أين نحن من ثورة الذكاء الاصطناعي ؟
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
في الوقت الذي حرصت فيه بعض الجهات شبه الرسمية على الاهتمام بتطوير لعبة (المحيبس) في العراق، وفي الوقت الذي تحول فيه مصنع مسدسات (طارق) إلى معمل لانتاج الطرشي والمخللات، وفي الوقت الذي صرنا فيه نستورد الفلافل والبورك والكفتة من دولة الإمارات، وفي الوقت الذي تمددت فيه مخالب المحاصصة لاستقطاب الفاشلين وأصحاب الشهادات المزورة.
وأشار المحللون إلى أن الدولتين توليان أهمية متزايدة لتطوير الذكاء الاصطناعي، الذي سيكون له التأثير العميق على توازن الاقتصاد والقوى، سيما أن التطورات الأخيرة يمكن أن تكون مجرد بداية للتنافس الذي يتصاعد بسرعة. .
عن هذا التنافس المتزايد، قال جاستن شيرمان (Justin Sherman)، وهو زميل غير مقيم في مبادرة إدارة الدولة السيبرانية التابعة للمجلس الأطلسي (Atlantic Council’s Cyber Statecraft Initiative): إن الذكاء الاصطناعي سيصبح أكثر أهمية لسلطة الدولة في العقود المقبلة، خاصة أنه يعمل على تسريع النمو الاقتصادي وتحسين القدرات العسكرية. وقد توسعت رقعة الصراع الآن بين الصين والولايات المتحدة في هذه المجالات، حيث تتمتع كل دولة بميزة تنافسية خاصة بها، ومن السابق لأوانه تحديد كيفية تطور المعارك المتوقعة، لكن بعض الخبراء يقولون إنه يتعين على بكين وواشنطن وضع عقلية المنافسة جانباً، واتخاذ خطوات جادة للتعاون المشترك بينهما، على الأقل في بعض المحاور المتوازية. .
قررت الولايات المتحدة، في أحدث خطوة في هذا الاتجاه، فرض قيود جديدة على الاستثمارات التي يمكن للشركات الأمريكية القيام بها بالتعاون مع الكيانات الصينية، بما في ذلك بعض الأنظمة المتطورة جداً. .
تجدر الاشارة أيضاً ان شركات التكنولوجيا الصينية سارعت لضخ موارد متزايدة في الفضاء بعد ثورة ChatGPT، وبرامج الدردشة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. .
وبات من المسلم به أن الدولة ذات الاستخدام المتفوق للذكاء الاصطناعي هي التي ستضع المعايير العالمية التي تمكنها من التحكم بالبلدان المتخلفة حول العالم. .
اما بخصوص الصين فقد توقع تحليل أجرته شركة ماكينزي آند كومباني (McKinsey & Company) أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في دعم الاقتصاد الصيني من خلال إضافة أكثر من 600 مليار دولار أمريكي من القيمة الاقتصادية سنوياً. .
الأمر المفزع في هذا الموضوع ان وكالة المخابرات المركزية CIA عازمة على إطلاق برنامجها الخاص للدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي، والذي سيكون على غرار ChatGPT الخاص بشركة OpenAI. وسيتم استخدام الروبوتات في وكالة المخابرات المكونة من 18 وكالة فرعية من أجل مساعدة عملاءها وجواسيسها في الرصد وجمع الوثائق والأدلة. .
قال راندي نيكسون Randy Nixon، مدير قسم المشاريع في وكالة المخابرات المركزية: (لقد انتقلنا من الأساليب التقليدية إلى توظيف التلفزيونات المنزلية والهواتف الشخصية المرتبطة بالإنترنت من اجل انتهاكات الخصوصيات، الأمر الذي سيفتح لنا نوافذ البحث عن الإبرة المفقودة في كومة القش). .
لا توجد معلومات حتى الآن عن النموذج الأساسي الذي سيعمل على تشغيل برنامج الدردشة الآلي الجديد التابع لوكالة المخابرات المركزية. .
اما نحن في البلدان النائمة فمازلنا منشغلين بصراعاتنا الموروثة منذ عشرات العقود. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الذکاء الاصطناعی وکالة المخابرات فی الوقت الذی
إقرأ أيضاً:
بيل غيتس يكشف عن 3 مهن آمنة في عصر الذكاء الاصطناعي
يشهد العالم اليوم تسارعًا غير مسبوق في تقدم الذكاء الاصطناعي، مما يفتح أمام الصناعات فرصًا جديدة بينما يثير في الوقت نفسه مخاوف بشأن تأثيره على سوق العمل.
العديد من الناس يعبرون عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى استبدال العديد من الوظائف، مما سيسبب تحولات كبيرة في هيكل سوق العمل العالمي.
وفقاً لموقع "THE TIMES OF INDIA"، أعرب بيل غيتس، الملياردير ورائد الأعمال التكنولوجي، عن رأيه في هذا الجدل المتزايد، محذرًا من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى جعل العديد من الوظائف قديمة خلال السنوات المقبلة.
ومع ذلك، أشار غيتس إلى ثلاث مهن تبقى، حتى الآن، محصنة نسبيًا من الأتمتة التي يدفعها الذكاء الاصطناعي. هذه المجالات، وهي البرمجة، إدارة الطاقة، وعلم الأحياء، تتطلب مهارات إنسانية فريدة مثل القدرة على حل المشكلات، الإبداع، والقدرة على التكيف، وهي مهارات لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تقليدها بشكل كامل.
ثلاث وظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي استبدالها وفقًا لبيل غيتس:
المبرمجون: مهندسو الذكاء الاصطناعي
يرى بيل غيتس أن مهنة البرمجة تعد من المهن التي لا تزال في مأمن نسبيًا من التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي. ورغم أن الذكاء الاصطناعي قادر على المساعدة في بعض المهام البسيطة مثل كتابة الأكواد أو تصحيح الأخطاء، إلا أن تطوير البرمجيات يتطلب مهارات معقدة في حل المشكلات، بالإضافة إلى الإبداع وفهم عميق لاحتياجات البشر.
اقرأ أيضاً.. "آخر اختبار للبشرية".. التحدي الأخير أمام الذكاء الاصطناعي لاجتياز قدرات البشر
أخبار ذات صلة
المبرمجون هم من يبتكرون ويصممون الأنظمة التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي نفسه، وهي مهمة تتطلب أكثر من مجرد قدرات تقنية، بل تتطلب أيضًا فهماً دقيقًا للبيئات المعقدة التي يصعب على الآلات التعامل معها بمفردها.
إدارة الطاقة: قيادة مستقبل الاستدامة
المجال الآخر الذي ذكره غيتس هو إدارة الطاقة. مع التحولات العالمية نحو الطاقة المستدامة، تظل الحاجة إلى الإشراف البشري أمرًا بالغ الأهمية.
يستطيع الذكاء الاصطناعي تحسين استهلاك الطاقة، التنبؤ بالطلب، وإدارة الموارد، لكنه لا يستطيع تفسير البيانات المعقدة واتخاذ القرارات الأخلاقية حول استدامة الطاقة.
إضافة إلى ذلك، يلعب الخبراء البشريون دورًا أساسيًا في التعامل مع السياسات التنظيمية والبيئة القانونية المتعلقة بالطاقة، وهي جوانب تتطلب مهارات تفاوض واتخاذ قرارات بشرية لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاتها.
علم الأحياء: التحديات الإنسانية في الأنظمة البيولوجية
أخيرًا، يسلط غيتس الضوء على مجال علم الأحياء، الذي لا يزال يتطلب المهارات الإنسانية بشكل كبير. رغم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تحليل البيانات البيولوجية الضخمة، محاكاة العمليات البيولوجية، واقتراح العلاجات الطبية، إلا أن إدارة وتعقيد الكائنات الحية، سواء في علم الوراثة أو الطب أو البيئة، يحتاج إلى حدس بشري وفهم دقيق للمواقف التي تتسم بالتحولات المستمرة.
بالإضافة إلى ذلك، يتطلب التعامل مع القضايا الصحية والبيئية اتخاذ قرارات معقدة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي اتخاذها بمفرده.
اقرأ أيضاً.. عصر جديد يبدأ.. "كيرال" أول نموذج للذكاء الاصطناعي يقرأ العقل
يؤكد غيتس أن الذكاء الاصطناعي سيغير بلا شك ملامح سوق العمل في المستقبل، لكنه يشير إلى أن هناك مجالات وظيفية تظل بحاجة إلى المهارات البشرية الأساسية مثل الإبداع، التفكير النقدي، والقدرة على التكيف.
حتى في المجالات التي يتطور فيها الذكاء الاصطناعي بسرعة، ستظل الحاجة إلى التدخل والإشراف البشري أمرًا حيويًا في المستقبل القريب.
إسلام العبادي(أبوظبي)