قطر تستضيف النسخة الثالثة من ملتقى الأمن السياحي
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
تحت رعاية سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية قائد قوة "لخويا"، تستضيف دولة قطر، خلال يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، ملتقى الأمن السياحي في نسخته الثالثة والذي يعقد تحت عنوان "الأمن وشمولية المقاصد السياحية"، وذلك ضمن فعاليات "الدوحة عاصمة السياحة العربية لعام 2023".
ويشارك في الملتقى، الذي ينظم بالتعاون بين وزارة الداخلية ومجلس وزراء الداخلية العرب، عدد من أصحاب السعادة وزراء السياحة العرب وكبار المسئولين من قادة الأمن والأمن السياحي بالوطن العربي وجامعة الدول العربية، إلى جانب ممثلين عن منظمات العمل العربي المشترك وأكاديميين وكبار المختصين في هذا المجال.
وأوضح سعادة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة، في تصريح له، أن برنامج الملتقى الذي تطلقه المنظمة هذا العام، سيتضمن أربع جلسات حوارية سيتم من خلالها مناقشة العديد من الأوراق التي تعني بصناعة السياحة على امتداد الوطن العربي لتنميتها وتطويرها.
وأضاف أن الجلسة الأولى ستعقد بعنوان "البنية الأساسية للمقاصد السياحية" والتي تستعرض تأمين المطارات ضد المخاطر حسب المواصفات العالمية، وتتناول تجربة دولة قطر في أمن وسلامة المشاركين ببطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، كما ستشمل مناقشة مخاطر الاستثمارات السياحية وآلية ضمانها، بينما تبحث جلسة العمل الثانية موضوعات تتعلق بحقوق وواجبات السائح وحقوق المسافرين والإعلام ودوره في التوعية السياحية.
وأشار إلى أن الجلسة الثالثة ستركز على الأمن السيبراني، خاصة ما يتعلق بالجرائم الالكترونية وآثارها على السائح من خلال أمن الفعاليات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وآلية مواجهة جرائم الاحتيال التي يتعرض لها السائح عبر بطاقات الائتمان، فيما تناقش الجلسة الرابعة مسألة تأمين السائح والمنشآت السياحية من خلال طرح آلية مواجهة الكوارث والأزمات السياحية بالإضافة لطرح تجارب عربية في مجال الأمن السياحي.
وأكد أن المنظمة تعقد هذا الملتقى تأكيدا على أهمية الأمن واعتباره ركيزة أساسية للتنمية والتطوير لصناعة السياحة، معتبرا في الوقت ذاته الملتقى مناسبة مهمة لتعزيز التعاون والتنسيق بين أجهزة الأمن والقائمين على صناعة السياحة في الوطن العربي والتي تشكل رافدا مهما في اقتصاديات الدول العربية.
وشدد على حرص الدول العربية على أمن وسلامة السائح العربي والأجنبي، ما يعزز جاذبية السوق السياحية العربية ورفع قدرتها التنافسية مع غيرها من الوجهات السياحية الدولية.
وثمن رئيس المنظمة العربية للسياحة دعم وزارة الداخلية للنسخة الثالثة للملتقى ضمن فعاليات الدوحة عاصمة السياحة العربية لعام 2023، والتي نفذت العديد من البرامج والفعاليات منذ بداية هذا العام، ما رفع نسبة السائحين لأكثر من 95 بالمئة مقارنة بالعام 2019، لتحقق بذلك المركز الأول عالميا في نمو عدد السياح.
يشار إلى أن الملتقى الثاني للأمن السياحي عقد في محافظة الاحساء السعودية، عاصمة السياحة العربية في العام 2019، وصدرت عنه 13 توصية تتعلق بتعزيز أمن وسلامة المنشآت السياحية والسائح معا.
المصدر: العرب القطرية
إقرأ أيضاً:
ملتقى الأزهر: بناء الأسرة على أُسسٍ صحيحةٍ الركيزة الأولى لتماسك المجتمعٍ
عقد الجامع الأزهر، حلقةً جديدة من الملتقى الفقهي «رؤية معاصرة»، تحت عنوان: «الترابط الأسري وبناء المجتمع»، وذلك ضمن اللقاءات الأسبوعية التي تُعقد كل اثنين بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية.
شارك في الملتقى فضيلة الأستاذ الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وفضيلة الأستاذ الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، وأدار اللقاء الإذاعي القدير الأستاذ سعد المطعني، المدير العام السابق بإذاعة القرآن الكريم.
أكد فضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أنّ بناء الأسرة على أُسسٍ متينةٍ وصحيحةٍ هو الركيزة الأولى لبناء مجتمعٍ قويٍ ومتماسك، موضحًا أنّ شريعتنا الإسلامية أولَت الأسرة عناية بالغة منذ بداياتها الأولى، واهتمّت بمقدمات الزواج قبل عقده، فجعلت الخطبة للتعارف، وجعلتها وعدًا غير مُلزِم إذا لم يجد الأطراف القبول تجاه بعضهم أو وجدوا ما يمنعهم من الاستمرار، ومع ذلك لا يصحّ أن يتقدّم للخطبة من لا يحمل النية الجادّة، فبنات الناس لسنَ محلًّا للّهو أو التجربة.
وأضاف فضيلته أنّ الإسلام أحاط الخطبة بتشريعاتٍ دقيقة، تُيسّر للطرفين اتخاذ القرار السليم، فأجاز للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته، وأن يتحدّث معها بغرض التعرّف ومصلحة الزواج، وهي خصوصية لا تتوفّر في غير هذا الإطار، مشيرًا إلى أن الإسلام بهذا يُمهّد لبداية صحيحة تحفظ حقّ كلّ طرف، وتُسهم في تقليل حالات الفشل بعد الزواج.
ونوّه الدكتور شومان إلى توجيه الشرع الحنيف في معايير اختيار الزوجة الصالحة، حيث تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، ثمّ يوجّه النبي ﷺ المسلم بقوله: «فاظفر بذات الدين تربت يداك»، مشيرًا إلى أنّ الدين هو الضمانة الكبرى لاستمرار الحياة الزوجية، ولا مانع من أن تجتمع الصفات الأخرى في المرأة، لكنّ التفريط في الدين وحده هو الذي لا يُقبل، لأنّ ذات الدين وحدها كفيلة بأن تكون زوجة صالحة وأمًّا فاضلة.
أكّد الدكتور مجدي عبد الغفار، الأستاذ بجامعة الأزهر، أنّ مفتاح الإعمار الحقيقي لأيّ بيت هو حسن الاختيار، مشيرًا إلى أنّ كلّ بيتٍ عامرٍ تُدرك أن سرّ عمارته في اختيارٍ موفقٍ منذ البداية، وأنّ من أراد بناء أسرةٍ ناجحةٍ فعليه أن يُحسن انتقاء شريكه، فالاختيار الرشيد هو اللبنة الأولى في صرح الاستقرار الأسري.
وأضاف فضيلته أنّ البيت الساكن آيةٌ من آيات الله، كما دلّت على ذلك الآية الكريمة: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾، موضحًا أنّ هذه السكينة ليست مجرّد حالة شعورية، بل هي طمأنينةٌ نفسيةٌ واستقرارٌ وجدانيٌّ وروحيٌّ، لا يتحقّق إلا حين تتأسّس العلاقة الزوجية على الودّ والرحمة.
وأشار الدكتور عبد الغفار إلى أنّ حسن القرار يخرج من مناخ الاستقرار، فإذا ساد الاستقرار داخل الأسرة، انعكس ذلك على قرارات أفرادها خارجها أيضًا، بينما إذا افتقد البيت هذا الاستقرار واضطربت النفوس داخله، فإن القرارات تصدر مشوشة ومضطربة، وهو ما يُهدّد استقامة الفرد والمجتمع معًا، مؤكدًا أنّ المجتمع لا يقوم إلا على ثلاثة: الإعمار، والسكينة، وصواب القرار.
وفي ختام الملتقى، أشار الإذاعي القدير الأستاذ سعد المطعني إلى أنّ الملتقى ناقش قضيةً غاية في الأهمية نحتاج إليها في زمانٍ تشابكت فيه الأمور، وتداخلت المؤثرات التربوية، موضحًا أنّ التربية التي كانت يومًا ما ترتكز على الأب والأم والمدرسة، أصبحت اليوم مزاحَمةً بعوامل جديدة، في مقدّمتها الهاتف المحمول، الذي صار مصدرًا من مصادر المعرفة، سواء أكانت نافعةً أو ضارّة.
ونوّه المطعني إلى أنّ ما نشهده من طوفانٍ تكنولوجيٍّ متسارع قد أسهم في تشكيل عقول الناشئة، وهو ما يُلقي على الأسرة عبئًا مضاعفًا في تحقيق الترابط بين الزوجين، والأمّ وأولادها، والأب وأبنائه، مؤكدًا أنّ هذا الترابط هو البذرة الأولى لمجتمعٍ صالحٍ تُظلّله السكينة وتجمعه المودة، وأنّ الأسرة هي اللبنات الأولى التي يتكوّن منها صرح المجتمع، فكلّ أسرةٍ صالحةٍ تعني خطوةً نحو بناء أمةٍ متماسكةٍ راشدة.