السبب الحقيقي وراء انقطاع الإنترنت في العالم بعد 5 أيام
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
انقطاع الإنترنت، في عصرنا الحالي الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والاتصالات، أصبح الإنترنت جزءًا حيويًا من حياتنا اليومية. ومع ذلك، يواجه العالم تحديات جديدة تؤثر على استقرار الإنترنت.
بالتزامن مع تداول معلومات تفيد بمواجهة الأرض عاصفة شمسية قوية سوف تتسبب في انقطاع الإنترنت، يرصد “صدى البلد” العلاقة بين تأثير العواصف الشمسية القوية على انقطاع النترنت وتشويش الراديو.
تتسبب العواصف الشمسية القوية في إطلاق كميات ضخمة من الجسيمات المشحونة والإشعاع الكهرومغناطيسي من سطح الشمس. وعندما تصل هذه الجسيمات إلى الأرض، تتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض وتؤثر على البيئة الجوية حولنا.
أحد التأثيرات الرئيسية للعواصف الشمسية القوية هو زيادة تدفق الجسيمات المشحونة في طبقة الأيونوسفير، وهي الطبقة العليا من الغلاف الجوي الأرضي. وعندما تزيد كمية الجسيمات المشحونة في الأيونوسفير، يمكن أن يحدث تشوه في حقل المغناطيس الأرضي وتتأثر الاتصالات الراديوية وأنظمة الملاحة العالمية.
على الرغم من أن تأثير العواصف الشمسية على الإنترنت غير مباشر، إلا أنها قد تؤدي إلى انقطاع الاتصال بشكل مؤقت أو حدوث اضطرابات في شبكات الإنترنت.
لماذا ينقطع الإنترنت بسبب العواصف الشمسية ؟تعتمد شبكات الإنترنت على الألياف الضوئية والأقمار الصناعية وأجهزة التوجيه والبنية التحتية الرقمية الأخرى لنقل البيانات عبر العالم، وعندما يحدث تشوه في حقل المغناطيس الأرضي بسبب العواصف الشمسية، يمكن أن يتعرض هذا التحويل للتأثير.
في حالات العواصف الشمسية القوية، يتخذ مقدمو خدمات الإنترنت إجراءات احترازية للحد من التأثيرات السلبية على استقرار الشبكات.
يتضمن ذلك زيادة الحماية والتحصين للأجهزة والشبكات ضد تداعيات العواصف الشمسية المحتملة. ومع ذلك، قد لا تكون هذه الإجراءات كافية في حالة عواصف شمسية قوية جدى تتجاوز إمكانات الحماية المعتادة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العواصف الشمسية القوية ليست حدثًا نادرًا. وفقًا للمراقبة الفضائية، تتكرر العواصف الشمسية بشكل دوري وتشهد فترات نشاط شمسي متزايد. وبالتالي، يزداد احتمال حدوث تأثيرات على الإنترنت في المستقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اتصالات الفضاء انقطاع الإنترنت العواصف الشمسية انقطاع الإنترنت
إقرأ أيضاً:
باهظة الثمن وشحيحة.. نُدوب الحرب تُشوّه ألواح الطاقة الشمسية بغزة
غزة – يعلم فادي العبسي جيدا أن وصل لوح الطاقة الشمسية ببطاريته الصغيرة بشكل مباشر، دون جهاز "إنفيرتر" وسيط، سيؤدي إلى تلفها السريع، لكنه لم يأبه لذلك.
وترجع الطمأنينة التي يتحلى بها العبسي رغم حاجته الماسة لبطارية باهظة الثمن، إلى رداءة لوح الطاقة وضعف قدرته الشديدة على توليد التيار الكهربائي من أشعة الشمس، بعد أن هشمته شظايا القنابل الإسرائيلية التي أُلقيت على قطاع غزة خلال الحرب.
ويعتمد الغالبية العظمى من السكان المحرومين من الكهرباء في إنارة منازلهم ليلا على هواتفهم المحمولة، أو مصابيح "ليد" الموفرة للطاقة التي تُشغل بواسطة بطاريات صغيرة، يتم شحنها في أكشاك مقابل أُجرة مالية.
ويؤدي غياب الكهرباء إلى تعطيل شبه كامل لأوجه الحياة في قطاع غزة، وزيادة معاناة السكان.
ويمتلك العبسي لوحي طاقة شمسية، يستند الأول واقفا على عامود كهرباء، فيما يتكئ الثاني الذي اخترقته شظية، وخلفت به فوهة يزيد طولها عن 30 سنتيمترا، على حامل معدني، وفي ظلّ كل منهما وصل بطارية لشحنها.
إعلانولم يستطع الشاب الغزي شراء جهاز "أنفيرتر" اللازم لشحن البطاريات بطريقة آمنة، وإعادة تحويل تيارها الثابت إلى متردد لتشغيل الأجهزة الكهربائية، لارتفاع سعره الكبير، وشحّه من الأسواق.
ودفعت الحاجة إلى الكهرباء العبسي إلى شراء اللوحين، رغم ما لحق بهما من خراب، بسعر باهظ، بعد أن حرمت إسرائيل قطاع غزة من إمدادات الطاقة بشكل كامل منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما ألحقت إسرائيل دمارا هائلا بشبكات الكهرباء والبنى التحتية المتعلقة بها، وهو ما يجعل إصلاحها -في حال سمحت بذلك عقب انتهاء الحرب- أمرا يحتاج الكثير من الوقت والمال.
ولم تكتفِ إسرائيل بذلك، بل منعت الغزيين من تشغيل البدائل كالمولدات وأجهزة الطاقة الشمسية من خلال قطع إمدادات الوقود وحظر الاستيراد من الخارج.
واشترى العبسي اللوح الواحد بقرابة 3500 شيكل (الدولار: 3.6 شواكل) رغم رداءته الشديدة، علما أن سعر الجديد منه كان لا يتجاوز الألف شيكل قبل الحرب، حسب قوله.
وارتفعت أسعار الألواح والبطاريات وأجهزة الإنفيرتر، بشكل كبير نظرا لندرتها، وتختلف الأثمان حسب قدرتها وجودتها، لكن العثور على ألواح لم تسلم من ندوب الحرب يعد أمرا نادرا.
وبحسب العديد من المواطنين، فإن أسعار اللوح الواحد (غالبا يكون مستعملا وبه آثار القصف) يبدأ من 3 آلاف شيكل، وقد يصل إلى 10 آلاف حسب جودته وقدرته على توليد الطاقة الشمسية.
ويقول الكثير من مالكي ألواح الطاقة التي تتناثر على الأرصفة، والجدران، وأسطح المنازل، إن بعضها لا يعطي سوى 20 أو 30 بالمائة من قدرتها على توليد الكهرباء، بسبب ما تعرضت له من خراب خلال الحرب.
ويستخدم العبسي الكهرباء التي يخزنها في البطاريات لإنارة منزله بواسطة مصابيح "ليد"، دون القدرة على تشغيل أي أجهزة كهربائية أخرى.
إعلانكما أن استفادته من اللوح، خلال فصل الشتاء الحالي، متوسطة، نظرا لقلة ساعات شروق الشمس، وتوالي المنخفضات الجوية.
وتتوقف الاستفادة من ألواح الطاقة الشمسية على توفر البطاريات التي ارتفعت أسعارها ليصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 15 ضعف ثمنها الأصلي.
استغل محمود أبو الكاس شروق الشمس بعد يوم من احتجابها خلف السحاب، لتوليد الكهرباء بواسطة لوحين يمتلكهما، فأسندهما إلى بعض الأثاث المستعمل الذي يعرضه للبيع وسط شارع عمر المختار بغزة.
ولم يسلم اللوحان أيضا من آثار القصف الإسرائيلي، حيث تهشم سطحاهما بشكل بالغ، وهو ما يقلل من قدرتهما على توليد الطاقة.
وحسب أبو الكاس، فإن سعر اللوح الواحد "الجديد" من هذا النوع كان لا يتعدى قبل الحرب 350 شيكلا، لكنه قد يصل حاليا إلى 5 آلاف شيكل رغم الخراب الذي لحق به.
ويعاني الشاب الفلسطيني كذلك من ارتفاع سعر البطاريات الكبير، وهو ما يُقلل قدرته على الاستفادة من الألواح، حيث يشير إلى أن سعر البطارية ذات سعة المائة أمبير قد يصل إلى 10 آلاف شيكل.
وتختلف أسعار البطاريات أيضا، بحسب جودتها وسعتها التخزينية من الكهرباء.
ومنذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، يأمل الغزيون أن تسمح إسرائيل بإدخال الوقود وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات لتوفير بدائل للكهرباء المفقودة للتقليل معاناتهم الكبيرة.
أدى حرمان إسرائيل للسكان من الكهرباء وحاجتهم الماسة لها إلى نشوء ظاهرة مشاريع "نقاط الشحن"، لتمكين المواطنين من استخدام هواتفهم المحمولة وبطاريتهم، معتمدة على الطاقة الشمسية.
إعلانوتنتشر هذه المشاريع، في كافة مناطق قطاع غزة، عبر خيام أو أكشاك، أو "منازل" تعلوها لافتة "نقطة شحن"، حيث يحضر السكان هواتفهم وبطاريتهم لشحنها مقابل أجرة مالية.
وفي يومه الأول لتشغيل نقطة الشحن الخاصة به، يقول محمد زين الدين إن المشروع كلّفه نحو 6 آلاف شيكل، ذهب منهم 5 آلاف شيكل لشراء لوحي طاقة شمسية رغم رداءتها وإصابتها بخدوش وتهشم جراء القصف الإسرائيلي، وتمكّن من تدبّر باقي المتطلبات بمعاونة عائلته.
ويتقاضى زين الدين شيكلا واحدا مقابل شحن الهاتف، و3 شواكل مقابل البطارية.
ورغم المبلغ الكبير الذي اضطر لدفعه، تكلفة لمشروع بسيط، بدا الشاب الفلسطيني متحمسا، آملا أن يعود عليه ببعض المال للإنفاق على أسرته.
استمر زين الدين الذي اضطر لتأجيل افتتاح مشروعه مؤخرا، بسبب منخفضات جوية سريعة، في استقبال زبائنه بترحاب كبير، لكنّ عينيه كانتا تراقبان بقلق قرص الشمس الذي يختفي بين فينة وأخرى، خلف سُحب "آذار".