جريدة الوطن:
2024-12-17@11:43:25 GMT

رأي الوطن : مقاومة الاحتلال والظلم حق أصيل

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

إنَّ الصَّمْتَ الدوليَّ الذي يشجِّع دولة الاحتلال الإسرائيلي على الإفلات بجرائمها التي ترتكبها بشكلٍ يوميٍّ ضدَّ أبناء الشَّعب الفلسطينيِّ الأعزل، هو السَّبب الرئيس أوَّلًا لتمادي دولة الاحتلال المارقة فيما تمارسه من قمعٍ وإرهابٍ وهدمٍ واستيطانٍ، وغيرها الكثير من الجرائم ضدَّ كافَّة الأعراف والمواثيق والقوانين الدوليَّة، وثانيًا لحالة التفجير التي ستشهدها المنطقة نتيجة ردِّ الفعل الفلسطيني المقاوم، وهو ردُّ فعلٍ طبيعيٌّ يقرُّه القانون الدوليُّ.

فحقُّ المقاومة ضدَّ المحتلِّ بكافَّة الصوَر والأشكال حقٌّ أصيلٌ لحركات التحرُّر الوطنيِّ التي تُناضلُ ضدَّ الاحتلال من أجْلِ حقِّ تقرير المصير، بما في ذلك المقاومة المسلَّحة، التي يَعدُّها القانون الدوليُّ دفاعًا عن النَّفْسِ والأرض، ووسيلةً لمنْعِ الاحتلال القائم من فرض سيطرته والتَّمادي في إجراءاته الأحاديَّة.
ولعلَّ تنظيم اتفاقيَّة لاهاي عام 1907 لعمل حركات المقاومة، ونصَّها على أنْ يكُونَ لها رئيس وشعار، وأنْ تحملَ السِّلاح علنًا وتتقيَّد بأعراف وقوانين الحرب، أكبر اعتراف لحقِّ تلك الكيانات في حماية شَعبها بصورة علنيَّة، بالإضافة إلى القرار الأُممي رقم (3236) الصَّادر بتاريخ 1974 الذي أعطى الشَّعب الفلسطينيَّ الحقَّ في استخدام كافَّة الوسائل لنَيْلِ حُريَّته المتاحة، بما فيها الكفاح المسلَّح. فالأُمم المُتَّحدة اعترفت بالشَّعب القائم في وَجْه العدوِّ كشخصٍ من أشخاص القانون الدوليِّ، وطبَّقت على حركات التحرُّر الوطنيِّ نظام فيينا للبعثات الدَّائمة أو المؤقَّتة في المنظَّمات الدوليَّة، كما أنَّ المادَّة (51) من ميثاق الأُمم المُتَّحدة نصَّت على شرعيَّة حقِّ المقاومة للشعوب من أجْلِ الدِّفاع عن نَفْسِها إذا داهمها العدوُّ بقصْدِ احتلالها، فما بالك بدَولةٍ تُمارسُ اعتداءاتها، بشكلٍ يوميٍّ، على شَعبٍ سَعَى إلى السَّلام بشتَّى الصوَر والأشكال.
الغريب في عالَمنا الصَّامت الدَّاعم للكيان الصهيونيِّ الإرهابيِّ، أنَّ المنظَّمات الفلسطينيَّة التي تُمارسُ حقَّها المشروع في النِّضال والمقاومة توصم بالإرهاب، في حين قطعان المستوطنين الذين تُطْلِقُهم دَولة الاحتلال بشكلٍ يوميٍّ لمهاجمة القرى والمُدُن الفلسطينيَّة بالسِّلاح، لَمْ تستطع دَولة أو مؤسَّسة أُمميَّة عالَميَّة أنْ تضعَهم في خانة المنظَّمات الإرهابيَّة، رغم أنَّ ما تُمارسه تلك القطعان الإرهابيَّة من مظاهر مسلَّحة وعمليَّات قتل تؤكِّد، وفق كافَّة المواثيق والقوانين والأعراف الدوليَّة، أنَّها كيانات إرهابيَّة، تُمارسُ القتلَ الممنهجَ والعدوانَ على الفلسطينيِّين في وضح النَّهار، دُونَ خوفٍ أو وَجَلٍ من محاسبةٍ على تلك الجرائم التي ستقُودُ المنطقة والعالَم إلى انفجارٍ لا يعْلَم أحَدٌ مداه، ولا يُمكِن تصوُّر عواقبه.
إنَّ المُجتمع الدوليَّ أضحى الآن أكثر من أيِّ وقتٍ مضى مطالَبًا باتِّخاذ مواقف، وأنْ يستيقظَ من سباتِه الذي شكَّل غطاءً للاحتلال لمواصلة جرائمه بحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ، وعلى المنظَّمات الدوليَّة والعربيَّة السَّاعية إلى إعادة الحقوق الفلسطينيَّة المسلوبة، الوقوف بكُلِّ ما تملكه من ثقلٍ دوليٍّ في مواجهة أعْتَى الاحتلالات، وتأخذ مواقعها الطليعيَّة لمواجهة الجريمة وصنَّاعها، والعدوان الاحتلاليِّ، والانتصار للحقيقة والحقِّ، وإعادة الحقوق الفلسطينيَّة إلى أهلها، منعًا لهذا الانفجار الوشيك. فبوَّابة السَّلام والاستقرار في المنطقة والعالَم لَنْ تفتحَ دُونَ إعادة الحقوق الفلسطينيَّة، وفرض حلِّ الدولتَيْنِ، وتمكين دَولة فلسطين ذات السِّيادة على كامل أراضيها وفق قرارات الشرعيَّة الدوليَّة المتتالية، ومحاسبة دوَل الاحتلال على سجلِّها الحافل من الجرائم، فالجرائم التي ترتكب ضدَّ الإنسانيَّة لا تسقط بالتقادم. ومعركة طوفان الأقصى التي شنَّها أبطال المقاومة الفلسطينيَّة ضدَّ الاحتلال والظُّلم وانتهاك المقدَّسات والاستيطان والاعتداءات المتكررة، وانتهاك حقوق الأسرى، وضدَّ الصَّلف والتنصُّل من الاستحقاقات هي الردُّ الطبيعيُّ على جرائم الحرب المتواصلة، وقَدْ حذَّرنا مرارًا وتكرارًا في هذه المساحة من أنَّ كيان الاحتلال الإسرائيليِّ يَقُودُ المنطقة والعالَم إلى دمار شامل، وأنَّ الصَّمْتَ الدوليَّ والتواطؤ مع جرائمه يُشجِّعه نَحْوَ ذلك، ولكن للأسف، لا يزال ما يُسمَّى بالمُجتمع الدوليِّ يضع أُذنًا من طينٍ وأخرى من عجينٍ.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

هزاع بن زايد: التواصل مع أبناء الوطن ترسيخ لقيم التلاحم التي يتحلى بها المجتمع الإماراتي

زار سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، اللواء الركن صالح محمد بن مجرن العامري، قائد العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، بمنزله في منطقة زاخر في مدينة العين.
ورحّب العامري وأفراد أسرته بسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، معربين عن سعادتهم بزيارة سموه التي تعكس نهج القيادة الرشيدة بالحرص على التواصل مع المواطنين في مختلف ربوع الوطن، للاطلاع على أحوالهم والاطمئنان عليهم.
وأكد سموه الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، بالتواصل مع أبناء الوطن وتفقُّد شؤونهم ومتابعة أحوالهم، ترسيخاً لقيم التلاحم والتآخي والتآزر التي يتحلى بها المجتمع الإماراتي باعتباره أسرة واحدة تجمعها أواصر محبة الوطن والولاء لقيادته الحكيمة.
وتبادل سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان والحضور، خلال هذه الزيارة، الأحاديث الودية التي تُجسِّد العلاقة الراسخة بين أبناء الوطن وتعكس عمق روابط المجتمع وتلاحمه الوطيد لمواصلة مسيرة التنمية بسواعد أبنائه وهمّتهم.

مقالات مشابهة

  • المجلس الوطني الفلسطيني يوجه نداءً للمجتمع الدولي لرفع الحصار عن غزة
  • البنك الدولي: الاقتصاد الفلسطيني يواجه أزمة غير مسبوقة
  • دولت بهتشلي يطالب بإنشاء خط مقاومة ضد تدخلات الاحتلال في سوريا
  • تتبع سلالة كوليرا شديدة المقاومة للأدوية ظهرت أولاً في اليمن ثم انتشرت في عدة دول
  • الناطق باسم كتيبة جنين للجزيرة: أمن السلطة يريد جنين بلا سلاح مقاومة
  • أبناء مناخة بصنعاء يؤكدون مواصلة إسناد الشعب الفلسطيني والمضي في حملة التعبئة العامة
  • أبناء مديرية الحشاء بالضالع يؤكدون الثبات في مقاومة الاحتلال ورفد الجبهات
  • هزاع بن زايد: التواصل مع أبناء الوطن ترسيخ لقيم التلاحم التي يتحلى بها المجتمع الإماراتي
  • اكثر من 12 ألف معتقل .. حصيلة الحملات التي قام بها العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة منذ الـ 7 من أكتوبر 2023م : نادي الأسير الفلسطيني : حالات الاعتقالات ترافقت مع عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب
  • مقاومة جنين في مواجهة مع السلطة الفلسطينية