عقب عرضه في فينيسيا.. The Green Border يواصل إثارة الجدل بـ"نيويورك السينمائي"
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
أثار الفيلم البولندي “The Green Border” للمرشحة السابقة للأوسكار أجنشكيا هولاند، موجة جدل واسعة عقب عرضه بمهرجان نيويورك السينمائي الدولي في نسخته الـ61 (29 سبتمبر – 15 أكتوبر)، وذلك بعد نحو شهر على عرضه العالمي الأول بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي وحصده جائزة لجنة التحكيم الخاصة. والسبب في تلك الموجة يعود إلى تصوير الفيلم للظروف المروعة التي يواجهها المهاجرون الذين يحاولون العبور من بيلاروسيا إلى بولندا، وانتقاد هولاند تعامل الحكومة البولندية مع أزمة الحدود، الأمر الذي دفع أعضاء الحكومة للشهير بالفيلم في وسائل الإعلام.
تستند أحداث الفيلم إلى وقائع حقيقية على الحدود البولندية البيلاروسية حيث لا يزال اللاجئون، ومعظمهم من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، عالقين في الغابات المستنقعية الغادرة بين البلدين. يتم إغراء المهاجرين من خلال الدعاية البيلاروسية التي وعدتهم بالمرور السهل إلى الاتحاد الأوروبي، ليتم القبض عليهم عندما قامت الحكومة البولندية بإجراءات صارمة.
وقالت المخرجة أجنشكيا هولاند خلال جلسة أسئلة وأجوبة عقب عرض الفيلم بمهرجان نيويورك، حيث انضم إلى المخرجة المصور السينمائي توماس نوميوك والممثلتان بيهي جاناتي- آتاي وجولي مبوندو: "لقد أصبحت أكبر تهديد للأمن القومي البولندي". وتحدثت هولاند، التي رفعت دعوى قضائية ضد وزير العدل البولندي بتهمة التشهير، عن التحديات الإنتاجية التي واجهها الفيلم منذ أواخر عام 2021، حيث استغرقت عامًا ونصف من أجل جمع التمويل اللازم للفيلم، ومن ثم دخوله حيز الإنتاج في مارس 2023 وتم عرضه لأول مرة في غضون أشهر في فينيسيا. مضيفة أن تلك كانت أسرع عملية وصول لأفلامها على الإطلاق.
كما علق نوميوك على عملية الإنتاج السريعة، مشيرًا إلى أنه بسبب الموضوع كان قلقًا من أن جمالية الفيلم بالأبيض والأسود قد تحجب العواقب الوخيمة التي يواجهها المتضررون من أزمة الحدود - ليس فقط اللاجئين - ولكن أيضًا حرس الحدود البولندي؛ والنشطاء الذين يخاطرون بسلامتهم لتقديم المساعدة للمهاجرين؛ والبولنديون العاديون الذين يعيشون بالقرب من الحدود يضطرون إلى دعم حكومتهم بشكل أعمى أو الاعتراف بالانتهاكات التي تحدث في ساحتهم الخلفية.
في حين أشار نوميوك إلى أن لغته البصرية كانت مستوحاة من عدد قليل من المصورين الصحفيين الذين حاولوا توثيق الأزمة - على الرغم من محاولات الرئيس البولندي منع الصحافة من تغطية ما يحدث على الحدود - فقد شددت هولاند نفسها على أن تجربتها تلك كانت محاولتها الخاصة لرفع مستوى الوعي . وقالت عن ردها على التعتيم الإعلامي الذي فرضته الحكومة: "كان عليّ أن أصنع صوري بنفسي".
وفي حديثها أمام الجمهور في نيويورك نقله موقع "هوليوود ريبوتر"، تناولت هولاند أيضًا الأهمية الدولية لفيلم " The Green Border". وقالت هولاند مازحة: "كنا طليعيين"، مشيرة إلى أن بولندا صوتت لصالح حكومة شعبوية ووطنية قبل وقت طويل من انتخاب الولايات المتحدة دونالد ترامب رئيسا. وعندما سُئلت عما يجب أن يعرفه الأميركيون عن بولندا، أجابت هولاند: "إن بلدينا مثل الأخوين، ما يحدث هناك يحدث هنا".
وكانت كبرى مفاجآت قائمة الأوسكار الطويلة، تجاهل بولندا ترشيح فيلم الدراما “The Green Border”، وذلك في أعقاب الأزمة التي أثارها فيلمها مؤخرًا مع الحكومة البولندية. ويأتي القرار، الذي أعلنته اللجنة في وارسو، بتصعيد فيلم الرسوم المتحركة "The Peasants" للقائمة الطويلة للأوسكار، بعد هجوم منسق على فيلم “The Green Border” من قبل حكومة اليمين المتطرف في بولندا، حيث أدان وزير العدل ورئيس البلاد، الفيلم، ووصفوه بـ"الدعاية النازية" لتصويره أزمة اللاجئين على حدود بولندا مع بيلاروسيا.
ودعا الرئيس البولندي أندريه دودا، في ظهور تلفزيوني، إلى مقاطعة الفيلم. وقبل وقت قصير من عرض الفيلم في دور العرض في بولندا يوم الجمعة الماضي، أعلن وزير الداخلية البولندي بلاج بوبوسي أن مقطع فيديو من إنتاج الحكومة يتعارض مع تصوير هولاند للأحداث سيتم عرضه قبل كل عرض للفيلم في السينمات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مهرجان فينيسيا
إقرأ أيضاً:
من واشنطن إلى نيويورك.. لِم تتفاقم أعداد الفئران في مدن العالم الكبرى؟
ربط العلماء فعلا بين تغير المناخ وظواهر عدة، مثل ارتفاع مستويات سطح البحر وذوبان القمم الجليدية القطبية والجفاف المفاجئ وتفاقم الفيضانات، والآن، تضيف دراسة جديدة هي الأولى في هذا الاتجاه نتيجة أخرى غير متوقعة للاحتباس الحراري الناجم عن أنشطة البشر.
الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس أدفانسز"، وجدت رابطًا بين تغير المناخ وتجمعات الفئران في المدن والمناطق الحضرية في مختلف أنحاء العالم، ما يعكس التكيف المذهل لهذه القوارض مع البيئات الحضرية، ويؤثر هذا على مدننا وحياتنا.
كان من المتوقع منذ فترة طويلة أن تتزايد أنواع الآفات مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وكانت البحوث العلمية تميل إلى الإيحاء بتزايد أعداد الفئران عمومًا كثيرا في العديد من مدن العالم، ومع ذلك، عندما بدأ الباحثون في تسليط الضوء على طفرة القوارض المفترضة، وجدوا نتائج غير متوقعة.
يقول الدكتور جوناثان ريتشاردسون، عالم البيئة الحضرية في جامعة ريتشموند في فيرجينيا، في تصريحات لـ "الجزيرة نت": "ما وجدناه هو أن المدن التي تشهد مناخا أكثر دفئًا، سترتفع درجات حرارتها بمرور الوقت، وتشهد أيضًا زيادات أسرع وأكبر في نمو أعداد الفئران".
إعلانلتقييم ما إذا كانت درجات الحرارة هي المؤثر الأول في زيادة أعداد الفئران جمع ريتشاردسون وفريقه بيانات حصلوا عليها من مكالمات الشكاوى في عدة مدن أميركية، إضافة إلى طوكيو وأمستردام وتورنتو.
وبالاعتماد على بيانات من 16 مدينة رئيسية كان لديها ما لا يقل عن 7 سنوات من مكالمات الشكاوى عن الفئران، وظف الباحثون هذه المعلومات لإحصاء عدد الفئران، خاصة مع عدم وجود مدن تقريبًا تجمع بيانات عن أعدادها.
ويشير تحليلهم إلى ارتفاع عدد الفئران بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة في 11 مدينة من 16 مدينة تم تحليلها، من هذه المدن، سجلت واشنطن، على مدار العقد الماضي، أعلى زيادة بأكثر من 300%، مع إظهار سان فرانسيسكو وتورنتو ونيويورك وأمستردام ثاني أقوى الاتجاهات الإيجابية.
وتكشف مكالمات الشكاوى أن أوكلاند وبافالو وشيكاغو وبوسطن وكانساس سيتي وسينسيناتي لديها أيضًا أعداد متزايدة من الفئران، وإن كانت أقل أهمية من المدن الخمس الأولى.
ومن المثير للاهتمام أن عدد الفئران استقر في دالاس وسانت لويس، وتراجع في 3 مدن (نيو أورليانز ولويفيل بولاية كنتاكي وطوكيو) لديها بيانات كافية لإدراجها في الدراسة، حيث أظهرت هذه المناطق الحضرية انخفاضًا في عدد الفئران على مر السنين.
ومن الجدير بالذكر أن نيو أورليانز هي المدينة الوحيدة في القائمة التي تتمتع بمناخ شبه استوائي، لكنّ الباحثين يقولون إن درجات الحرارة ربما لم تكن السبب وراء انخفاض أعداد القوارض.
ويعزون الفضل في ذلك إلى النهج الاستباقي الذي تنتهجه المدينة في مكافحة القوارض، مثل الحملات التثقيفية التي تعلم أصحاب المباني كيفية حماية مبانيهم من الفئران، والإصرار على أنه إذا رأوا الفئران فعليهم الاتصال بالجهات المختصة للقضاء عليها.
تغير المناخ السبب الأولفي حين أن الدراسة الجديدة لم تقيِّم سبب ارتباط تغير المناخ بتزايد أعداد الفئران، فإن الحياة عمومًا بالنسبة لمثل هذه القوارض صعبة في ذروة الشتاء.
إعلانويقول ريتشاردسون الذي قاد الدراسة في تصريحات لـ "لجزيرة نت": "من المهم فهم كيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة على بيولوجيا هذه الحيوانات لأنه إذا تأخر فصل الشتاء أسبوعا أو أسبوعين، أو إذا ظل أكثر دفئًا على غير المعتاد حتى نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول في هذا الجزء من العالم، أو إذا أصبح أكثر دفئًا في وقت أبكر قليلاً في الربيع، فإن هذا يمنح الفئران وقتًا أطول للبقاء فوق الأرض والبحث عن الطعام".
ويلاحظ ريتشاردسون أنه "إذا كانت هذه المدن أكثر دفئًا في أوائل الشتاء ونهايته، فإن هذا قد يسمح بدوره للفئران بالحصول على دورة تكاثر مرة أخرى أو مرتين، ومن السهل أن نرى كيف يؤدي ذلك إلى تسريع نمو أعدادها".
ويبلغ متوسط فترة حمل أنثى الفأر من 19 إلى 21 يومًا، ويمكن أن تلد من 8 إلى 12 درصًا كل 30 يومًا إذا كان هناك ما يكفي من الطعام والماء والمأوى. إذا أجريت بعض العمليات الحسابية البسيطة على الفئران، فستجد أن زوجين يمكن أن يلدا 144 فأرًا كل عام.
وبما أن فسيولوجية الفئران حساسة لدرجة الحرارة، فإن الإناث تصل إلى مرحلة النضج الجنسي في وقت مبكر، وتحمل وتلد صغارًا أكبر حجمًا بشكل متكرر وتظل دافئة فترات أطول.
وبخلاف العوامل الفسيولوجية التي تؤثر على التكاثر، يتغير سلوك الفئران مع درجة الحرارة أيضًا، فإذا كان الجو باردًا جدًا، تميل القوارض إلى الهروب داخل المنازل والتجمع في الجحور والأقبية والمجاري وأي مكان آخر في البيئة المبنية تحت الأرض، وتقضي وقتًا أقل في البحث عن الطعام، وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة، توسع الفئران بحثها عن الطعام، وتتغذى بشراهة، ولكنها أيضًا تحمل الطعام إلى أعشاشها لتخزينه في مخابئ، وهذا يعني أنها لا تضطر إلى البقاء تحت الأرض في جحورها.
وجد الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة كان القوة المهيمنة التي ساعدت في نمو أعداد الفئران على مدى القرن الماضي، وقدروا أن نحو 40% من الزيادة الإجمالية في بيانات الفئران مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في المدن.
إعلانومع ذلك، لم تكن درجات الحرارة التي تسمح للفئران بالتكاثر العامل الوحيد، فإضافة إلى تغير المناخ، تسلط الدراسة الجديدة الضوء على عوامل أخرى قد تفسر هذه الاتجاهات، وتؤثر على أعداد الفئران في المناطق الحضرية.
يقول ريتشاردسون "وجدنا أن المدن والمناطق الحضرية التي تحتوي على مزيد من الخرسانة والأرصفة والمباني، ولديها مزيد من البشر الذين ينتقلون إليها، وكثافة سكانية أعلى، يتسارع فيها تزايد أعداد الفئران".
ويضيف: "كلما زاد عدد السكان الحضريين في المدن في جميع أنحاء العالم، زادت كمية الطعام المهدرة التي ستقتات عليها الفئران التي تتكيف حقًا لتحويل الطعام الزائد إلى فئران صغيرة جديدة تتجول في أحيائنا في هذه المدن".
ومع التمدد الحضري، يتعين على المدن إضافة بنية تحتية جديدة، والتي تستعمرها الفئران. وعندما تبني المدن أنظمة صرف صحي جديدة للتعامل مع مزيد من السكان، فإنها غالبًا ما تترك الأنظمة القديمة في مكانها، مما يوفر بيئة مرحبة بالفئران.
كما وجد الباحثون أن المدن التي بها مساحات خضراء أقل تشهد نموًا أعلى في أعداد الفئران، وقالوا إنه ليس من الواضح حتى الآن سبب ذلك.
لا توجد مساحتان خضراوان متماثلتان، فقد تعج حديقة حضرية صغيرة بالفئران لأن موظفي المكاتب يأتون إليها لتناول الغداء، ثم يلقون بقايا طعامهم في صناديق القمامة، في حين أن الجزء الداخلي من مساحة أكبر مثل "سنترال بارك" قد يوفر طعامًا أقل وأماكن أقل للقوارض للاختباء من الحيوانات المفترسة مثل الصقور والذئاب.
كما بحثت الدراسة ما إذا كانت ثروة المنطقة أو الناتج المحلي الإجمالي للمدينة أو الحد الأدنى لدرجة الحرارة مرتبطة بأعداد الفئران، لكنها لم تظهر ارتباطًا باتجاهات تزايد الفئران.
ومع ذلك، تظل المدن بيئات معقدة للغاية. على سبيل المثال، في حين وجد العلماء ارتباطًا بين تزايد أعداد الفئران والتحضر، والذي تم تقييمه بصور الأقمار الصناعية، ممثلاً في نقص الغطاء النباتي، وجدت أبحاث أخرى أن المساحات الخضراء الحضرية تشكل مزيجًا من العوامل عندما يتعلق الأمر بأعداد القوارض.
إعلانعلى سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن الشكاوى المتعلقة بالفئران انخفضت كلما اقتربت من المساحات الخضراء، لكنّ دراستين أخريين اقترحتا العكس في الواقع، وخلصتا إلى أن الزيادة في أعداد الفئران مرتبطة بقرب المساحات المفتوحة العامة والأراضي الشاغرة.
بعبارة أخرى، قد تبدو المدينة أكثر تحضرًا ككل، ولكن عندما تقرب الصورة قد تجد مساحات خضراء داخل المدينة تعمل كغطاء لتجمعات الفئران المتزايدة.
كيف سيؤثر هذا علينا؟تحمل النتائج التي توصل إليها الباحثون آثارًا خطِرة على المدن التي تعاني فعلا من ارتفاع درجات الحرارة، وتكافح للتعامل مع القوارض المدمرة التي تنشر الأمراض، وتلوث الطعام، وتعض الناس والحيوانات الأليفة، وتمضغ الأسلاك في المنازل والسيارات.
ويُتوقع أن تواجه العديد من الدول هذه الظاهرة كجزء من الكوارث المناخية المتزايدة، إذ تكبد الفئران الولايات المتحدة وحدها خسائر تقدر بنحو 27 مليار دولار سنويًا، بسبب الأضرار التي تلحقها بالبنية الأساسية والمحاصيل وإمدادات الغذاء الملوثة.
وينذر تكاثر الفئران المتسارع في المدن والمناطق الحضرية بعواقب مدمرة مرتبطة بتغير المناخ، فقد وجد الباحثون أن العيش مع الفئران "يؤثر على الناس ونفسياتهم"، وتزيد رؤيتها يوميًا من خطر الإصابة بالاكتئاب بمقدار 5 أضعاف.
الفئران ضارة أيضًا بالصحة العقلية، هذا فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بأمراض تنقلها مثل التيفوس والطاعون وداء البريميات، المعروف أيضًا باسم مرض ويل، مما يشكل تهديدًا إضافيًا لصحة الإنسان، فكيف يمكن للمدينة أن تتحكم في أعداد الفئران مع ارتفاع درجات الحرارة؟
يقول ريتشاردسون "بالنسبة للمدن التي تشهد هذه الزيادات في أعداد الفئران، فليس بالضرورة إلقاء اللوم على الفرق المخصصة لمكافحة القوارض في معظم المدن، ففي أغلب الأحيان، تكون الموارد قليلة، ولا يملكون ميزانية كبيرة أو عددًا كافيًا من الموظفين لمعالجة الشكاوى الواردة والتعامل مع الإصابات الشديدة الموجودة فعلا، لذا فإنهم يواجهون صعوبة في مكافحة القوارض لأسباب خارجة على سيطرتهم".
إعلان الحرب على الفئرانتكثف بعض المدن جهودها فعلا للتعامل مع هذه المشكلة. على سبيل المثال، تضم واشنطن العاصمة "أكاديمية للفئران" لتدريب مديري العقارات والمبيدين الخاصين على رصد ومهاجمة الإصابات وتقوم مجموعات من أصحاب الكلاب باستئصال الفئران باستخدام كلاب الترير.
وفي عام 2023، وظفت الحكومة المحلية في نيويورك "قيصر فئران"، وهي مختصة فئران مهمتها الوحيدة القضاء على الفئران المنتشرة في المدينة، وتوجيه خطة لتأمين النفايات في صناديق القمامة، حيث لا تستطيع القوارض الوصول إليها.
ومع ذلك، وجد تحقيق أجرته شبكة سي بي إس أن الفئران تزايدت بنسبة تزيد عن 7% منذ تولت إدارة عمدة نيويورك إيريك آدامز في عام 2022، وأطلق "حربه على الفئران".
ويقول خبراء الفئران إن كل هذا لا يكفي، ففي "الحرب على الفئران"، التي تشير التقديرات أنها تكلف 500 مليون دولار كل عام، تفوز القوارض في النهاية.
ويصعب معرفة حجم المشكلة لأن إجراء إحصاء على حيوان ليلي يختبئ في المجاري والأزقة أمر صعب، كما أن الموارد المتاحة تذهب نحو محاولة الحد من أعداد القوارض، وفي كثير من الأحيان، لا يتبقى شيء للأبحاث أو حتى جمع البيانات البسيطة.
مهمة شاقةمع استمرار ارتفاع درجات حرارة الكوكب وتفاقم أعداد الفئران، تظهر النتائج أن المدن بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود للسيطرة على أعدادها، والقضاء فعليًا على تلك الظروف المواتية التي تدعمها، وإزالة نفايات الطعام والحطام التي تمنحها القوت والمأوى.
ووجدت الدراسة أنه للسيطرة على الفئران بفعالية، تحتاج المدن إلى تخصيص ميزانيات أكبر لهذه المجموعات وإلى مزيد من الموظفين خاصة، في هذه الفرق التي تكافح القوارض.
ويقول ريتشاردسون "أما ما يخص ارتفاع درجات الحرارة، فلا يوجد كثير مما يمكن للمدن فعله حيال ذلك، ولكن الأمر كله يتعلق بحماية البشر من الفئران، وكيفية حفاظهم على مساكنهم من حيث إدارة القمامة ونفايات الطعام وأشياء من هذا القبيل".
إعلانوينصح بالحرص على تأمين مخلفات طعامك ولا تدعها تتحول إلى وليمة للفئران، ويضيف "إذا لم تتمكن من التعامل مع تهديد الفئران، فيمكنك على الأقل التعامل مع مشكلة القمامة بجعلها غير متاحة للفئران، وهذا هو النهج الأكثر تأثيرًا للسيطرة عليها، وإذا كنت تعتقد أنها مجرد مشكلة صغيرة، ففكر مرة أخرى".
وتظهر النتائج أن أفضل إستراتيجيات مكافحة القوارض تتضمن جعل البيئة الحضرية أقل ملاءمة للفئران، على سبيل المثال، عن طريق وضع القمامة في حاويات وليس في أكياس في الشارع، وهو الإجراء الأكثر أهمية كما يقول الباحثون.