اختتام فعاليات الدورة التاسعة عشرة لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج بدار الإفتاء
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
اختُتمت اليوم الدورة التاسعة عشرة لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج بدار الإفتاء المصرية، وذلك بتوجيهات وبإشراف من الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، وتأتي هذه الدورة في إطار مشروع دار الإفتاء لتنمية الأسرة المصرية، الذي يهدف إلى بناء أسر سعيدة ومستقرة وتعزيز الوعي بأهمية الحياة الزوجية الناجحة.
وفي هذا الإطار أوضح الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن هذه الدورات تأتي من الرؤية الكلية لدار الإفتاء التي تُعنى بجميع الجوانب ولا تهمل أي عنصر من عناصر قيام الأسر ونجاح الزواج.
ويؤكد المفتي دومًا أن دار الإفتاء المصرية تعقد تلك الدورات الضرورية والهامة للمقبلين على الزواج انطلاقًا من الواجب الديني والوطني لدار الإفتاء المصرية في الحفاظ على الأسرة المصرية وتدعيم استقرارها، وذلك إيمانًا من دار الإفتاء بضرورة استخدام كل وسيلة أو سبب يؤدي إلى استقرار الأسرة المصرية، وإلى أن تسير الحياة الزوجية سيرًا طبيعيًّا يحقق مقصود الشرع من هذه العلاقة السامية، واستجابة كذلك إلى تطور الأساليب والوسائل التي تؤدي إلى الحفاظ على الأسرة.
وأكدت إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية أنَّ الأسرة هي نواة المجتمع، وهي المكون الأساسي له، وهي الرافد الشرعي الذي يمدُّ الوطن بأبناء صالحين يحبون أسرَهم وأوطانهم، وينتمون إلى الوطن بأوثق الروابط وأقواها، ويبذلون وُسعهم من أجل حمايته والحفاظ عليه والنهوض به إلى مستقبل مشرق، حيث إن هذه الدورة جاءت -وبشكل متوازٍ- مع انطلاق عدد من دورات إعداد وتأهيل المقبلين على الزواج بفروع الدار في محافظات الجمهورية، حيث أطلقت بمقرها الرئيسي الدورة التاسعة عشرة، والدورة العشرين، كما أطلقت الدورة الثانية بمحافظة الإسكندرية، وكذلك الدورة الثانية بمحافظة أسيوط، كما يتم التنسيق حاليًّا لإطلاق دورة لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج بمحافظة مطروح.
وأشارت إدارة التدريب إلى أن البرنامج التأهيلي للمقبلين على الزواج قد اشتمل على عدة محاور، منها المحور الشرعي، الذي يقدِّم المعالجة الشرعية لبناء الأسرة، وقواعدها ونظمها وآثار عقدها، وكذلك المحور الشخصي، حيث يقدِّم أُسس بناء علاقة بين الزوجين تسودها المودة والمحبة، وأيضًا المحور الطبي، ويتضمَّن نصائح طبية لحماية جوانب الأسرة الصحية ووقايتها، فضلًا عن محور إدارة الأسرة، الذي يعمل على تقديم المعالجة الاقتصادية والإدارية والاجتماعية اللازمة للحياة الزوجية.
وأوضحت أن البرنامج يهدف إلى توعية المقبلين على الزواج بأساسيات الحياة الزوجية ومقومات السعادة، بما يكفل للزوجين عيشًا سعيدًا ومستقبلًا مشرقًا، كما يعمل على بناء الوعي اللازم للشباب المقبل على الزواج من خلال توزيع الأدوار في الأسرة على وجه التكامل والانسجام، بما يحفظ للأسرة استقرارها، ويحصِّنها من الوقوع في الأزمات والمشكلات.
وهذا الأختتام المبارك يأتي تتويجًا لعِدَّة جهود تقوم بها الدار تجاه الأسرة المصرية، ومن ذلك أن الدار بدأت تلك الدورات التدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج منذ 2014، حتى الآن، وكذلك فقد خصَّصت الدار قسمًا للإرشاد الأسري، يستقبل المشكلات الأسرية، ويحلها مع الزوجين في الإطار الشرعي والنفسي والاجتماعي، وكذلك إطلاق موقع تنمية الأسرة، يجمع ما تحتاج إليه الأسرة، فضلًا عن إصدارها "دليل الأسرة، من أجل حياة مستقرة"، الذي يتناول نصائح وإرشادات في بناء علاقة ناجحة بين الزوجين، وفي الجانب الاقتصادي والتربوي للأسرة، وفي جانب التعلق بالله تعالى، فضلًا عن شرح وتبسيط هذا الدليل في برنامج إذاعي يبثُّ من الأحد إلى الخميس على محطة راديو مصر، وكذلك في فيديوهات تنشر على مواقع التواصل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إعداد وتأهيل الحياة الزوجية المفتي الجمهورية المقبلين على الزواج توعية دار الإفتاء مفتي الجمهورية الإفتاء المصریة الأسرة المصریة
إقرأ أيضاً:
مصر قبل مدفع الإفطار بساعة.. زحام بالشوارع وسباق بالمنازل لإعداد الطعام (شاهد)
اكتظاظ شديد في كل مدينة وقرية وشارع لشراء الأطعمة ولوازم الإفطار والسحور، كالعصائر والفول المدمس والكنافة والقطايف، وزحام على الطرق السريعة للحاق بموعد الإفطار، وسباق في مطبخ كل بيت حيث تتشكل هناك خلية نحل، هكذا يقضى المصريون ساعة ما قبل الإفطار.
ويحرص أصحاب الأعمال على تقليل ساعات العمل في شهر رمضان، لذا فإن المصريين يتابعون الخروج من أعمالهم ساعة مبكرا للوصول قبل موعد الإفطار، لكنه ومع فعل الجميع نفس الشيء، فإن الطرق السريعة والشوارع داخل المدن وخاصة العاصمة القاهرة تكتظ بالسيارات وناقلات العمال وسيارات الميكروباص والسرفيس، التي تستحوذ على النسبة الأكبر من نقل المصريين.
"حلم العودة قبل الإفطار"
"عربي21 لايت"، من موقف "مسطرد"، بحي شبرا الخيمة شمال العاصمة المصرية القاهرة، رصدت حجم الزحام الشديد لآلاف المسافرين من القاهرة إلى محافظات القليوبية والشرقية والإسماعيلية، قبل ساعات من الإفطار.
"نحن في هذه الأزمة يوميا"، يقول بعض الواقفين في المكان، وهم ما بين رجال ونساء وأطفال يحملون حقائب على أكتافهم أو أكياسا بين أيديهم، وعينوهم تراقب كل سيارة أجرة تدخل الموقف يلهثون خلفها بحثا عن مقعد يقلهم لبيوتهم قبل مدفع الإفطار.
ويوضح البعض أن "النساء والأطفال في الغالب هم آخر من يمكنه الركوب، فالكل يجري نحو السيارات التي لا تتوقف إلا في أماكنها المخصصة، ويحدث كثيرا أن تقع سيدات أو تصاب بعضهن، في طريقها لحلم العودة قبل الإفطار".
"الإفطار على الطريق"
وهنا يقول متولي وهو أحد ثلاثة يعلمون في إحد مصانع تعبئة وتغليف المواد الغذائية بالمنطقة الصناعية بمدينة العبور شرق القاهرة، "قررت شركتنا الدخول إلى العمل مبكرا مدة ساعة أي في السابعة بدلا من الثامنة، والخروج الساعة 3.30 بدلا من 4.30 عصرا، ولكنه موعد خروج باقي الشركات والمصانع، ونظل حتى 5.30 في الشوارع ونلحق بالإفطار يوميا بصعوبة شديدة".
ويوضح أنه مع زميليه حسين وعماد، "في يوم الأربعاء الأول في رمضان، وبينما نحن على طريق العبور بلبيس، وقرب معهد العبور العالي للهندسة والتكنولوجيا، تعطلت الحافلة التي تنقلنا ونزلنا على الطريق ومنا من ركب وسيلة أخرى للحاق بالإفطار، ومنا من بقي حتى زال العطل".
ويشيرون إلى أنه "وبينما ننزل من الطريق في اتجاه قريتنا انطلق آذان المغرب، وفوجئنا بمجموعة من الشباب يوزعون الأطعمة المغلفة والمشروبات قرب قرية المنير التابعة لمحافظة الشرقية، توقف الأتوبيس وحصلنا على إفطار هو الأجمل خلال رمضان الجاري".
وألمحوا إلى مواقف مشابهة حدثت في رمضانات سابقة، بينها "توقيف الشرطة للسيارة التي نستقلها وسحب الرخص وتعطلنا عن الإفطار، وأيضا وقوع حوادث على الطريق تغلقه تماما قبل الإفطار، أو مشاجرات تقع على الطريق بين سائقين بسبب أولوية المرور، في مشهد متكرر دائما قبل الإفطار".
"مطبخ هبة وخلية النحل"
مدام هبة، هكذا يناديها الجمهور في المركز التكنولوجي التابع لأحد أحياء مدينة الزقازيق، تقول لـ"عربي21 لايت": "لدينا عمل متواصل بالمركز التكنولوجي مع ملفات التصالح بمخالفات البناء يوميا حتى الخامسة عصرا قبل رمضان، ونخرج في رمضان الساعة الثالثة عصرا، قبل موعد الإطار بـ3 ساعات".
وتوضح: "لا تكفي أبدا تلك الساعات خاصة وأنه بعد خروجي من العمل لابد لي من التوقف لشراء بعض المتطلبات ولا أتمكن من الذهاب للبيت قبل الساعة الرابعة، وعندها أدعو زوجي وابنتي وابني لمشاركتي في العمل لتبدأ خلية النحل في البيت".
وتبين أن "كل فرد عليه مسؤولية، الزوج والابن عليهما صناعة العصائر والسلطة، والابنة ما بين عمل بعض الصواني وبعض الحلويات، أما أنا فلي غسل المواعين وتنظيف البيت والطبخ والسلق والتحمير والشوي ومتابعة باقي الأعمال".
"زحام ما قبل الإفطار"
ومع انتهاء صلاة العصر، تكون المحال التجارية في أهبة الاستعداد لاستقبال روادها لشراء احتياجاتهم اليومية، من الخبز بكل أنواعه والكنافة والقطايف والمكسرات والعصائر والمتبلات والبهارات، واحتياجات المطبخ من الدجاج واللحوم والسكر والشاي والزيت، إلى جانب حاجة السحور من فول وجبن وخبز.
قاسم البقال، يقول: "لأننا نسهر طوال ليل رمضان حتى السحور، فلا نفتح محالنا إلا بعد صلاة الظهر حيث لا شراء ولا بيع في هذا التوقيت إلا لاستقبال مندوبي المبيعات وتوفير حاجة المحال من البضائع".
ويوضح أن "حركة البيع تنتعش تماما بعد صلاة العصر، حيث يطلب الجميع حاجته في وقت يعد هو وقت الذروة لنا طوال رمضان"، ملمحا إلى أن "بعض الزبائن لا يحلو لها الشراء إلا ساعة الآذان ووقت الإفطار، ويكونوا على عجل للحاق بالإفطار مع أسرهم، ولا يراعون أننا أيضا في حاجة لـ10 دقائق فقط للإفطار".
"طلاب المدارس"
ولأن رمضان يتوسط الفصل الثاني من العام الدراسي (2024- 2025)، فإن طلاب المدارس لا يغيبون عن مشهد الساعة التي تسبق إفطار رمضان، حيث تتجمع في الغالب مواعيد دورسهم الخاصة في المراكز في نهاية اليوم وقبيل الإفطار.
ملك وآية وجنة، 3 طالبات في المرحلتين الإعدادية والثانوية، قلن لـ"عربي لايت"، "نسهر بشكل مفرط في رمضان، ونلحق موعد المدرسة بصعوبة كل يوم، وعصرا تتجمع مواعيد الدروس الخاصة والتي قد تصل لساعتين وثلاثة ساعات قبيل الإفطار".
ويؤكدن أننا "بشكل يومي نتأخر عن موعد الإفطار ونجد أسرنا تنتظرنا على الأبواب بأكواب العصير".
"متعة التسوق بساعات ثقيلة"
في العام الأول الذي تقضي فيه رمضان مع عائلة زوجها في مصر تقول السيدة الأردنية إيمان نبيل: عشت ببلدان عربية كثيرة منها الأردن ولبنان وسوريا والإمارات، وبلدان إسلامية مثل تركيا، وعشت رمضان في دول أوروبية وفي أمريكا، ولكن في مصر له شكل آخر".
وتضيف لـ"عربي21"، أن "هناك إجماع ممن كنت أتناول طعام الإفطار معهن من المصريات على أن الساعات الأخيرة من نهار رمضان وقبل مدفع الإفطار أجمل ما فيها متعة التسوق والتحرك في الشوارع المكتظة وتفحص الوجوه الصائمة، وفي نفس الوقت تمضية للوقت الثقيل في انتظار الآذان".
وتستدرك: "ولكن عندما تتسوق وأنت جائع فقد تنفق أموالا أكثر، وتشتري كل ما يقع عليه نظرك، ولهذا تجد روحا مختلفة في رمضان هنا، حيث بان لي أن التسوق خلال الشهر الفضيل متعة حقيقية، وهناك تنافس على إحضار أفضل ما يمكن شراؤه وتوفيره للأسرة، وكأنها انتصارات صغيرة ومكاسب لطيفة يتبعها الشكوى من المصاريف".
وتؤكد أن "الفارق بين رمضان مصر ورمضان عمان وبيروت وأبوظبي وحتى اسطنبول كبير فهنا كل شارع في مصر فيه روح رمضان، الزينة والمحال وحركة الناس والزحام وموائد الإفطار، لكن باقي الدول هناك تمركز لرمضان في مناطق شعبية أو وسط البلد، فقط".
"لمسات مصرية قبل الإفطار"
ومن المشاهد اللافتة التي تسبق إفطار المصريين في رمضان، وتشير إلى حجم الترابط بينهم في رمضان، قيام شباب مسيحي بتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين المسلمين في الشارع على المارة ومرتادي الأتوبيسات والسيارات، في مشهد مبهج ومتكرر كل رمضان.
وعن وضع المصريين بالساعة الأخيرة قبيل الإفطار، كشفت الإذاعية المصرية وفاء شهبور، عن إحدى المواقف التي تعرضت لها بسبب زحام وسط القاهرة.
وعبر صفحتها بـ"فيسبوك"، حكت أنها ذهبت لشراء توابل من محل عطارة شهير قرب منطقة الأزهر الساعة 4.3 عصرا، وأنها بسبب الزحام الشديد تركت سيارتها بأحد الشوارع، لتعود لتجد أهالي المنطقة قد فرشوا مائدة إفطار واسعة أحاطت بسيارتها وأغلقت عليها كل الطرق قبل الإفطار بنصف ساعة.
وتوضح أنهم لم يتركونها تغادر إلا بعد أن تفطر، قائلة: "وفي مشهد مهيب لمائدة الإفطار في شارع الأزهر قعدت فطرت مع الشعب المصري الجميل.. "، مؤكدة أن "رمضان في مصر حاجة ثانية خالص، ومحبة الناس لبعضها، والتكافل والود في عيون الناس كبير".
وأكد البعض أنه رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة إلا أن بمروره عبر أحياء القاهرة من المقطم والسيدة عائشة وحي الخليفة وشارع بورسعيد ومنطقة باب الخلق وباب اللوق وسط البلد، يوجد بكل ناصية يقف شباب بكراتين مياه وعصائر وتتعدد موائد الرحمن.