جريدة الوطن:
2024-10-06@10:00:30 GMT

رأي الوطن : مقاومة الاحتلال والظلم حق أصيل

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

إنَّ الصَّمْتَ الدوليَّ الذي يشجِّع دولة الاحتلال الإسرائيلي على الإفلات بجرائمها التي ترتكبها بشكلٍ يوميٍّ ضدَّ أبناء الشَّعب الفلسطينيِّ الأعزل، هو السَّبب الرئيس أوَّلًا لتمادي دولة الاحتلال المارقة فيما تمارسه من قمعٍ وإرهابٍ وهدمٍ واستيطانٍ، وغيرها الكثير من الجرائم ضدَّ كافَّة الأعراف والمواثيق والقوانين الدوليَّة، وثانيًا لحالة التفجير التي ستشهدها المنطقة نتيجة ردِّ الفعل الفلسطيني المقاوم، وهو ردُّ فعلٍ طبيعيٌّ يقرُّه القانون الدوليُّ.

فحقُّ المقاومة ضدَّ المحتلِّ بكافَّة الصوَر والأشكال حقٌّ أصيلٌ لحركات التحرُّر الوطنيِّ التي تُناضلُ ضدَّ الاحتلال من أجْلِ حقِّ تقرير المصير، بما في ذلك المقاومة المسلَّحة، التي يَعدُّها القانون الدوليُّ دفاعًا عن النَّفْسِ والأرض، ووسيلةً لمنْعِ الاحتلال القائم من فرض سيطرته والتَّمادي في إجراءاته الأحاديَّة.
ولعلَّ تنظيم اتفاقيَّة لاهاي عام 1907 لعمل حركات المقاومة، ونصَّها على أنْ يكُونَ لها رئيس وشعار، وأنْ تحملَ السِّلاح علنًا وتتقيَّد بأعراف وقوانين الحرب، أكبر اعتراف لحقِّ تلك الكيانات في حماية شَعبها بصورة علنيَّة، بالإضافة إلى القرار الأُممي رقم (3236) الصَّادر بتاريخ 1974 الذي أعطى الشَّعب الفلسطينيَّ الحقَّ في استخدام كافَّة الوسائل لنَيْلِ حُريَّته المتاحة، بما فيها الكفاح المسلَّح. فالأُمم المُتَّحدة اعترفت بالشَّعب القائم في وَجْه العدوِّ كشخصٍ من أشخاص القانون الدوليِّ، وطبَّقت على حركات التحرُّر الوطنيِّ نظام فيينا للبعثات الدَّائمة أو المؤقَّتة في المنظَّمات الدوليَّة، كما أنَّ المادَّة (51) من ميثاق الأُمم المُتَّحدة نصَّت على شرعيَّة حقِّ المقاومة للشعوب من أجْلِ الدِّفاع عن نَفْسِها إذا داهمها العدوُّ بقصْدِ احتلالها، فما بالك بدَولةٍ تُمارسُ اعتداءاتها، بشكلٍ يوميٍّ، على شَعبٍ سَعَى إلى السَّلام بشتَّى الصوَر والأشكال.
الغريب في عالَمنا الصَّامت الدَّاعم للكيان الصهيونيِّ الإرهابيِّ، أنَّ المنظَّمات الفلسطينيَّة التي تُمارسُ حقَّها المشروع في النِّضال والمقاومة توصم بالإرهاب، في حين قطعان المستوطنين الذين تُطْلِقُهم دَولة الاحتلال بشكلٍ يوميٍّ لمهاجمة القرى والمُدُن الفلسطينيَّة بالسِّلاح، لَمْ تستطع دَولة أو مؤسَّسة أُمميَّة عالَميَّة أنْ تضعَهم في خانة المنظَّمات الإرهابيَّة، رغم أنَّ ما تُمارسه تلك القطعان الإرهابيَّة من مظاهر مسلَّحة وعمليَّات قتل تؤكِّد، وفق كافَّة المواثيق والقوانين والأعراف الدوليَّة، أنَّها كيانات إرهابيَّة، تُمارسُ القتلَ الممنهجَ والعدوانَ على الفلسطينيِّين في وضح النَّهار، دُونَ خوفٍ أو وَجَلٍ من محاسبةٍ على تلك الجرائم التي ستقُودُ المنطقة والعالَم إلى انفجارٍ لا يعْلَم أحَدٌ مداه، ولا يُمكِن تصوُّر عواقبه.
إنَّ المُجتمع الدوليَّ أضحى الآن أكثر من أيِّ وقتٍ مضى مطالَبًا باتِّخاذ مواقف، وأنْ يستيقظَ من سباتِه الذي شكَّل غطاءً للاحتلال لمواصلة جرائمه بحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ، وعلى المنظَّمات الدوليَّة والعربيَّة السَّاعية إلى إعادة الحقوق الفلسطينيَّة المسلوبة، الوقوف بكُلِّ ما تملكه من ثقلٍ دوليٍّ في مواجهة أعْتَى الاحتلالات، وتأخذ مواقعها الطليعيَّة لمواجهة الجريمة وصنَّاعها، والعدوان الاحتلاليِّ، والانتصار للحقيقة والحقِّ، وإعادة الحقوق الفلسطينيَّة إلى أهلها، منعًا لهذا الانفجار الوشيك. فبوَّابة السَّلام والاستقرار في المنطقة والعالَم لَنْ تفتحَ دُونَ إعادة الحقوق الفلسطينيَّة، وفرض حلِّ الدولتَيْنِ، وتمكين دَولة فلسطين ذات السِّيادة على كامل أراضيها وفق قرارات الشرعيَّة الدوليَّة المتتالية، ومحاسبة دوَل الاحتلال على سجلِّها الحافل من الجرائم، فالجرائم التي ترتكب ضدَّ الإنسانيَّة لا تسقط بالتقادم. ومعركة طوفان الأقصى التي شنَّها أبطال المقاومة الفلسطينيَّة ضدَّ الاحتلال والظُّلم وانتهاك المقدَّسات والاستيطان والاعتداءات المتكررة، وانتهاك حقوق الأسرى، وضدَّ الصَّلف والتنصُّل من الاستحقاقات هي الردُّ الطبيعيُّ على جرائم الحرب المتواصلة، وقَدْ حذَّرنا مرارًا وتكرارًا في هذه المساحة من أنَّ كيان الاحتلال الإسرائيليِّ يَقُودُ المنطقة والعالَم إلى دمار شامل، وأنَّ الصَّمْتَ الدوليَّ والتواطؤ مع جرائمه يُشجِّعه نَحْوَ ذلك، ولكن للأسف، لا يزال ما يُسمَّى بالمُجتمع الدوليِّ يضع أُذنًا من طينٍ وأخرى من عجينٍ.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

‏فيفا ينظر في طلب الاتحاد الفلسطيني لإيقاف منتخب الاحتلال

قال الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إنه سيطلب من لجنة الانضباط التابعة له، النظر في دعوى للاتحاد الفلسطيني للعبة، بشأن ممارسات الاحتلال التمييزية تجاه اللاعبين الفلسطينيين على صلة بالعدوان على غزة.

وكان الاتحاد الفلسطيني للعبة قد تقدم بطلب لإيقاف الاحتلال على خلفية الحرب في غزة، متهما نظيره بالتواطؤ مع حكومة نتنياهو في مخالفة القانون الدولي والتمييز ضد اللاعبين الفلسطينيين وإدراج أندية تقع مقراتها في الأراضي الفلسطينية ضمن الدوري الإسرائيلي.

ورفض الاتحاد الإسرائيلي هذه الاتهامات فيما أمر الفيفا بإجراء تقييم قانوني.

وقال الفيفا في بيان "ستكلف لجنة الانضباط بالفيفا ببدء تحقيق في جرائم تمييز مزعومة أثارها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم".



كما سيجري الفيفا تحقيقا في مزاعم مشاركة أندية، تتخذ من الأراضي الفلسطينية مقرا لها، في الدوري الإسرائيلي.

وقال الفيفا "ستوكل للجنة الحوكمة والتدقيق والامتثال التابعة للفيفا مهمة التحقيق.. في مشاركة أندية يزعم أن مقراتها في الأراضي الفلسطينية في مسابقات كرة القدم الإسرائيلية".

وقال الاتحاد الفلسطيني إن على الأقل 92 لاعبا فلسطينيا غير محترف استشهدوا في العدوان، فيما تدمرت بنية تحتية لكرة القدم وتوقفت مسابقات الدوري واضطر المنتخب لخوض مبارياته في تصفيات كأس العالم خارج أراضيه.

وفي طلبه، قال الاتحاد الفلسطيني إنه يريد أن يتخذ الفيفا "العقوبات المناسبة" بحق الفرق الإسرائيلية بينها المنتخب والأندية.

وقال جياني إنفانتينو رئيس الفيفا "لقد تحرى مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم العناية الواجبة بشأن هذه المسألة الحساسة للغاية، وبناء على تقييم شامل، اتبعنا نصيحة الخبراء المستقلين".

وأضاف: "نشعر بصدمة بالغة إزاء ما يحدث، وأفكارنا مع من يعانون، ونحث جميع الأطراف على استعادة السلام في المنطقة على الفور".

مقالات مشابهة

  • تعرف على أساليب الحرب النفسية التي مارسها الاحتلال ضد سكان غزة (شاهد)
  • موطن الحكمة.. وفلسطين التي كشفت القناع
  • عام على "الطوفان الهادر" ضد الاحتلال.. صمود أسطوري للمقاومة والشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة والتجويع
  • محافظ الدقهلية: نصر أكتوبر مازال يحمل الكثير من الأسرار العسكريه التي لم يعلن عنها
  • مقاومة حزب الله الضارية تمنع تقدم الاحتلال.. خسائر كبيرة بالجنود وقصف صاروخي متواصل
  • تعز.. وقفة احتجاجية دعمًا للشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف جرائم الإحتلال
  • محافظة إب تشهد 75 مسيرة حاشدة دعماً وإسناداً للشعبين الفلسطيني واللبناني
  • ‏فيفا ينظر في طلب الاتحاد الفلسطيني لإيقاف منتخب الاحتلال
  • المقاومة اللبنانية : عدد القتلى في صفوف ضباط وجنود العدو الإسرائيلي في المواجهات البطولية التي خاضها مقاتلو المقاومة اليوم بلغ 17 ضابطاً وجندياً
  • قيادي في حماس: شعبنا لن يترك مقاومة الاحتلال حتى نيل حريته