عربي21:
2024-11-18@05:47:34 GMT

باكستان في عالم متغيّر

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

باكستان دولة ذات ثقل في العالم الإسلامي، وهي دولة نووية منخرطة في صراع على سيادتها واستقلالها واستقرارها مع قوة عظمى صاعدة هي الهند. خلال الحرب الباردة بين الولايات المتّحدة والإتحاد السوفييتي، ارتفعت أهمّية باكستان بشكل كبير على المستوى الإقليمي والدولي. وقد أدى الغزو الذي قاده الإتحاد السوفييتي ضد أفغانستان في السبعينيات من القرن الماضي إلى جعل باكستان محور اهتمام رئيسي من قبل الغرب لاحتواء وإسقاط القطب الثاني في النظام الدولي.



على المستوى الإقليمي، وبالرغم من اختلاف شكل النظام ومرجعتيه واللغة والثقافة، لطالما حظيت باكستان بوضع خاص ومكانة رفيعة في المشهد العربي والإسلامي وبأشكال كثيرة ومختلفة لعل أبرزها على الإطلاق الشق العسكري، إلى جانب أشكال أخرى من بينها الثقافة والتعليم. باكستان لعبت دوراً أساسياً في تدريب وتأهيل الكوادر العسكرية في عدد من الدول العربية والإسلامية، وساعدت بعض هذه الدول على تطوير تكنولوجيا نووية.

ويغيب عن بال كثيرين اليوم أنّ سلاح الطيران الباكستاني ومن خلال طيّاريه شارك عملياً في الحروب العربية ـ الإسرائيلية في الـ 67 والـ 73. الطيّارين الباكستانيين شاركوا في هذه الحروب من خلال الإنضمام إلى جيوش عربية مختلفة واستطاعوا إسقاط 7 مقاتلات إسرائيلية دون أن يفقدوا طائرة واحدة. من بين هؤلاء الذين شاركوا في إسقاط مقاتلات إسرائيلية الباكستاني من أصل بنغلاديشي "سيف العظم" الذي أسقط 3 مقاتلات في 6 أيام.

سيف العظم يعتبر الطيّار الوحيد في العالم ربما الذي شارك رسمياً في خدمة أربع دول هي: الأردن، العراق، باكستان، وبنغلاديش، واستطاع إسقاط مقاتلات لدول خصمة في أكثر من بلد من بينها إسرائيل والهند.  سيف العظم توفي عام 2020، وسيخلّده التاريخ كبطل وستبقى صورته كذلك إلى الأبد. لكنّ وفاة سيف العظم تأتي في توقيت تعاني فيه باكستان من مشاكل وتحدّيات عديدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

في العقود الماضية، لاسيما بُعيد الحرب "المقدّسة" التي أطلقتها الولايات المتّحدة ضد "الإرهاب" في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، يمكن ملاحظة أنّ أهمّية باكستان على الصعيد الإقليمي، والعربي ـ الإسلامي، والدولي آخذة في التراجع بشكل سريع في ظل المشاكل الداخلية والتحديات الإقليمية والتحوّل الجاري في شكل النظام الدولي والتوازنات الدولية.

على الصعيد المحلي، باكستان محاطة بعدد من الجيران الذين يعانون من مشاكل داخلية متعاظمة كذلك وأخرى ذات صلة بالعلاقة مع الولايات المتّحدة، وهو ما ينعكس في نهاية المطاف على وضع باكستان الأمني والإقتصادي والسياسي وحتى الاجتماعي. العقوبات على إيران، هي عقوبات غير مباشرة على باكستان تحرمها من الاستفادة من التجارة. العقوبات على أفغانستان، هي عقوبات غير مباشرة على باكستان تزيد من الضغط المالي والاجتماعي عليها لاسيما مع تزايد اللاجئين.

من دون تحوّل استراتيجي في فكر وسياسة باكستان سيكون من الصعب الإستفادة من التحولات الجارية على المستوى الإقليمي والدوليعلى الصعيد الإقليمي، انسحاب الولايات المتّحدة من أفغانستان  ـ كما هو وجودها السابق ـ لم يُفد باكستان بالشكل الذي كان يتوقعه البعض، وهي تدفع الثمن في الحالتين. باكستان لا تستفيد اليوم من المصالحات وعمليات التطبيع الجارية في الإقليم سواء في منطقة الخليج العربي أو في الشرق الأوسط، حيث يتم النظر إليها بشكل عام على أنّها مصدر للعمالة الرخيصة فقط! معظم دول المنطقة أعادت التموضع بشكل يقرّبها إلى الهند في ظل التنافس الدولي المتصاعد بين الولايات المتّحدة والصين. ولا شك أنّ ذلك يأتي على حساب باكستان حيث تمّ تجاهل وضع إسلام أباد في الصراع مع الهند كما تمّ تهميش قضية كشمير.

على الصعيد الدولي، وفي سياق التنافس المتزايد بين الولايات المتّحدة والصين، تنظر واشنطن إلى علاقاتها مع عدد كبير من الدول من خلال عدسة الموقف من الصين. واستناداً إلى هذا المعيار، فإنّ الولايات المتّحدة تنظر إلى باكستان على أنّها تحت تأثير الصين بشكل أساسي وأنّه لا أهمّية لعلاقة مع باكستان في ظل التحالف مع الهند واعتبار الهند الشريك الاستراتيجي الرئيسي في الاستراتيجية المفترضة لاحتواء ومواجهة الصعود الصيني.

وبالرغم من أنّ باكستان تبدي انفتاحاً واستعدادًا لمد يد التعاون مع الجميع على أساس الربح المتبادل في ظل التحوّلات الجارية في الإقليم وعلى المستوى الدولي، إلاّ أنّ دعواها لا تلقى آذاناً صاغية بالضرورة من الآخرين، إمّا لأنّ باكستان ليست عدو وبالتالي ليس هناك حاجة لشراء رضاها، وإمّا لأنّ باكستان ليس لديها ما تعطيه من وجهة نظر بعض الدول في ظل صداقة إستثنائية، وإمّا لأنّه لا حاجة لأخذ باكستان بعين الإعتبار.

في جميع الأحوال، تبدو باكستان خاسرة في ظل هذه المعادلة، ولذلك من دون تحوّل استراتيجي في فكر وسياسة باكستان سيكون من الصعب الإستفادة من التحولات الجارية على المستوى الإقليمي والدولي، وكل ما ستجنيه هو مزيد من التحديات والمشاكل. دلى باكستان الكثير لتقدّمة، وكل ما عليه فعله هو أنّ تركزّ على ذلك وعلى ضرورة أن يكون هناك إدراك للوضع الحالي وإرادة لتغييره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه باكستان باكستان سياسة رأي أوضاع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على المستوى الإقلیمی الولایات المت حدة الإقلیمی والدولی على الصعید

إقرأ أيضاً:

الحرية المصرى: مشاركة السيسي في قمة العشرين يعكس دور مصر الإقليمي

أكد حزب الحرية المصرى؛ برئاسة ممدوح محمد محمود؛ أن المشاركة الرابعة للرئيس عبد الفتاح السيسي فى قمة العشرين؛ والتى ستعقد دورتها الحالية بمدينة "ريو دى جانيرو" بدعوة من الرئيس البرازيلى لولا دى سيلفا؛ تأتى فى توقيت بالغ الأهمية؛ وتعكس مكانة مصر كقوة اقليمية مؤثرة؛ ودورها المحورى والفاعل فى معالجة القضايا الاقتصادية والسياسية العالمية.

وقال د. "الحرية المصرى" : مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين يعكس دور مصر المحورى في معالجة القضايا الإقليمية والدولية رئيس حزب الحرية المصرى؛ أن مشاركة الرئيس فى قمة العشرين تتيح الفرصة للقاء قادة وزعماء دول العالم بهدف تعزيز العلاقات الثنائية؛ وفتح آفاق جديدة لزيادة التعاون الاقتصادى؛ وتحقيق مستهدفات التنمية الشاملة؛ فضلا عن تكثيف الجهود لاستعادة الأمن والسلم الدوليين.

وأضاف د. ممدوح محمود أن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركاته في المحافل الدولية حريص على تسليط الضوء على التحديات الإقليمية والتى لها تداعيات كبيرة على الاستقرار الدولى؛ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتطورات الاوضاع فى لبنان  وتهديدات الملاحة في البحر الأحمر؛ والتأكيد على ان حل القضية الفلسطينية وحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة باعلان دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧؛ هى مفتاح الامن والاستقرار العالمى؛ فضلا عن جهود مصر لاستعادة الاستقرار بالشرق الاوسط.

وأوضح  أن قمة العشرين تتبنى عددا من الموضوعات المهمة في مقدمتها الشمول الاجتماعي ومكافحة الفقر والجوع؛ في ظل تنامى ظاهر الفقر والجوع في العالم بسبب حالة عدم الاستقرار والصراعات الاقليمية والدولية التى أثرت بشكل سلبي على زيادة عدد المشردين والنازحين والمهاجرين وعدم وصول المساعدات الإنسانية لهم؛ فضلا عن التغيرات المناخية التى كان لها تأثير كبير على انتاجية المحاصيل الزراعية.

وأكد رئيس حزب الحرية المصرى أن إطلاق "التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع"؛ سيساهم بشكل كبير في حشد الموارد المالية لمواجهة الفقر والجوع الذى يهدد العديد من شعوب العالم؛ وبصفة خاصة بعض الدول النامية التى تعانى من الحروب أو الصراعات السياسية؛ موضحا أن تلك المبادرة تعكس التزام الدول المشاركة في قمة العشرين؛ بالمشاركة في الجهود الدولية للقضاء على الفقر وتعزيز الحماية الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد الدولي يحث باكستان على إصلاح الاقتصاد لنمو أقوى وأكثر استدامة
  • باكستان تتعهد بعدم فرض المزيد من الضرائب
  • الحرية المصرى: مشاركة السيسي في قمة العشرين يعكس دور مصر الإقليمي
  • مقتل 7 جنود في هجوم مسلح جنوب غرب باكستان
  • قتلى جراء هجوم شنه مسلحون في باكستان
  • مصرع وإصابة 22 من القوات الأمنية في هجوم مسلح جنوب غربي باكستان
  • الولايات المتحدة تُعيد للهند قطعًا أثرية منهوبة بقيمة 10 ملايين دولار
  • أزمة تلوث الهواء في باكستان تتفاقم.. وأطباء: أخطر من كورونا
  • مقتل اثنين من الجيش و3 إرهابيين في عملية أمنية جنوب غرب باكستان
  • مقتل ثلاثة إرهابيين في عملية أمنية شمال غرب باكستان