حقيقة تأثير تناول المضادات الحيوية على صحة الأمعاء
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
تحتوي أجسامنا على بكتيريا تقدر أعدادها بالتريليونات – وتوجد أعلى كثافة لها في أمعائنا. ولكن هل نحدث تلفا دائما في هذا الجزء الحيوي من أجسامنا في كل مرة نتناول فيها مضادات حيوية؟
يقول الدكتور جيمس كينروس استشاري جراحة القولون والمستقيم بجامعة إمبيريال كوليدج لندن: "الميكروبات التي تعيش في الأمعاء تشكل شبكة معقدة من الكائنات الحية الدقيقة وكل الأشياء التي تحتاج إليها من أجل البقاء على قيد الحياة داخل الجسم".
تضطلع الميكروبات التي تعيش داخل الأمعاء بدور كبير في الحفاظ على صحتنا، ويشمل ذلك تنظيم عمل الجهاز المناعي وتسهيل الهضم.
ويرى الخبراء أن المضادات الحيوية تعد أحد أكثر الأشياء التي تشكل خطرا على ميكروبات أمعائنا.
تعتبر المضادات الحيوية، التي يصفها الأطباء للعلاج أو الوقاية من العدوى البكتيرية، حجر زاوية للطب الحديث. لكن خلال عملية استهداف البكتيريا التي تتسبب في حدوث العدوى في أجسامنا، بإمكان المضادات الحيوية أيضا أن تقضي على بكتيريا أخرى في أجسامنا بدون قصد.
هناك مخاوف متزايدة بين العلماء بشأن التداعيات الصحية لاعتمادنا المتزايد على المضادات الحيوية. في الفترة ما بين عامي 2000 و2015، ارتفع عدد الوصفات الطبية للمضادات الحيوية بنسبة 65 في المئة. المشكلة في هذا الاستخدام المتنامي للمضادات الحيوية مشكلة مزدوجة: الضرر الذي يلحق بميكروبات أمعائنا، وتزايد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
يقول البروفيسور غوتام دانتاس أستاذ طب المختبرات والجينوم الوراثي بكلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس بالولايات المتحدة: "تؤدي المضادات الحيوية إلى الإخلال بتوازن النظام البيئي المتشابك للميكروبات التي تقطن أمعاءنا، ومن ثم تزيد من خطورة أن تتبرع البكتيريا التي تظل على قيد الحياة بجيناتها لكائنات ممرضة".
نحن نعلم أنه كلما اتسمت مستعمرة البكتيريا التي تعيش داخل أمعائنا بالتعددية والتنوع، كلما كان ذلك أفضل لصحتنا.
لكن بالطبع المضادات الحيوية تحدث خللا في تلك المستعمرة لأنها لا تستهدف بشكل خاص البكتيريا الممرضة التي تتسبب في العدوى، بل تستهدف كل البكتيريا الموجودة في أمعائنا.
يقول دانتاس: "تصور أن هناك غابة تحاول أن تستأصل أحد الأعشاب الضارة بها. الطريقة التي نستخدم بها المضادات الحيوية أشبه بقصف شامل بالقنابل لتلك لغابة، يدمر كلا من الأعشاب الضارة والنافعة بدون تمييز".
يقول دانتاس إنه عندما درس العلماء الميكروبات التي تعيش في أمعاء الأشخاص المصابين بعدوى قبل تناولهم جرعة علاجية من المضادات الحيوية، اكتشفوا أن تعددية وتنوع تلك الميكروبات تتعافى بعد عدة شهور. لكن في بعض الأشخاص، لا تعود بعض أنواع البكتيريا النافعة إلى أجسامهم مطلقا.
عكف دانتاس وفريقه البحثي على دراسة عينات براز أُخذت من أطفال جرى علاجهم بمستشفى أطفال يوجد تعاون علمي بينه وبين مختبره. جُمعت تلك العينات بشكل منتظم، قبل وبعد إصابة الأطفال بالعدوى أو تناولهم مضادات حيوية، وهو ما سمح لفريقه برصد التغييرات التي تحدث في أجسام الأطفال الذين يصابون بالعدوى ثم يعالجون بمضادات حيوية فيما بعد.
استخدم دانتاس تلك العينات لمقارنة التغييرات التي تطرأ على ميكروبات الأمعاء بعد تناول المضادات الحيوية في مجموعتين من الأطفال الرضع: مجموعة من الأطفال الخدج الذين يولدون مبكرا قبل مرور 36 أسبوعا على الحمل، ومجموعة من الأطفال الذين يولدون بعد 36 أسبوعا من الحمل.
يقول: "ما نعرف أنه يحدث لدى البالغين بعد تناول المضادات الحيوية يحدث بشكل أكبر بكثير لدى الأطفال حديثي الولادة: تنوع أقل في الميكروبات التي تعيش في الجسم، وارتفاع ضخم في الجينات المقاومة للعقاقير".
وبينما تتفاوت الآثار من شخص لآخر، وتتوقف على أعمارنا، هناك إجماع بين العلماء على أن آثار تناول جرعة علاجية واحدة من المضادات الحيوية من الممكن أن تكون دائمة.
يقول كينروس: "بعض الأشخاص معرضون بشكل كبير لحدوث ضرر بميكروباتهم جراء تناول المضادات الحيوية، وإلى تغير بيئة تلك الميكروبات بشكل دراماتيكي وعدم عودتها إلى ما كانت عليه قبل تناول جرعة المضاد الحيوي".
"نحن نفقد التنوع والتعددية في أمعائنا ونفقد ميكروبات في غاية الأهمية تعكف على حمايتنا منذ مئات الآلآف من السنين بمعدل زمني غير مسبوق".
لكن العلماء ما زالوا يحاولون فهم التداعيات الصحية طويلة المدى للمضادات الحيوية على الميكروبات القاطنة في أمعائنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بكتيريا مضادات حيوية الكائنات الحية الدقيقة الجسم الأمعاء لمضادات الحيوية المضادات الحيوية كائنات تناول المضادات الحیویة للمضادات الحیویة
إقرأ أيضاً:
7 أسباب لآلام جانب البطن الأيمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشكو بعض الأشخاص من آلام في الجانب الأيمن من البطن دون معرفة السبب، حيث تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى آلام جانبي البطن، أهمها.
آلام الجزء السفلي الأيمن من البطن تعني وجود مشكلة صحية بالقولون، كما يمكن أن تكون هذه الآلام في المبيض الأيمن لدى النساء.
في حالة كان الألم محتمل وغير مستمر، فهذا يعني أن الأمر بسيط، ولكن إذا تكرر وزاد عن الحد، فيجب مراجعة الطبيب لمعرفة السبب والعلاج.
أسباب آلام جانب البطن الأيمن
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بآلام في جانب البطن الأيمن، وتشمل:
1- التهاب الزائدة الدودية
من أكثر الأسباب شيوعاً لآلام البطن في أسفل الجانب الأيمن، وهي عبارة عن أنبوب صغير ورفيع يقع في المكان الذي تلتقي فيه الأمعاء الكبيرة والصغيرة.
وعندما يحدث الإلتهاب، يمكن الشعور بآلام حادة في هذه المنطقة، ويصاحبها بعض الأعراض الأخرى مثل:
الغثيان، القىء، إرتفاع درجة حرارة الجسم، الإمساك أو الإسهال، ضعف الشهية، وانتفاخ البطن.
ويتطلب الأمر مراجعة الطبيب على الفور، حيث غالباً ما تحتاج إلى عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية.
وفي حالة المعاناة من الزائدة الدودية، لا يجب أخذ حقن شرجية أو ملينات، لأنها يمكن أن تسبب انفجارها، ويفضل تجنب الأدوية بشكل عام لحين العرض على الطبيب.
2- غازات البطن
كلما كان هناك مشكلة في هضم الطعام، كلما زادت الغازات في البطن، ومع تراكم الغازات، يحدث انتفاخ وآلام في المعدة، ويمكن الشعور بهذا في الجانب الأيمن.
ويمكن أن تكون زيادة الغازات علامة على وجود اضطراب في الجهاز الهضمي، أو عدم تحمل اللاكتوز والإصابة بالسكري.
وإذا كان السبب هو عسر الهضم، فسوف يصاحبه أعراض أخرى تشمل الإنتفاخ، حرقة المعدة، الغثيان، التجشؤ، والشعور بمرارة الطعام.
كما أن هناك أسباب أخرى لفرط الغازات مثل إبتلاع هواء بكميات كبيرة، تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدهنية والدسمة، التدخين أو تناول العلكة.
ولذلك يفضل اللجوء إلى الطبيب لمعرفة سبب كثرة الغازات التي تؤدي إلى آلام البطن، وفي حالة استمرارها، يتم أخذ علاج.
3- الفتق
نتيجة ضعف عضلات البطن وبعض الأسباب الأخرى المساعدة مثل حمل أشياء ثقيلة والتغوط عند الإصابة بالإمساك ومحاولات التبرز، يمكن أن يحدث الفتق.
وهو عبارة عن بروز أحد الأعضاء الداخلية بالجسم أو جزء من الأمعاء للخارج.
وهناك العديد من أنواع الفتق، ومعظمها يحدث في البطن، وقد تسبب آلام في الجانب الأيمن.
وتزداد آلام الفتق عند القيام بالإنفعالات المختلفة مثل الضحك أو البكاء، السعال أو الشعور بالتوتر والقلق.
كما أن زيادة الضغط على البطن يزيد من خطر الإصابة بالفتق.
ويصاحب الفتق بعض الأعراض مثل الإمساك والإنتفاخ.
وتعد الجراحة هي الحل الأمثل لمعظم أنواع الفتق، حيث يقوم الطبيب بإصلاح عضلات البطن، أو إغلاق الجزء الضعيف الذي سبب بروز العضو.
4- عدوى الكلى
تحدث عدوى الكلى بسبب البكتيريا التي تأتي عادةً من المثانة أو الحالب أو الإحليل، ويمكن أن تتأثر كلية واحدة أو كلاهما من هذه العدوى.
ومع عدم الشعور براحة في الجانب الأيمن البطن، سيكون هناك آلام في الظهر والبطن.
بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى مثل الحمى، القشعريرة، والشعور بالبرودة، الغثيان والقيء، كثرة الحاجة إلى التبول وآلام وحرقان عند التبول.
وقد يتم ملاحظة تحول لون البول إلى داكن أو وجود قيح أو دم في البول، مع تغير رائحته إلى رائحة كريهة.
وتحتاج هذه المشكلة إلى زيارة الطبيب في أقرب وقت، ليبدأ في علاج العدوى التي أصابت الكبد.
5- حصوات الكلى
هي تراكمات من المعادن والأملاح التي تتشكل داخل الكليتين، وغالباً ما لا يتم الشعور بآلام حتى تبدأ الحصوات في التحرك أو المرور إلى الأنبوب الذي يربط بين الكلى والمثانة.
وعندما يحدث هذا، ستشعر بألم شديد في الظهر والجانب الأيمن، بالإضافة إلى جميع أنحاء البطن والفخذ، وتتغير شدة الآلام مع تحرك الحصوات.
وتظهر بعض الأعراض الأخرى مثل الآلام أثناء التبول، تغير لون البول وظهور رائحة كريهة به.
كما تتسبب حصوات الكلى في الغثيان والقيء والشعور بالحاجة المستمرة للتبول، مع ارتفاع درجة حرارة الجسم والشعور بالبرودة.
أيضاً تتطلب هذه المشكلة اللجوء إلى الطبيب والبدء في اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة لتفتيت هذه الحصوات والتخلص منها.
6- متلازمة القولون العصبي
هو اضطراب مزمن شائع يؤثر على الأمعاء الغليظة، ويسبب تشنجات وانتفاخ وغازات وآلام في البطن، بالإضافة إلى تغيرات في حركات الأمعاء، ظهور مخاط في البراز، وإسهال أو إمساك.
ويؤدي القولون العصبي إلى الشعور بتقلصات شديدة في المعدة وعلى جانبي البطن، ويحدث بشكل متكرر، كما يؤثر على الظهر مسبباً آلام شديدة، فضلاً عن آلام في فم المعدة.
ويمكن لبعض الأدوية تخفيف آلام وأعراض القولون العصبي، ولذلك ينصح بالذهاب إلى الطبيب وتحديد العلاج المناسب.
7- التهاب الأمعاء
يختلف التهاب الأمعاء عن القولون العصبي، فهو مجموعة من اضطرابات الجهاز الهضمي التي تسبب تغيرات في انسجة الأمعاء.
ويعد التهاب القولون التقرحي ومرض كرون هما أبرز أسباب الإصابة بالتهاب الأمعاء، ويؤدي هذا إلى آلام شديدة في جانب البطن أو في كافة أنحاء البطن.
وقد يسبب التهاب الأمعاء بعض المشكلات الصحية الأخرى مثل الإسهال الحاد، الإعياء، فقدان الوزن، الحمى، انخفاض الشهية، والدم في البراز.
ولا يجب ترك هذه المشكلة من دون علاج لأن لها مضاعفات خطيرة، ولذلك لابد من زيارة الطبيب في حالة وجود أي من الأعراض السابقة.
أسباب آلام جانب البطن الأيمن لدى النساء
يمكن أن تشعر المرأة بآلام الجانب الأيمن من البطن، وذلك يرجع لبعض الأسباب، وتشمل:
تشنجات الدورة الشهرية: حيث أن آلام جانب البطن من الأعراض الشائعة للدورة الشهرية، فغالباً ما تحدث التقلصات في أسفل البطن.
التهاب بطانة الرحم: من المشكلات التي قد تحدث للمرأة، ويصاحبها أعراض أخرى مثل آلام الجماع وحركات الأمعاء المؤلمة.
أكياس المبيض: لا تسبب أكياس المبيض آلام في معظم الأحيان، ولكن إن كانت كبيرة أو تمزقت، فتؤدي إلى مخاطر صحية وآلام في جانب البطن.
الحمل خارج الرحم: يحدث هذا عندما تزرع البويضة الملقحة نفسها في أحد قناتي فالوب، وتؤدي لآلام البطن والنزيف المهبلي وآلام في مختلف الجسم.
التهاب الحوض: أيضًا يؤدي إلتهاب الحوض إلى آلام في جانب البطن من أسفل، بالإضافة إلى الحمى وحرقة التبول ويحتاج إلى زيارة الطبيبة النسائية.
التواء المبيض: يمكن أن يسبب هذا الإلتواء آلام شديدة في جانب البطن، ويصاحب التواء المبيض بعض الأعراض الأخرى مثل عدم انتظام الدورة الشهرية وآلام الجماع.
أسباب آلام جانب البطن الأيمن لدى الرجال
أيضاً قد يشعر الرجال بآلام جانب البطن بسبب بعض الأسباب، وتتمثل في:
الفتق الإربي: من أنواع الفتق التي تصيب الرجال بصورة أكبر من النساء، وعند الإصابة به، يمكن ملاحظة وجود انتفاخ بين الفخذ وأسفل البطن.
التواء الخصية: التواء الخصية نتيجة انخفاض تدفق الدم إلى هذه المنطقة، مما يؤدي إلى ألم شديد في جانب البطن وتورم في كيس الصفن، ويتطلب عملية جراحية.