بنك قطر الوطني: الأسواق الناشئة ستواجه تحديات كبيرة بسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
توقع بنك قطر الوطني QNB أن يواجه النمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة رياحا معاكسة كبيرة، نتيجة تباطؤ الاقتصاد الصيني، وارتفاع أسعار الفائدة في ظل تشديد الأوضاع المالية لكبح التضخم، وضعف الطلب الخارجي.
ولفت البنك في تقريره الأسبوعي إلى أن هذه الأوضاع ستضاعف من التحديات التي تواجه الأسواق الناشئة لإجراء المزيد من الإصلاحات من أجل تحسين أدائها الاقتصادي.
وقال البنك : إنه بشكل عام، من الآن فصاعدا، سيقترب النمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة من وتيرة أكثر اعتدالا، مما كان عليه في العقود السابقة، حيث كانت الأسواق الناشئة نموذجا للديناميكية الاقتصادية، فقد أظهرت العديد من الاقتصادات المزدهرة حول العالم قدرتها على الحفاظ على وتيرة نمو سريعة، إذا توفرت مجموعة مناسبة من السياسات والإصلاحات.
وذكر التقرير أن النمو بالأسواق الناشئة ارتفع بشكل حاد بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، من متوسط معدلات نمو لخمس سنوات قريبة من 4 بالمئة إلى ذروة بلغت 7.6 % في 2007، مبينا أن ذلك يعود إلى صعود الاقتصاد الصيني بسبب تأثيرات مباشرة وغير مباشرة، تتمثل المباشرة باقتراب متوسط معدلات النمو السنوية للصين من 10 % ، وتزايد ثقل الصين بالأسواق الناشئة، حيث أصبحت ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
أما التأثيرات غير المباشرة، فتتجسد في التأثيرات المترتبة على الاقتصادات الأخرى من خلال روابط سلاسل الإمداد، وارتفاع الطلب على السلع المستوردة، والتأثير المتزايد على تدفقات الاستثمار الدولي، حيث كانت وتيرة النمو لافتة مقارنة بالاقتصادات الأكثر تقدما، فخلال الفترة من 2010 - 2019، كان متوسط معدل النمو في الناشئة أعلى بواقع 3.1 نقطة مئوية مما هو عليه في المتقدمة.
وأضاف التقرير، أن معدلات النمو المرتفعة بالأسواق الناشئة، التي استمر لعدة عقود، بدأت تفقد زخمها، خلال السنوات الأخيرة، وتدهور أكثر أثناء جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19"، متوقعا أن يستمر هذا الاتجاه خلال الفترة 2023 - 2024، سيما وأن هناك 3 عوامل رئيسية ستؤثر على أدائها في الفترة القادمة، أولا، هو أن الاقتصاد الصيني يشهد تباطؤا كبيرا مقارنة بأدائه التاريخي قبل الجائحة.
ويرجح أنه وبعد 40 عاما من معدلات النمو المرتفعة، التي بلغ متوسطها 9.5 % ، خلال الفترة 1980 - 2019، أن تنخفض وتيرة النمو في 2023 والسنوات المقبلة إلى أقل من 5 % في المتوسط، وهذا التباطؤ واسع النطاق، ومدفوع بعوامل هيكلية، تشمل البنية الديموغرافية غير المواتية، وتراجع نمو الإنتاجية، وارتفاع مستويات الديون، وتباطؤ الإصلاحات الهيكلية، والتهديد المتزايد المتمثل في التفتت الجغرافي - الاقتصادي.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة الصينية لم تفكر حتى الآن في تنفيذ حزمة تحفيز قوية عبر السياسات المالية، مما يشير إلى اتباعها لنهج أكثر حذرا تجاه النمو طويل الأجل في اقتصاد يعتمد بشدة على الاستدانة، ونظرا لأهمية الاقتصاد الصيني لنمو الأسواق الناشئة، فإن تباطؤه يعني ضمنا تحديا مهما في السنوات المقبلة.
ثانيا، اعتبر البنك أن ارتفاع أسعار الفائدة العالمية، وتشديد الأوضاع المالية، أدى إلى بيئة أكثر صعوبة للنمو، بعد أن قام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بزيادة أسعار الفائدة لكبح جماع التضخم، بأسرع وتيرة منذ أكثر من 4 عقود، حيث تراكمت زيادات قدرها 525 نقطة أساس في أسعار الفائدة منذ منتصف 2022، في حين دفعت دورة البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى الارتفاع بمقدار 400 نقطة أساس.
ورغم أن البنكين المركزيين الرئيسيين في الاقتصادات المتقدمة يقتربان من نهاية دورات التشديد الخاصة بهما، فإنه يتوقع أن تظل أسعار الفائدة العالمية مرتفعة نسبيا، وأن تستمر قيود الائتمان الأكثر صرامة لفترة أطول من الوقت، مما يحد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية بالأسواق الناشئة.
ثالثا، رأى التقرير أن تراجع الطلب الخارجي في الفترة 2023 - 2024 يشير إلى ضعف العوامل المحفزة للنمو الناتجة عن التجارة الدولية، وهذا أمر مهم للاقتصادات التي تعتمد على التجارة في جنوب شرق آسيا، وتمثل مساهمة كبيرة في نمو الأسواق الناشئة كمجموعة.
وخلص التقرير بالإشارة إلى أنه في ظل توقعات نمو أحجام التجارة الدولية في العام 2023 إلى حوالي 1.7 % ، وكذلك غياب ما يدل إلى حدوث تعاف كبير في الطلب الخارجي في الفترة القادمة، فإن هذا الأمر يمثل رياحا معاكسة أخرى للنمو الاقتصادي بالأسواق الناشئة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: بنك قطر الوطني الاقتصاد الصینی الأسواق الناشئة أسعار الفائدة
إقرأ أيضاً:
بشرى سارة قبل رمضان.. تراجع أسعار تلك السلع بالأسواق
شهدت أسعار السلع في مصر انخفاضًا ملحوظًا خلال الأشهر الماضية، حيث توقعت الحكومة المصرية انخفاض أسعار السلع بنسبة تتراوح من 13% ل 20% في الفترة المقبلة، مما سيظهر آثاره خلال شهر رمضان المعظم.
زيادة الصادرات الزراعية
ومن جانبه ، كشف حسين عبدالرحمن ابوصدام الخبير الزراعي ونقيب عام الفلاحين عن انخفاض غير مسبوق في اغلب المنتجات الزراعية الغذائية رغم تخطي الصادرات الزراعية لـ 8 ملايين طن لأول مرة.
ولفت "أبوصدام " خلال تصريحات له ، إلي أن هذا الانخفاض يرجع لتضاعف الجهود الحكومية للسيطرة على الأسعار وزيادة الإنتاج بكافة الطرق الممكنة، مما زاد المعروض من كافة المنتجات.
وتابع قائلا :" ففي منتصف شهر سبتمبر من العام الماضي كانت تتراوح أسعار الطماطم ما بين 20 و40 جنيها واليوم تتراوح اسعارها ما بين 5 الي10 جنيهات وكانت اسعار البطاطس تتراوح من 20 إلى 30 جنيها وتتراوح حاليا من 7 الي 10 جنيهات، وكانت أسعار الخيار تتراوح ما بين 20 و25
واليوم يباع كيلو الخيار من 5 إلى 8 جنيهات".
وأشار "نقيب الفلاحين " إلي أن أسعار الدواجن البيضاء وصلت حاليا في المزرعة لـ 85 جنيها لتصل للمستهلك بـ 95 جنيها، وانخفضت أسعار كرتونة البيض في المزرعة إلى 155 جنيه، واستقرت أسعار اللحوم الحمراء ما بين 350 إلى 400 جنيه للكيلو، وتباع في المنافذ الحكومية ما بين 290 و300 جنيه حسب نوع اللحوم.
وانخفضت أسعار اللبن منزوع الدسم فى المزرعة لـ 5 جنيه للكيلو، وكان منذ أيام قليلة بـ7 جنيهات، فيما يباع كيلو اللبن البلدي البقري كامل الدسم بـ 25 جنيه، بعد إن تجاوز الـ 35 جنيها منذ أيام، ويباع حاليا رطل السمنة البقري الـ 45 جرام بـ 110 جنيه، معلقا :"حيث كان يسود بين المواطنين الحاجة اللي بتغلي مش بترخص تاني".
وأشار أبو صدام إلى أن توجيهات الرئيس السيسي المستمرة للحكومة بدعم الإنتاج والسيطرة على الأسعار وتخفيف الأعباء عن المواطنين أتت ثمارها.
ونشهد موجة من انخفاض الأسعار في معظم المنتجات الغذائية بسبب زيادة الإنتاج ومراقبة الأسواق ودعم المنتجين في كافة قطاغات الإنتاج.
وأكد أبوصدام أن الوعي الشعبي بفترات قلة إنتاج بعض المحاصيل وعدم الانسياق وراء الشائعات والاتجاه نحو استخدام البدائل وترشيد الاستهلاك ساهم لحد كبير في السيطرة على الأسعار، إضافة إلى اعتدال المناخ وزيادة الإنتاج والحملات التفتيشية المستمرة لمنع الاستغلال والاحتكار.
وختم أنه يجب علينا أن نتقدم بالشكر والتقدير لكل الجهات المعنية التي تسعى بكل طاقتها للسيطرة على الأسعار، وتخفيف الأعباء عن المواطنين.