أيدت محكمة مستأنف القاهرة الاقتصادية، حبس الكاتب والناشر الحقوقي هشام قاسم 6 أشهر عن تهمتي سب وقذف كمال أبو عيطة وزير القوى العاملة الأسبق، وإهانة موظف عام.

وعاقبت الدائرة الأولى بالمحكمة الاقتصادية، هشام قاسم الكاتب والناشر، بالحبس ٦ شهور، على خلفية اتهامه بسب كمال أبو عيطة وزير القوى العاملة الأسبق.

وكان أبو عيطة قد تقدم ببلاغ لمباحث الإنترنت يتهم فيه هشام قاسم بسبه وقذفه من خلال منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وأحيل المحضر إلى نيابة السيدة زينب الكلية.

وكان كمال أبو عيطة، القيادي بحزب الكرامة، وزير القوى العاملة الأسبق، قال إنه عرض انسحابه من الحركة المدنية للتفرغ لقضيته مع هشام قاسم رئيس مجلس أمناء التيار الليبرالي الحر، وليس لأي  أسباب أخرى، مضيفا بأنه ليس رافضًا لفكرة الحركة وإنما لتجنيب أعضائها مغبة الخلاف.

وأشار "أبو عيطة"، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إلى أن هناك أشخاص حاولوا ـ ولا زالوا ـ التوسط لإنهاء الخلاف مع  هشام قاسم، لكنه رفض، موضحًا أن رفضه التنازل عن البلاغ المقدم منه ضد هشام قاسم، لأن قضايا الشرف لا تحتاج وساطة من أحد، وتحتاج إلى حكم قضائي فقط.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القاهرة هشام قاسم كمال أبو عيطة وزير القوى العاملة الأسبق كمال أبو عيطة وزير القوى العاملة موظف عام کمال أبو عیطة هشام قاسم

إقرأ أيضاً:

سامح قاسم يكتب.. غزة من قمرة القيادة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في زمنٍ يذوب فيه اليقين تحت أقدام المدافع، ويغدو الصمت خيانة، والدم أداة للتفاوض، ينبثق صوت خافت من قلب الحديد، يحمل توقيع ألف جناحٍ رفضت أن تواصل التحليق في سماء تغصُّ بالبكاء. حين أعلن ألف طيّار إسرائيلي رفضهم الاستمرار في القتال في غزة، لم يكن ذلك موقفًا عابرًا بقدر ما كان تمزيقًا لرايةٍ ظنّ الجميع أنها لا تسقط. كان أشبه بانشقاق السحاب في يومٍ قاتم، أو برفرفة حمامةٍ فوق جدارٍ أُثخن بالرصاص.

 

من هم هؤلاء الألف؟ لا نعرف أسماءهم، ولا صورهم، لكننا نعرف وجوههم بالحدس: وجوه أنهكها القصف، لا من شدته بل من فراغه. وجوهٌ رأت الحقيقة تتعرّى تحت أضواء قمرة القيادة، وجوهٌ لم تعد قادرة على التصفيق لجثةٍ ترتجف، أو لطفلٍ يموت مرتين: مرةً بالضربة، ومرةً بصمت العالم.

 

إن رفضهم ليس فعلًا عسكريًا، بل قصيدة سياسية، احتجاجًا مكتومًا بلغةٍ يعرفها الطيارون فقط: الامتناع عن الطيران. هو صرخة من داخل آلة الموت، من قلب المؤسسة التي طالما روّجت لفكرة "الطهارة الأخلاقية" للجيش، فإذا بهذه الطهارة تتآكل عند الأكتاف التي لم تعد تحتمل أن تضغط الزناد.

 

قد يقول قائل: ماذا يعني رفض ألف طيّار، في جيشٍ يضم الآلاف غيرهم؟ لكن الأدب يعلمنا أن الرمزية أقوى من العدد. في كل طيّارٍ رفض، هناك مرايا تتحطم في صالونات السياسية، وأقنعة تسقط من وجوه معلّقي الأخبار. إنهم ليسوا مجرد أفراد، بل مِشْعَلٌ أُضرِم في قاع الحجرة السوداء.

 

ليس من السهل على من تربّى داخل السردية الصهيونية، على مفردات "الأمن" و"العدو" و"الحق التاريخي"، أن يستفيق على ضوء الحقيقة: أن الطائرة التي تُقلع من قاعدةٍ عسكرية لا تعود دائمًا محمّلة بالنصر، بل أحيانًا بالعار. وأن زرّ القصف قد يشعل داخلك حربًا لا تُطفأ.

 

إن هذا الرفض العلني يعكس تصدّعًا في العمق النفسي للإسرائيلي العادي، ذاك الذي لم يعد يقوى على ابتلاع التبريرات: "الدفاع عن النفس"، "ضرب البنية التحتية لحماس"، "عمليات جراحية دقيقة". فحين تصبح الأجساد هي البنية التحتية، والأطفال هم الأهداف الجراحية، تنفجر الكلمات من الداخل، وتتحول الطائرات إلى أصفادٍ في معصم الضمير.

 

لم يعد الرفض عملًا فرديًا، بل فعلًا جماعيًا ينتمي إلى أدب الاعتراف، وتاريخ الكفّ عن القتل. إن الطيار الذي يرفض أن يحلّق فوق غزة اليوم، يكتب فصلًا في رواية مغايرة، رواية لا تُروى في الصحف الرسمية، لكنها تُتداول همسًا بين الضمائر القلقة، وبين أسرّة الجنود الذين لم يعودوا ينامون.

 

قد لا توقف هذه الخطوة آلة الحرب، لكنها تُحدث صدعًا فيها. والصدع هو البداية. البداية التي تنتظرها السماء التي اعتادت أن تكون ساحة معركة، لا غيمة سلام.

 

وحين يرفض ألف طيار أن يقاتل، فذلك ليس انسحابًا من المعركة، بل اقتحامٌ للمعنى.

 

لعل التاريخ سيقول لاحقًا: هنا، في هذا الرفض، بدأ الانهيار الأخلاقي للجدار، لا بفعل الصواريخ، بل بفعل أولئك الذين امتنعوا عن إطلاقها.

مقالات مشابهة

  • قرار قضائي ضد كروان مشاكل بتهمة سب وقذف ريهام سعيد
  • سامح قاسم يكتب.. غزة من قمرة القيادة
  • وزير العمل يبحث مع رئيس وزراء ساكسونيا الألمانية تنقل الأيدي العاملة وتأسيس مركز تدريب
  • وزير العمل يلتقي رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الألمانية لبحث تأهيل الأيدي العاملة
  • وزير الاتصالات: الشركات العالمية العاملة بمصر ستستقبل المشاركين بـالرواد الرقميون
  • تاجيل محاكمة وزير الشباب والرياضة الأسبق عبد القادر خمري الى 30 أفريل
  • وزير الداخلية الأسبق عيد الفايز في ذمة الله
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: زيارة الرئيس الفرنسي للعريش تؤكد الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين
  • زوج يلاحق زوجته بجنحة ضرب ودعوى سب وقذف بعد 18 سنة زواج.. تفاصيل
  • عبد الرحيم كمال لـ"البوابة نيوز": الرقابة لم تتدخل لإلغاء العرض الخاص لـ"استنساخ"