قمر اصطناعي يثير قلق علماء الفلك.. ما السبب؟
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
على بعد 330 ميلا من الأرض، هناك قمر اصطناعي تجاري يسطع بشكل أكبر من أغلب النجوم، مما يهدد عملية جمع علماء الفلك للبيانات من السماء.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إلى أن القمر الاصطناعي أطلق عام 2022 بواسطة شركة "سبيس موبايل" ومقرها ولاية تكساس الأميركية، ويحمل اسم "بلو ووكر 3"، من أجل خدمة هواتف محمولة أفضل عبر القارات.
لكن بحسب دراسة نشرت هذا الأسبوع في مجلة "نيتشر"، فإن القمر الاصطناعي يعتبر من بين "أكثر 10 أجسام سطوعا في السماء".
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، سيغفرايد إيغل: "القمر الاصطناعي من بين أكثر 10 أجسام سطوعا في السماء، لو تم وضع الشمس والنجوم في الحسبان. هذا لا يصدق".
استمرت الدراسة في قياس سطوع القمر الاصطناعي على مدار 130 يوما، وأشارت إلى أن "مشكلته تكمن في حجمه الكبير"، حيث تصل مساحة مجموعة الهوائي الخاصة به نحو 64 مترا مربعا، مما يعكس الكثير من الضوء نحو الأرض ويجعله لامعا بدرجة كبيرة جدا.
وأشار إيغل إلى أن هذا اللمعان القوي "يؤثر على عمل علماء الفلك، حيث يعوق عملية جمع البيانات، ويخفي الأجسام الموجودة قرب كوكب الأرض".
وأضاف أن كل "قمر اصطناعي تابع لستار لينك، يكون أكثر سطوعا بمعدل 10 مرات مقارنة بالمستوى المأمول من علماء الفلك".
كما أوضح أن هناك "محاولات حالية لمواجهة مثل هذه المشكلات التي تمثلها الأقمار الاصطناعية"، مثل التي تطلقها شركة "سبيس إكس" المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك.
وتخطط "سبيس إكس" لإطلاق نحو 40 ألف قمر اصطناعي خلال السنوات المقبلة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القمر الاصطناعی قمر اصطناعی علماء الفلک
إقرأ أيضاً:
د. محمد بشاري يكتب: هل يحمل الذكاء الاصطناعي الأمانة في سبيل عمارة الأرض وحمايتها؟
في ظل التحديات البيئية الحادة، يبرز تعاون جديد بين قادة الأديان وخبراء التكنولوجيا، بهدف تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق توازن جديد يحافظ على كوكب الأرض. وفي قمة عُقدت تحت شعار “أديان العالم من أجل كوكب أخضر” في باكو، يومي ٥-٦ نوفمبر اجتمع ممثلو الأديان والعلوم التقنية لتأكيد ضرورة تضافر الجهود لمواجهة أخطار تغير المناخ وتهديدات التلوث التي تلقي بظلالها على الأجيال المقبلة. هذا التحالف بين القيم الروحية والحلول التقنية الحديثة، وبخاصة الذكاء الاصطناعي، يثير تساؤلات حول كيفية تفعيل هذه الأدوات لتحقيق أهداف تنموية مستدامة دون خلق تحديات بيئية إضافية.
تأتي هذه القمة كصدى لمبدأ أصيل في كل الأديان، فالتعاليم السماوية ترى أن الأرض أمانة في يد الإنسان، وأن واجبنا كمستخلفين في الأرض هو عمارتها وحمايتها. قال الله تعالى في محكم تنزيله: “إني جاعل في الأرض خليفة” [البقرة: 30]، مشيرًا إلى أن هذه الخلافة تفرض على الإنسان مسؤولية الرعاية والحرص على الموارد. كما تأكد الآية الكريمة “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها” [الأعراف: 56] أهمية الحفاظ على البيئة وعدم الإضرار بها. هذه القيم الدينية العميقة تتقاطع مع ما يسعى إليه العلماء في حقل التكنولوجيا اليوم، حيث تتطلع الأديان إلى دور جوهري للعلم والتقنية في حفظ هذا الكوكب.
ومع تطور الذكاء الاصطناعي، تزداد قدرته على تحليل البيئات المعقدة وتقديم حلول فعالة لإدارة الموارد، لكن السؤال الجوهري يظل: هل يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحقيق عمارة الأرض دون أن يصبح هو ذاته عبئًا عليها؟ هنا يأتي دور القادة الروحيين، الذين يمكنهم تقديم إطار أخلاقي يحكم هذا التوجه، ويضمن توجيه التقنية لتخدم الاستدامة لا أن تهددها.
فالقادة الدينيون يمتلكون قدرة كبيرة على التأثير في وعي الشعوب، حيث يرتبط خطابهم بالقيم العميقة التي تتجاوز المصالح الضيقة، فيرسخون في نفوس الناس شعورًا بالمسؤولية تجاه الأرض بوصفها أمانة. بهذا يمكنهم دعم تطور الذكاء الاصطناعي ليكون جزءًا من حل الأزمة البيئية، وليس مجرد أداة تستنزف الموارد. حين يلتقي الخطاب الديني مع الابتكار التكنولوجي في هذا السياق، يظهر نموذج جديد للعمل الجماعي يوازن بين الروح والعلم، بين التقدم واحترام النظام الطبيعي.
وتأتي قمة باكو لتأكيد هذه الرؤية المشتركة، حيث يسعى قادة الأديان وخبراء التقنية إلى بناء إطار عالمي للتضامن البيئي، ينطلق من مسؤولية الجميع عن عمارة الأرض، كما أمرنا الله. فالخطاب الديني يزرع في الأفراد وعيًا عميقًا، ويمنحهم دافعًا أخلاقيًا تجاه قضايا البيئة، ما قد يتيح للتكنولوجيا أن تكون أداة إيجابية في سياق هذه القيم.
لكن يبقى السؤال مطروحًا: هل سينجح هذا التحالف الروحي-التقني في تحقيق أهداف الاستدامة دون أن يكون سببًا لمشكلات جديدة؟ وهل يمكن توجيه الذكاء الاصطناعي ليخدم قضية عمارة الأرض بروح منسجمة مع المبادئ الدينية التي ترى في الطبيعة أمانة وجب صونها؟ هذه القمة قد تكون بداية لمرحلة جديدة، مرحلة تُجمع فيها جهود العلم والإيمان لتحقيق مستقبل أخضر وآمن للأجيال المقبلة.