أقرت بفشل استخبارات إسرائيل.. صحف عبرية: طوفان الأقصى انتصرت
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
أقرت وسائل الإعلام العبرية، بفشل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للاحتلال في مواجهة معركة "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، السبت ضد إسرائيل.
وقالت صحيفة "معاريف"، إن الهجوم الفلسطيني على إسرائيل "فشل استخباري إسرائيلي هائل صدم العالم كله".
وأضافت أن "الحكومة تفاجأت بالهجوم".
واعتبرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لم يقم بمهمته، قائلة إن "قيادات إسرائيل كانت نائمة بينما كانت المقاومة تدك المستوطنات والقواعد العسكرية".
فيما أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، بأن "حماس حققت كل صور النصر الممكنة عند بدء هجومها"، موضحة أن كتائب القسام عبرت إلى غلاف غزة من الجو والبر والبحر.
اقرأ أيضاً
عملية غير مسبوقة صدمت إسرائيل.. ما هي قائمة الأهداف التي طالتها طوفان الأقصى؟
وأفادت بأنه "تم اختراق الدفاعات الإسرائيلية بأكملها في محيط قطاع غزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى القواعد العسكرية التي اقتحمها مسلحو حماس هي مقر قيادة "فرقة غزة"، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنهم "يغرقون غلاف غزة بالجنود لأنه ما زالت هناك مواقع اشتباك".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن بعض المستوطنات لم تصلها قوات الشرطة أو الجيش بعد ساعات من اختراق مقاتلي المقاومة الإسرائيلية لها.
وأعلنت حماس السيطرة على 3 مستوطنات على الأقل في غلاف غزة، بعد 5 ساعات من انطلاق "طوفان الأقصى".
فيما قالت القناة "12"، نقلا عن ضابط رفيع إن الجيش يخوض معارك من منزل إلى منزل في مستوطنات عدة.
اقرأ أيضاً
إسماعيل هنية: نخوض ملحمة بطولية دفاعا عن الأقصى
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إنهم سيحتاجون ساعات طويلة لاستعادة السيطرة على المستوطنات التي تسلل إليها مقاتلو حماس.
وتُعتبر المرة الأولى، منذ تأسيس حماس، التي تتمكن فيها من الدخول إلى المستوطنات والبلدات الحدودية.
وقد أربكت العملية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إذ أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجانب الإسرائيلي لم يكن يعلم عنها شيئا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، في فيديو، نشره على منصات التواصل الاجتماعي: "نحن في حالة حرب، ولسنا في عملية عسكرية".
وأضاف: "شنت حماس هجوما قاتلا مفاجئا ضد دولة إسرائيل ومواطنيها. لقد أمرت أولا وقبل كل شيء بتطهير التجمعات السكانية من (الإرهابيين) الذين تسللوا وأمرت بعملية كبيرة: تعبئة الاحتياطيات على نطاق واسع. وسيدفع العدو ثمنا غير مسبوق".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن وزير الدفاع يؤاف غالانت، صادق على استدعاء قوات احتياط بعد الإعلان عن الاستعدادات للتعامل مع الوضع كحالة حرب.
اقرأ أيضاً
إسماعيل هنية: نخوض ملحمة بطولية دفاعا عن الأقصى
المصدر | وكالاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين الأقصى إسرائيل حماس القسام طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
عـبدالله علي صبري : مشروع قناة بن غـوريون ما بعد طـوفان الأقـصى
شهية الصهاينة في التوسع لا حدود لها، فهم لا يتأخرون في انتهاز الفرص واستغلال كل الظروف في سبيل احتلال أراضي الغير وفرض الهيمنة على المنطقة بقوة الحديد والنار، وبالاستفادة من سطوة الدول الكبرى وتوثيق الصلات بها.ومنذ ستينات القرن الماضي وبعد أن أعلنت مصر عبد الناصر تأميم قناة السويس، ما شكل حجر عثرة أمام تمدد الكيان الصهيوني، فكرت إسرائيل وأمريكا بإنشاء قناة بديلة تربط ميناء أم الرشراش/ إيلات على البحر الأحمر بميناء عسقلان على البحر الأبيض المتوسط. غير أن الفكرة ظلت حبيسة الأدراج، حتى عادت للظهور مجددا في 2021 تحت مسمى مشروع ” قناة بن غوريون “، حين باشر قادة الكيان الصهيوني الخطوات التنفيذية الأولى لشق القناة، لولا أن معركة طوفان الأقصى قد جمدت المشروع حتى حين.
قناة بن غوريون التي ستكون منافسة لقناة السويس ليست هدفا اقتصاديا لدولة الكيان فحسب، لكنها أيضا تنطوي على هدف استيطاني توسعي في غزة، خاصة أن التقارير والدراسات تشير إلى أن شق القناة عبر شمال غزة المحاذي لميناء عسقلان قد يختصر 100 كم من المسافة بين إيلات وعسقلان، ما يعني توفير ثلث التكاليف المالية أيضاً.
وتحت ذريعة تنفيذ هذا المشروع، ظهرت أصوات تطالب بتهجير سكان غزة وإعادة الاستيطان في شمال القطاع كخطوة أولى، بل إن اليهودي الأمريكي جاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب، كان قد صرح بأهمية الواجهة البحرية لقطاع غزة وقيمتها الكبيرة لإسرائيل، التي يجب عليها تهجير المدنيين الفلسطينيين منها ونقلهم إلى “صحراء النقب”. والمفارقة أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان قد اقترح على الصهاينة في عدوانهم الأخير على غزة، تهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب أيضا!.
وبرغم أن الجرائم الوحشية التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها في غزة على مدى 15 شهرا، تشكل حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة، إلا أنها غير منفصلة عن مخطط تنفيذ القناة بين إيلات وعسقلان، لكن مرورا بغزة.
لن يستقر ولن يستمر هذا المشروع إلا بالهدوء التام في غزة وكل فلسطين المحتلة، أما مع المقاومة فإن القناة المرتبطة بميناء عسقلان ستكون هدفا استراتيجيا ضاغطا على الكيان في حال أي تصعيد أمني أو عسكري تجاه غزة ومقاومتها، ولذا لن نستغرب إذا عملت أمريكا مع إسرائيل والدول العربية على تمرير صفقة طويلة المدى في غزة تحت وهم ” السلام الاقتصادي “، الذي من شأنه تهيئة المناخ الأنسب لتنفيذ قناة بن غوريون وتحويلها إلى واقع مستدام.
وبحسب مراقبين، فإن الحماس الأمريكي لهذا المشروع يتعاظم يوما بعد آخر في إطار احتدام الحرب الاقتصادية الصينية الأمريكية، وبهدف محاصرة مشروع ” طريق الحرير ” وتجمع دول ” بريكس “، الذي انضمت إليه مصر مؤخرا. وليس خافيا مدى خطورة قناة بن غوريون على الاقتصاد المصري ومنافستها لقناة السويس ذات الأهمية الجيوستراتيجية لمصر وللعرب.
وقد رأينا كيف سارعت إسرائيل إلى تحريك الجسر البري من الإمارات وإلى داخل الكيان مرورا بالأراضي السعودية والأردنية، في محاولة التفاف على الحصار البحري الذي تمكنت جبهة الإسناد اليمنية، من فرضه على ميناء أم الرشراش والملاحة الدولية المتجهة إليه.
كما إن هذا المشروع لا ينفصل عن المخططات الموازية، مثل صفقة القرن، والشرق الأوسط الجديد، والممر الاقتصادي البري والبحري بين الهند وأوروبا مرورا بدول الخليج وإسرائيل. وكلها مشاريع تستهدف القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي، ولكن بمشاركة أدوات عربية رهنت نفسها للشيطان الأكبر.
15-1-2025