السابعة بدأت ومختلفة.. غزة تشهد 6 حروب مع إسرائيل منذ انسحابها في 2005
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
صافرات إنذار واستنفار وحالة من الرعب غير المسبوق، شهدتها إسرائيل السبت، مع تنفيذ كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى"، شملت عمليات تسلل نوعية إلى داخل مستوطنات غزة، وإطلاق آلاف الصواريخ.
وقال القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس محمد الضيف، إن عملية "طوفان الأقصى"، تأتي ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي "حالة التأهب للحرب"، في أعقاب الهجمات التي نفذتها حركة حماس الفلسطينية. وتوعد الحركة بـ"ثمن باهظ"، قبل أن يسمي عمليته بـ"السيوف الحديدية".
ولاحقا، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن دولته "في حالة حرب"، وليس مجرد "عملية عسكرية"، قبل أن يؤكد الناطق باسم كتائب القسام أبوعبيدة، أن "العدو (إسرائيل) سيصاب بالذهول عندما يستفيق من خيبته".
فيما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عن جالانت قوله في ختام جلسة تقييم الوضع الأمني بحضور نتنياهو: "حماس ارتكبت خطأ فادحاً هذا الصباح، وبدأت الحرب ضد دولة إسرائيل".
وأضاف أن جنود الجيش الإسرائيلي يقاتلون في كل نقاط الاختراق، وتابع: "دولة إسرائيل ستنتصر في هذه الحرب".
اقرأ أيضاً
مصر وتركيا تحذران من تصاعد الحرب في غزة.. ماذا قالتا؟
وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، وأخلت المستوطنات التي كانت فيه.
ومنذ ذلك الانسحاب وهي تنفذ عمليات عسكرية في القطاع من حين لآخر، بعضها تحول إلى حروب استمرت أسابيع وخلفت آلاف الشهداء.
والقطاع الذي يعد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يقطنه نحو مليوني فلسطيني، تعرض لعدة اعتداءات إسرائيلية على مر السنين، بعضها اغتال فيها الاحتلال قيادات لحركات المقاومة الفلسطينية، وبعضها كان يسعى من خلالها لاستعادة أسراه لدى المقاومة، وخاصة الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته المقاومة في يونيو/حزيران 2006.
وبعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007، أعلنت إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2007 غزة "كيانا معاديا".
وفي أكتوبر/تشرين الأول من السنة نفسها فرضت عليها حصارا شاملا.
اقرأ أيضاً
الحصيلة الأولية لطوفان الأقصى.. 4 شهداء في غزة و22 قتيلا إسرائيليا وأسر آخرين
وفي ما يلي أبرز الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع منذ حصاره.
الرصاص المصبوب/معركة الفرقان (2008-2009)
في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، بدأت إسرائيل حربا على قطاع غزة أطلقت عليها اسم "عملية الرصاص المصبوب"، وردت عليها المقاومة الفلسطينية في القطاع بعملية سمتها "معركة الفرقان".
وكان الهدف الذي وضعته قيادة الاحتلال لهذه الحرب هو "إنهاء حكم حركة حماس في القطاع"، والقضاء على المقاومة الوطنية الفلسطينية ومنعها من قصف إسرائيل بالصواريخ.
كما كان الهدف منها أيضا الوصول إلى المكان الذي تخبئ فيه المقاومة الأسير جلعاد شاليط.
واستمر العدوان الإٍسرائيلي 23 يوما، حيث توقف في 18 يناير/كانون الثاني 2009، واستخدم فيه الاحتلال أسلحة محرمة دولية مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وأطلق أكثر من ألف طن من المتفجرات.
بدورها، استهدفت المقاومة الفلسطينية في هذه الحرب الغلاف الاستيطاني المحيط بغزة (نحو 17 كيلومترا) بنحو 750 صاروخا، وصل بعضها لأول مرة إلى مدينتي أسدود وبئر السبع.
وأسفرت هذه الحرب عن أكثر من 1430 شهيدا فلسطينيا، منهم أكثر من 400 طفل و240 امرأة و134 شرطيا، إضافة إلى أكثر من 5400 جريح. ودمرت أكثر من 10 آلاف منزل دمارا كليا أو جزئيا.
وبدوره اعترف الاحتلال بمقتل 13 إسرائيليا، بينهم 10 جنود، وإصابة 300 آخرين.
اقرأ أيضاً
نتنياهو يعلن الحرب على غزة.. وأبوعبيدة: العدو سيصاب بالذهول عندما يستفيق من خيبته
عامود السحاب/حجارة السجيل (2012)
بدأت هذه الحرب في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، واستمرت 8 أيام، وسمتها إسرائيل "عامود السحاب"، وردت عليها المقاومة الفلسطينية بمعركة "حجارة السجيل".
وكان الهدف منها تدمير المواقع التي تخزن فيها حركات المقاومة صواريخها، وانطلقت باغتيال إسرائيل أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
واستشهد في هذا العدوان نحو 180 فلسطينيا، بينهم 42 طفلا و11 امرأة، وجرح نحو 1300 آخرين، في حين قتل 20 إسرائيليًا وأصيب 625 آخرون، معظمهم بـ"الهلع"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وردت فصائل المقاومة بأكثر من 1500 صاروخ، بعضها تجاوز مداه 80 كيلومترا، وبعضها وصل لأول مرة إلى تل أبيب والقدس المحتلة، كما استهدف بعضها طائرات وبوارج حربية إسرائيلية.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل جنديان و4 مدنيين، وقدرت سلطات الاحتلال الخسائر التي لحقت بها بأكثر من مليار دولار.
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 تم وقف إطلاق النار وإعلان اتفاق تهدئة من القاهرة.
اقرأ أيضاً
مشاهد من عملية طوفان الأقصى.. المقاومة تقتحم المستوطنات وتأسر جنود إسرائيليين
الجرف الصامد/العصف المأكول (2014)
وأطلقت إسرائيل في السابع من يوليو/تموز 2014، عملية سمتها "الجرف الصامد"، وردت عليها المقاومة بمعركة "العصف المأكول"، واستمرت المواجهة 51 يوما، شن خلالها جيش الاحتلال أكثر من 60 ألف غارة على القطاع.
واندلعت الحرب بعد أن اغتالت إسرائيل 6 من أعضاء حركة حماس زعمت أنهم وراء اختطاف وقتل 3 مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما نفته حماس، كما كان من أسباب هذه المواجهة أن اختطف مستوطنون الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير وعذبوه وقتلوه حرقا.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو أن هدف العملية الإسرائيلية هو تدمير شبكة الأنفاق التي بنتها المقاومة تحت الأرض في غزة، وامتد بعضها تحت الغلاف الحدودي.
أسفرت هذه الحرب عن 2322 شهيدا و11 ألف جريح، وارتكبت إسرائيل مجازر بحق 144 عائلة، استشهد من كل واحدة منها 3 أفراد على الأقل، في حين قتل 68 جنديا إسرائيليا، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وأصيب 2522 إسرائيليا بجروح، بينهم 740 عسكريا.
وحينها، أطلقت كتائب الشهيد عزالدين القسام، أكثر من 8 آلاف صاروخ، استهدفت ببعضها لأول مرة مدن حيفا وتل أبيب والقدس، وتسببت بإيقاف الرحلات في مطار تل أبيب.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية أيضا طائرات مسيرة في المجال الجوي الإسرائيلي، لم تتمكن منظومات دفاع جيش الاحتلال من اكتشافها إلا بعد أن اخترقت العمق الإسرائيلي بأكثر من 30 كيلومترا.
كما أعلنت كتائب القسام في 20 يوليو/تموز 2014 أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري لجيش الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
اقرأ أيضاً
حماس تباغت إسرائيل وتطلق معركة طوفان الأقصى وتل أبيب تتأهب للحرب
صيحة الفجر (2019)
وفي صباح 12 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، استيقظ أهالي غزة على دوي انفجار بصاروخ انطلق من طائرة إسرائيلية مسيرة، استهدف قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة بهاء أبوالعطا، في شقته السكنية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأدى إلى استشهاده هو وزوجته.
ردت حركة الجهاد الإسلامي على هذا الاغتيال في عملية استمرت بضعة أيام أطلقت عليها "معركة صيحة الفجر"، أطلقت خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات إسرائيلية.
وفي حين تكتمت إسرائيل على خسائرها البشرية والمادية جراء صواريخ المقاومة، فإن غاراتها الجوية أسفرت عن استشهاد 34 فلسطينيا، وجرح أكثر من 100 آخرين، بينهم نشطاء في سرايا القدس، وأعداد كبيرة من المدنيين.
وكانت إسرائيل تتهم أبوالعطا، بالمسؤولية المباشرة عن شن هجمات ضد أهداف إسرائيلية.
اقرأ أيضاً
بن غفير يلوح بحرب جديدة ضد غزة ويدعو الإسرائيليين للتطوع
حارس الأسوار/سيف القدس (2021)
اندلعت معركة "سيف القدس" التي سمتها إسرائيل "حارس الأسوار"، بعد استيلاء مستوطنين على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، وكذا بسبب اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية أكثر من 4 آلاف صاروخ على بلدات ومدن في إسرائيل، بعضها تجاوز مداه 250 كيلومترا، وبعضها استهدف مطار رامون، وأسفرت عن مقتل 12 إسرائيليًا وإصابة نحو 330 آخرين، وفق مصادر إسرائيلية.
وأسفرت هذه الحرب عن نحو 250 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 5 آلاف جريح، كما قصفت إسرائيل عدة أبراج سكنية، وأعلنت تدمير نحو 100 كيلومتر من الأنفاق في غزة.
وقد تم وقف إطلاق النار بعد وساطات وتحركات وضغوط دولية.
اقرأ أيضاً
ستراتفور: إسرائيل ستواصل استهداف حركة الجهاد.. وحرب جديدة محتملة في غزة
الفجر الصادق/وحدة الساحات (2022)
وفي 5 أغسطس/آب 2022، اغتالت إسرائيل قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس (الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) في غزة، حيث استهدفته بطائرة مسيرة داخل شقة سكنية في "برج فلسطين" بحي الرمال.
وجاءت عملية الاغتيال في ظل جهود تبذلها مصر لمنع تدهور الأوضاع، إثر إقدام إسرائيل على اعتقال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في جنين بالضفة الغربية بسام السعدي.
وأطلقت إسرائيل على هذه العملية اسم "الفجر الصادق"، وعللت اختيار تلك التسمية بأنها "لتأكيد تركيزها على حركة الجهاد التي تتخذ اللون الأسود شعارا"، بحسب بيان لجيش الاحتلال.
وردت حركة الجهاد الإسلامي بعملية سمتها "وحدة الساحات"، وأطلقت خلالها مئات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية، وقالت في بيان إنها عملية مشتركة مع كتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين وكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح).
وقالت سرايا القدس في بيان إنها قصفت تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن عدد الشهداء في هذه الحرب بلغ 24، بينهم 6 أطفال، في حين أصيب 203 بجروح مختلفة، منذ بداية الغارات الإسرائيلية على غزة.
اقرأ أيضاً
أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة غزة فلسطين الأقصى طوفان الأقصى حرکة الجهاد الإسلامی المقاومة الفلسطینیة العسکری لحرکة طوفان الأقصى إسرائیل على اقرأ أیضا حرکة حماس هذه الحرب قطاع غزة أکثر من فی حین فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: عمليات جباليا تعكس فشل إسرائيل في السيطرة على المنطقة
تعكس العمليات المتواصلة التي تنفذها فصائل المقاومة ضد قوات الاحتلال في شمالي قطاع غزة فشل إسرائيل في السيطرة على هذه المنطقة التي تعرضت لعملية تدمير وتهجير واسعة، كما يقول الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها قتلت عناصر قوة إسرائيلية تحصنت داخل مبنى في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعدما طعنت وقتلت 3 عسكريين كانوا يحرسونه.
وتكررت خلال الأيام الأخيرة عمليات الإجهاز على جنود الاحتلال بالأسلحة البيضاء في الشمال، الأمر الذي يعتبره المراقبون أنه يعكس جرأة مقاتلي المقاومة وتفوقهم البدني والمهاري على جنود الاحتلال.
وتختلف التكتيكات في حرب العصابات من منطقة لأخرى بحسب نوعية الهدف وسبل الوصول إليه، وفق الفلاحي، الذي أشار إلى أن بعض الأهداف قد يصعب الوصول إليها بالأسلحة النارية.
تفوق بدني ومهاري
كما أن هذه العمليات -والحديث للفلاحي- تعكس أيضا أن معرفة المقاومة بطبيعة الأرض واستغلالها لها، فضلا عن وصولها إلى مرحلة لم تعد تهتم فيها بالطريقة التي ستقاتل بها حتى لو كانت سكينا أو حربة.
وعزا الخبير العسكري هذا التصاعد في العمليات من جانب المقاومة، إلى بدء جيش الاحتلال التوغل في الشجاعية وعزبة بيت لاهيا لتوسيع عمليته العسكرية في الشمال.
إعلانولن يكون هذا التوسع العملياتي نزهة، برأي الفلاحي، الذي يرى أن المقاومة أثبتت قدرتها على الوصول لأماكن لم يكن الاحتلال يتوقع وصولهم لها.
ففي مثل هذه الحالات -يضيف الخبير العسكري- ستكون قوات الاحتلال هدفا سهلا للمقاومة التي تعتمد على مواجهة القوة الكبيرة بمجموعات صغيرة تجنبا للحرب المباشرة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العسكريين الثلاثة الذين قتلوا في شمال غزة من لواء كفير، وقال إن أحدهم ضابط.
ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية، فقد قتل 38 جنديا في شمال قطاع غزة منذ بداية العملية العسكرية الأخيرة في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لكن الناطق باسم القسام "أبو عبيدة"، قال إن خسائر الاحتلال أكبر مما يتم الإعلان عنه، ووصف أوضاع الجنود الإسرائيليين في الشمال بالمزرية.