تراثنا.. إرث الأجداد
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
راشد بن حميد الراشدي **
حارات صمدت مع تقلبات الدهر.. أبراج وأسوار ومنازل شاهدة على حضارة وإرث هذا الوطن وتاريخه التليد، أينما تذهب في ربوع سلطنتنا الحبيبة، تجد تلك المآثر الصامدة التي تدلل على قدم تاريخ هذا الوطن وعبقرية أهله وتقدمهم في مختلف المجالات؛ ومنها فنون العمارة والاستحكامات الحربية والتنظيم، وغيره من دلائل تلك الحضارات المتعاقبة منذ آلاف السنين.
اليوم ومن خلال تأثر العديد من هذه الآثار واندثار بعضها وتعرضها لعوامل الطبيعة والزمن، وجب التأكيد على أهمية الإسراع في حماية تلك الشواهد التاريخية التي تحمل بين ثناياها تاريخًا تليدًا وماضيًا عريقًا لاجدادنا العظماء.
والاهتمام بترميم تلك الحارات والإرث الذي تحمله ووجود خطط لترميم وصيانة ذلك التاريخ الذي تحمله تلك الحارات والمآثر عبر قرون من الزمان، لا شك أنَّه واجب وطني يجب على الجهات المسؤولة والمواطنين الاهتمام والاعتناء به.
واندثار تلك الحارات والحصون والأبراج والأسوار التاريخية نتيجة عوامل التعرية والزمن وتعرض بعضها للسرقة هو خسارة للوطن وإرثه التليد؛ فالزائر لهذه الحارات ينبهر بما وصل إليه الأجداد من حضارة جسدتها تلك الحارات من حيث فنون العمارة واستخدامهم للخامات المحلية من البيئة العمانية والتي تدلل على التقدم الذي كانت عليه تلك الحضارات.
إنني آمل- ومن خلال هذه المقالة- في جذب الانتباه نحو الاهتمام بتلك الحارات والمآثر التاريخية والمحافظة عليها قبل اندثارها، وأُشيد بجهود وزارة التراث والسياحة والمواطنين في ترميم العديد من تلك الآثار وصيانتها والمحافظة عليها؛ حيث كانت آخر تلك الفعاليات ما قام به أبناء ولاية سناو من تنظيف لبعض الحارات من أجل المحافظة عليها وتعريف المشاركين بتاريخها والأحداث التي وقعت فيها على مر العصور.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وتاريخها التليد الضارب في القدم والذي يحكي قصص حضارة شامخة منذ آلاف السنين.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حزب ”المصريين“: لقاء الرئيس السيسي والبرهان يجسد عمق الروابط التاريخية
أشاد المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب ”المصريين“، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، باللقاء الهام الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، مشددًا على أن هذا اللقاء يجسد عمق الروابط الأخوية والتاريخية التي تربط بين الشعبين المصري والسوداني.
وقال ”أبو العطا“ في بيان، إن استقبال الرئيس السيسي للفريق البرهان، وعقد جلسات المباحثات المغلقة والموسعة، يعكس إيمان القيادة المصرية الراسخ بوحدة المصير بين مصر والسودان، ويؤكد على دعم مصر الكامل لاستقرار السودان الشقيق، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها.
وأضاف رئيس حزب ”المصريين“ أن المناقشات التي دارت بين الجانبين، والتي تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي، تمثل خطوة جديدة حقيقية نحو بناء شراكة استراتيجية شاملة، تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة لشعبي وادي النيل، مشيرًا إلى أن مساهمة مصر الفعالة في جهود إعادة إعمار ما دمرته الحرب في السودان، تعكس الموقف المصري الأصيل في دعم الأشقاء دون مقابل، إيمانًا بالعلاقات الأخوية والروابط المشتركة.
وأكد أن المباحثات تضمنت ملفات محورية، يأتي في مقدمتها مواصلة المشروعات التنموية الكبرى مثل الربط الكهربائي والسكك الحديدية، والتي ستحدث نقلة نوعية في حركة التبادل التجاري والبشري بين البلدين، فضلًا عن تعزيز التعاون في مجالات الصحة، والزراعة، والصناعة، والتعدين، مما يفتح آفاقًا جديدة لتكامل حقيقي بين البلدين.
وأشار إلى أن مناقشة الملفات الثقافية والعلمية تمثل تأكيدًا على أن العلاقة بين مصر والسودان ليست فقط علاقة مصالح آنية، بل علاقة ترتكز على تعزيز الهوية المشتركة وصياغة مستقبل تنموي متكامل للأجيال القادمة.
وشدد عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية على أن مصر تثبت، مرة تلو الأخرى، أنها الداعم الأول للأمن القومي العربي والأفريقي، وأنها لا تتأخر عن تقديم يد العون لشقيقاتها، مؤكدًا أن ما يجمع مصر بالسودان من وحدة التاريخ والجغرافيا والمصير، يجعل من هذا التعاون ضرورة استراتيجية لا غنى عنها في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
واختتم المستشار حسين أبو العطا بالتأكيد على أن تحركات مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه السودان تعبر عن رؤية ثاقبة وسياسة رشيدة تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار والتنمية الشاملة في المنطقة، بما يعود بالنفع والخير على شعبي البلدين.