تحقيق ملكي يدين شرطة لندن بالفشل في حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي والإجرامي
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ كشف تحقيق بريطاني عن فشل الشرطة اللندنية في حماية الأطفال من الاستغلال الإجرامي والجنسي، وكذلك في العثور على الشباب المفقودين.
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن مفتشية الملك للشرطة وخدمات الإطفاء والإنقاذ (HMICFRS) أجرت التحقيق الخاص، الذي كشف أيضاً عن تكرار استخدام الضباط والموظفين لغة إلقاء اللوم على الضحايا، بناءً على طلب عمدة لندن، صادق خان.
ورغم أن التقرير الرسمي الكامل سيصدر، في أوائل العام المقبل، إلا أن هيئة التفتيش كانت منزعجة جداً من النتائج، لدرجة أنها قدمت مطالب طارئة علناً بإجراء التحسينات بحلول 31 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وفقاً للصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن لي فريمان الذي قاد عملية التفتيش، قوله إن "فحص ملفات شرطة العاصمة ألقى أمثلة على إخفاقات الضباط التي كان لا بد من الإبلاغ عنها على وجه السرعة، لضمان سلامة الأطفال".
وأضاف أن "الأطفال المفقودين، أو المعرضين لخطر الاستغلال، هم من أكثر الفئات ضعفاً في المجتمع، وأن النهج الحالي، المثير للقلق، الذي تتبعه شرطة العاصمة لحماية الأطفال يتطلب اهتماماً فورياً".
وتابع "يجب أن تتأكد الشرطة من أنها تركز على المخاطر التي يتعرض لها الأطفال، وأن الضباط والموظفين مجهزون أيضاً للتعامل مع تلك المخاطر".
وأوضح فريمان "وجدنا أيضاً أن العديد من الموظفين والضباط المسؤولين عن تصنيف المخاطر أظهروا فهماً محدوداً للصلات بين الأطفال الذين يختفون بانتظام واستغلالهم الإجرامي والجنسي".
بدوره، قال قائد الحماية العامة في شرطة العاصمة، كيفين ساوثوورث "أشعر بقلق عميق إزاء نتائج (HMIFRS( التي تظهر أننا في كثير من الأحيان نخذلهم.. يريد ضباطنا الحفاظ على سلامة الأطفال والشباب، لكننا ندرك أنهم لم يحصلوا على الدعم المناسب للقيام بذلك في كل مرة.. يحتاج الضباط إلى الوقت والموارد للاستماع إلى الأطفال والتحقيق في الصورة الأكبر حول الظروف التي اتصلوا بها بالشرطة لتحديد سوء المعاملة والاستغلال".
وأشارت "الغارديان" إلى تصريحات عمدة لندن، صادق خان، التي قال فيها "أكدت لي قيادة شرطة العاصمة أنها ستتخذ الإجراءات الفورية اللازمة لضمان حماية أفضل للأطفال، وهذا يعني في النهاية التركيز بشكل أكبر على معاملة الشباب ليس كتهديد؛ بل كأطفال يحتاجون إلى الحماية من الأذى والمخاطر والاستغلال".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي حماية الاطفال الاستغلال الجنسي شرطة لندن شرطة العاصمة
إقرأ أيضاً:
زراعة قلب إنجاز طبي.. وأخلاقي أيضا
حين يعود قلب للنبض بعد أن توقف، لا يُولد مريض فحسب، بل تُولد لحظة وعي جديدة لمجتمع بأكمله. هكذا يمكن قراءة الإنجاز الذي حققه الفريق الطبي العُماني بإجراء أول عملية زراعة قلب من متبرّع متوفّى دماغيا لمريض كان يعاني من قصور حاد في عضلة القلب. هذا الحدث ليس فقط مؤشرا على تطور القدرات الجراحية، بل يُعد في أحد أبعاده فعلا متقدما لصناعة الحياة من جديد.
لم تكن العملية، إذن، مغامرة طبية؛ بل ثمرة سنوات من التخطيط والتدريب بل هي ثمرة سنوات من التخطيط والتدريب، ونتيجة طبيعية لاستثمار واع في الكفاءات العمانية، وفي بناء منظومة صحية تؤمن بأن الحياة تُصنع بالعقل كما تُصان بالقلب.. وهي أيضا دليل على نضج المنظومة الأخلاقية والتشريعية التي تنظم مثل هذه العمليات المعقدة. كما تعكس نضج المؤسسات الصحية العمانية، التي باتت قادرة على إجراء أعقد الجراحات بتقنيات وطنية متكاملة.
ثمة أمر في غاية الأهمية أيضا وهو أن العملية جاءت بعد أيام فقط من صدور قانون تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، فيما يمكن أن يكون مواءمة بين التشريع والممارسة، وهذا يشير إلى وعي عُماني متقدم بأن الطب لا يتقدّم دون أخلاقيات، وأن إنقاذ الأرواح لا يمكن أن يُفهم خارج إطار قانوني يحفظ كرامة المتبرّع، ويضمن الشفافية، ويستند إلى معايير عالمية تُراعي العلم كما تراعي الإنسان.
لكن هذا النجاح يضاعف المسؤولية ليس فقط على المؤسسة الطبية في سلطنة عُمان ولكن أيضا على المجتمع بأسره وذلك لاستيعاب أهمية التبرع بالأعضاء، والانتقال من حالة التردّد إلى القناعة، ومن المجازفة إلى الإيمان بأنها فعل إنساني خالص من شأنه أن يعطي الكثيرين أملا في الحياة وفي البقاء.
وإذا كان قلب المتبرع قد نبض بالحياة في جسد آخر فإن في ذلك رمزية مهمة تتمثل في احترام العلم ومكانته في المجتمع الذي يتحلى بقدر كبير من المسؤولية.
لكن هذا الإنجاز الذي حققته المؤسسة الصحية في سلطنة عمان ليس إنجازا لها وحدها ولكنه إنجاز وطني متكامل تجتمع فيه السياسة بالتشريع، والطب بالأخلاق، والعلم بالضمير.
ولأن الطب، في نهاية الأمر، ليس فقط مختبرا وأجهزة، بل أيضا حكاية إنسان، فإن على هذه الحكاية أن تستمر؛ وأن تجد امتدادها في كل متبرع، وفي كل مريض ينتظر، وفي كل قانون يُسنّ، ليظل القلب نابضًا لا في الجسد وحده، بل في ضمير مجتمع بكامله.