انطلقت الوقفة تضامنية لدعم المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى التي دعت إليها الحركة التقدمية الكويتية ، اليوم السبت في ساحة الإرادة.
وكان عدد من جمعيات النفع العام أيد الدعوة وأعلن عن المشاركة.

.

المصدر: الراي

إقرأ أيضاً:

ضربات موجعة… لكن لم تُكسر الإرادة

كيان الأسدي

تعرّض محور المقاومة خلال الفترة الأخيرة إلى سلسلة من الضربات القاسية، التي أفضت إلى خسائر كبيرة على مستوى القيادات والقدرات، لا يمكن إنكار وطأتها ولا التقليل من حجم تداعياتها. ومع ذلك، فإن هذه الضربات لم تُكسر ظهر المحور، بل زوّدته بمناعة استراتيجية، وكشفت نقاط الضعف التي تحتاج إلى مراجعة دقيقة وشاملة.

لقد أفسحت هذه المرحلة الموجعة للمقاومة مجالًا لإعادة تقييم بنيتها الأمنية والعسكرية والسياسية، بل وحتى علاقتها مع الحلفاء والأصدقاء. وهذه المراجعة، بقدر ما هي مؤلمة، فإنها ضرورية ومؤسسة لمرحلة أكثر نضجًا وصلابة.

وفي هذا السياق، تبرز الحاجة الملحّة اليوم إلى الصمت والعمل بصبر وتكتم، بعيدًا عن الخطابات المرتفعة أو الظهور الإعلامي المبالغ فيه. فإعادة ترتيب الأوراق التي تبعثرت أثناء المعركة مهمة شاقة، لا تحتمل الضجيج، بل تتطلب انضباطًا تامًا في إدارة الصراع، وهو أحد أوجه القوة الناعمة في معركة الوعي.

التضحيات التي قدّمها محور المقاومة ليست خسائر مجانية، بل أثمان مدروسة دُفعت لتجنّب ضرر أشد وأوسع. وهذه التضحيات تشكّل اليوم حجر الأساس في رسم معالم المرحلة المقبلة، وتحديد شكل الصراع الإقليمي وحدوده.

وفي هذا الإطار، قدّم حزب الله في هذه المواجهة أثمانًا جسيمة، لم تقتصر على المستوى الميداني، بل طالت رأس الهرم القيادي. فقد ارتقى سماحة السيد حسن نصر الله، ومعه السيد هاشم، والشيخ نبيل، وأعضاء المجلس الجهادي، وقادة قوة الرضوان، في مشهد يؤكد أن القيادة كانت في مقدّمة المضحّين، وأن مشروع المقاومة لا يقوم على شعارات، بل على التزام كامل بالدم والمصير. هذه الخسائر التي اهتزّت لها القلوب لم تضعف الجبهة، بل منحتها شرعية مضاعفة أمام جمهورها، ورسّخت معادلة جديدة في توازن الردع والمعنويات.

أما في غزة، فقد دفعت المقاومة الثمن الأغلى، وقدّمت قادة مجلسها العسكري الواحد تلو الآخر، إلى جانب نخبة من القيادات الميدانية من مختلف الألوية والسرايا، فضلًا عن القسم الأكبر من ترسانتها العسكرية. هذه التضحيات الكبرى ستُحتسب في معادلة الردع والمواجهة المقبلة، كما أنها ترسم تصوّرًا جديدًا لمستقبل غزة سياسيًا وشعبيًا، في ظل جدل متصاعد حول سيناريوهات التهجير أو الصمود.

قوة المقاومة ليست في التهويل ولا في صناعة صورة فولاذية زائفة، بل في واقعيتها وصلابتها المستندة إلى معطيات الميدان وإرادة الناس. وهذا ما يجعلها أكثر قدرة على الصمود والتجدد، حتى بعد كل ضربة.

*المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب

مقالات مشابهة

  • ضربات موجعة… لكن لم تُكسر الإرادة
  • خريجو طوفان الأقصى بعزلة بني موهب في عمران ينظمون مسيراً راجلاً
  • مسيرات راجلة لخريجي دورات ” طوفان الأقصى ” في عدد من مديريات عمران
  • مديرية برع تشهد وقفة دعماً لغزة وتنديداً بجرائم العدوان الأمريكي
  • طوفان الأقصى كسر وهم القوة وسردية الاحتلال.. قراءة في كتاب
  • تعز تواكب “طوفان الأقصى”: تعبئة عامة ودورات صيفية وزخم تنموي يعزز الصمود المجتمعي
  • مناقشة جهود التحشيد وتنفيذ الدورات الصيفية ودعم القطاع الزراعي في تعز
  • طوفان الأقصى.. بيرل هاربر الفلسطينية التي فجّرت شرق المتوسط
  • لقاء بمديرية الحوك بشأن تفعيل دورات “طوفان الأقصى
  • اجتماع في الحديدة يناقش آليات تفعيل دورات “طوفان الأقصى”