ماذا يعني «دَولة/كيان خلف الأسوار». كيان أو دَولة تُحيط نَفْسَها من كافَّة الجهات بجدران وأسوارٍ عالية، تختبئ وراءها…؟
ماذا يعني أن تكُونَ دَولة تُريد أن تقيمَ وتعيشَ حالة تطبيع في المنطقة، في وقتٍ لا تخفي نيَّاتها بأنَّها يُمكِن أن تُقاتلَ العرب والفلسطينيِّين من وراء حصون…؟
في هكذا حالة، فهي إمَّا دَولة مارقة، أو كيان عصابات ومافيات… وبأحسن الأحوال دَولة قامت عنوة، دَولة قامت قيامة غير طبيعيَّة، دُونَ وجْهِ حقٍّ، وعلى حساب شَعبٍ آخر، هو صاحب الأرض ذاتها، وصاحب والشجر والحجر.
رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، يرى ضرورة قصوى في مباشرة بناء جدار فاصل وأسوار عالية على طول الحدود مع الأردن، حين قال وبوضوح صارخ: «إذا لَمْ تُغلق إسرائيل حدودها الشرقيَّة، فلَنْ تظلَّ دَولة يهوديَّة». مع أنَّ «الدَّولة اليهوديَّة» التي يتحدَّث عَنْها نتنياهو فيها نَحْوُ 22% من سكَّانها من العرب الفلسطينيِّين (الداخل المحتلّ عام 1948)، ونَحْوُ 5% من مجموعات غير يهوديَّة، وهو ما يَطرَح العديد من التساؤلات أمام تهافت موقف نتنياهو وعتاة اليمين والمتطرفين في «إسرائيل».
لقَدْ كانت قَدْ بَنَت وأشادت «إسرائيل» الأسوار حَوْلَ قِطاع غزَّة، وأقامت سور الفصل العنصري الملتوي كالثعبان على مساراته في الضفَّة الغربيَّة من شمالها إلى جنوبها بعد اقتطاع مساحاتٍ مِنْها وبطوله الذي تعدَّى الــ400 كيلومتر. كما وطوَّقت الحدود مع لبنان بالأسلاك المكهربة والتحصينات الإضافيَّة.
وفي تغريدة على حسابه في منصَّة «إكس» (تويتر سابقًا)، كتَب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو قائلًا: «لقَدْ دشنَّا جدارًا على حدودنا الجنوبيَّة مع مصر ومنعنا عمليَّات التسلل من هناك ولَمْ يتبقَّ أمامنا سوى بناء الجدار على طول الحدود الشرقيَّة مع الأردن».
ووفق ما أوردته هيئة البثِّ العامِّ «الإسرائيليَّة» («كان 11»)، فإنَّ التصريحات أعلاه، صَدَرَت عن نتنياهو خلال جلسة عقدتها حكومته نهاية أيلول/سبتمبر 2023، وذلك في أعقاب إعلانه عن نيَّة حكومته بناء جدار على طول الحدود مع الأردن.
وبالفعل، فقَدْ دعا نتنياهو أواخر ايلول/سبتمبر 2023 الماضي لإحكام إغلاق الحدود مع الأردن عَبْرَ بناء سور وجدار على طول المناطق الحدوديَّة، يصل طوله نَحْوَ 238 كيلومترًا، ولذلك أوعز لأعضاء حزبه، حزب الليكود في الكنيست، ببدء العمل على سَنِّ «قانون أساس: الهجرة» لترتيب مسألة الجدار مع الأردن.
إنَّ إعلان نتنياهو عن عزمه بناء جدارٍ على طول الحدود مع الأردن، يأتي مدفوعًا بأسبابٍ أمنيَّة كما يقول نتنياهو ومَن معه، كما لمنعِ عمليَّات تسلل الأفارقة وغيرهم، إضافة لمحاولة منع تهريب السِّلاح إلى الضفَّة الغربيَّة، لكنَّها مدفوعة بالأساس لأغراضٍ سياسيَّة، في مقدِّمتها «تكريس عمليَّة ضمِّ الضفَّة الغربيَّة»، وتحويل الفلسطينيِّين في الضفَّة الغربيَّة إلى حاملي صفة «مُقيمين» بشكلٍ دائم وليس بصفتهم كمواطنين، وحرمانهم من أيِّ طموحات كيانيَّة، ودُونَ دَولة مستقلَّة. وبالتَّالي الإجهاز على الحلِّ الأُممي المعنون بـ»حلِّ الدولتَيْنِ».
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الحدود مع الأردن على طول الحدود ة الغربی
إقرأ أيضاً:
دعم اجتماعي للعملية العسكرية التي تقودها المنطقة العسكرية الساحل الغربي
اجتمع أعيان وخبراء ونشطاء المجتمع المدني ونواب المنطقة الغربية للاستماع إلى آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي، الفريق الدكتور صلاح الدين النمروش، ظهر اليوم السبت الموافق 4/1/2025 في غابة جودائم، والذي أعلن من خلاله انطلاق القوة العسكرية.
وأكد الفريق النمروش، “على استمرار العمليات العسكرية لمكافحة أوكار الفساد والجريمة في جميع مناطق ومدن الساحل الغربي، بتوجيهات مباشرة من رئيس الحكومة ووزير الدفاع، استجابةً لنداء أهالي مدينة الزاوية”.
كما نفى النمروش، “وجود أي أهداف سياسية وراء هذه العمليات العسكرية، مشددًا على أنها تهدف إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وفي ختام اللقاء، أعرب الحضور عن “دعمهم الكامل لمواصلة العمليات العسكرية، مؤكدين على دورها المحوري في حماية الوطن والمواطنين”.