شهيد وهجمات واحتفالات في الضفة الغربية تأييدا لـطوفان الاقصى
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
مع بدء معركة "طوفان الأقصى" شهدت الضفة الغربية مسيرات تأييد للعملية فيما استشهد فلسطيني واصيب آخرون جراء اطلاق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع كما شنت المقاومة عدة هجمات بالضفة.
مع إعلان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن بدء معركة "طوفان الأقصى"، بدأت مآذن المساجد في الضفة الغربية بالصدح بالتكبيرات نصرة للمقاومة وتأييدا لها.
وخرجت العديد من مدن الضفة الغربية تضامنا مع المقاومة الفلسطينية داعمة وتأييدا للمعركة.
وانطلقت مسيرات عارمة في عدّة مناطق بالضفة حيث شهد دوار الشهداء وسط نابلس تجمعا حاشد، وانطلقت مسيرات حاشدة في جنين وطوباس ورام الله ودوار ابن رشد في الخليل وبيت لحم، كما شهدت القدس مسيرة احتفالية بمعركة “طوفان الأقصى”.
ورددت المسيرات عددا من الشعارات التي تتوعد الاحتلال بالمزيد من العمليات وأن المستقبل لتحرير الأرض الفلسطينية، وحييت اسم القائد العام لكتائب القسام محمد ضيف كافة تلك المسيرات حيث هتف المشاركون "حط السيف جنب السيف احنا رجال محمد ضيف".
شهيد ومواجهاتوقد استشهد فلسطيني برصاص الاحتلال قرب قرية اللبن الغربي غرب رام الله في الضفة الغربية، فيما أصيب 14 خلال مواجهات مع جيش الاحتلال في مواقع متفرقة من الضفة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن طواقمها تعاملت مع 14 إصابة بالرصاص الحي بيها إصابة خطيرة برصاص الجيش الإسرائيلي في محافظات الخليل، ورام الله وقلقيلية.
وأشارت إلى أن من بين الإصابات إصابة خطيرة في الرقبة لمواطن من مدينة الخليل.
وقال مسعفون ميدانيون إنهم تعاملوا مع عشرات الإصابات بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وكانت مواجهات اندلعت في مواقع متفرقة من الضفة الغربية تزامنا مع عملية "طوفان الأقصى".
عمليات بالضفةوذكرت مواقع تابعة لحركة حماس أن عدة عمليات وقعت في الضفة الغربية منذ صباح اليوم تزامنا مع معركة "طوفان الأقصى".
فقد تم استهداف حاجز مخيم قلنديا وعلى عدة حواجز عسكرية في محيط نابلس، كما استهدفوا مستوطنه بيت حيفر القريبة من شويكة في طولكرم، وسيارة للمستوطنين على الشارع المحاذي لقرية عربونة شرق مدينة جنين، ومستوطنة كريات أربع بالخليل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
عام مضى.. عام أتٍ
كل عام ومن يقفون على مقدمة طرقاتنا وأزقتنا وحوارينا وتحت مشربيات بيوتنا القديمة من روائين وشعراء ونقاد وموسيقيين ورسامين تشكيليين بخير وصحة وسلام، كل عام وكل هؤلاء مستمرون فى التقاط التفاصيل البسيطة فى حياتنا اليومية المعاشة فى عيوننا، فإذا بمخيلتهم يحولونها إلى روايات ودواوين شعر ولوحات مبهرة تفيض إنسانية وتأمل لذواتنا ولحيوات ناس أخرى لم نلتق بهم قط، ولكننا جاورناهم فى تلك الأعمال وعشنا مأسيهم قبل أفراحهم وتحمسنا لقضيتهم وفاضت أعيوننا بالدمع مما يجرى من مجازر فى وطنهم، حتى ولو لم نملك سوى أضعف الإيمان وهو الدعاء لهم من القلب وقراءة تاريخ كفاحهم وحفظه عن ظهر قلب.
بالطبع لن أستطيع أن أقدم كل عمل إبداعى أثرّ وغيّر فى خريطة الإبداع العربى على مدار 360 يوماً هى عمر عام 2024، لكننى سأحاول أن أتوقف عن ما رأيته بوجدانى إنه كان الأفضل.
أرى من وجهة نظرى أن انتفاضة الأقصى فى 7 أكتوبر 2023 طغت على المشهد الإبداعى العربى طوال عام 2024، فتحت اسم العشاء الأخير، أبدع الفنان الإيرانى محمد على صنوبری، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية فى إيران، لوحة فنية للسيد المسيح يحيط به أطفال غزة وفلسطين، اعتبرها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى حينها أول رد فنى من نوعه على الإهانة الفرنسية للسيد المسيح خلال حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024.
اللوحة التى جاءت كمحاكاة للوحة العشاء الأخير ليوناردو دافنشى التى سخر منها منظمو حفل افتتاح الأوليمبياد، أعدها الفنان الإيرانى محمد على صنوبری لأطفال فلسطين المظلومين على مائدة السيد المسيح، وقام بنشرها تحت عنوان «وسط دمار مرعب مهول»، قائلا: مائدة من رحمة، عطف ومحبة.. هى رسالة المسيح الحى فى قلب كل مؤمن بمن له الملك والمجد إلى أبد الآبدين.. آمين.
وتداول نشاط مواقع التواصل الاجتماعى حينها اللوحة بوصفها استلهامًا من لوحة «العشاء الأخير» لليوناردو دفنشى وردا على الإهانة الفرنسية للسيد المسيح فى اولمبياد باريس.
وكانت فقرة تمثيلية خلال حفل افتتاح أولمبياد باريس، تضمنت مجموعة من المثليين والمتحولين جنسيا فى عرض مطول جسدوا فيه الشخصيات المرسومة فى لوحة العشاء الأخير، قد فجرت الكثير من الغضب العربى والعالمى.
تتوالى الأعمال التى تقوم بتأريخ أحداث طوفان الأقصى شعرا ونثرا، فجاءت أعمال المبدعين العرب مكتوبة بالدم وليس بالحبر للتنديد بجرائم الاحتلال الصهيونى ومجازره التى يرتكبها فى حق الفلسطينيين المدنيين، على يقين بحكمة التاريخ أن النصر من عند الله للقوم المؤمنين.
ففى سياق التوثيق الشعرى للمقاومة الفلسطينية صدر ديوان عن دار الخليج للنشر والتوزيع فى عمان بعنوان «طوفان الأقصى»، أعده وحرره كل من صلاح جرار والشاعر سعيد يعقوب، ويضم الديوان بين دفتيه 230 قصيدة لـ230 شاعرا من شعراء الوطن العربى وشاعراته.
وقد تصدرت قصيدة الشاعر حيدر محمود هذا الديوان الأبيات الآتية:
قدرٌ أن تسيل منك الدماء
يا عروسا خطابها الشهداء
لست أرضا، كسائر الأرض
لكنك فى أعين السماء سماء
من هنا تبدأ الطريق إلى الله
وقد مر من هنا الأنبياء
ومن شعراء مصر شعبان البنا الذى عبر عن خروج أيام طوفان الأقصى من التقويم وحساب الأيام فقال:
من كل زاوية شهيدٌ يصعد
وبكل ناحية ضحى يتولد
فى غزة الأيام تحسب نفسها
ومن الأعمال العربية الأدبية التى صدرت بعد الطوفان تقول الدكتورة إيناس محروس بوبس فى دراسة نشرتها فى موقع الجزيرة بتاريخ 28/10/2024 أن رواية «المعمدانى قصة غزة من الجذور إلى الطوفان» للكاتب والصحفى التونسى ناجى بن جنات، وهى رواية وثائقية صرح الكاتب بأنها تنطلق من بنية تاريخية حقيقية، فشخصيات أبطالها مستوحاة من الواقع من واقعة قصف مشفى المعمدانى والمجزرة التى نفذها الصهاينة هناك بعد اندلاع طوفان الأقصى بأيام، ويتحدث فيها عن حجم الخسائر البشرية من شهداء ومفقودين. ويؤكد انطلاقاً من إيمانه بسلاح القلم أنه كتب هذه الرواية انتصارا للقضية الفلسطينية ودعم النضال ضد عدو الأمة. نضيف إلى ذلك العناية بغلاف الرواية الذى حمل صورة تجسد الرمق الأخير لطفل فى مشفى المعمدانى وهو يحمل قطعة خبز لم يسعفه الوقت لتناولها قبل استشهاده.
وتضيف الدكتورة إيناس محروس بوبس قائلة هناك كذلك الكاتب والروائى السورى هيثم شبلخ كتب رواية بعنوان «طوفان القلوب»، وتحدث فيها عن الصراع الأبدى بين الحق والباطل وأصحاب الأرض والمغتصبين، كما تحدث عن سيرورة الأحداث وتغلغلها فى التاريخ وتداعياتها ومسبباتها، وبيّن كيف أطاحت أحداث الطوفان بفكرة الجيش لا يهزم وزعزعت حضور الصهاينة وبيّنت عورهم وأعادت ترتيب الأولويات فى الساحات العربية والإسلامية.
ليبقى مسك الختام رواية «حائط بلا مبكى» للزميلة العزيزة «فكرية أحمد»، التى تقيم حالياً فى هولندا لتلقى العلاج شفاها الله ومتعها بالصحة، الرواية تناولت فيها أنتفاضة الأقصى منذ الساعات الأولى موثقة الأحداث وأسماء المدن الفلسطينية بشوارعها وحواريها وأسماء السجون الأسرائيلية ببشاعتها وخستها فى سرد بديع من لحم ودم يقدم شخصيات فلسطينة حاضرة لكى تبقى فى الذاكرة العربية لسنوات قادمة.