًا حكيمًا وقلبًا سليمًا وعمرًا جميلًا وصبرًا طويلًا وإخلاصًا وفيرًا وشوقًا طال إلى الرّفاق واشتعل إلى السيّد حسن.. وكما الجسم المقاوم، كلّ أهل المقاومة يا حاج محمّد، تداعوا أمام النبأ إلى تهنئتك بفوزٍ عظيم مستحقّ، وكلّ أهل الإعلام أجمعوا على الشهادة بأن ما رأوا منك إلّا خيرًا .. أجمعوا على التبسّم لصورتك شهيدًا على طريق القدس وقالوا:”هنيئًا!”