لمن المصلحة في تعطيل تعديل مدونة الأسرة؟
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
بقلم: إسماعيل الحلوتي
أثار موضوع تعديل مدونة الأسرة، ومازال يثير، جدلا واسعا وردود فعل متضاربة بين رافض وموافق، فقد ورد في بلاغ الديوان الملكي الصادر يوم الثلاثاء 26 شتنبر 2023 أن أمير المؤمنين الملك محمد السادس وجه رسالة سامية إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، يدعوه من خلالها إلى إعادة النظر في مدونة الأسرة، تفعيلا للقرار الذي سبق أن أعلن عنه في خطاب العرش لسنة 2022، وتجسيدا للعناية المولوية الكريمة التي ما انفك يوليها للنهوض بقضايا المرأة وللأسرة بشكل عام.
وبالرغم من أن جلالته قام بموازاة مع هذا التكليف غير المسبوق بإسناد الإشراف العملي على هذا الإصلاح الهام بشكل جماعي ومشترك، لكل من وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة، ودعا إلى اعتماد الاعتدال والاجتهاد المنفتح، والتشاور والحوار، وإشراك الهيئات الأخرى المعنية بشكل مباشر ووثيق، وفي مقدمتها المجلس العلمي الأعلى، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والسلطة الحكومية المكلفة بالتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، مع الانفتاح أيضا على هيئات وفعاليات المجتمع المدني والباحثين والمختصين، وذلك لمركزية الأبعاد القانونية والقضائية لهذا الموضوع الحساس، وشدد على أن تجرى المشاورات في غضون الستة أشهر القادمة، مؤكدا على أنه لن يحل ما حرم الله ولن يحرم ما أحل الله، ولاسيما في الأمور التي تؤطرها نصوص قرآنية قطعية.
وبالرغم من أن الملك كان قد أكد في خطاب العرش يوم 30 يوليوز 2022 على أن "بناء مغرب التقدم والكرامة الذي نريده، لن يتم إلا بمشاركة جميع المغاربة، رجالا ونساء، في عملية التنمية" وشدد على ضرورة المشاركة الكاملة للمرأة المغربية في كل المجالات، مضيفا بأنه "إذا كانت مدونة الأسرة قد شكلت قفزة إلى الأمام، فإنها أصبحت غير كافية" وأن "التجربة أبانت أن هناك عدة عوائق، تقف أمام استكمال هذه المسيرة وتحول دون تحقيق أهدافها".
فإنه وبمجرد ما أن تمت إذاعة الخبر عبر مختلف وسائل الإعلام الوطنية الرسمية، وقبل أن تجتمع اللجنة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، حتى انتشرت الأقوال الزائفة حول التعديل المرتقب لمدونة الأسرة، حيث أبى البعض إلا أن يروج لمعطيات مغلوطة في إطار من السخرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهدف رفع نسبة المشاهدة وتحقيق الربح المادي، مما أثار حفيظة عدد من الهيئات الحقوقية، التي أبدت استياءها واستنكارها لهذه الحملة الهجينة، التي يديرها بعض صناع المحتويات الرديئة والمدونين التافهين ومن شأنها ترويع الشارع المغربي، في هذه المرحلة المهمة من مسار حقوق المرأة والأسرة بالمغرب.
وجدير بالذكر أن مدونة الأسرة ظلت على مدى عقدين مثار خلاف كبير بين المحافظين المدافعين عن ضرورة ارتباطها بالشريعة الإسلامية، والحداثيين المشددين على ضرورة الاستجابة للاتفاقات الدولية التي صادق عليها المغرب. فالتيارات المحافظة تعارض بشدة تلك المطالب التي تنادي بتغيير بعض القوانين من أجل أن تصبح ملائمة للتشريعات والمواثيق الدولية، حيث سبق لرئيس الحكومة الأسبق والأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية عبد الإله ابن كيران أن نبه في مؤتمر خاص بنساء الحزب، إلى أن هناك أفكارا جاهلية تهدد الأسر المغربية، ودعا الحضور إلى توخي الحذر قبل فوات الأوان، والدفاع عن مصلحة الأجيال الصاعدة وعدم التفريط في المرجعية"، رافضا بشدة أي تعديل يمس بقانون الإرث، على اعتبار أنه يخضع لحكم شرعي ولا يجوز التنازل عنه، لأن أي تنازل من شأنه تدمير الأساس الديني...
وفي المقابل رحب عدد من الحقوقيين بالدعوة الملكية الرامية إلى مراجعة "مدونة الأسرة" وتدارك ما شابها من نقائص، ويؤكدون على أن قرار مراجعة المدونة راجع بالأساس إلى عدة أسباب ذات طبيعة قانونية صرفه كضرورة وفاء المغرب بالتزاماته حيال المنتظم الدولي، وخاصة ما تعلق منها باتفاقية "سيداو" التي تعنى بمناهضة كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وتحقيق نوع من الملاءمة مع دستور 2011 الذي يؤكد على مساواة الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات. وأنه فضلا عما طرأ من تحولات على بنية المجتمع المغربي، هناك الكثير من المقتضيات التي باتت اليوم في أشد الحاجة إلى تعديل وتحيين، ومن ضمنها تلك الفصول التي تسمح بتزويج القاصرات، والمقتضيات المتعلقة بثبوت الزوجية والنسب وتلك المرتبطة بنظام الإرث، وحضانة الأطفال بعد الطلاق، وحق الزيارة والتعويض عن المسكن وغيره...
فلا نرى من اعتراض على أي نقاش عمومي هادئ وهادف إلى تطوير المجتمع وصيانة حقوق الإنسان، نقاش يعتمد في شموليته على المنطق والعقل ويحترم تعاليم الدين الحنيف، ولا اعتراض على الاختلاف في الفكر والرأي، بيد أن الاعتراض الكبير هو على المزايدات غير المجدية وترويج الأضاليل والمغالطات والأفكار المسمومة والهدامة، تلك الأفكار التي شأنها إحداث شرخ عميق في المجتمع وإثارة الفتنة بين أفراده والمس بالأمن والاستقرار.
إن بلادنا أضحت بحاجة إلى مدونة أسرة ذات صياغة قانونية واضحة تحفظ كرامة المرأة وتضمن انسجام الأسر، مدونة خالية من كل الصيغ والمواد المبنية على الدونية والتمييز بسبب الجنس أو الدين، مدونة تضمن الاستقرار الأسري والمساواة بين الجنسين في الحقوق والرعاية والمسؤوليات، مدونة تراعي المصلحة الفضلى للأطفال، وتأخذ بعين الاعتبار كذلك بأن حماية حقوق النساء لا تتعارض مع تناسق واستقرار الأسرة كما يروج لذلك بعض المحسوبين على "التيارالمحافظ".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: مدونة الأسرة على أن
إقرأ أيضاً:
نورهان حشاد تكتب: المرأة المصرية سند لأهلها وبلادها
في يوم المرأة العالمي، لا نحتفي بكيان عابر ولا بنصف مجتمع بل بست الكل المصرية أصل الحكاية وجذر العز و شريان الوطن.
إلى كل إمرأة مصرية عظيمةفي يومك العالمي، احتفي بذاتك بقوتك التي لا تهتز ، أنتِ إمرأة لا يُحدّد قيمتها ما تواجهه، بل كيف تسمو فوق كل عثرة بشموخ.
يليق بكِ أن تكوني ضوءًا لا ينطفيء وردًا لا يموت وماءً لا يجف وكل الأشياء السعيدة التي لا يمكن أن يعبرها الحزن يوماً ما.
تحية إجلال وتقدير لكل إمرأة ظلمتها الدنيا وقسى عليها القريب و البعيد ومازالت تعاني بصمت وتبتسم ولم يكن لها سند إلا توكلها على الله ،ولكل إمرأة قامت بدور الأب والأم
و أجبرتها الظروف وتحملت المسؤولية من أجل أبنائها و كانت أقوى من ألف رجل ، ولكل إمرأة على وجه الأرض تعبت ربت سهرت ساندت تحمـلت مُر الحياة ومُر الزمان ومُر الخلق و كانت سند لنفسها في الصعوبات عظيمة وقوية شامخة كالأشجار رغم كل العراقيل ،ولكل إمرأة صابرة تحملت ثقل الأيام والزمان وأثبتت وجودها في المجتمع بكل إرادة وعزيمة و أنشأت محتوى لها وجعلت من إسمها بصمة في الوجود في كل مكان.
فَكل عام وأنتِ الأجمل ومصدر إلهام لنفسك.
لا أدري لماذا اخترع اديسون المصباح والنساء تملأ الارض نوراً.
المرأة هي القوة الناعمة هى الأم والمحبة والتضحية وكل
إيجابيات مفردات اللغة ، هي أمل الحياة ، وروح السعادة،و أبتسامة الأمل ،وملكة الطيبة، وأميرة الحنان ،وسيدةالعاطفةف كل الإحساس الراقي والمشاعر الجياشة ،والحنان الجارف يوجد فيها.
تقدير المرأة ليس مجرد مجاملة، بل هو إنعكاس حقيقي لرقي الأفراد والمجتمعات والأمم. فحين يكرم الرجل المرأة، فإنه يعبر عن أصالته ومروءته، وحين يمنحها المجتمع مكانتها التي تستحق، فإنه يثبت مدى وعيه وتحضره.
أما حين يقدرها العالم، فإنه يؤكد أن التطور الحقيقي لا يُقاس بالتكنولوجيا فقط، بل باحترام الإنسان، وخصوصًا من يمنح الحياة معنى وعمقًا.
أيتها المرأةأنتِ مجد الرجل وإكتمال الخليقة وتاجها، كوني دائما قوية تعلمي وتثقفي وأعملي لأنك لا تقلين شأنا عن الرجل .
أجمل وصف وصفت به المرأة ؛
هو قول ؛ ( النبي صلي الله عليه وسلم )"رفقاً بالقوارير "فكلما خلقت هي من ضلعك فأنت كلك ملكها .
أبتسمي فأنتي وصية الرسول
ﷺ ،فأنتِ الأم والاخت والزوجة والبنت والزميلة ولكل مسميات المرأة المحترمة.
أحب أفكر المرأة والبنت المصرية أنتن حفيدات ملكات وأميرات مصرأول ملكات في تاريخ البشرية صانعات الحضارة المصرية والإنسانية صاحبات الإرث العريق والنسب الشريف المصري الأصيل .
لكل بنت دُمتِ محافظة على مسيرة آلاف السنين من الهوية المصرية الموروثة ضد كل محاولات التغريب او التأثير عليكي بهويات لا تليق بنسبكِ وشرفكِ.
ولا نبالغ إذ نقول إن المرأة المصرية قوية عند الشدة لينه عند الترف رجلاً مع الغُرباء وإنثى في بيتها .معدنها الأصل الطيب يظهر في المحن والصعاب .
حين سُئل غازي القصيبي: "خلف كل عظيم امرأة فمن وراءك؟"
قال: "إذا أردتم الحقيقة، كلهن في الأمام، ونحن نركض خلفهن".
نعلم جيداً أن خلف كل رجل عظيم إمرأة، وليس خلف كل إمرأة عظيمة رجل .!
أنتِ لستِ نصفاً لتنتظري أحداً يكملكِ ،أنتِ مكتمله بذاتكِ وإن أتى شخصاً في حياتك فما هو إلا نجمٌ يزين سماءك .. ! وإن رحل فما أجمل السماء وهي صافية.
إن كنا طفلات فتحنا لهم باب الجنة وإن كنا أخوات فتحنا باب الرزق، وإن تزوجنا أكملنا دِين وإن أصبحنا أمهات كانت الجنة تحت أقدامِنا.
ياغاليات أنتن الملجأ عند الشدة ، الملهمات ، الداعمات الصابرات ،الساندات ، القويات والطموحات.
نحن الإبتسامة والأمل ،نحن السند الذي لايميل نحن نكمل لانكتمل.
والجدير بالذكرأن المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد حققت الكثير من طموحاتها، خاصة بعد أن جعل عام 2017 هو عام المرأة، وبدأت وقتها الإنجازات، حيث أطلق
إستراتيجية 2030 التي يعمل من خلالها على تمكين المرأةوأكد في جميع المؤتمرات دعمه لدور المرأة وحقوقها، وبالفعل في السنوات الأخيرة خطت المرأة الكثير من الخطوات المهمة في تاريخها.
لقد أخذت المرأة المصرية موقعًا متميزًا في الدولة؛ حيث تمكنت من خلال خبراتها المتعددة والمتنوعة أن تحقق نجاحاتٍ مبهرةٍ في شتى مجالات العمل والحياة، واستطاعت أن تساهم في تربية أجيالٍ تحمل في عقولها ووجدانها الولاء والانتماء للوطن وتزود عنه؛ لذا فمكانتها بحقٍ مرموقةٌ ومصانةُ بفضل مجتمعٍ يحمل الوعي والفكر القويم.
وحري بالذكر أن للمرأة المصرية دورٌ فاعلٌ في بلادها؛ فهي تمثل القدوة؛ فنراها عاملةً مكافحةً تقدم ما يوكل إليها من مهامٍ على أكمل وجهٍ، وهي المربية التي تغرس الولاء والانتماء والقيم في الأبناء، وتلك هي ربة المنزل والمعلمة والمهندسة والطبيبة والسفيرة والوزيرة والرائدة في مجالات العمل المختلفة التي تحسن العطاء، وهنا نصفها بصدقٍ بأنها مناضلة بكل ثباتٍ وحماسةٍ لتحقق ما تصبو إليه.
وإيمانا بدور المرأة كشريك
أساسي في كافة مجالات العمل العام لدينا الكثير من النماذج الناجحة على الساحة السياسية استطاعت المرأة المصرية بعزيمة وإرادة صلبة نسج قصص نجاح يفخر بها المجتمع كله وفي ظل ما شهدته الفترة الماضية من إقرار سلسلة قوانين وتدشين العديد من الإستراتيجيات وتمكين المرأة سياسيا وخطة التنمية الشاملة 2030 وما تضمنته من محور خاص بالمرأة والتي أعتبرها الرئيس عبدالفتاح السيسي وثيقة إلزام وعمل لتمكين المرأة اقتصادياًواجتماعياًوسياسياًوفى مقابل هذا التمكين يوما بعد يوم تثبت المرأة المصرية دعمها للقيادة السياسية وحرصها في الحفاظ على الهوية الوطنية ودعم استقرار البلاد وأمنها وهو ما ظهر جليا في أكثر من مشهد آخرها تواجدها وبقوة أمام لجان الإنتخابات الرئاسية 2024 ودعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للولاية الرئاسية الثالثة.
بجانب دعمها للدولة في القضاء على الإرهاب والتصدى لمحاولات قوى الشر في التحريض ضد الدولة.
فالمرأة المصرية تتمتع بجمال من نوع خاص وجاذبية فريدة، ذلك الذى تتميز به منذ آلاف السنين على مر العصورالمختلفة، كما استطاعت أن تحفر لها مكانتها المميزة وطابعها الخاص بين الثقافات المختلفة، والتى ما زالت تحتفظ بها وببريقها الخاص فى قلوب العالم.
وهناك الكثير من الصفات التي تميزها عن نساء العالم
لا يستطيع أي شخص أن ينكر جدعنة المرأة المصرية، فتجدها دائما بجوارك في الأزمات وتقوم بحلها ومساعدتك دون مقابل.
دائما ما تتحمل المرأة المصرية الصعوبات الحياتية، ولكن تبقى صامدة في مواجهتها، فهي لديها قدرة كبيرة على التحمل ومواجهة المشاكل.
المرأة المصرية أيضا تتميز بحنانها الكبير على بيتها وزوجها وأولادها وأهلها، فعائلتها هي الأهم والأقرب لها في حياتها.
المرأة المصرية قادرة على أن تعمل وتتحمل مسئولية المنزل وتربي أولادها وتذاكر لهم دروسهم دون أن تشكي لن تجد امرأة مضحية مثل المرأة
المصرية، فهي قادرة على التضحية بأي شيء مقابل عائلتها.
بالإضافة إنها تمتلك حس الفكاهة والدعابة بشكل كبير، وتتميز بجمال شرقي من نوع خاص يجعلها مختلفة عن أي امرأة بالعالم.
سلاماً لكل أمرأة واسعة بعقلها ،كبيره
بقلبها ، جدعة ، حرة ، شجاعة،صادقة،
صدوقة ، مناضلة ، قوية ، مدافعة ، مشاكسة ، محبة ، حنونة وبتقول حاااااضر .!
الحمد لله على نعمة الاسلام الذي كرم المرأة المسلمة طول حياتها وحفظ مرامتها وليس ليوم فقط .منذ أن أعلن أنها مكلفة كالرجل تثاب إن أحسنت، وتعاقب إن أساءت ولم يعتبرها جزءا من المجتمع أو بعضه، بل اعتبرها أحد شقيه بجانب الرجل فقال تعالى : (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى). وأكد ذلك الرسول الكريم بقوله : «إنما النساء شقائق الرجال»
أجعلي من يراكي يدعوا لمن رباكي وكوني أنتي كما تحبي أن تكوني .
لمن يريد أن يفهم المرأة لا تناشد المساواة بالرجل يكفيها أن يكون في حياتها رجلاً واحداً حقيقياً وقتها سيتمنى الجميع المساواة معها.
أيها الرجال المرأة لا تحارب من أجل حقوقها إلا في مجتمع خلا من الرجال.
معلش يا آدم كله يهون عشان عيون حواء !
نعلم جيداً أن مئة رجل قد يقيمون معسكرًا؛ و لكن لا يقيم البيت سوى المرأة."
كل عام وأنتِ الوطن الذي لا يُغلب، والكرامة التي لا تداس والنخوة التي لا تموت .