واشنطن – أكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، إن الوضع الاقتصادي في تونس مضطرب.

وأضافت غورغييفا في مقابلة مع “بلومبيرغ” “اقتصاد مضطرب آخر في شمال إفريقيا لكنه أقل خطورة”.

وتابعت مديرة صندوق النقد الدولي قائلة “تونس لا تزال بحاجة إلى إجراءات عاجلة لاستكمال الترتيبات المتعلقة بحزمة إنقاذ قيمتها 1.

9 مليار دولار من البنك”.

وأوضحت غورغييفا أن إعادة هيكلة الديون ليست مطلوبة لأن البلاد ليست في وضع خطير بعد.

وأفادت بأنه ومع ذلك كلما أسرعت الدولة في اتخاذ بعض التدابير لتعزيز وضعها المالي، وتعزيز أدائها الاقتصادي العام، كان ذلك أفضل.

وأشارت “بلومبيرغ” إلى أن عوائد سندات مصر وتونس تعدّ من الأعلى عالميا، مما يؤكد مدى قلق المستثمرين من حيازة ديونهم، حيث يبلغ متوسط ​​عائد أوراق الدين المصرية الدولارية 18.5%، في حين يتم تداول السندات التونسية المُستحقة في 2025 فوق مستوى عائد 40%.

من جهة أخرى، أدرجت “مجموعة الأزمات الدولية” (International Crisis Group) في تقرير جديد نشر الأربعاء، تونس في “قائمة المراقبة لعام 2023” التي تصدرها سنويا بهدف تحديد المجالات التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يحدث فيها الفارق عبر التصدي لأزمات محدقة.

وبحسب المنظمة المتخصصة في إسداء المشورة بشأن النزاعات ومقرها بروكسل، فإن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في تونس يمكن أن تتفاقم إذا تخلفت عن سداد ديونها، داعية الأوروبيين إلى تشجيع صفقة قرض “معدّلة” مع صندوق النقد الدولي، ولكن شريطة الضغط على تونس في قضايا الحكامة وحقوق الإنسان.

واستعرضت “مجموعة الأزمات الدولية” الوضع السياسي والاقتصادي في تونس منذ يوليو 2021، وقالت إنه من المرجح أن يؤدي التخلف عن السداد إلى تفاقم المشاكل المذكورة بشكل كبير وهو ما يفاقم “خطر اندلاع العنف” و”تعريض الاستقرار الداخلي الهش للخطر”.

وفي حين أبدى الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأعضاء قلقا كبيرا بشأن توجّه تونس في عهد سعيّد، إلا أن أوروبا حولت تركيزها تدريجيا نحو الحد من الهجرة غير النظامية، وفق ما جاء في تقرير “مجموعة الأزمات الدولية” .

وتضيف أن الزيادة في أعداد المهاجرين الوافدين عبر البحر الأبيض المتوسط هي “المحرك الرئيسي لهذا التغيير”، وأن الاتحاد الأوروبي صار يتحدث الآن عن تونس باعتبارها شريكا رئيسيا في مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وحثت المنظمة المتخصصة أيضا في التقارير الميدانية، الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على “موازنة أجنداتهم السياسية والأمنية والاقتصادية المختلفة في تونس مع العمل المهم المتمثل في الانتصار للحقوق والإصلاحات الخاصة بالحكامة”.

ويقول التقرير “بدلا من التخلي عن تلك الأجندة ينبغي للاتحاد الأوروبي العمل من أجل تشجيع تونس وصندوق النقد الدولي على الاتفاق على شروط قرض معدل، والضغط على تونس للتوصل إلى اتفاق وعلى المساهمين في صندوق النقد الدولي تخفيف بعض الشروط، مثل الدعوة إلى تخفيضات في الإنفاق الحكومي”.

كما أشار التقرير إلى أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يستعد لاحتمال اضطراره إلى تقديم مساعدات طارئة في حالة تخلف تونس عن سداد ديونها، لافتا إلى إمكانية أن تكون هناك حاجة إلى المساعدة عبر توصيل القمح اللين والأدوية من أجل منع حدوث أزمة إنسانية، والتي يمكن أن تتحول إلى اضطرابات خطيرة.

المصدر: “بلومبيرغ” + “مجموعة الأزمات الدولية”

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولی الاتحاد الأوروبی فی تونس

إقرأ أيضاً:

"المصريين": الاستثمار مع أوروبا يترجم التعاون الاقتصادي بشكل واقعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 ثمن  حسين أبوالعطا، رئيس حزب "المصريين"، افتتاح الرئيس السيسي لمؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي، مؤكدا أن هذا المؤتمر سيدعم الاقتصاد الوطني، فضلا عن فتح آفاق جديدة للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي.

وقال "أبو العطا"، في بيان اليوم السبت، إن مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي سيعمق بدوره العلاقات وفتح المزيد من الشراكات التي تبرز الثقة الدولية في المسار الاقتصادي المصري، موضحا أن هذا المؤتمر هدفه في المقام الأول تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من خلال جذب الاستثمارات الأوروبية المتنوعة إلى مصر، لا سيما في القطاعات ذات الأولوية مثل البنية التحتية المستدامة والطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، والصحة والتعليم، والنقل المستدام وشبكات المياه والصرف الصحي.

وأضاف رئيس حزب "المصريين"، أن المؤتمر يستهدف أيضا تعزيز مشاركة القطاع الخاص من الجانبين المصري والأوروبي، علاوة على وجود بعض المشروعات المزعم تمويلها من جانب الاتحاد الأوروبي خلال الفترة من  2024 – 2027 بالقطاعات ذات الأولوية للجانبين على المستويين الإقليمي والثنائي ومن بينها إنتاج الهيدروجين الأخضر، مؤكدا أن انعقاد هذا المؤتمر يمثل اعترافا مباشرا بقوة الاقتصاد المصري، وأنه من الاقتصادات الواعدة على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأوضح أن الدولة المصرية شريك مهم للاتحاد الأوروبي في إيجاد حلول لمواجهة عدد من التحديات الاستراتيجية، التي تتخطى الحدود القومية إلى المنطقة الأورو-متوسطية، ولا يقتصر الأمر على التعاون في المجالات الاقتصادية والطاقة، ولكن يتمثل في السيطرة على الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، ومكافحة الإرهاب، منوها بأن الاتحاد الأوروبي مستثمر رائد في مصر؛ حيث يبلغ رصيد الاستثمار المتراكم حوالي 38.8 مليار يورو تمثل حوالي 39٪ من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر.

وأكد أن انعقاد هذا المؤتمر يعد نافذة مهمة لعرض الفرص والإمكانيات الواعدة في الاقتصاد المصري والقطاعات التي سيركز عليها مؤتمر الاستثمار لتوطينها في بيئة الأعمال المصرية بشكل عام وفي المنطقة الاقتصادية بقناة السويس بشكل خاص، فضلا عن أنه يعزز مكانة مصر على خريطة الاستثمار العالمية في ظل تواجد كبرى الشركات الأوروبية، لا سيما وأنه شهد الإعلان عن حزم مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي إلى مصر بقيمة 7.4 مليار يورو خلال الفترة من 2024 وحتى 2027.

ونوه بأن المؤتمر يعزز الثقة لدى المستثمرين الأوروبيين في السوق المصري، فضلا عن أنه سيفتح الباب أمام شراكات جديدة تنقل التكنولوجيا وتوفر فرص عمل جديدة للشباب المصري.

وأشاد بالرسائل التي وجهها الرئيس السيسي خلال المؤتمر، ولعل أبرزها تحمل الشعب المصري تحديات وتبعات ضخمة جدا منذ عام 2011، موضحا أن الرئيس السيسي لا يترك مناسبة إلا ويذكر فيها تحمل المصريين إجراءات الإصلاح الاقتصادي ووقوفهم بجانب الدولة ودعمهم اللامحدود للقيادة السياسية، الأمر الذي يستحق عليه المصريون الإشادة والتقدير من قبل الرئيس السيسي، منوها بأن مصر تخطو بخطى ثابتة وسريعة على طريق التغيير والإصلاح لتحقيق اقتصاد أكثر استدامة.

مقالات مشابهة

  • رئاسة الجمهورية: الاتحاد الأوروبي حريص على دعم مسار الإصلاح الاقتصادي بمصر
  • وزيرة التعاون الدولي تكشف عن حزمة المشروعات الممولة من الاتحاد الأوربي
  • "المصريين": الاستثمار مع أوروبا يترجم التعاون الاقتصادي بشكل واقعي
  • خبراء: مساندة الاتحاد الأوروبي بمليار يورو رسالة ثقة جديدة في الاقتصاد المصري
  • صندوق النقد: أميركا بحاجة للتعامل مع ارتفاع الديون
  • صندوق النقد: أميركا بحاجة للتعامل مع ارتفاع الديون رغم النمو القوي
  • صندوق النقد الدولي: الدين العام الأمريكي يشكل خطرا على الاقتصاد العالمي
  • تقرير للبنك الدولي: عقبات كبيرة تفاقم الأزمات الاقتصادية الإنسانية في اليمن
  • لماذا ينزعج الاتحاد الأوروبي من التقارب التونسي مع الشرق؟
  • صندوق النقد الدولي يقر بتمويل 12.8 مليون دولار للرأس الأخضر