اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الاتفاق الذي أبرمته أوروبا مع تونس لمنع تدفق المهاجرين يشكل "حملة وحشية قاسية لا تحتمل من الدول الأوروبية ضد المهاجرين"، مشيرة إلى أن الاستعانة بمصادر خارجية لمراقبة الحدود، يمثل تقصير أوروبي في أداء الواجب تجاه المهاجرين، و"صفقة كريهة مع نظام ديكتاتوري".

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها، إن هناك تعاطفا مع المهاجرين في أوروبا، وهو ما ظهر في مهرجان البندقية السينمائي الشهر الماضي، حيث حظى فيلم "أنا كابتن" بإشادة كبيرة وفاز بجائزة "الأسد الفضي"، وكان هناك استقبال حافل له، لأنه تناول رحلة مراهقين سنغاليين تضمنت تعايشهما مع العنف والابتزاز والاحتجاز والعمل القسري على أيدي الشرطة الفاسدة والمتاجرين بالبشر في شمال إفريقيا.

ورغم أن الفيلم قدم مشاهدة مفجعة، لكن "الجارديان" أكدت أن تقاريرها الواردة من تونس تشير إلى أن الواقع أكثر كآبة، وأن أوروبا متواطئة بشدة في الرعب الذي يتكشف الآن.

اقرأ أيضاً

تونس تحبط 52 عملية هجرة غير نظامية في يومين فقط

قمع وحشي للمهاجرين

وأشارت إلى اتفاق وقعه الاتحاد الأوروبي في يوليو/ تموز الماضي، يقدم مساعدات إلى الرئيس التونسي الذي وصفه التقرير بـ"الاستبدادي"، قيس سعيد، مقابل شن حملة على المهاجرين غير الشرعيين الذين يسعون لعبور البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا.

ووفقا لشهادات المهاجرين والمنظمات غير الحكومية الموجودة على الأرض، كانت النتيجة هي القمع الوحشي والإساءة والترهيب للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى.

ونقل مراسل "الجارديان" أن أكثر من 4 آلاف شخص قد تم احتجازهم ثم إلقائهم في مناطق صحراوية نائية على حدود تونس مع ليبيا والجزائر، وقد تعرض بعضهم للضرب وسرقة أموالهم على أيدي حرس الحدود.

ويُعتقد أن العشرات لقوا حتفهم بسبب العطش أثناء محاولتهم العودة إلى الساحل أو إلى مكان آخر.

وتحدثت الصحيفة مع أحد طالبي اللجوء من الكاميرون الذي انفصل عن زوجته وطفله أثناء رحلة هجرة، ثم تعرف على جثتيهما بعد نشر صور لهما ميتين في الصحراء.

وانتقدت الصحيفة ما قالت إنه خطاب تحريضي من جانب قيس سعيد، عزز العداء العنصري للمهاجرين السود، وتسبب في اندلاع أعمال العنف ضدهم.

وفي ليبيا المجاورة لتونس وقع الاتحاد الأوروبي اتفاق مماثل أيضا قبل ست سنوات، وهناك يتعرض المهاجرون المحتجزون بشكل روتيني للاغتصاب والضرب والابتزاز والطرد الجماعي.

اقرأ أيضاً

رايتس ووتش: الاتحاد الأوروبي يشجع تونس على انتهاكاتها ضد المهاجرين

خيانة للقيم الأوروبية

وقالت الصحيفة إن "التواطؤ الجبان في انتهاكات حقوق الإنسان، باسم الحدود الآمنة"، يشكل خيانة للقيم التي تدافع عنها أوروبا.

وكما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "لابد أن ترشدنا الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعاون في تعاوننا ـ، وهو الأمر الذي لم يحظ بالاعتبار المناسب في الاتفاق مع تونس".

ويشير التقرير إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والمحاطة بجورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا اليمينية المتطرفة، ومارك روته، الزعيم الهولندي المنتهية ولايته، باتت ترى أن توظيف الديكتاتوريين كحرس حدود لأوروبا أمر يمكن التعاطي معه.

اقرأ أيضاً

أرقام صادمة.. الهجرة من تونس لإيطاليا ترتفع 70% رغم الاتفاق مع أوروبا

بعد تونس.. صفقة متوقعة مع مصر

وفي القمة الأوروبية الأخيرة، والتي عقدت في غرناطة، الخميس الماضي، اتحد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مع ميلوني في تأييد مثل هذه الصفقات.

وربما تكون الصفقة مع النظام في مصر هو الأمر التالي.

وتختتم "الجارديان" افتتاحيتها بالقول إن التحدي المتمثل في الهجرة في القرن الحادي والعشرين معرض لخطر تفكك النسيج الأخلاقي للسياسة الأوروبية، لا سيما أن عدم الاستقرار والصراع الجيوسياسي، وعدم المساواة العالمية، وحالة الطوارئ المناخية، تعني أن الهجرة الجماعية هي ظاهرة عصرنا.

ويطرح هذا مشاكل ومعضلات عظيمة، وبالنسبة لقارة تعاني من الشيخوخة السكانية وتحتاج إلى تحديث قوتها العاملة، فإن هناك دائما فرص في المهاجرين.

المصدر | الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مهاجرين غير شرعيين صفقة مكافحة الهجرة البحر المتوسط قيس سعيد

إقرأ أيضاً:

طلب إحاطة في النواب لاستدعاء وزير التعليم بسبب وحشية معلمة في تعذيب طفلة بالحضانة

تقدمت النائب سميرة الجزار عضو مجلس النواب بطلب إحاطة الى المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء و السيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى.

برلماني يثمن دور واعظات الأوقاف في الحفاظ على تماسك المجتمع والأسرة المصرية برلماني: إشادة الإمارات بدور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي نجاح كبير لمصر

وبخصوص إنتشار فيديو تعذيب مدرسة لطفلة وضربها بطريقة وحشية يعاقب عليه القانون بحضانة الرحاب بطنطا
وأرفقت " الجزار " فى طلب الاحاطة فيديو ضرب وتعذيب طفلة بحجة تدريسها وتعليمها يعبر عن أن وزارة التعليم ليس لديها أدوات لرقابة الحضانات والمدارس مشيرة إلى أن الضرب بهذا الشكل يعبر عن أن المدرسة لديها كمية من الغل والحقد ويعبر عن نفس غير سوية ومريضة نفسية فكيف تترك الوزارة أطفالنا فريسة لمدرسين غير أسوياء ومرضي نفسيا.

وطالبت النائبة سميرة الجزار من وزير التعليم فورا بالتحقيق مع الحضانة ومديرها والتحقيق مع المدرسة والأخصائية التي صورت الواقعة ولم تنقذ الطفلة من المدرسة التي تعذب الطفلة البريئة وعلي الوزارة إتخاذ اللازم لضمان عدم تكرار هذا الأسلوب الهمجي ووضع ضوابط وجزاءات توقف مثل هذه الممارسات من الضرب والقمع والترهيب والتخويف.

كما طالبت النائبة سميرة الجزار بإحالة طلب الإحاطة الي لجنة التعليم وإستدعاء السيد وزير التعليم لمناقشته وسؤاله عن خطة الوزارة في كيفية الرقابة علي العملية التعليمية برمتها وحدود العلاقة بين المدرسين والطلاب وبإنتظار نتائج التحقيقات والإعلان عنها حتي يطمئن الأهالي علي أبنائهم في المدارس والحضانات

 

مقالات مشابهة

  • «الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
  • سفير تونس بالقاهرة: ندعم مصر في تطبيق القانون على المهاجرين واللاجئين لسُلطة القانون ونشترك معها في أننا دولة عبور
  • هولندا تؤكد استعدادها لاعتقال نتنياهو وغالانت.. وديربورن الأمريكية أيضا
  • سفير تونس في القاهرة: نؤكد دعمنا لمصر في تطبيق القانون على المهاجرين واللاجئين
  • سفير تونس بالقاهرة: نساند مصر في تنظيم أوضاع المهاجرين
  • سفير تونس بالقاهرة: ندعم مصر في تطبيق القانون على المهاجرين واللاجئين
  • هولندا تؤكد استعداداها لاعتقال نتنياهو وغالانت.. وديربورن الأمريكية أيضا
  • ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية فرصة لليبيا لتعزيز إنتاجها وتصديرها للطاقة
  • طلب إحاطة في النواب لاستدعاء وزير التعليم بسبب وحشية معلمة في تعذيب طفلة بالحضانة
  • عمر مرموش الإعصار المصري الذي يجتاح أوروبا