جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-23@14:29:50 GMT

انتخابات مجلس الشورى على الأبواب

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

انتخابات مجلس الشورى على الأبواب

 

خالد بن أحمد بن سيف الأغبري

 

من منطلق مُقتضيات العمل بالنظام الأساسي للدولة وما نتج عنه من أنظمة وقوانين وتشريعات في مختلف المجالات يكتسب مجلس الشورى أهميته من خلال الصلاحيات الممنوحة له من لدن القيادة الرشيدة لجلالة السلطان المعظم- حفظه الله- باعتباره أعلى سلطة تشريعية تنظم الحياة العامة، وتُدير شؤونها، وتخطط وترسم ملامح مستقبلها، بما يتلاءم مع البيئة العمانية، وخلفياتها التاريخية، وتقاليدها النابعة من الفطرة الراسخة في وجداننا، ومن مبادئ شريعتنا الإسلامية السَّمحة التي تنظم حياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ذات البعد الاستراتيجي الذي تتكون منه مُعطيات التنمية المستدامة، وتطور برامجها، والإعداد الكامل والمتكامل لنهضة عمان المتجددة، ورفاهية شعبها ورقيه، بما يجعله متماسكا ومتفاعلاً مع حكومته، وفق منظومة عملية هادفة، مبنية على قواعد متينة، وأنسجة اجتماعية متكافئة، وروح إنسانية قادرة على التكيف ومد جسورها مع الأطراف المعنية بالشأن العماني، ومع الأطراف التي تحترم السياسة العمانية، وقراراتها السيادية، وخصوصيتها الحضارية، ومنهجها المعتدل.

اللحمة المجتمعية والمواقف التي تتبناها عُمان على المستوى الداخلي والخارجي ثابتة لا تغيرها المحن والإحن، مبنية على المصداقية والشفافية، وعدم التدخل في شؤون الغير، والاحترام المتبادل، ويكفي مثالًا على هذه اللحمة تلك المواقف التي يتبناها المجتمع العماني عندما تتعرض السلطنة لكوارث طبيعية مثلما حدث على خلفية الأنواء المناخية الاستثنائية: إعصار جونو، وإعصار شاهين وغيرها من الأحداث التي ألقت بظلالها على وطننا العزيز؛ حيث هبَّ من خلالها الشعب العماني برمته معضدا بكل مقيم على أرض عمان الغالية، هَبُّوا جميعاً ووقفوا وقفة رجل واحد، لمساعدة ومساندة المتضررين بأموالهم وأنفسهم في تشكيلة متناسقة وروح أخوية عالية وصادقة دون تردد، وذلك لتخفيف معاناتهم، والوقوف إلى جانبهم، وتلبية احتياجاتهم الضرورية، ومن هنا نجد أن الشعب العماني عندما يتعرض لغزو فكري أو ثقافي تتم معالجته بالحكمة والموعظة الحسنة والمشاركة الإيجابية في ضوء المستجدات والأحداث، وبما يتلاءم مع روح التسامح وعدم التدخل في شؤون الغير، حفاظًا على ديمومة علاقاتها مع شقيقاتها ومع سائر المجتمعات الدولية، استجابة لدواعي الأمن والاستقرار الذي تسعى إلى ترسيخه البشرية، وتحافظ على مقوماته المجتمعات الدولية التي يحكمها العقل والرأي السديد، بعيدا عن تخبُّط أو شطط، وذلك باتباع نهج الخالق سبحانه وتعالى، كما أن مواقفها مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي تتميز بالجدية وبعمق العلاقات الأخوية المتينة التي تستمد جذورها من إرثها الخالد، وموقعها الجغرافي المتميز، وثقافتها الإسلامية، وحنكتها وخبرتها الطويلة، ومنشأها القائم على تقوى الله والعمل بما يرضيه جلت قدرته.

وعلى الجانب الآخر، فإن موقف الناخب العماني الذي سوف يبعث بصوته من خلال الموقع الإلكتروني الذي عكفت وزارة الداخلية على تطويره منذ سنوات وأعدت له العناصر البشرية والأجهزة الإلكترونية هو بمثابة نقلة نوعية في المسار الصحيح الذي يتجه نحو المثالية في تقدم الحكومة الإكترونية، من أجل تبسيط الإجراءات، وتهيئة المناخ الملائم للناخب نحو الإدلاء بصوته بسهولة ويسر عبر الهاتف؛ سواء كان من داخل السلطنة أو خارجها، أو من داخل منزله أو مقر عمله أو من أي موقع آخر، فهي جهود مشكورة ومُقدَّرة تحسب لصالح وزارة الداخلية وفي مقدمتها معالي السيد الوزير الموقر وسعادة السيد وكيل الوزارة ولكافة الجهات المعنية بعملية الانتخابات؛ فالجميع لم يألوا جهدا في تعزيز هذه المنظومة، والعمل على إظهارها بذلك المظهر المشرف وتلك القوة الرائدة في مجابهة تلك الإخفاقات والتحديات التي قد تحصل في بعض الأحيان دون قصد أو تخطيط مسبق، إلا أنه وبالرغم من هذه الجهود، وهذه التجهيزات الإلكترونية يبقى دور الناخب وجديته في توجيه صوته لصالح المترشح الذي سوف يمثل ولايته في مجلس الشورى، بحيث ينبغي أن يكون بعد دراسة عميقة وتمحيص دقيق لكفاءة ذلك المترشح ومدى أهليته لتحمل المسؤولية المجتمعية التي تبرز دوره الفاعل في نقل تصورات المواطنين ومقترحاتهم، ومعرفة واجبات العضو ومسؤولياته، والتي تحكمها أنظمة وقوانين المجلس، وما يترتب عليها من قرارات وآراء سديدة يجسدها الإخلاص والأمانة والعمل الجاد.

ولعل ما يثير المخاوف من وجهة نظري الشخصية هو تدني نسبة الناخبين التي قد تتأثر سلبًا نتيجةً لانحسار نشاط المترشحين الذين كان يعول عليهم في دفع الناخبين إلى صناديق التصويت بتلك الهمة والنشاط، حيث كان لتلك المتابعة والحركة الإيقاعية التي تبنى عليها طموحات المترشحين- بغض النظر عن الوسائل والطرق المتبعة من حيث مشروعيتها- مجال كبير للمنافسة الميدانية التي تدعم نشاط المترشحين ووصولهم إلى صناديق الانتحابات. كما ينبغي أن تصحب هذه الجهود وهذا التنظيم المبذول من قبل الجهات المعنية ثقافة مجتمعية تؤدي رسالتها على أتم وجه بما يرضي الله، ويرضي جميع أطراف العملية الانتخابية، ويحقق طموحات وآمال المواطن العماني وتطلعاته.

وفي سياق حديثنا هذا عن انتخابات مجلس الشورى كان لي مقال سابق منذ سنوات تناولت فيه معاناة المرأة من تقهقر يلفت الانتباه من حيث وصولها إلى قبة مجلس الشورى، نتيجة تذبذب علاقة المرأة بالمرأة ذاتها، وعدم ثقتها بشقيقتها المرأة، رغم التطورات التي أحدثتها المرأة في سيرتها الذاتية، وبذلك تميل الكفة لصالح الرجل رغم أن النسبة المئوية لعدد سكان السلطنة يشير إلى تقدمها. هذا إلى جانب أنه- وفي تقديري الشخصي- أن الأجواء متاحة لها والبيئة صالحة بأن تقوم بدور فاعل ونشاط متنامي مدعوم بحنكة وبثقة تنفتح أمامها الأبواب متى ما وجدت آذان صاغية وبرامج دعائية جادة، والمهم في ذلك بأن تجد المرأة ضالتها عندما تجد موقف أختها المرأة مساندا ومساعدا ومؤازرا لها، فهي بطبيعة الحال لا تنقصها المعرفة والعلم والشجاعة والثقافة والحضور المجتمعي على المستويين الأهلي والرسمي، بيد أن الحديث الذي أضعه بين يدي القاري الكريم ليس من باب المجاملة أو الانحياز لطرف المرأة بقدر ما هو اعتراف بمكانتها ودورها وحقوقها المشروعة.

المرأة العمانية لم تكن في يوم من الأيام متقوقعة أو مهزومة في بناء شخصيتها بالعلم والمعرفة والثقافة وتطوير ذاتها ومشاركة شقيقها الرجل في بناء وطنها وخدمة مجتمعها وأمتها، وكما قال الله في محكم كتابه العزيز :(وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، [التوبة: 105]؛ فهناك من النساء من يشار إليهن بالبنان في مواقفهن وتحمُّلهن المسؤوليات الجسام، ووصولهن إلى مستويات عليا في المجالات العلمية والفقهية والمعرفية والإبداعية والابتكارية، والتجارب الماضية خير برهان على ذلك، وفق الله الجميع لخدمة عمان الغالية تحت قيادة جلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق حفظه الله، والله ولي التوفيق.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان

أعلن "حزب الله" اللبناني، اليوم الأحد، أن السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة بدعم من الشعب "حتمي وضروري"، معتبر أن "هذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان".

وقال نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي،  الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لمجموعة من شهداء المقاومة ، وقال قماطي: “إذا كنّا شركاء حقيقيون في الوطن، علينا أن نبني استراتيجية دفاعية تدافع عن هذا الوطن، فالجيش وحده لا يستطيع أن يواجه العدو، وكُلنا يعلم ذلك، وليته يستطيع، فنحن لسنا ضد أن يكون قادراً على المواجهة وحده، ولذلك هناك شراكة ضرورية حتمية وطنية لا بُد منها بين المقاومة والجيش لندافع عن وطننا، وما حصل وما يحصل اليوم في كل المحيط حولنا، دليل على ذلك، ونحن لا نقبل أن يصبح لبنان في مهب الرياح الإقليمية والدولية”.

«كاتس» يتوعد حزب الله إذا انتهك وقف إطلاق النارحزب الله : الاحتلال الإسرائيلي سرطان يهدّد الأمة بأسرهاسويسرا تقر حظر حزب الله اللبناني .. تفاصيل


وشدد على أن “الحلم والتمنيات الخبيثة من البعض بأن لبنان يجب أن يبقى بدون سلاح المقاومة وليس لديه ضرورة، لن يتحقق، ونحن نقول، إن السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة وبدعم من الشعب حتمي وضروري، فهذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان، ونحن لا نتخلّى عن وطننا وعن قوته وقوة الحماية الوطنية فيه لأجل عيون بعض المرتبطين بالخارج، أو من أجل ألسنة بعض سيئي الخطاب والفجور الإعلامي، فلن يحصل ذلك”.

وأكد قماطي على أن "حزب الله" سيكون "في أقصى درجات التعاون والانفتاح سياسيا"، مضيفا: "فنحن كنّا منفتحين، وما زلنا وسنبقى كذلك، لأننا نعتبر أن هذا الوطن بحاجة إلى التفاهم والحوار السياسي والتعاون بين كل الأطراف اللبنانيين للوصول إلى نتائج، ونحن نقول إن كل الأمور خاضعة للحوار، ونحن حاضرون لنتحاور حولها، لنبني هذا البلد لبنان ما بعد العدوان الإسرائيلي، ولذلك سوف نأتي إلى الاستحقاق الرئاسي بكل تفاهم، وسيكون الثنائي الوطني اللبناني على موقف واحد في الاستحقاق الرئاسي وفي كل الاستحقاقات الأخرى لإنعاش وبناء هذا البلد”.

مقالات مشابهة

  • 11 رجل أعمال يتنافسون على مقاعد مجلس غرفة الباحة
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • الرئيس الباكستاني ورئيس الشورى يبحثان تعزيز العلاقات
  • "برنامج الشمول المالى والإدخار" حملات قومى المرأة لطرق الأبواب بقرى سوهاج
  • طارق صالح يناقش مع بن دغر ''الإنتهاء من اعداد البرنامج السياسي'' لتكتل الأحزاب اليمنية
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • الرئيس المشاط يعزي عضو مجلس الشورى عبدالله نمران في وفاة شقيقه عبدالغني
  • الرئيس المشاط يعزي عضو مجلس الشورى عبد الله نمران في وفاة شقيقه عبد الغني
  • الرئيس الباكستاني يستقبل رئيس مجلس الشورى