غزة – بشكل مباغت وتحت غطاء كثيف من الصواريخ، فاجأت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية أطلق عليها قائد أركان المقاومة محمد الضيف اسم "طوفان الأقصى".

في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، وهو يوم إجازة رسمية في إسرائيل، استيقظ سكان قطاع غزة على أصوات إطلاق رشقات كثيفة من صواريخ المقاومة، سرعان ما اتضح أنها للتغطية على حدث أكبر تمثّل في اقتحام عشرات المقاومين السياج الأمني من عدة محاور، واجتياح مستوطنات ومواقع عسكرية فيما تعرف بـ"مستوطنات غلاف غزة".

وبشكل كثيف، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومشاهد عدة تُظهر رجال المقاومة وهم يجتاحون المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بغزة برا بالسيارات والدراجات النارية، وجوا من خلال المظلات، وتمكّنهم من قتل وجرح وأسر أعداد -غير معلومة بعد- من جنود الاحتلال ومستوطنيه.

وفي واحدة من إطلالاته النادرة المرتبطة بأحداث كبرى، ظهر محمد الضيف في تسجيل صوتي للإعلان عن عملية "طوفان الأقصى"، كاشفا أن المقاومة نجحت في الدقائق الأولى من إطلاق حوالي 5 آلاف صاروخ نحو مواقع ومطارات وتحصينات للاحتلال الإسرائيلي.

وحثّ الضيف، في كلمته المقتضبة، الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل على الانتفاض، في حين دعا المقاومة في ساحات عربية تعرف باسم "محور المقاومة" إلى الالتحام مع المقاومة في فلسطين.

وقارنت أوساط فلسطينية وإسرائيلية بين هذه العملية وحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 من حيث التوقيت وعنصر المفاجأة، باختيار كتائب القسام يوم السبت، وهو يوم إجازة رسمية لدى إسرائيل وآخر أيام ما يسمى "عيد العُرش"، لشن هذه العملية المباغتة.


دلالة التوقيت

بدا لافتا التخطيط المحكم للمقاومة الفلسطينية باستخدام أساليب متنوعة برا وبحرا وجوا في تنفيذ مخطط معد له مسبقا، ووضع الناطق باسم حماس في غزة حازم قاسم هذه العملية من حيث توقيتها وما حققته حتى اللحظة في سياق "القدرة الكبيرة للمقاومة على الإبداع في اختيار التوقيت المناسب والفعل المباشر لأخذ زمام المبادرة".

وقال قاسم للجزيرة نت إن توقيت العملية مرتبط بـ"التكتيكات العسكرية للمقاومة في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال بحق الأقصى والمسرى، فلم يعد مقبولا السكوت عن المشاهد اليومية لإجرام الاحتلال وقطعان المستوطنين في القدس وباحات المسجد الأقصى المبارك".

ومن شأن هذه العملية -وفقا لقاسم- أن "تغير من قواعد الاشتباك مع الاحتلال وتفرض قواعد جديدة، بالنظر إلى حجم الإنجازات التي حققتها المقاومة وستتضح تباعا، وحجم الخسائر الكبيرة لدى العدو".

ولا يستبعد قاسم ردودا عنيفة لدولة الاحتلال إثر الضربة "الموجعة" التي تلقتها من المقاومة، وقال إن "الاحتلال لم يتوقف يوما عن ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، والمقاومة سيكون لها كلمتها".

وكرر قاسم ما ورد على لسان محمد الضيف، في كلمته الصوتية، بأن قيادة كتائب القسام "قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسبة".


ظلال أكتوبر المجيد

في هذا السياق، استخدم الخبير في الشؤون العسكرية اللواء المتقاعد يوسف شرقاوي لفظة "مذهلة" لوصف عملية كتائب القسام، وقال إنه يتفق مع مراقبين إسرائيليين شبهوها بمصيبتهم في "حرب أكتوبر" 1973 من حيث التوقيت وعنصر المفاجأة، ونجاح الجيش المصري في تدمير واجتياح ما كان يسمى بـ"خط بارليف" الحصين على امتداد قناة السويس.

وقال شرقاوي، للجزيرة نت، إن المقاومة في غزة أعادت في الذكرى الـ50 لانتصار أكتوبر/تشرين الأول 1973 مشاهد الفخر والعزة عبر التخطيط المحكم والمباغت لعملية "طوفان الأقصى"، وتضليل المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية عبر اختيار التوقيت المناسب، والتنوع في استخدام أساليب القوة، برا وبحرا وجوا.

ورأى في مشاهد المقاومين وهم يتجولون في شوارع مستوطنات غلاف غزة، ومشاهد الدبابات تحترق وجنود الاحتلال في قبضة رجال المقاومة، حدثا غير مسبوق وله ما بعده، سواء بالنسبة لإسرائيل أو المقاومة. وقال إن "قطف ثمار هذه العملية النوعية بحاجة إلى تفعيل الجبهة الشمالية (لبنان) إلى جانب جبهة المقاومة في غزة".

وما لم يتم استغلال هذه اللحظة الفارقة في تاريخ المواجهة مع الاحتلال، وتتحرك جبهات المقاومة الأخرى لإسناد جبهة غزة، فإن عملية "طوفان الأقصى" ستنتهي مثل غيرها من جولات المواجهة السابقة، وسيسجلها التاريخ بوصفها واحدة من "أنجح عمليات الكوماندوز في سجل النضال الوطني الفلسطيني"، بحسب تعبير الخبير العسكري.

وإحدى أهم النتائج الآنية التي قرأها اللواء المتقاعد لعملية "طوفان الأقصى" تتمثل في ضرب الجبهة الداخلية للاحتلال وزعزعة الثقة في المنظومة العسكرية والأمنية، حيث أثبتت هشاشة هذه المنظومة عبر النجاح الباهر لبضع عشرات من المقاومين بأسلحة خفيفة في السيطرة على مستوطنات ومواقع عسكرية، انطلاقا من القطاع الصغير والمحاصر والمراقب على مدار الساعة بالطيران وبأحدث التقنيات.


مواجهة لها ما بعدها

ولتوقيت العملية دلالات مهمة، برأي الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية إبراهيم حبيب، يحددها بعاملين أساسيين:

نجاح المقاومة في التمويه والمباغتة وتضليل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. اختيار تاريخ العملية له دلالة رمزية لدى العمق العربي والإسلامي لارتباطه بانتصار أكتوبر المجيد، وكأن المقاومة تريد أن تستنهض الأمة من جديد وتذكرها بأمجادها.

وبهذه العملية النوعية ونتائجها التي يبدو أنها ستصيب العدو بالذهول عندما يفيق من صدمته، يقول حبيب للجزيرة نت إن المقاومة فرضت قواعد اشتباك ووقائع ميدانية جديدة، وقد نجحت في أن تعكس المعادلة القائمة منذ 100 عام بأن الاحتلال وحده هو من يفرض ويحدد قواعد الاشتباك.

ويعتقد الخبير الأمني والإستراتيجي أن ما قبل السابع من أكتوبر لن يكون كما بعده، فاليوم هو يوم فارق في تاريخ الصراع، والمشاهد غير المسبوقة لهروب المستوطنين من غلاف غزة ستصبح اعتيادية، والمقاومة ستفاوض هذه المرة من موقف قوة ويدها هي العليا.

ولفت إلى أن قائد أركان المقاومة حدد في كلمته 4 ملفات أساسية تشكل ملامح ما بعد المعركة الحالية، وهي: الأقصى والانتهاكات فيه، والاقتحامات اليومية، والأسرى، وضرورة التوصل إلى حل جذري، متوقعا أن صفقة تبادل أسرى ستفرض بالقوة وتسفر عن تبييض السجون من الأسرى كافة.

وفي الملفين الآخرين، قال حبيب إن المقاومة ستضع حدا لاقتحامات الضفة الغربية والتهويد والاستيطان، وفي ملف حصار غزة يتوقع الخبير الأمني والإستراتيجي أن الحل هذه المرة لن يكون بكسر الحصار، وإنما الحديث سينتقل إلى توسعة حدود القطاع على حساب أراضي في "غلاف غزة" بالداخل المحتل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: طوفان الأقصى المقاومة فی هذه العملیة غلاف غزة

إقرأ أيضاً:

انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية طوفان الأقصى في صنعاء

وفي افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام بمشاركة محلية ودولية واسعة، أكد عضو السياسي الأعلى النعيمي أهمية هذا المؤتمر في تسليط الضوء على التداعيات والنتائج التي أحدثتها معركة "طوفان الأقصى" ودورها في تصحيح الوعي الجمعي والمفاهيم التي كانت متجمدة ومتحجرة على كل المستويات الرسمية والشعبية.

وأشار إلى أن طوفان الأقصى جاء ليوحد المفاهيم حول قضية الأمة والإنسانية والالتفاف حولها، وإبراز الدور اليمني المشرف في إسناد الشعب الفلسطيني والمحافظة على حالة التعبئة العامة للالتحاق بدورات "طوفان الأقصى" في مختلف مؤسسات الدولة.

ولفت إلى النجاحات التي حققها طوفان الأقصى على المستوى الإنساني والقرار الذاتي والجمعي للشعوب والأمم.. داعيا المشاركين لدراسة كل التداعيات والنتائج والتحديات على كل المستويات والخروج بحلول ومقترحات لتلك التحديات.

وقال عضو السياسي الأعلى " إننا بحاجة إلى طوفان في التعليم في اليمن ووضع معايير لمخرجاته وفقا لمتطلبات السوق".. حاثا الجامعات الحكومية والأهلية على التعاون والشراكة مع وزارة التربية والتعليم لوضع المعايير الكفيلة بإحداث نهضة علمية في شتى المجالات.

من جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء أن هذا المؤتمر الذي تنظمه ست جامعات يمنية، هو عمل نوعي كبير يجسد مدى ارتباط اليمني بقضيته المركزية "فلسطين" وبمسار معركة "طوفان الأقصى" وإبرازها.. موضحا أن هذا الطوفان كان زلزالاً عنيفا ومريعا على العدو الصهيوني وانتصاراً بارزا للشعب الفلسطيني وأحرار الأمة، وفشلا وإخفاقا استخباراتيا وأمنيا ذريعا للعدو.

ونوه بأهمية وأبعاد المؤتمر الذي يعد بمثابة تجديد لموقف اليمنيين وفي مقدمتهم السيد القائد من معركة "طوفان الأقصى" والقضية الفلسطينية عموما.. مبينا أن موقف اليمن الديني والأخلاقي والإنساني هو موقف مبدئي عبر عنه قائد الثورة في أكثر من خطاب بما في ذلك خطابه يوم الخميس الماضي الذي أكد فيه استعداد اليمن قيادة وحكومة وشعبا مواصلة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندته، وكذا التصعيد مجددا في حال قرر العدو الصهيوني معاودة عدوانه على قطاع غزة.

وقال "أظهرت مشاهد عودة النازحين من أبناء غزة إلى مناطقهم في الشمال سيرا على الأقدام مدى ارتباط الإنسان الفلسطيني المتأصل بأرضه وعدم استعداداه التخلي عنها مهما كانت التضحيات".

وأضاف "الفلسطيني عاد إلى بيته المهدوم ومناطقه المدمرة طواعية لأن كل ذرة فيه مرتبطة بترابه وبكل شيء فيه، في الوقت الذي يرفض المستوطنون الصهاينة العودة إلى المستوطنات في دلالة على عدم ارتباطهم بالأرض لأنهم يدركون أنها ليست أرضهم، وأن تواجدهم فيها مؤقت".

وجدد الرهوي التضامن الكامل مع الشعب اللبناني الشقيق في ظل استمرار العدو الإسرائيلي بشن غاراته الاجرامية ضد القرى والبلدات في الجنوب اللبناني.

وأثنى في سياق كلمته على بيان مؤتمر الاتحاد الأفريقي الصادر يوم أمس وما تضمنه من إدانة شديدة اللهجة للعدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وطالبهم بموصلة الوقوف إلى جانب الحق وضد الظلم والطغيان.

ووصف هذا الموقف بالإيجابي الذي يحسب للشعوب الأفريقية وقياداتها إلى جانب الموقف الذي بادرت به جنوب أفريقيا برفع دعوى في محكمة الجنايات الدولية ضد مجرمي الحرب الصهاينة، وإدانتهم بارتكاب جريمة إبادة وإقامة نظام فصل عنصري في فلسطين.

وعبر رئيس مجلس الوزراء عن الثقة بتحقيق المؤتمر الذي يشارك فيه كوكبة من الأكاديميين والباحثين وشخصيات وازنة على مستوى العالم، الأهداف التي أقيم من أجلها وفي المقدمة رفع الوعي في أوساط شعوبنا بالوقوف إلى جانب القضايا العادلة المحقة في أي مكان في العالم وإلى جانب المستضعفين والمضطهدين من الإمبريالية الأمريكية الصهيونية العالمية وطغيانها الكبير.. متمنيا للمؤتمر النجاح والخروج بنتائج مثمرة تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ونضاله التحرري من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

فيما أكد النائب الأول لرئيس الوزراء – رئيس اللجنة العليا لنصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح، أن صنعاء المجد والبطولة حاضرة الإسلام وقلعة العروبة، مثلت السند الأكبر للشعب الفلسطيني والرديف الأقوى لمعركة "طوفان الأقصى" التي حولت البحار إلى طوفان ملتهب في وجه الغطرسة الأمريكية والصهيونية وفرضت حصارا مطبقا على الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وسددت ضربات قاصمة للغطرسة الأمريكية وكبرياء المجرمين الذين أرادوا إذلال شعوب العالم والأمة العربية والإسلامية.

وأكد أن عاصمة القرار العربي صنعاء تشهد اليوم استضافة المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية والعربية والإسلامية حول أهم وأقدس معركة للأمة.. داعيا الجامعات العربية والإسلامية إلى عقد مؤتمرات علمية حول بطولة الشعب الفلسطيني وملحمة "طوفان الأقصى" الأسطورية التي غيرت معادلات كبيرة ثقافية واجتماعية وسياسية سيكون لها أثر كبير في مستقبل وتاريخ البشرية.

وأشار العلامة مفتاح إلى أن مشهد الدمار الذي لحق بغزة ولبنان ويستهدف اليوم الضفة الغربية سينبثق منه نور الحرية والكرامة لاقتلاع رجس تيار الإفساد والانحلال العالمي الذي تقوده أمريكا والصهيونية العالمية.

ولفت إلى أنه في الوقت الذي تستضيف العاصمة صنعاء هذا المؤتمر تستقبل الإمارات السفير الصهيوني الجديد بكل حفاوة، وكأنه إنجاز كبير وليس سفيرا لمجرمين قتلة مدانين من قبل المحاكم الدولية ومطلوبين للعدالة في العالم الحر.

ونوه بدور القيادة الحكيمة ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي التي شرف الله بها اليمن لاتخاذ الموقف الشجاع لنصرة الشعب الفلسطيني والمشاركة جنباً إلى جنب في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" لمواجهة طغاة الأرض.. معتبراً انعقاد هذا المؤتمر مقدمة للمؤتمر العالمي الثالث "فلسطين قضية الأمة المركزية" الذي ستقيمه حكومة التغيير والبناء نهاية شهر رمضان بالتزامن مع يوم القدس العالمي.

وأكد النائب الأول لرئيس الوزراء، أن المؤتمر سيشهد مشاركات من مختلف بلدان العالم لمناصرة الشعب الفلسطيني والبحث عن سبل تقديم الدعم له.. داعيا كافة المقتدرين في العالم العربي والإسلامي إلى المساهمة الفاعلة في إغاثة غزة، ووضع التصورات لإعادة إعمارها، وعدم تركها لمن يريد ابتزاز الشعب الفلسطيني والمتاجرة بأوجاعه وآلامه ومعاناته.

وحث المشاركين على جعل موضوع المساهمة الفاعلة في إغاثة غزة وإعادة الإعمار ضمن أوراقهم البحثية والخروج بتوصيات ومقترحات بهذا الشأن، وكذا اعتماد قصيدة الشاعر عبد السلام المتميز ضمن أوراق المؤتمر كونها حملت عمقا ثقافيا وفكريا في منتهى الدقة والأبعاد والدلالات.

ونوه العلامة مفتاح بجهود كافة العاملين واللجان الإشرافية والعلمية والتحضيرية على الإعداد الجيد والعمل بتفان لإنجاح هذا المؤتمر النوعي.

وفي المؤتمر الذي حضره، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، أشار وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي إلى دلالات وأبعاد هذا المؤتمر وما أحدثه الطوفان من تأثير في الوعي العالمي وإيصال صوت المظلوم إلى العالم، وكذا دوره في تغيير المفاهيم والقناعات وأنماط التفكير التي سادت في الفترة الماضية حول قضية فلسطين وقضايا الأمة.

وأكد أن قضية فلسطين أعادت الأمة إلى الوعي بدينها وقرآنها وإنسانيتها وعزتها وكل ما ينبغي أن تكون عليه كما أراد الله لها.. مؤكداً أن التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني أثمرت عزاً ونصراً وقوة واستطاعت الوصول إلى وعي الناس الذي تراكمت فيه الاشكالات والتداعيات الناتجة عن تحكم الغرب وسطوته وثقافته مقابل تراجع العرب والمسلمين عن قيمهم ودينهم وإسلامهم وقرآنهم وعزتهم.

وأشاد وزير التربية بكل القائمين على المؤتمر والأهداف التي حملها والمحاور التي تضمنها وكذا المشاركة الفاعلة من قيادات الدولة ورؤساء الجامعات اليمنية والنخب الأكاديمية بما يسهم في توظيف البحث العلمي والإنتاج الأكاديمي لما يخدم القضية المركزية للأمة.

وفي المؤتمر الذي حضره وزراء الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي، والنفط والمعادن الدكتور عبدالله الأمير، والشباب والرياضة الدكتور محمد المولد، والنقل والأشغال العامة محمد قحيم، وأمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري، ونائبا وزيري التربية والتعليم الدكتور حاتم الدعيس، والإعلام الدكتور عمر البخيتي، أكد رئيس اللجنة الإشرافية – رئيس المؤتمر الدكتور عبدالله الشامي أن انعقاد المؤتمر يأتي استجابة للتحديات والمؤامرات الخطيرة التي تواجه الأمة.

وأشار إلى أن المؤتمر يقدم قراءة علمية شاملة لمعركة "طوفان الأقصى" التي تعد من أهم وأقدس معارك الأمة والتي دشنت زمن إذلال إسرائيل وكسر طغيان المستكبرين، وكشف زيف الخونة والمطبعين، ومثلت حدثاً استراتيجياً غير مسبوق وقفزة نوعية في الصراع مع العدو الإسرائيلي، وأسقطت نظريته الأمنية ووجهت البوصلة نحو القضية الفلسطينية، وكرست مشروع المقاومة ومواجهة الاحتلال والاستكبار.

ولفت الدكتور الشامي إلى أن المؤتمر يناقش أكثر من 130 دراسة علمية وورقة بحثية تتوزع على 14محوراً تشمل "القيادي، السياسي، التاريخي، الثقافي، الاجتماعي، الحقوقي والإنساني، الصحي، التعليمي، الاقتصادي، الإعلامي، والمحور العسكري" فضلاً عن تسليط الضوء على دور السيد القائد في معركة "طوفان الأقصى" وإبراز الدور اليمني في إسناد الشعب الفلسطيني والمحافظة على حال التعبئة العامة.

وذكر أن المؤتمر يسعى إلى استنهاض دور الجامعات في القضايا المصيرية للأمة وتعزيز الجهود الهادفة لإسناد وتوثيق معركة "طوفان الأقصى" ومناقشة أبعادها ونتائجها على واقع الأمة العربية والإسلامية.

فيما أشار رئيس الجامعة الإماراتية الدكتور ناصر الموفري في كلمة الجامعات المنظمة إلى أهمية المؤتمر الذي ينعقد في مرحلة مهمة من تاريخ الأمة وبعد صمود أسطوري للمجاهدين في غزة ولبنان وجميع جبهات الإسناد.. مؤكداً أن الشعب اليمني قدم منذ انطلاق الطوفان نموذجاً مشرفاً ومتفرداً في مساندة ونصرة الأشقاء في غزة انطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني.

ولفت إلى أن الجامعات شاركت في جميع الأنشطة من مسيرات ومظاهرات ووقفات ودورات وندوات وورش وصولاً إلى تخريج الآلاف من دورات "طوفان الأقصى" والاستمرار في إقامة الأنشطة المساندة لفلسطين.. مؤكدا على أهمية دراسة أبعاد ودلالات وطبيعة الصراع مع اليهود والخروج برؤية ومقترحات عملية.

فيما استعرض نائب رئيس اللجنة الإشرافية الدكتور فؤاد حنش منهجية المؤتمر ومراحل الإعداد والمحاور وأهداف المؤتمر الذي تنظمه جامعات "العلوم والتكنولوجيا، الناصر، آزال للتنمية البشرية، تونتك الدولية، اليمنية، الإماراتية الدولية" لمناقشة مجموعة من الدراسات والأبحاث حول معركة "طوفان الأقصى".

وأكد أن أبحاث ومحاور المؤتمر تسعى إلى تحديد الفجوة بين الواقع القائم والحالة المأمولة والإسهام في ردم الفجوة بين تراث هذه الأمة وأعلامها ورموزا ومجتمعها وواقعها عبر عرض مجموعة من الأبحاث التي ستتناول طبيعة المعركة وأبعادها ومعطياتها والتأكيد على ضرورة الاستفادة منها في الواقع العملي والمعركة المقدسة مع قوى الاستكبار.

تخلل الافتتاح الذي حضره، عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ورؤساء الجامعات، ومسؤول مكتب حماس بصنعاء عمر السباخي، قصيدة للشاعر عبد السلام المتميز عن أبعاد ودلالات "طوفان الأقصى"، وكذا عرض عن المؤتمر.

إلى ذلك بدأت أعمال المؤتمر بعقد أربع جلسات موازية، تناولت 20 بحثاً وورقة عمل علمية، حول أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في طوفان الأقصى، ويحيى السنوار - دراسة تحليلية لسماته الشخصية ودوره القيادي والجهادي وأثره على المقاومة والسياسة الفلسطينية، وجبهة حزب الله ودورها المتميز في الصراع مع العدو الصهيوني، ودور الشهيد القائد والسيد القائد في دعم وصمود المقاومة الفلسطينية، والمقاومة الإلكترونية ودور الهجمات السيبرانية في اختراق جهاز الشبكات للعدو في المعركة، والأدوار التاريخية للشعوب العربية في مواجهة العدو الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • أبوعبيدة: سنسلم غدًا جثامين أسرى صهاينة في إطار صفقة طوفان الأقصى
  • «أبو عبيدة» يعلن تسليم جثامين أسرى «إسرائيليين» غدا الخميس
  • أبو عبيدة: في إطار صفقة طوفان الأقصى سيتم غدا الخميس تسليم جثامين عائلة بيباس وجثمان الأسير عوديد ليفشتس
  • المقاومة تكشف أسماء أسرى الاحتلال المقرر تسليم رفاتهم الخميس
  • صنعاء.. مناورة لخريجي دورات طوفان الأقصى بمديرية بني مطر
  • صنعاء تحتضن المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية حول معركة “طوفان الأقصى”
  • انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية طوفان الأقصى في صنعاء
  • لماذا تصرّ الحكومات العربية على تضييع الفرصة منذ طوفان الأقصى؟!
  • كتائب القسام تنعي الشهيد “شاهين”
  • الكشف عن مخطط صهيوني يستهدف كل من شارك في طوفان الأقصى