بعد 50 عاماً من حرب أكتوبر..إسرائيل تحت الصدمة
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
فوجئت إسرائيل، صباح اليوم السبت، بعملية عسكرية واسعة نفذتها فصائل فلسطينية مسلحة في قطاع غزة، عبر اقتحام واسع للمناطق الحدودية شرق وشمال القطاع بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف تجاه مدن إسرائيلية شملت مدينة القدس المحتلة وتل أبيب وسط إسرائيل.
واستطاعت الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، اختطاف عدد من الجنود الإسرائيليين ومن سكان البلدات المحاذية للقطاع، واحتجاز آخرين رهائن وفق ما وثقته مقاطع عدة تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي.وجاءت العملية الواسعة بعد يوم من ذكرى حرب السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، حين بدأ الجيشان المصري والسوري عمليتين مباغتين استهدفتا أماكن تواجد الجيش الإسرائيلي في منطقتي سيناء وهضبة الجولان اللتين كانتا تحت سيطرة إسرائيل.
وتمكن الجيش المصري حينها من عبور قناة السويس بنجاح، وحطم حصون خط بارليف، في حين نجح الجيش السوري في التوغل إلى عمق هضبة الجولان، قبل أن تتمكن إسرائيل من استعادة السيطرة عليها.
في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر https://t.co/HzhkdCTsAy pic.twitter.com/AGAJ1Iz1Ks
— 24.ae (@20fourMedia) October 7, 2023 وبين حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 والعملية العسكرية الواسعة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 يقع الإسرائيليون تحت وطأة صدمة كبيرة من نوعية الهجوم الذي استهداف إسرائيل.وبرزت أثار الصدمة في إسرائيل من تساؤلات محللي الصحف الإسرائيلية عن كيفية اختراق خط الدفاع للجيش الإسرائيل
نتانياهو: نحن في حالة حرب https://t.co/MNnOGpOnC0
— 24.ae (@20fourMedia) October 7, 2023 في المنطقة الحدودية لقطاع غزة، وكيفية عبور عشرات المسلحين بمركباتهم إلى داخل مدن ومستوطنات إسرائيلية محاذية لغزة.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن "حماس شنت هجوماً قاتلاً مفاجئاً ضد دولة إسرائيل ومواطنيها، ونحن في حالة حرب"، وسبق تصريحه إعلان الجيش الإسرائيلي حالة التأهب لحرب.
وقال موقع "والا" الإسرائيلي إنه "مثلما حدث في يوم الغفران قبل خمسين عاماً، بعد ساعات من الحرب، لم يقف حتى أحد يرتدي الزي العسكري أمام الجمهور ويشرح ما يجب القيام به".
وأضاف "منذ الساعات الأولى من الصباح، كان كثيرون يقارنون تلك الحرب العظيمة التي اندلعت قبل 50 عاماً باندلاع الحرب الحالية، وفي هذه الحالة هناك أكثر من حاجة إلى إجراء مقارنة رمزية".
وتابع "المقارنة بالطبع تتعلق بعنصر المفاجأة، بالقرب من يوم الغفران والتخطيط الطويل المطلوب للهجوم، وعدم جاهزية المستوى المختار والقيادة العليا في الجيش الإسرائيلي".
وأشار إلى أن انهيار الرواية الإسرائيلية امتد أيضاً إلى الجيش وفروعه، الذي تعرض لصدمة كاملة، رغم الميزانيات الضخمة المخصصة للاستثمار في المجال الرقمي والذخائر الدعائية.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إنه "ليس فقط في إسرائيل، لقد فوجئ العالم أيضاً هذا الصباح بالهجوم المفاجئ المشترك الذي شنته حماس على إسرائيل، ووصف الحدث بأنه فشل استخباراتي كبير"، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ الهجوم بعد حوالي 50 عاماً من حرب "يوم الغفران" وهو الاسم الذي تطلقه إسرائيل على حرب 1973.
وأضافت أن "إسرائيل تعيش حرباً صعبة ذات خصائص لم تعرفها من قبل، ومفاجأة كاملة بعدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين".
هروب جماعي للمستوطنين الإسرائيليين من المستوطنات المحاذية لقطاع غزة pic.twitter.com/cp5dddp3Et
— 24.ae (@20fourMedia) October 7, 2023 وتابعت أن "الفشل عظيم والفشل الاستخباراتي خطير، والتحدي الآن أكبر بمرتين، وأن الحكومة الإسرائيلية لم تلتزم بمهمتها المتمثلة في توفير الأمن لمواطنيها وتفاجأ بأجندة موهومة ومنفصلة. ولم يقم جيش الدفاع الإسرائيلي بمهمته المتمثلة في حماية مواطني إسرائيل".وربط تقرير لشبكة CNN الأمريكية بعد هجوم اليوم والهجوم الذي وقع عام 1973، وذكرت بموقف الولايات المتحدة بتقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل حينها، أمام الدعم الذي أرسله الاتحاد السوفييتي للجيوش العربية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إسرائيل الجيش الإسرائيلي غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
خطا الرئيس السوري أحمد الشرع ثلاث خطوات مُهمة نحو إعادة توحيد سوريا، ومواجهة مشاريع تقسيمها. الأولى، إفشال التمرد المُسلّح الذي قادته خلايا النظام المخلوع في مناطق الساحل بهدف إسقاط الدولة الجديدة وإشعال حرب أهلية. والثانية، إبرام اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها في الدولة الجديدة، والثالثة، الاتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء الجنوبية على دمجها الكامل في مؤسسات الدولة.
مع ذلك، تبقى مُعضلة الجنوب السوري إشكالية ضاغطة على سوريا؛ بسبب التحركات التي بدأتها إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الأسد واحتلالها أجزاء جديدة من الأراضي السورية ومحاولتها تأليب دروز الجنوب على إدارة الرئيس الشرع.
على الرغم من أن إسرائيل سعت في البداية إلى تسويق تحرّكاتها العدوانية في سوريا في إطار مواجهة مخاطر أمنية مزعومة تُهددها، فإن النهج الإسرائيلي أصبح بعد ذلك أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 23 فبراير/ شباط الماضي عن نوايا إسرائيل الإستراتيجية في سوريا. وتتضمن هذه النوايا تحقيق أربعة أهداف متوسطة وبعيدة المدى.
أولًا، تكريس احتلال المنطقة العازلة في الجولان وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية كأمر واقع من خلال ربط التواجد الإسرائيلي فيهما بالتهديدات المزعومة بعيدة المدى التي تواجه إسرائيل من سوريا، وليس القريبة المدى. وبالنظر إلى أن المناطق المُحتلة الجديدة ليست كبيرة من حيث الحجم، فإن إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بها، إما بهدف ضمها لها بشكل نهائي، أو بهدف تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مُحتملة مع النظام الجديد في سوريا.
ثانيًا، محاولة إحداث شرخ كبير بين الدروز في جنوب سوريا والإدارة الجديدة كبوابة لتأسيس كيان درزي كمنطقة عازلة بينها وبين سوريا. ولا تقتصر وسائل إسرائيل بهذا الخصوص على تشجيع النزعة الانفصالية بين الدروز، وتقديم نفسها كحامٍ لهم، بل تشمل كذلك طرح مطلب تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح وعدم انتشار الجيش السوري الجديد فيها، فضلًا عن اعتزام السماح للدروز بالعمل داخل إسرائيل.
ثالثًا، تدمير ما تبقى من الأصول العسكرية التي أصبحت ملكًا للدولة السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد من أجل إضعاف القدرات العسكرية لهذه الدولة، وتقويض قدرتها على امتلاك عناصر القوة لبسط سيطرتها على كافة أراضيها وللتعامل مع التحديات الأمنية الداخلية التي تواجهها، خصوصًا مع الأطراف: (قسد، خلايا النظام في الساحل، والتشكيلات المسلحة في الجنوب). وتندرج هذه الإستراتيجية ضمن أهداف إسرائيل في تشجيع النزعات الانفصالية على الأطراف لإضعاف السلطة المركزية في دمشق.
رابعًا، تقويض قدرة تركيا على الاستفادة من التحول السوري لتعزيز دورها في سوريا، وفي المنافسة الجيوسياسية مع إسرائيل في الشرق الأوسط. ولهذه الغاية، تعمل إسرائيل على مسارات مُتعددة، ليس فقط محاولة إيجاد موطئ قدم لها بين الدروز في الجنوب، بل أيضًا شيطنة الإدارة السورية الجديدة للتأثير على القبول الدولي بها، والضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم الاعتراف بالرئيس الشرع، وإبقاء العقوبات على سوريا كسيف مُصلت عليها لتحقيق مصالح إسرائيل، والضغط كذلك على واشنطن لإقناعها بالحاجة إلى بقاء الوجود العسكري الروسي في سوريا كضرورة لمواجهة نفوذ تركيا.
حتى في الوقت الذي يبدو فيه تقسيم سوريا أو فَدْرلتها أو تحويل الجنوب إلى منطقة منزوعة السلاح (عدم وجود الجيش السوري فيها)، غير مُمكن وغير واقعي، فإنه من المرجح أن تحتفظ إسرائيل باحتلال المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية لفترة طويلة.
كما ستسعى لاستثمار الفترة الطويلة التي ستستغرقها عملية بناء الدولة الجديدة ومؤسساتها العسكرية والأمنية من أجل مواصلة شن ضربات على امتداد الأراضي السورية؛ بذريعة مواجهة تهديدات مُحتملة، أو خطر وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات تُشكل تهديدًا لإسرائيل.
إن هذا النهج الإسرائيلي المُحتمل ينطوي على مخاطر كبيرة على سوريا وإدارتها الجديدة، لأنه سيُقوض من قدرتها على تحقيق استقرار داخلي كامل وبناء مؤسسة عسكرية قوية. ولا تبدو احتمالية الدخول في حرب مع إسرائيل واردة على الإطلاق على جدول أعمال الرئيس الشرع، خصوصًا في هذه المرحلة التي تفرض عليه تركيز أولوياته على إنجاح المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة، وبناء علاقات جيدة مع الغرب من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا وإطلاق عملية إعادة الإعمار.
لقد شدد الشرع في القمة العربية الطارئة، التي عُقدت في القاهرة، على ضرورة العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي الجديدة التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد. ويعمل الشرع على ثلاثة سياقات لمواجهة التحدي الإسرائيلي.
التأكيد على التزامه باتفاقية فض الاشتباك لإظهار رغبته في تجنب أي صدام عسكري مع إسرائيل.
تقويض قدرة إسرائيل على استثمار الانقسامات الطائفية والمجتمعية والعرقية في سوريا من خلال السعي لدمج الحالات على الأطراف: (الشمال الشرقي، الساحل، الجنوب) في الدولة الجديدة.
تعزيز القبول الدولي به لإقناع القوى الفاعلة في المجتمعين: الإقليمي والدولي بالضغط على إسرائيل للحد من اندفاعتها في سوريا، والعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في الجنوب قبل سقوط نظام بشار الأسد.
علاوة على ذلك، يُحاول الشرع توسيع هامش المناورة لديه في مواجهة التحدي الإسرائيلي من خلال تعميق الشراكة الجديدة لسوريا مع تركيا.
على الرغم من وجود مشروع لاتفاقية دفاع مشترك بين تركيا وسوريا، فإن الشرع لا يزال متريثًا في الإقدام على هذه الخطوة لاعتبارات مُتعددة. لكنه في حال تصاعد خطر التحدي الإسرائيلي على استقرار سوريا ووحدتها، فإنه قد يلجأ إلى هذه الاتفاقية للحصول على دعم تركي في تسليح الجيش السوري الجديد، وتعزيز قدرته على مواجهة هذا التحدي.
والخلاصة أن التحدي الإسرائيلي يُوجد عقبات كبيرة أمام نجاح التحول في سوريا، لكنه يُوجد في المقابل فرصًا للشرع لبلورة إستراتيجية متكاملة للتعامل مع هذا التحدي، وتعزيز القبول الدولي به كضمان لمنع اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل في المستقبل.