البنوك المركزية تشترى 219 طن ذهب خلال الأشهر الثلاثة الماضية
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
أنهى الذهب تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، ولكنه استطاع أن يغلق جلسة الأمس الجمعة على ارتفاع لينهي أطول سلسلة من انخفاض سعر الذهب منذ 7 سنوات حيث انخفض الذهب لـ 9 جلسات متتالية.
وأغلق الذهب تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض بنسبة 0.9% ليسجل أمس أدنى مستوى جديد منذ 7 أشهر عند 1810 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد انخفاض خلال الأسبوع السابق بنسبة 4% والذي كان يمثل أكبر انخفاض أسبوعي منذ عامين، وفق تحليل جولد بيليون.
وشهدت جلسة الأمس ارتفاع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.6% ليسجل أعلى مستوى في 4 جلسات عند 1834 دولار للأونصة قبل أن يغلق عند المستوى 1832 دولار للأونصة، وذلك بعد 9 جلسات متتالية من الانخفاض خسر فيها الذهب 105 دولار.
وترى جولد بيليون، أن ارتفاع أسعار الذهب أمس جاء على الرغم من بيانات الوظائف القوية التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي، وهو الأمر الذي يعكس تراجع ضغوط البيع على الذهب ورغبة المستثمرين في تغطية مراكز البيع عند مستويات الدعم الحالية.
وأظهر تقرير الوظائف الحكومي عن الولايات المتحدة خلال شهر سبتمبر تعيين وظائف بمقدار 336 ألف وظيفة أعلى بكثير من التوقعات عند 171 ألف والقراءة السابقة عند 227 ألف وظيفة.
التأثير اللحظي لصدور تقرير الوظائف كان لصالح الدولار بفعل القراءات القوية للتقرير ليرتفع مؤشر الدولار ويجبر الذهب على التراجع وتسجيل أدنى مستوى جديد في 7 أشهر، وذلك قبل أن تعود الأسواق إلى الانعكاس بعد التدقيق في بيانات التقرير.
وأكد تقرير جولد بيليون، أنه مع استيعاب الأسواق لبيانات التقرير بدأ الدولار في التراجع من جديد بسبب اعتقاد الأسواق أن استقرار معدل البطالة قد يساعد الفيدرالي على عدم اتخاذ قرار جديد برفع الفائدة خلال اجتماعه القادم في نوفمبر.
وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أمس الجمعة بنسبة 0.3% ليسجل انخفاض لليوم الثالث على التوالي يغلق تداولات الأسبوع على انخفاض لينهي أطول سلسلة من الارتفاع الأسبوعي للمؤشر استمرت 11 أسبوع.
وبعد تقرير الوظائف أصبحت رهانات الأسواق الآن بالنسبة لأسعار الفائدة الأمريكية تصل إلى احتمال بنسبة 72.9% أن يقوم البنك الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم في نوفمبر.
و يترقب مؤشر أسعار المستهلكين
بينما تنتظر الأسواق جزء هام آخر من البيانات المؤثرة على قرار البنك القادم خلال هذا الأسبوع وهو مؤشر أسعار المستهلكين الذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي، بالإضافة إلى محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي والذي من شأنه أن يظهر توجهات أعضاء البنك بشأن مستقبل السياسة النقدية.
وجاءت عمليات بيع المعدن النفيس هذا الأسبوع مع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية لأجل 30 عامًا إلى 5٪ للمرة الأولى منذ عام 2007، في حين بلغت العائدات على السندات لأجل 10 سنوات أعلى مستوى لها منذ 16 عامًا عند 4.8٪.
عوائد السندات مدفوعة بتوقعات أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي حتى لو انتهى من رفع أسعار الفائدة سيظل يبقيها عند أعلى مستوياتها لفترة طويلة من الوقت، وهو ما يعد التأثير السلبي الرئيسي على الذهب بسبب تكلفة الفرصة البديلة كون المعدن النفيس لا يقدم عائد لحائزيه.
وعلى الرغم من المستويات القياسية لعوائد السندات الأمريكية إلا أن التوقعات بدأت في التزايد أن ذروة ارتفاع عوائد السندات قد اقترب، خاصة أن ارتفاع معدلات الفائدة سيعمل على زيادة معاناة الشركات الأمريكية ونمو ديون بطاقات الائتمان لدى المستهلكين الأمر الذي سيعمل على حدوث اختناقات كثير في الاقتصاد بسبب الفائدة.
وشهدت سوق السندات الأمريكية أيضاً عمليات بيع كبيرة في السندات طويلة الأجل، مما أدى إلى ارتفاع العائدات بسبب العلاقة العكسية بين سعر السندات المتداول وبين العائد عليها. وقد شبهت الأسواق هذا بما حدث في عام 1978 عندما انهارت أسعار السندات قبل انهيار سوق الأسهم.
بالطبع في حالة حدوث هذا سنشهد طفرة في أسعار الذهب كونه الملاذ الآمن الأساسي في الأسواق المالية وقت حدوث الأزمات، ولكن على المدى القصير تبقى كل التوقعات سلبية بالنسبة للذهب.
لجنة تداول السلع الآجلة تظهر ارتفاع كبير في عقود بيع الذهب
وأظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 3 اكتوبر، ارتفاع في عقود بيع الذهب بمقدار 17435 عقد مقارنة مع التقرير السابق، بينما انخفض عقود شراء الذهب بمقدار 7154 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر استمرار الطلب على عقود بيع الذهب مقارنة مع عقود الشراء التي شهدت تراجع كبير، وهو ما ينعكس على الانخفاض الحالي في أسعار الذهب في الأسواق.
أيضاً استمرار خروج الاستثمارات من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب يمثل أكبر ضغط سلبي على تداولات المعدن النفيس خلال الفترة الأخيرة. فقد أعلن صندوق SPDR الاستثمار المدعوم بالذهب والذي يعد أكبر صندوق عالمي بإجمالي حيازات تصل إلى 51 مليار دولار أن حيازاته بلغت أدنى مستوى منذ أغسطس عام 2019.
وعند النظر إلى الطلب من قبل البنوك المركزية وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن مجلس الذهب العالمي، اشترت البنوك المركزية العالمية 77 طنا من الذهب في أغسطس، بزيادة قدرها 38٪ مقارنة بمشترياتها في يوليو، وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية اشترت البنوك المركزية 219 طنا من الذهب، يأتي ذلك بعد عمليات شراء قياسية خلال النصف الأول من العام.
عمليات الشراء الأخيرة من قبل البنوك المركزية ساعدة على تجاوز صافي البيع الذي تم تسجيله في شهري ابريل ومايو والذي كان سببه بشكل رئيسي عمليات بيع كثيفة وغير استراتيجية من قبل تركيا.
وتواصل الصين هيمنتها في شراء الذهب حيث اشترت 29 طن من الذهب في أغسطس، ومنذ أن بدأت عمليات الشراء في نوفمبر الماضي زاد احتياطي الصين من الذهب بمقدار 217 طناً ليصل إجماليها إلى 2165 طناً، وهو ما يمثل ما يزيد قليلاً عن 4% من إجمالي احتياطات الصين الأجنبية.
والطلب على الذهب من البنوك المركزية أبعد ما يكون عن التشبع. فقوة الدولار الأمريكي المستمرة تعني أن الدول التي لديها ديون مقومة بالدولار الأمريكي لا تزال تواجه تكاليف تمويل مرتفعة.
والطريقة الوحيدة لخفض هذه التكاليف هي التنويع بعيدًا عن الدولار الأمريكي، ليأتي دور الذهب في كونه من الأصول النقدية العالمية الأكثر جاذبية.
فالنظرة المستقبلية على المدى المتوسط إلى الطويل غير مستقرة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي والدولار، فمن المتوقع رؤية المزيد من التقلبات وعدم اليقين في الدولار الأمريكي مع استمرار نمو الدين الحكومي للبلاد. ديون الولايات المتحدة تجاوزت 33 تريليون دولار، وفي الوقت نفسه فإن العجز في طريقه إلى الزيادة بمقدار 2 تريليون دولار هذا العام.
وعندما تقتنع الأسواق بانتهاء موجة رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، ويبدأ التركيز من مشكلة الديون الأمريكية ستبدأ المخاطر في دفع المستثمرين إلى الذهب من جديد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سعر الذهب البنوك المركزية الولايات المتحدة الامريكية الدولار الأمریکی البنوک المرکزیة على الذهب الذهب فی من الذهب من قبل
إقرأ أيضاً:
أسواق الأسهم الآسيوية تتراجع وسط مخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية وزيادة التعريفات الجمركية
تراجعت معظم أسواق الأسهم الآسيوية اليوم الخميس، وسط استمرار المخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية وزيادة التعريفات الجمركية.
وخسر مؤشر نيكاي 225 الياباني خسر 1.7%، بينما انخفض مؤشر توبكس بنسبة 1.5% كما سجلت شركات السيارات اليابانية الكبرى مثل تويوتا وهوندا خسائر تزيد عن 2% لكل منها، بالنظر لاعتمادها الكبير على المبيعات الأمريكية.
كما انخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 0.6% بعد ارتفاع قوي في الأسبوع الماضي، بينما تراجع مؤشر سترايتس تايمز في سنغافورة بنسبة 0.1%.
وتلقت الأسواق الإقليمية دعماً متوسطاً من وول ستريت، التي أنهت تداولاتها مرتفعة بشكل طفيف مع وصول مؤشر إس آند بي 500 إلى أعلى مستوى له على الإطلاق لكن المكاسب كانت محدودة في ظل تدهور شهية المخاطرة.
تراجعت عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية في تداولات آسيا بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الجولة المقبلة من التعريفات الجمركية، والتي تشمل رسوم بنسبة 25% على السيارات والأدوية وأشباه الموصلات، ستُفرض في غضون الشهر المقبل. كما أشار ترامب إلى فرض رسوم على واردات الأخشاب.
وتراجع مؤشر ASX 200 الأسترالي بنسبة 1.3%، مع توقعات بأن تواجه صادرات البلاد الرئيسية من السلع ضغوطًا بسبب التعريفات الأمريكية.
كما تعرضت الأسهم الأسترالية لضغوط بعد بيانات التوظيف الأقوى من المتوقع لشهر يناير، ما يضفي مزيدًا من الزخم للبنك الاحتياطي الأسترالي للبقاء متشددًا.
وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الأسبوع، ولكنه حذر من أنه سيبقى متشددًا بشأن التسهيلات المستقبلية.
وتوجهت العقود المستقبلية لمؤشر نيفتي 50 الهندي نحو افتتاح مستقر، حيث تأثرت الأسواق الهندية أيضًا بالتهديدات الأخيرة بزيادة التعريفات الأمريكية ضد البلاد.
وكان مؤشر هانج سنج في هونج كونج هو الأسوأ أداء في آسيا اليوم الخميس، حيث خسر 2.2% بعد أن تراجع أكثر من قمم الخمسة أشهر حيث كانت أسهم الإنترنت والتكنولوجيا الكبيرة هي الأثقل على المؤشر، حيث فقدت موجة الارتفاع المدفوعة بالذكاء الاصطناعي زخمها.
في حين أن التفاؤل بشأن ديب سيك قد دفع السوق الصينية نحو الارتفاع منذ أواخر يناير، إلا أن الأرباح الضعيفة من عملاق الإنترنت بايدو، التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من هذا الأسبوع، كانت بمثابة تذكير قاسي بالظروف الاقتصادية الضعيفة في الصين.
وتراجعت أسهم بايدو بنسبة تزيد عن 2%، بينما خسرت أسهم شركة علي بابا 2.5%.
كما تقلصت بعض الخسائر في أسواق الصين بعد أن قال ترامب إن هناك احتمالًا للتوصل إلى صفقة تجارية مع بكين.
وخسر كل من مؤشر شنجهاي CSI 300 وشنجهاي كومبوزيت بنسبة 0.4% و 0.2% على التوالي وكان المؤشران قد استفادا إلى حد ما من موجة الذكاء الاصطناعي، لكنهما تداولا ضمن نطاق ضيق في الجلسات الأخيرة.
كما تواجه الصين المزيد من الرياح المعاكسة في التجارة مع الولايات المتحدة، بعد أن فرض ترامب رسومًا بنسبة 10% على البلاد في وقت سابق من فبراير.
اقرأ أيضاًتباين مؤشرات الأسهم الآسيوية وسط ترقب لقرار الفيدرالي الأمريكي
جولد بيليون: سعر الذهب يتعرض لضغط من ارتفاع الدولار
تباين مؤشرات الأسهم الآسيوية وسط ترقب لقرار الفيدرالي الأمريكي