جريدة الوطن:
2025-05-01@14:49:06 GMT

من دراسات الشورى «8ـ16»

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

من دراسات الشورى «8ـ16»

ثامنًا: «تقييم وتحسين الخدمات الصحيَّة».
في زيارتي إلى العاصمة التايلانديَّة قَبل عدَّة أشْهُر بغرض إجراء بعض الفحوصات الطبيَّة، كنتُ حريصًا على طرح سؤال مُلِحٍّ على الدكتور أحمد الحارثي «نائب رئيس البعثة في سفارة سلطنة عُمان» ببانكوك، عن عدد العُمانيِّين الذين يتلقَّون العلاج ويجرون الفحوصات السنويَّة كُلَّ عام في المستشفيات التايلانديَّة؟ دافع السؤال يستند إلى العدد الكبير من المواطنين الذين نصادفهم في العيادات والمرافق الطبيَّة هناك، ومن نودِّعهم ونستقبلهم في مسقط، وما نستخلصه من اللقاءات والأخبار والنقاشات اليوميَّة عن أعداد المرضى المغادرين والعائدين من دوَل مختلفة بحثًا عن العلاج والصحَّة… الإجابة على سؤالي لَمْ تكُنْ جاهزة ـ للأسف الشديد ـ فالأرقام قديمة وبعضها غير موثَّق أو تشمل جميع العُمانيِّين الذين زاروا تايلاند لأغراض مختلفة، ولا يعرف بالدقَّة عددُ مَن تلقَّوا العلاج مِنْهم، ما يؤكِّده أنَّ النسبة عالية وفي نُموٍّ سنوي متواصل.

وعِندما عدتُ من كوريا الجنوبيَّة، انهالت عليَّ الأسئلة من قِبل عددٍ من الأصدقاء والمعارف، عن مستوى التقدُّم الذي وصلت إليه الخدمات الصحيَّة والرعاية الطبيَّة والتطوُّر الذي بلغته المستشفيات في سيئول، وعِندما اكتشفوا بأنَّني لا أملك الإجابة؛ لأنَّ الغرض من زيارتي كان سياحيًّا بحتًا، ولَمْ أفكِّر في زيارة أيٍّ من المستشفيات المشهورة هناك، ولا البحث واستطلاع ما حقَّقه القِطاع الصحِّي في كوريا الجنوبيَّة من إنجازات ونجاحات شعرت وكأنَّهم أصيبوا بخيبة أمل. هذا الاهتمام من قِبل المواطن العُماني بالخدمات الطبيَّة في دوَل أخرى مبعثُه القلق من انتشار الأمراض المزمنة والخطيرة، وبالأخص السرطانات بأنواعها ومشاكل القلب وعِلَله الكثيرة، والثقة المهزوزة في قِطاعنا الصحِّي، بسبب ما يشاع ويحتشد به الشارع من أحاديث وقصص ومواقف ـ بصحيحها وخطئها ـ عن ارتفاع «الأخطاء الطبيَّة»، وتسبُّبها في الوفاة، وتأخُّر مواعيد العمليَّات والفحوصات الدقيقة لعدَّة أشْهُر أو سنوات، والمعاملة غير الطيِّبة وغير المسؤولة من قِبل بعض الكوادر وموظفي الجهاز الإداري وعلى قلَّتهم، إلَّا أنَّ موقفًا واحدًا تأثيره كبير على المُجتمع وينتشر بسرعة البرق في ظلِّ قنوات وبرامج وحسابات الإعلام الإلكتروني، وأخيرًا النقص المشهود في عدد المستشفيات الكبيرة والمتخصِّصة، وتأخُّر تنفيذ مشروع المدينة الطبيَّة… هذا بالطبع لا ينفي من جانب آخر، الجهد الكبير والإنجازات المقدَّرة والتقدُّم الملحوظ الذي تحرزه وزارة الصحَّة على مختلف المستويات. الخلل والضعف وأوْجُه القصور قَدْ تكُونُ نتاجًا طبيعيًّا لسياسات التقشُّف وخفض بنود الميزانيَّة المخصَّصة للوزارة على فترات خلال السنوات الماضية؛ ما أدَّى إلى وقف عددٍ من مشاريعها وخططها التوسعيَّة في المرافق، وتعيين الأطبَّاء والكوادر المساعدة، يحدث ذلك في مقابل النُّمو المتسارع في عدد السكَّان وارتفاع نسبة المرضى بشكلٍ كبير. قَبل أسابيع علَّق أحَد الأصدقاء في مجموعة واتساب متحدِّثًا عن إعجابه الشديد بخدمات المستشفى السُّلطاني والرعاية المميَّزة والاهتمام البالغ الذي وجدتْه والدته التي نقَلها إلى طوارئ المستشفى على إثر وعكة صحيَّة مفاجئة، وهو ذاته الانطباع الذي خرجتُ به بعد إجراء عمليَّة لي في مستشفى النهضة، فعبَّرت عن امتناني وشكري في مقال نشرته هذه الجريدة الغرَّاء «الوطن» قَبل سنوات. وبالرغم من آلاف المرضى الذين يراجعون المستشفيات الحكوميَّة يوميًّا، ومئات العمليَّات بأنواعها التي تُجرى بنجاح، والإنجازات التي تحرزها وزارة الصحَّة وكوادرها الطبيَّة وتعلن عَنْها وسائل الإعلام، إلَّا أنَّ الثقة شِبْه مهزوزة من قِبل العُمانيِّين الذين يهرعون إلى الخارج مع كُلِّ شعور بالمرَض وإحساس بمشكلة صحيَّة ما… فأين الخلل؟ وما الأسباب التي تقف وراء هذا الواقع؟ هل في ضعف التغطية الإعلاميَّة وبرامج التوعية؟ أم في بعض الأخطاء الطبيَّة التي تقع فتنتشر أخبارها في أوساط المُجتمع؟ أم في تأخير المواعيد وتعامل بعض الموظفين الفجِّ مع المريض وأهلِه وضعف الشعور بمعاناتهم…؟ وهي إشكالات ومعيقات يجِبُ أن تعالجَها وزارة الصحَّة سريعًا لِيتمكَّنَ هذا القِطاع الحيوي والمُهمُّ من تقديم خدماته بجودة عالية، مستعينًا بالتقدُّم العلمي والخبرات العالَميَّة الماهرة. فصحَّة الإنسان هي «أساس الحياة، ومن غيرها ما وُجد الجسم السَّليم الذي يعطي صاحبه فرصة التمتُّع بالحياة والتطوُّر…»، وبِدُونِ الصحَّة لَنْ تكُونَ للحياة أيَّة قِيمة ولا دَوْر للإنسان فيها. وبالعودة إلى موضوع المقال وأغراضه، فإنَّ مجلس الشورى قام بِدَوْر كبير وبارز في تناول ملف القِطاع الصحِّي ومعالجة مشاكله وأوْجُه قصوره، موظِّفًا الأدوات البرلمانيَّة المتاحة ونقاشاته المتكررة مع وزراء الصحَّة عِند إلقاء بياناتهم الوزاريَّة، وأعدَّ وقدَّم عددًا من الدراسات والتقارير المتخصِّصة التي رُفعت إلى السُّلطان ومجلس الوزراء. من أهمِّ هذه الدراسات «تقييم وتحسين الخدمات الصحيَّة في مناطق السَّلطنة المختلفة»، ركَّزت على «عدَّة مسائل مِنْها، رصد الاحتياجات الفعليَّة للمناطق من الخدمات الصحيَّة وما يتطلبه ذلك من إنشاء عددٍ من المنشآت الصحيَّة في مختلف المحافظات والمناطق. وتطوير وتحسين الخدمات في المستشفيات والمراكز الصحيَّة القائمة من حيث توفير الكادر الطبِّي وهيئة التمريض والفنيِّين، وتحديث الأجهزة والمعدَّات الطبيَّة والعلاج، وزيادة عدد الأسرَّة، وصيانة المباني، واستحداث الأقسام التخصصيَّة اللازمة بالمستشفيات والمُجمَّعات وترتيب أولويَّات توفير هذه الخدمات الصحيَّة، ومراقبة وتحديد أسعار الدواء بصيدليَّات القِطاع الخاصِّ…». دراسة المجلس حَوْلَ «الأخطاء الطبيَّة»، هي الأخرى، أوصت بضبط و»تحديد اختيار الكوادر الطبيَّة وتدريبها وزيادة موارد الوزارة لاختيار الكفاءات وسدِّ النقص في الكوادر والأجهزة ـ إصلاح وتحسين أنظمة جودة الخدمات الصحيَّة وسلامة المرضى في المؤسَّسات الصحية ـ تقييم وتطوير النُّظم الواقية من الأخطاء الطبيَّة ووسائل إثباتها وتسهيل إجراءات الشكوى ـ التحقيق الجزائي في شكاوى الأخطاء الطبيَّة وتنظيم العلاقة القانونيَّة وتطويرها بَيْنَ الادِّعاء العامِّ ووزارة الصحَّة والمؤسَّسات الصحيَّة ـ وضع الأُسُس وقواعد التعويضات المقرَّرة للمَرضى المتضرِّرين من الأخطاء الطبيَّة، وأخيرًا تحديث قانون مزاولة مهنة الطبِّ البَشَري وطبِّ الأسنان…». وكُلُّ توصية من تلكم التوصيات تتفرع عَنْها جملة من التوصيات والمرئيَّات والمعالجات القادرة على إحداث نهضة جديَّة في القِطاع الصحِّي فيما لو أخذ بها، وتمَّ استثمار هذا الجهد تحقيقًا للهدف والغاية.

سعود بن علي الحارثي
Saud2002h@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الخدمات الصحی الع مانی الق طاع من ق بل

إقرأ أيضاً:

هل يسبب الغضب و الصراخ أزمة قلبية؟ .. دراسات توضح

إن من يعانون من مشاكل في إدارة غضبهم لا يفشلون غالبًا في التعامل مع المشكلة التي تُسبب هذا النوع من ردود الفعل فحسب، بل يكونون أيضًا أكثر عرضة لأمراض القلب، بما في ذلك النوبات القلبية. 


تشير الأبحاث إلى أن معدل الإصابة بالنوبات القلبية يزيد بنحو خمسة أضعاف خلال الساعتين التاليتين لثورة الغضب، ويزداد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ثلاثة أضعاف.

منها شرب الماء.. 6 نصائح للحفاظ على صحتك خلال العواصف الرمليةلمنع التساقط.. تعرفي على الطريقة الصحية لغسل الشعر


قد يبدو الغضب أمراً طبيعياً بالنسبة للجميع، إلا أنه قد يؤدي إلى إثارة مشاكل في القلب، وتحديداً النوبات القلبية، وفقاً للخبراء.


وتقول الدراسات أن هناك ارتباطًا مهمًا بين حدوث نوبة قلبية وانفعالات الغضب، إذ يمكن للمشاعر الجياشة أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب خلال ساعتين، وذلك بتضييق الأوعية الدموية والتأثير على تدفق الدم. ووفقًا للأطباء، كلما زادت حدة أو تواتر نوبات الغضب، زاد خطر الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل.


لماذا الغضب يؤذي القلب؟


ويقول الخبراء إن المشاعر السلبية - مثل الغضب، وهو مظهر من مظاهر التوتر والقلق - تضعف قدرة الأوعية الدموية على التمدد، مما يزيد من احتمالية أنها تؤدي مع مرور الوقت إلى تلف الأوعية الدموية على المدى الطويل المرتبط بتصلب الشرايين، وهو مقدمة للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
يؤدي الغضب إلى زيادة إنتاج هرمونات التوتر المعروفة باسم الكاتيكولامينات، والتي ترفع ضغط الدم وتلعب دورًا في تكوّن لويحات انسداد الشرايين، والتي قد تؤدي على مر السنين إلى مرض الشريان التاجي. وهكذا، أتاحت الدراسات في هذا الشأن فهمًا أفضل للعلاقة بين الصحة النفسية والصحة البدنية، وكيف أن الغضب، حتى لو كان قصيرًا، خفيفًا إلى متوسطًا، قد يكون ضارًا.

كيفية الحفاظ على هدوئك في المواقف العصيبة؟


هناك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التعامل مع غضبك بطرق صحية، كما اقترح الخبراء، بما في ذلك:
-تراجع
احرص على أخذ استراحة قصيرة من الموقف الذي يُثير غضبك، فكّر بشكل منطقي أكثر فيما إذا كان هذا النوع من رد الفعل ضروريًا أم لا، إذا كنت تشعر بالغضب، عدّ حتى ١٠ أو ابتعد عن الموقف لمساعدتك على التخلص من عادة ردود الفعل المُثيرة للغضب.


-هدف للتأكيد وليس العدوانية
يجب أن تدافع عن نفسك وتُعبّر عن مشاعرك، ولكن كل هذا يُمكنك فعله حتى دون صراخ أو توجيه أصابع الاتهام أو التهديد أو التلويح بقبضتك، هذه الانفعالات العاطفية المبالغ فيها ليست ضرورية ولا بنّاءة لجعل صوتك مسموعًا، إنها تجعل الطرف الآخر دفاعيًا أو غاضبًا أيضًا، وبالتالي لا تُؤدي إلى أي حل.


-تعلم أدوات الاسترخاء
هناك العديد من الأساليب البناءة والإيجابية، مثل التنفس العميق، التي تساعدك على الهدوء في خضمّ التوتر، كما تُعدّ التأملات واليوغا وتدريبات اليقظة الذهنية مفيدةً أيضًا في مساعدتك على الاسترخاء بشكل عام.


-تقليل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب
إذا كنت عرضة للغضب، فمن الجيد أن تعمل على التحكم في عوامل الخطر الواسعة مثل ضغط الدم والكوليسترول من خلال اتباع نمط حياة صحي يتضمن ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي جيد.

تحدث مع الطبيب


إلى جانب إدارة عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب التي يمكنك التحكم بها، مثل ارتفاع الكوليسترول، إذا كان لديك تاريخ من أمراض القلب وصعوبة في التحكم في الغضب، فهناك بعض الأدلة على أن حاصرات بيتا قد تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، يمكن لطبيبك أيضًا مساعدتك في توجيهك نحو دورات إدارة الغضب أو جلسات العلاج النفسي لمساعدتك على تعلم طرق بناءة أخرى للتفاعل.
المصدر: timesnownews
 

طباعة شارك النوبات القلبية القلب المشاعر السلبية

مقالات مشابهة

  • «نجمة المستشفيات الجامعية».. تكريم من التعليم العالي لجهود القطاع الطبي بسوهاج
  • تجمُّع المدينة المنورة الصحّي يحصد 3 جوائز ضمن “المؤتمر السعودي للتبرّع بالأعضاء”
  • التأمين الصحي تواصل اجتماعاتها مع أعضاء النواب والشيوخ بمحافظات تطبيق المنظومة
  • التأمين الصحي الشامل تعقد اجتماعها الدوري الخامس مع نواب البرلمان
  • هل يسبب الغضب و الصراخ أزمة قلبية؟ .. دراسات توضح
  • "ليڤا للتأمين" تُسهم في تعزيز مستقبل التأمين الصحي بعُمان
  • أيمن عاشور: المستشفيات الجامعية ذراع التعليم الطبي وخط الدفاع الأول في الأزمات
  • هيئة الإشراف على التأمين تعلن أبرز إجراءات إعادة هيكلة قطاع ‏التأمين ‏الصحي في سوريا ‏
  • التأمين الصحي يخصص 87% من الإيرادات للصرف على الخدمات
  • الخدمات الطبية : تعطيل المستشفيات والمراكز في يوم العمال